الثلاثاء، 16 فبراير 2021

بحر الخفيف


 

بحر الخفيف من البحور ذات الإيقاع المركب، الذي يحتاج للطرب به إلى أذن مرهفة وذوق رفيع، يحتل مكانة متميزة في شعر العرب قديمه وحديثه.

وهو من أقدم البحور الشعرية التي كتب عليها الشعراء منذ العصر الجاهلي حتى عصرنا الحديث، كُتِبت عليه قصائد شهيرة من عيون الشعر العربي، منها في القديم: معلقة الحارث بن حلزة، وفي الحديث: مطولة أمير الشعراء أحمد شوقي (كبار الحوادث في وادي النيل)

يعتمد هذا البحر على تفعيلة تفعيلتين، هما (فاعلاتن) و(مُستفع لن).

تفعيلة (فاعلاتن) مضى شرحها في بحر الرمل، وقد تطرأ عليه التغييرات الآتية:

- الخبن: وهو حذف الثاني الساكن، فتصير(فَعِلاتُن).

- الْكَفّ فتصير: وهو حذف السابع الساكن، فتصير (فاعِلاتُ).
- الشَّكْل فتصير: وهو اجتماع الخبن والكف، فتصير (فعِلاتُ).

- التشعيث: وهو حذف أول الوتد المجموع، فتصير (فالاتن).

تفعيلة (مُستفعِ لن) قد تطرأ عليها بعض التغييرات، وهي:

- الخبن: وهو حذف الثاني الساكن، فتصير(متفعِ لنْ).
- الْكَفّ: وهو حذف السابع الساكن، فتصير ( مُسْتَفْعِ لُ).
- الشَّكْل: وهو اجتماع الخبن والكف، فتصير ( مُتَفْعِ لُ).

- القَصْرُ: وهو حذف آخرها وتسكين ما قبله، فتصير (مُتَفْعِ لْ).

الصورة الأساسية لبحر الخفيف على هذا النحو:

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

فَاعِلاتُنْ

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

فَاعِلاتُنْ

استُخدم هذا البحر تامًّا ومجزوءًا:

أولا – التام: وله صورتان اثنتان:

الصورة الأولى – العروض صحيحة والضرب صحيح مثلها، على هذا النحو:

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

فَاعِلاتُنْ

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

فَاعِلاتُنْ

*وهي صورة شائعة في الشعر الوارد على بحر الخفيف*

وقد جاء على هذه الصورة قول أبي العلاء المعري:

صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْ

 

بَ فأينَ الْقُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ

خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ ال

 

أرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ

سِرْ إنِ اسْطَعْتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً

 

لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ

تقطيع الأبيات:

البيت الأول:

التقطيع الصوتي:

صا حِ ها ذِيْ قُ بُوْ رُ نا تَمْ لَ أُرْ رُحْ     بَ فَ أيْ نَلْ قُ بُوْ رُ مِنْ عَهْ دِ عَا دِيْ

التقطيع العروضي:

صاحِهاذِيْ

قُبُورُنا

تَمْلأُرْرُحْ

بَفَأَيْنَلْ

قُبُورُمِنْ

عَهْدِعادِي

فَاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

فَاعِلاتُنْ

فعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

فَاعِلاتُنْ


صاحِهاذِيْ

مُتَفْعِ لُنْ

تَمْلأُرْرُحْ

فعِلاتُنْ

قُبُورُمِنْ

فَاعِلاتُنْ


فَاعِلاتُنْ

قُبُورُنا

فَاعِلاتُنْ

بَفَأَيْنَلْ

مُتَفْعِ لُنْ

عَهْدِعادِي

 البيت الثاني:

خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ ال

 

أرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ

التقطيع الصوتي:

خَفْ فِ فِلْ وَطْ أَ ما أ ظُنْ نُ أ دِيْ مَلْ     أرْ ضِ إلْ لا مِنْ ها ذِ هِلْ أجْ سا دِيْ

التقطيع العروضي:

خَفْفِفِلْوَطْ

أَمَاأَظُنْ

نُأَدِيْمَلْ

أَرْضِإلْلا

مِنْهاذِهِلْ

أجْسادِي

فَاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

فَعِلاتُنْ

فعِلاتُنْ

مُتسْفْعِ لُنْ

فَالاتُنْ


خَفْفِفِلْوَطْ

مُتَفْعِ لُنْ

نُأَدِيْمَلْ

فعِلاتُنْ

مِنْهاذِهِلْ

فَالاتُنْ

 

فَاعِلاتُنْ

أَمَاأَظُنْ

فَعِلاتُنْ

أَرْضِإلْلا

مُتسْفْعِ لُنْ

أجْسادِي

 البيت الثالث:


سِرْ إنِ اسْطَعْتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً

 

لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ

التقطيع الصوتي:

سِرْ إِ نِسْ طَعْ تَ فِلْ هَ وا إِ رُ وَيْ دَنْ      لَخْ تِيْ يا لَنْ عَ لا رُ فا تِلْ عِ با دِيْ

سِرْإِنِسْطَعْ

تَفِلْهَوا

إِرُوَيْدَنْ

لَخْتِيَالَنْ

عَلَارُفا

تِلْعِبادِيْ

فَاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

فَعِلاتُنْ

فاعِلاتُنْ

مُتفْعِ لُنْ

فاعِلاتُنْ

 

سِرْإِنِسْطَعْ

مُتَفْعِ لُنْ

إِرُوَيْدَنْ

فاعِلاتُنْ

عَلَارُفا

فاعِلاتُنْ

 

 

 

 

 

 

فَاعِلاتُنْ

تَفِلْهَوا

فَعِلاتُنْ

لَخْتِيَالَنْ

مُتفْعِ لُنْ

تِلْعِبادِيْ

 

الصورة الثانية – العروض صحيحة والضرب محذوف، على هذا النحو:

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

فَاعِلاتُنْ

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

فَاعِلا

ومن هذه الصورة قول الشاعر:

خلِّ عنكَ الأسَى وعِشْ مَطمئنًّا

 

في ظلالِ المُنَى ودِفْءِ الهَوَى

التقطيع الصوتي:

خَلْ لِ عَنْ كَلْ أَ سَا وَ عِشْ مُطْ مَ إِنْ نَنْ    فِيْ ظِ لا لِلْ مُ نَا وَ دِفْ إِلْ هَ وَا

التقطيع العروضي:

خَلْلِعَنْكَلْ

أَساوَعِشْ

مُطْمَئِنْننْ

فِيْظِلَالِلْ

مُناوَدفْ

إِلْهَوَا

فَاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

فَاعِلاتُنْ

فاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

فَاعِلا

 

خَلْلِعَنْكَلْ

مُتَفْعِ لُنْ

مُطْمَئِنْننْ

فاعِلاتُنْ

مُناوَدفْ

فَاعِلا

 

فَاعِلاتُنْ

أَساوَعِشْ

فَاعِلاتُنْ

فِيْظِلَالِلْ

مُتَفْعِ لُنْ

إِلْهَوَا

 

الصورة الثالثة – العروض محذوفة والضرب محذوف مثلها، على هذا النحو:

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

فَاعِلا

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

فَاعِلا

ومنها قول الشاعر:

إنْ قَدَرنا يومًا على عامِرٍ

 

نَنْتَصِفْ منهُ أو ندعهُ لكمْ

التقطيع الصوتي:

إن قَ دَرْ نا يَوْ مَنْ عَ لا عا مِ رِنْ     نَنْ تَ صِفْ مِنْ هُ أوْ نَ دَعْ هُو لَ كُمْ

التقطيع العروضي:

إنْقَدَرْنا

يَوْمَنْعَلا

عامِرِنْ

نَنْتَصِفْمِنْ

هُأَوْنَدَعْ

هُوْلَكُمْ

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِ لُنْ

فَاعِلا

فاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

فَاعِلا

 

إنْقَدَرْنا

مُسْتَفْعِ لُنْ

عامِرِنْ

فاعِلاتُنْ

هُأَوْنَدَعْ

فَاعِلا

 

فَاعِلاتُنْ

يَوْمَنْعَلا

فَاعِلا

نَنْتَصِفْمِنْ

مُتَفْعِ لُنْ

هُوْلَكُمْ

 

ثانيًا – الخفيف المجزوء، ويكون تفعيلتين في كل شطر على هذا النحو:

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

وله صورتان:

الصورة الأولى: العروض صحيحة والضرب صحيح مثلها على هذا النحو:

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِ لُنْ

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِ لُنْ

*وهي صورة شائعة في مجزوء الخفيف*

ويكثر خَبْنُ تفعيلة العروض فتصير (مُتَفْعِ لُنْ).

وعلى هذه الصورة جاء قول البهاء زُهير:

غِبتَ عَنّي فَما الخَبَرْ

 

ما كَذا بَينَنا اِشتَهَر

لا تَلُم فيكَ عاشِقاً

 

رامَ صَبراً فَما قَدَر

أَنكَرَت مُقلَتي الكَرى

 

حينَ عَرَّفتَها السَهَر

البيت الأول:

غِبتَ عَنّي فَما الخَبَرْ

 

ما كَذا بَينَنا اِشتَهَر


التقطيع الصوتي:

غِبْ تَ عَنْ نِيْ فَ مَلْ خَ بَرْ   ما كَ ذا بَيْ نَ نَشْ تَ هَرْ

التقطيع العروضي:

غِبْتَعَنْنِيْ

فَمَلْخَبَرْ

ماكَذَابَيْ

نَنَشْتَهَرْ

فَاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

فاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

 

غِبْتَعَنْنِيْ

مُتَفْعِ لُنْ

ماكَذَابَيْ

مُتَفْعِ لُنْ

 

فَاعِلاتُنْ

فَمَلْخَبَرْ

فاعِلاتُنْ

نَنَشْتَهَرْ

 البيت الثاني:

لا تَلُم فيكَ عاشِقاً

 

رامَ صَبراً فَما قَدَر

التقطيع الصوتي:

لا تَ لُمْ فِيْ كَ عا شِ قَنْ     را مَ صَبْ رَنْ فَ مَا قَ دَرْ

التقطيع العروضي:

لاتَلُمْفِيْ

كَعَاشِقَنْ

رَامَصَبْرَنْ

فَماقَدَرْ

فَاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

فاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

 

لاتَلُمْفِيْ

مُتَفْعِ لُنْ

رَامَصَبْرَنْ

مُتَفْعِ لُنْ

 

فَاعِلاتُنْ

كَعَاشِقَنْ

فاعِلاتُنْ

فَماقَدَرْ

 البيت الثالث:

أَنكَرَت مُقلَتي الكَرى

 

حينَ عَرَّفتَها السَهَر

التقطيع الصوتي:

أَنْ كَ رَتْ مُقْ لَ تِلْ كَ رَا     حِيْ نَ عَرْ رَفْ تَ هَسْ سَ هَرْ

التقطيع العروضي:

أَنْكَرَتْمُقْ

لَتِلْكَرَا

حِيْنَعَرْرَفْ

تَهَسْسَهَرْ

فَاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

فاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

 

أَنْكَرَتْمُقْ

مُتَفْعِ لُنْ

حِيْنَعَرْرَفْ

مُتَفْعِ لُنْ

 

فَاعِلاتُنْ

لَتِلْكَرَا

فاعِلاتُنْ

تَهَسْسَهَرْ

 

الصورة الثانية – العروض صحيحة والضرب مخبون مقصور، على هذا النحو:

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِ لُنْ

فَاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لْ

ومنها قول الشاعر:

كُلُّ خَطْبٍ إنْ لمْ تكو

 

نُوا غَضِبْتُمْ يسيرُ

التقطيع الصوتي:

كُلْ لُ خَطْ بِنْ إن لَمْ تَ كُو     نُو غَ ضِبْ تُمْ يَ سِيْ رُوْ

التقطيع العروضي:

كُلْلُخَطْبِنْ

إنْلَمْتَكُو

نُوْغَضِبْتُمْ

يَسِيْرُوْ

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِ لُنْ

فاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لْ

 

كُلْلُخَطْبِنْ

مُسْتَفْعِ لُنْ

نُوْغَضِبْتُمْ

مُتَفْعِ لْ

 

فَاعِلاتُنْ

إنْلَمْتَكُو

فاعِلاتُنْ

يَسِيْرُوْ

 

الصورة الثالثة – وهي صورة حسنةٌ، مُستحدثة في الشعر المعاصر؛ لمناسبة الغناء: العروض صحيحة والضرب مُذَيّل، والتذييل إضافة ساكن إلى السبب الخفيف في آخرها، وتكون على هذا النحو:

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِ لُنْ

فَاعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِ لانْ

ومنها قول كامل الشنّاوي:

كَيفَ يا قلْبُ ترتضي

 

طَعنةَ الغَدرِ في خُشُوعْ

وتُدارِي جُحودَها

 

في رِداءٍ من الدُّموعْ

لستَ قلبي وإنَّما

 

خِنجرٌ أنتَ في الضُّلوعْ

التقطيع الصوتي:

كَيْ فَ يا قَلْ بُ تَرْ تَ ضِيْ     طَعْ نَ تَلْ غَدْ رِ فِيْ خُ شُوْعْ

وَ تُ دا رِيْ جُ حُوْ دَ ها      فِيْ رِ دا إِنْ مِ نَدْ دُ مُوْعْ

لَسْ تَ قَلْ بِيْ وَ إنْ نَ ما     خِنْ جَ رُنْ أنْ تَ فِضْ ضُ لُوْعْ

التقطيع العروضي:

كَيْفَياقَلْ

بُتَرْتَضِيْ

طَعْنَتَلْغَدْ

رِفِيْخُشُوْعْ

فَاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

فاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لانْ

 

كَيْفَياقَلْ

مُتَفْعِ لُنْ

طَعْنَتَلْغَدْ

مُتَفْعِ لانْ

 

فَاعِلاتُنْ

بُتَرْتَضِيْ

فاعِلاتُنْ

رِفِيْخُشُوْعْ

 

وتُدارِيْ

جُحُوْدَها

فِيْرِدائنْ

مِنَدْدُمُوْعْ

فَعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

فاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لانْ

 

وتُدارِيْ

مُتَفْعِ لُنْ

فِيْرِدائنْ

مُتَفْعِ لانْ

 

فَعِلاتُنْ

جُحُوْدَها

فاعِلاتُنْ

مِنَدْدُمُوْعْ

 

لَسْتَقَلْبِيْ

وإنْنَما

خِنْجَرُنْأَنْ

تَفِضْضُلُوعْ

فَاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لُنْ

فاعِلاتُنْ

مُتَفْعِ لانْ

 

لَسْتَقَلْبِيْ

مُتَفْعِ لُنْ

خِنْجَرُنْأَنْ

مُتَفْعِ لانْ

 

فَاعِلاتُنْ

وإنْنَما

فاعِلاتُنْ

تَفِضْضُلُوعْ

التكليف:

ادخلْ على هذا الرابط واختر بيتًا من الخفيف التام، وبيتًا من المجزوء، وقطع كلا منهما في ورقة صوتيًّا وعروضيًّا، وامزجْ بين التفعيلات وبين حروف البيت، على النحو الذي تعلمته، ثم سجل ذلك بصوتك وأرسله على هذا الرابط.

لقراءة قصائد مختارة على بحر الخفيف اضغط هنا



تقطيع بيت الحارث بن حِلِّزة:

آذَنَتْنا ببينِها أسماءُ     رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ منهُ الثَّواءُ

الطاب: محمد حسيني بن مكاميل



تقطيع بيت المتنبي:

صَحِبَ الناسُ قبلَنا ذا الزمانا    وعَناهمْ من شأنِهمْ ما عَنا

الطالب: نواف بن سعود بن عبدالعزيز الدايل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق