بحر البسيط من البحور حسنة التقسيم، المناسبة للإنشاد والغناء، قال عنه أبو العلاء: ((وليس في الشعر أشرف منهما وزناً وعليهما جمهور شعر العرب وإذا اعترضت الديوان من دواوين الفحول كان أكثر ما فيه طويلاً وبسيطاً)).
وهو من أقدم البحور الشعرية التي كتب عليها الشعراء منذ العصر الجاهلي حتى عصرنا الحديث، كُتِبت عليه قصائد شهيرة من عيون الشعر العربي، منها: معلقة الأعشى، ومعلقة النابغة الذبياني، قصيدة (بانت سعاد) لكعب بن زهير، وقصيدة البردة للبوصيري ونهج البردة لأحمد شوقي.
يعتمد هذا البحر على تفعيلة مزدوجة مكررة هي: (مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ)
تفعيلة (مُسْتَفْعِلُنْ) مضى شرحها في بحر الرجز، وقد تطرأ عليها بعض التغييرات، وهي:
- الخَبْنُ: وهو حذف الثاني الساكن، فتصير (مُتَفْعِلُنْ).
- الطَّيُّ: وهو حذف الرابع الساكن، فتصير (مُسْتَعِلُنْ).
- الخَبْلُ: وهو اجتماع الخبن والطيّ، فتصير (مُتَعِلُنْ).
- القَطْعُ: وهو حذف آخرها وتسكين ما قبله، فتصير (مُسْتَفْعِلْ)
- الكَبْلُ: وهو اجتماع الخبن والقطع، فتصير (مُتَفْعِلْ).
أما تفعيلة فاعلن فقد سبقت في بحر المتدارك، وقد يطرأ عليها:
- الخَبْنُ: فتصير (فَعِلُنْ).
- القطع: فتصير (فاعِلْ).
الصورة الأساسية لبحر البسيط هي مستفعلن
فاعلن مكررة أربع مرات، على هذا النحو:
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
استُخدم هذا البحر تامًّا ومجزوءًا:
أولا – التام: وله صورتان اثنتان:
الصورة الأولى – العروض مخبونة والضرب
مخبون مثلها على هذا النحو:
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
*وهي صورة شائعة في الشعر الوارد على بحر
البسيط*
وقد جاء على هذه الصورة قول الأعشى:
وَدِّعْ
هُرَيْرَةَ، إنَّ الرَّكْبَ مُرْتحِلُ |
وَهَلْ
تُطِيْقُ وَداعًا أيُّها الرَّجلُ |
|
غَرّاءُ
فرعاء مصقولٌ عوارِضُها |
تَمْشِي
الهُوَينى كما يَمشيْ الوَجِيْ الوَحِلُ |
|
كأنَّ
مِشْيَتَها من بيتِ جارَتِها |
|
مَرُّ
السَّحابةِ لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ |
تقطيع الأبيات:
التقطيع الصوتي:
وَدْ دِعْ هُ رَيْ رَ تَ إِنْ نَرْ رَكْ
بَ مُرْ تَ حِ لُو و هَلْ تُ طِيْ قُ وَ
دا عَنْ أيْ يُ هَرْ رَ جُ لُو
غَرْ را أُ فَرْ عَا أُ مَصْ قُوْ لُنْ
عَ وَاْ رِ ضُ ها تَمْ شِلْ هُ وَيْ
نَا كَ ما يَمْ شِلْ وَ جِلْ وَ حِ لُوْ
كَ أَنْ نَ مِشْ يَ تَ هَا مِنْ بَيْ تِ
جَا رَ تِ ها مَرْ رُسْ سَ حَا بَ تِ لا
رَيْ ثُنْ و لا ع ج لُو
التقطيع العروضي:
وَدْدِعْهُرَيْ |
رَتَإِنْ |
نَرْرَكْبَمُرْ |
تَحِلُو |
وَهَلْتُطِيْ |
قُوَدَا |
عَنْأَيْيُهَرْ |
رَجُلُوْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
مُتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
وَدْدِعْهُرَيْ |
فَعِلُنْ |
نَرْرَكْبَمُرْ |
فَعِلُنْ |
وَهَلْتُطِيْ |
فَعِلُنْ |
عَنْأَيْيُهَرْ |
فَعِلُنْ |
|
|
|
|
|
|
|
|
مُسْتَفْعِلُنْ |
رَتَإِنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
تَحِلُو |
مُتَفْعِلُنْ |
قُوَدَا |
مُسْتَفْعِلُنْ |
رَجُلُوْ |
غَرْراءُفَرْ |
عَاْؤُمَصْ |
قُوْلُنْعوا |
رِضُها |
تَمْشِلْهُوَيْ |
نَاكَمَا |
يَمْشِلْوَجِلْ |
وَحِلُوْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
غَرْراءُفَرْ |
فاعِلُنْ |
قُوْلُنْعوا |
فَعِلُنْ |
تَمْشِلْهُوَيْ |
فَاعِلُنْ |
يَمْشِلْوَجِلْ |
فَعِلُنْ |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
مُسْتَفْعِلُنْ |
عَاْؤُمَصْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
رِضُها |
مُسْتَفْعِلُنْ |
نَاكَمَا |
مُسْتَفْعِلُنْ |
وَحِلُوْ |
كَاَنْنَمِشْ |
يَتَهَاْ |
مِنْبَيْتِجَاْ |
رَتِهَاْ |
مَرْرُسْسَحَاْ |
بَتِلَلاْ |
رَيْثُنْوَلَاْ |
عَجَلُوْ |
مُتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
كَاَنْنَمِشْ |
فَعِلُنْ |
مِنْبَيْتِجَاْ |
فَعِلُنْ |
مَرْرُسْسَحَاْ |
فَعِلُنْ |
رَيْثُنْوَلَاْ |
فَعِلُنْ |
مُتَفْعِلُنْ |
يَتَهَاْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
رَتِهَاْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
بَتِلَلاْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
عَجَلُوْ |
الصورة الثانية – العروض مخبونة والضرب
مقطوع على هذا النحو:
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فاعِلْ |
ومن هذه الصورة قول الشاعر:
لِكُلِّ شيءٍ إذا ما تَمَّ نُقْصانُ |
|
فلا يُغَرَّ بطِيبِ العَيْشِ إنسانُ |
هِيَ الأمورُ – كما شاهدتُها – دُوَلٌ |
|
مَنْ سَرَّه زَمنٌ ساءَتْهُ أزمانُ |
التقطيع الصوتي:
لِ كُلْ لِ شَيْ إنْ إِ ذا ما تَمْ مَ
نُقْ صَا نُوْ فَ لا يُ غَرْ رَ بِ
طِيْ بِلْ عَيْ شِ إنْ سا نُوْ
هِ يَلْ أُ مُوء رُ كَ مَا شَا هَدْ تُ
هَا دُ وَ لُنْ مَنْ سَرْ رَ هُوْ زَ
مَ نُنْ سا أتْ هُ أزْ مَا نُوْ
لِكُلْلِشَيْ |
إنْإِذا |
ماتَمْمَنُقْ |
صَانُوْ |
فَلَايُغَرْ |
رَبِطِيْ |
بِلْعَيْشإنْ |
سَانُوْ |
مُتَفْعِلُنْ |
فاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلْ |
مُتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلْ |
لِكُلْلِشَيْ |
فاعِلُنْ |
ماتَمْمَنُقْ |
فَاعِلْ |
فَلَايُغَرْ |
فَعِلُنْ |
بِلْعَيْشإنْ |
فَاعِلْ |
مُتَفْعِلُنْ |
إنْإِذا |
مُسْتَفْعِلُنْ |
صَانُوْ |
مُتَفْعِلُنْ |
رَبِطِيْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
سَانُوْ |
هِيَلْأُمُوْ |
رُكَمَا |
شَاهَدْتُها |
دُوَلُنْ |
مَنْسَرْرَهُو |
زَمَنُنْ |
ساءَتْهُأَزْ |
مَانُوْ |
مُتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فاعِلْ |
هِيَلْأُمُوْ |
فَعِلُنْ |
شَاهَدْتُها |
فَعِلُنْ |
مَنْسَرْرَهُو |
فَعِلُنْ |
ساءَتْهُأَزْ |
فاعِلْ |
مُتَفْعِلُنْ |
رُكَمَا |
مُسْتَفْعِلُنْ |
دُوَلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
زَمَنُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَانُوْ |
ونلاحظ في البيت الأول أن تفعيلة العروض
جاءت مقطوعة، وهذا ليس ملتزمًا في باقي أبيات القصيدة، ولكن الشاعر أتى به على
سبيل التصريع، ولذلك لا يُعد صورة مستقلة من صور أعاريض البسيط.
ثانيًا – البسيط المجزوء، ويكون ثلاث
تفعيلات في كل شطر على هذا النحو:
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
ومن أهم صور البسيط المجزوء اثنتان:
الصورة الأولى: العروض صحيحة والضرب
صحيح مثلها على هذا النحو:
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
وعلى هذه الصورة جاء قول الشاعر:
مَاذا وُقُوفي على رَبْعٍ عَفَا مُخْلَولِقٍ دارسٍ مُسْتَعْجِمِ
التقطيع الصوتي:
ما ذَا وُ قُوْ فِيْ عَ لا رَبْ عِنْ عَ
فا مُخْ لَوْ لِ قِنْ دا رِ سِنْ مُسْ
تَعْ جِ مِيْ
التقطيع العروضي:
ماذاوُقُوْ |
فِيْعَلا |
رَبْعِنْعَفا |
مُخْلَوْلِقِنْ |
دارِسِنْ |
مُسْتَعْجِمِ |
مُستَفْعِلُنْ |
فاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فاعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
ماذاوُقُوْ |
فاعِلُنْ |
رَبْعِنْعَفا |
مُسْتَفْعِلُنْ |
دارِسِنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مُستَفْعِلُنْ |
فِيْعَلا |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مُخْلَوْلِقِنْ |
فاعِلُنْ |
مُسْتَعْجِمِ |
الصورة الثانية: العروض مخبونة مقطوعة،
والضرب مخبون مقطوع مثلها، أي حُذف الثاني الساكن، وحذف السابع وسُكِّن ما قبله،
فتصير التفعيلة "مُتَفْعِلْ"، واجتماع الخبن والقطع يُسمى الكَبْل، وهذه
الصورة هي الأكثر ورودًا من بين صور مجزوء البسيط، وقد شاع بين العروضيين تسمية
هذه الصورة مُخلّع البسيط، أو المخلَّع المكبول، ويكون على هذا النحو:
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُتَفْعِلْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُتَفْعِلْ |
وقد جاءت عليها قصائد كثيرة، قديمة
وحديثة، منها قول الشاعر:
|
والسِّحْرُ
والعِطرُ والظِّلالُ |
|
ظَمْآنُ
والكأْسُ في يديهِ |
|
والفَنُّ
والحُبُّ والجمالُ |
التقطيع الصوتي:
مُ سا فِ رُنْ زا دُ هُلْ خَ يا
لُوْ وَسْ سِحْ رُ وَلْ عِطْ رُ وَظْ
ظِ لا لُوْ
ظَمْ أَأْ نُ وَلْ كأْ سُ فِيْ يَ دَيْ
هِيْ وَلْ فَنْ نُ وَلْ حُبْ بُ وَلْ جَ
ما لُوْ
التقطيع العروضي:
مُسافِرُنْ |
زادُهُلْ |
خَيَالُوْ |
وَسْسِحْرُوَلْ |
عِطْرُوَظْ |
ظِلَلالُوْ |
مُتَفْعِلُنْ |
فاعِلُنْ |
مُتَفْعِلْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُتَفْعِلْ |
مُسافِرُنْ |
فاعِلُنْ |
خَيَالُوْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
عِطْرُوَظْ |
مُتَفْعِلْ |
مُتَفْعِلُنْ |
زادُهُلْ |
مُتَفْعِلْ |
وَسْسِحْرُوَلْ |
فَاعِلُنْ |
ظِلَلالُوْ |
ظَمْأَأْنُوَلْ |
كَأْسُفِيْ |
يَدَيْهِيْ |
وَلْفَنْنُوَلْ |
حُبْبُوَلْ |
جَمَالُوْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فَاعِلُنْ |
مُتَفْعِلْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
فاعِلُنْ |
مُتَفْعِلْ |
ظَمْأَأْنُوَلْ |
فَاعِلُنْ |
يَدَيْهِيْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
حُبْبُوَلْ |
مُتَفْعِلْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
كَأْسُفِيْ |
مُتَفْعِلْ |
وَلْفَنْنُوَلْ |
فاعِلُنْ |
جَمَالُوْ |
|
لمشاهدة المحاضرة اضط هنا
لقراءة قصائد مختارة على بحر البسيط اضغط هنا
تكليف:
اختر بيتًا من قصيدة على وزن البسيط وفي ورقة خارجية قطِّعه صوتيًّا وعروضيًّا، وامزج بين حروف البيت والتفعيلات على النحو الذي تعلمته، ثم سجله بصوتك، وأرسله على هذا الرابط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق