الخميس، 9 يوليو 2020

قصائد على بحر الهزج


أُحيحة بن الجلاح (جاهلي):

أَلا أَبلِغ سُهَيلاً أَنَّـ

ـني ما عِشتُ كافيكا

فَلا يُلهيكَ عِن مالِـ

ـكَ في قَومٍ تَرائِيكا

وَشَدِّد طَبَقَ الحَيزو

مِ إِنَّ المَوتَ لاقيكا

وَلا تَجزَع مِنَ المَوتِ

إِذا حَلَّ بَواديكا

فَقَد أَعلَمُ أَقواماً

وَإِن كانوا صَعاليكا

مَساريعاً إِلى النَجدا

تِ لِلغَيِّ مِتاريكا

وَخَفِّض عَنكَ في المِشـ

ـيَةِ لا يُغني تَبازيكا


الخِرنق بنت بدر (جاهلية):

عَفا مِن آلِ لَيلى السَهـ

ـبُ فَالأَملاحُ فَالغَمرُ

فَعَرقٌ فَالرِماحُ فَالـ

ـلِوى مِن أهلِهِ قَفرُ

وَأُبلِيٌّ إِلى الغَرّا

ءِ فَالمَأوان فَالحَجرُ

فَأَمواهُ الدَّنا فَالنَجـ

ـدُ فَالصَحراءُ فَالنَسرُ

فَلاةٌ تَرتَعيها العيـ

ـنُ فَالظُلمانُ فَالعُفُر

الفند الزماني (جاهلي):

يدوا القومَ إنَّ الظُل

مَ لا يرضاهُ دَيَّانُ

وإنَّ النارَ قَد تُصـ

ـبِحُ يوماً وَهي نِيرانُ

وفي العُدوانِ للعدوا

نِ تَوهينٌ واقران

وفي القومِ معاً للقو

مِ عندَ البأسِ أقرانُ

وبعضُ الحلمِ يومَ الجه

لِ للذلَّةِ إذعانُ

كففنا عن بني هندٍ

وقُلنا القَومُ اخوانُ

عسى الأيامُ أن يرجِعـ

ـنَ قوماً كالذي كانوا

فلمّا صرَّحَ الشَّرُّ

بدا والشَّرُّ وعُريانُ

ولم يبقَ سوى العدوا

نِ دِنّاهم كما دانوا

أُناسٌ أَصلُنا منهم

ودِنّا كالذي دانوا

وكُنّا معهم نرمي

فنحن اليومَ أُحدانُ

وفي الطّاعةِ للجا

هلِ عندَ الحُرِّ عِصيانُ

فلما أُبيَ الصُلحَ

وفي ذلكَ خِذلانُ

شَدَدنا شدَّةَ الليثِ

غدا والليثُ غَضبانُ

بضَربٍ فيه تأثِيمٌ

وتفجيعٌ وارنانُ

وقد أدهُنُ بعض القومِ

إذ في البَغيِ ادهانُ

وقد حلَّ بكل الحيِّ

بَعدَ البَغيِ إمكانُ

بطَعنٍ كفمِ الزِّقِّ

غدا والزِّقُّ ملآنُ

له بادِرَةٌ من

أحمرِ الجَوفِ وثُعبانُ

وفي الشَّرِّ نجاةٌ حينَ

لا يُنجِيكَ إحسانُ

ودانَ القومُ أن

لَقِيَ الفِتيانَ فِتيانُ

المسيب بن علس جاهلي:

وَقَد أَختَلِسُ الطَعنَـ

ـةَ لا يَدمى لَها نَصلي

كَجَيبِ الدِفنِسِ الورها

ءَ ريعَت وَهيَ تَستَفلي

عمرو بن معديكرب (ت41ه):

وقد كنتُ إذا ما الحيُّ

يوماً كرهوا صُلحي

أَلُفُّ الخيلَ بالخيلِ

وأكفي النَّبحَ بالنَّبحِ

لبيد بن ربيعة (41هـ):

عَرَفتُ المَنزِلَ الخالي

عَفا مِن بَعدِ أَحوالِ

عَفاهُ كُلُّ هَتّانٍ

عَسوفِ الوَبلِ هَطّالِ

عمر بن أبي ربيعة (ت93ه):

أَلا حَيِّ الَّتي قامَت

عَلى خَوفٍ تُحَيِّينا

فَفاضَت عَبرَةٌ مِنها

فَكادَ الدَمعُ يُبكينا

لَئِن شَطَّت بِها دارٌ

عَنوجٌ بِالهَوى حينا

لَقَد كُنّا نُؤاتيها

وَقَد كانَت تُؤاتينا

فَلا قُربٌ لَها يَشفي

وَلَيسَ البُعدُ يُسلينا

وَقَد قالَت لِتِربَيها

وَرَجعُ القَولِ يَعنينا

أَلا يا لَيتَما شِعري

وَما قَد كانَ يَمنينا

أَموفٍ بِالَّذي قالَ

وَما قَد كانَ يُعطينا

فَقالَت تِربُها ظَنّي

بِهِ أَن سَوفَ يَجزينا

وَيَعصي قَولَ مَن يَنهى

وَمَن يَعذُلُهُ فينا

كَما نَعصي إِلَيهِ عِن

دَ جِدِّ القَولِ ناهينا

بشار بن برد (ت168هـ):

مِنَ المَشهورِ بِالحُبِّ

إِلى قاسِيَةِ القَلبِ

سَلامُ اللَهِ ذي العَرشِ

عَلى وَجهِكِ يا حِبّي

فَأَمّا بَعدُ يا قُرَّ

ةَ عَيني وَمُنى قَلبي

وَيا نَفسي الَّتي تَسكُ

بُ كُنُ بَينَ الجَنبِ وَالجَنبِ

لَقَد أَنكَرتُ يا عَبدَ

جَفاءً مِنكِ في الكُتبِ

أَعَن ذَنبٍ وَلا وَاللَهِ

ما أَحدَثتُ مِن ذَنبِ

وَلا وَاللَهِ ما في الشَر

قِ مِن أُنثى وَلا الغَربِ

سِواكِ اليَومَ أَهواها

عَلى جِدٍّ وَلا لِعبِ

إبراهيم بن هرمة (ت176ه):

أَلَم تأرَق لِضَوءِ البَر

قِ في أَسحَمَ لَمّاحِ

كَأَعناقِ نِساءِ الهِن

دِ قَد شيبَت بِأَوضاحِ

تُوءَامِ الوَدقِ كالزاحِ

فِ يُزجى خَلفَ أَطلاحِ

كَأَنَّ العازِفَ الجِنِّي

يَ أَو أَصواتَ أَنواحِ

عَلى أَرجائِها الغُرُّ

تَهَديِّها بِمِصباحِ

فَقالَ الضَبُّ لِلضِفدَ

عِ في بَيداءَ قِرواحِ

تأمَّل كَيفَ تَنجو اليَو

مَ مِن كَربٍ وَتَطراحِ

فَإِنّي سابِحٌ ناجٍ

وَما أَنتَ بِسَبّاحِ

فَلَمّا دَقَّ أَنفُ المُز

نِ أَبدى خَيرَ إِرواحِ

وَسَحَّ الماءُ مِن مُستَح

لَبٍ بِالماءِ سَحّاحِ

رأى الضَبُّ مِن الضِفدَ

عِ عَوماً غَيرَ مُنجاحِ

وَحَطَّ العُصمَ يُهوِيها

ثجُوجٌ غَيرُ نَشّاحِ

ثقالُ المَشيِ كالسَكرا

نِ يَمشي خَلفَهُ الصاحي

أبو نواس (ت198هـ):

وَظَبيٍ تَقسِمُ الآجا

لَ بَينَ الناسِ عَيناهُ

وَتوري البَثَّ وَالأَشجا

نَ في القَلبِ ثَناياهُ

وَيَحكي البَدرَ وَقتَ التَم

مِ لِلأَعيُنِ خَدّاهُ

تَعالى اللَهُ ما أَحسَ

نَ ما صَوَّرَهُ اللَهُ

وَلَو مَثَّلَ نَفسَ الحُس

نِ شَخصاً ما تَعَدّاهُ

لَهُ آخِرَةٌ قَد أَش

بَهَت في الحُسنِ دُنياهُ

فَلَو أَنّا جَحَدنا اللَ

هَ يَوماً لَعَبَدناهُ

بِنَفسي مَن إِذا ما النَأ

يُ عَن عَينَيَّ واراهُ

كَفاني أَنَّ جُنحَ اللَي

لِ يَغشاني وَيَغشاهُ

أبو العتاهية (ت 213ه):

يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ

إِذا ما هُوَ ماشاهُ

وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ

دَليلٌ حينَ يَلقاهُ

وَلِلشَكلِ عَلى الشَكلِ

مَقايِيسٌ وَأَشباهُ

وَفي العَينِ غِناً لِلعَي

نِ أَن تَنطِقَ أَفواهُ

وَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ

وَإِيّاكَ وَإِيّاهُ

فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى

حَليماً حينَ آخاهُ

وَذو العُرِّ إِذا ما اِحتَك

كَ ذا الصِحَّةِ أَعداهُ

ابن الرومي (ت283هـ)

أبا العباسِ عُمِّرتَ

صحيحَ الرأي والجسمِ

ولا زلتَ من الخيرا

تِ طُرّاً وافرَ القسمِ

توعَّدتُ بك الدهر

فأعطى بيد السلمِ

وأعفى بالتي أهوى

وباعَ الجهل بالحلمِ

فيا بابي إلى المال

ويا بابي إلى العلمِ

أدِمْ عزمك في أمري

على ما كان في القِدمِ

فما في عودتي يوماً

إلى فضلكَ من إثمِ

وما الحكرةُ بالحِلِّ

ولا المِسكةُ بالحِرمِ

كفافُ العيش كالعرس

وفضلُ العيش كالحلمِ

وما للكهل والفضل

إذا عضَّ على جِذمِ

وزدادت قوةُ الرأي

وبادتْ قوةُ الجُرمِ

كفى مثلي كفى مثلي

من الهجمةِ بالصّرمِ

بلى أبكي لأن أصبح

تُ من قدريَ في هِدمِ

ولي ظرفٌ ولي رأيٌ

وثيقٌ كعُرا العِكمِ

أترضى أن ترى الدهر

وما نوَّه لي باسمِ

وفي لطفك طلَّسْمٌ

بحالي أيُّ طِلَّسمِ

البحتري (ت284ه):
فؤادي مِنكَ مَلآنُ
وَسِرّي فيكَ إِعلانُ
وَأَنتَ الحُسنُ لَو كا
نَ وَراءَ الحُسنِ إِحسانُ
غَزالٌ فيهِ إِعراضٌ
وَإِبعادٌ وَهِجرانُ
وَدونَ النُجحِ مِن مَوعو
دِهِ مَطلٌ وَلَيّانُ
سَقاني كَأسَهُ شَزراً
وَوَلّى وَهوَ غَضبانُ
وَفي القَهوَةِ أَشكالٌ
مِنَ الساقي وَأَلوانُ
حَبابٌ مِثلَ مايَضحَ
كُ عَنهُ وَهوَ جَذلانُ
وَسُكرٌ مِثلَ ما أَسكَ
رَ طَرفٌ مِنهُ وَسنانُ
وَطَعمُ الريقِ إِذ جادَ
بِهِ وَالصَبُّ هَيمانُ
لَنا مِن كَفِّهِ راحٌ
وَمِن رَيّاهُ رَيحانُ
كَفى الفَتحَ بنَ خاقانَ ال
لَذي شَيَّدَ خاقانُ
عُلاً يُشبِهُها قُدسٌ
إِذا أَرسى وَثَهلانُ
فَلِلحاسِدِ إِغضاءٌ
إِذا عُدَّت وَإِذعانُ
أَبى لي الفَتحُ أَن أَحفِلَ
بِالأَعداءِ مَن كانوا
فَما أَرهَبُ إِن عَزّوا
وَلا أَبهَجُ إِن هانوا
وَأَعداني عَلى الأَي
يَامِ ماضي العَزمِ يَقظانُ
لَهُ في وَفرِهِ هَدمٌ
وَفي عَلياهُ بُنيانُ
صَحا وَاهتَزَّ لِلمَعرو
فِ حَتّى قيلَ نَشوانُ
لَكَ النَعماءُ وَالطَولُ
وَإِفضالٌ وَإِحسانُ
وَأَخلاقُكَ أَنصارٌ
عَلى الدَهرِ وَأَعوانُ
وَأَموالُكَ لَلحَمدِ ال
لَذي يُؤثَرُ أَثمانُ
ابن المعتز ت296ه):

تَضَمَّنتَ لِيَ الحاجَ

ةَ مِن قَبلُ وَسارَعتا

وَقَد أَعطَيتَني عَهداً

فَوَثَّقتَ وَوَكَّدتا

وَقَرَّبتَ لِيَ الأَمرَ

بِإِطماعٍ وَقَصَّرتا

وَمَوَّتَّ لِيَ الجَدَّ

فَأَتقَنتَ وَأَحكَمتا

وَأَطلَعتُ لَكَ الوُدَّ

بِشَيءٍ فَتَغَضَّبتا

فَقُلتُ الحَظُّ في ذاكَ

وَتُبتُ فَأَنكَرتا

فَما ضَمَّكَ مِضمارٌ

إِلى الجَريِ فَوَقَّفتا

وَقَد كَلَّفَكَ الشَيءَ

وَقَد كُنتَ تَعَوَّدتا

وَما زِلتَ قَديماً فَ

رَساً فيهِ فَفَرزَنتا

فَأَنتَ الآنَ تَلقاني

بِلا شَيءٍ كَما كُنتا

فَإِن صادَفتَ مِنّي غَف

لَةً عَنكَ تَغافَلتا

وَفي الأَيّامِ إِن سُوّي

تَ زَوَّدتُ وَزَوَّدتا

وَقَد كُنتَ إِذا جاءَ

رَسولُ الشُربِ بَكَّرتا

فَقَد صِرتَ إِذا ما جِئ

تُ في الأَيّامِ حَجَّرتا

لَتَلقى عِندِيَ الجَمعَ

إِذا أَنتَ تَأَخَّرتا

فَلا أَسأَلُ عَمّا قي

لَ في الأَمرِ وَما قُلتا

وَإِن أَومَأتُ بِالشَيءِ

وَما يَخفى تَكاتَمتا

وَجَدَّدتَ إِلَيَّ اللَح

ظَ خَوفاً وَتَلَفَّتّا

فَإِن أَيقَنتَ بِالشُربِ

وَما يَحويهِ عَربَدتا

فَهَذا مِن خَطاياكَ

وَإِن شِئتَ لَأَحسَنتا

وَلَو شِئتَ لَقَد صِرتا

إِلى حَظٍّ وَقَصَّرتا

وَقَد كُنتَ تَحَرَّدتا

وَلَكِنَّكَ بَرزَنتا

كَأَنّي بِكَ قَد قُلتا

وَأَطنَبتَ وَأَكثَرتا

وَهَوَّنتَ وَعَظَّمتا

وَأَسرَفتَ وَأَفرَطتا

وَقَرَّبتَ وَبَعَّدتا

وَطَوَّلتَ وَعَرَّضتا

وَوَلَّيتَ وَأَقبَلتا

وَقَدَّمتَ وَأَخَّرتا

فَدَع عَقلَكَ في هَذا

فَبِالعَقلِ تَبَرَّعتا

ابن دريد الأزدي (ت321هـ):

دِيارُ الحَيِّ بِالرَسِّ

إِلى العمرَينِ فَالأَبرَق

كَرَجعِ النَقشِ في الطِرسِ

إِذا نُمِّقَ لَم يَنمَق

عَفاها كُلُّ رَجّاسٍ

مُلِثٍّ وَبلُهُ مودِق

وَهَوجاءَ خَجوجِيٍّ

تَصُلُّ الغَربَ بِالمَشرِق

أَمُستَصبينِيَ الدارَ

وَقَد أَوفى عَلى المَفرق

بَياضٌ نَهنَهَ اللَهوَ

وَدانى قَيدَهُ المُطلَق

شَنَيتُ الكَلِمَ المَدخو

لَ وَالشِعرَ إِذا اِستَغلَق

بَلِ السَهوَ الَّذي يُشبِ

هُ نورَ الرَوضَةِ المونَق

أَجَل إِنَّ البَيانَ الرَج

زَ يُدعى حِليَةَ المَنطِق

وَما أَغرَبتُ بَل أَفلَق

تُ إِنَّ المُغرِبَ المُفلِق

وَلِلمَرءِ قِوامانِ

مَتى لَم يُغمَ لَم يخرَق

فَما يَنطِقُ لا يَسمَ

عُ وَالسامِعُ لا يَنطِق

فَذا يوحي إِلى القَلبِ

وَذا يَفتِقُ ما اِستَرتَق

فَيا لِلناسِ ما الزَيمُ

إِذا فُصِّلَ أَو دُهدِق

وَما التَتميمُ في المَيس

ران جُمِّعَ أَو فُرِّق

وَما الكَهدَلُ في الخَيع

لِ وَالكافِرُ في اليَلمُق

وَما الأَسناخُ في الأَرعا

ضِ وَالأَرصافُ إِذ يَلزَق

وَما النَعوُ وَما البَغوُ

وَما المَعوُ إِذا يُفرَق

وَما البَعلُ وَالجَعلُ

وَما الجَبّارُ إِذ نُبِّق

وَما الجامورُ وَالساجو

رُ في السِكَّةِ فَالزَردَق

وَما النَهرُ في الهَيش

رِ يَأدو غَفلَةَ الخِرنِق

وَما الدُهدُنُّ وَالدَهدا

هُ وَالهِلقامَةُ الهِدلِق

وَما الإِعليطُ في المَرخِ

وَما الإِخريطُ وَالعِشرِق

وَما العَندَلُ وَالبُرعو

مُ وَالرَهدَنُ في البَروَق

وَما العُسلوجُ في الخَضخَ

ضِ ذي المَزرَعِ وَالمَلثَق

وَما الصَهصَلِقُ الدِفنِ

سُ وَالكَهكاهَةُ الأَخرَق

وَما الخِنَّوتُ لا يُرجى

لَدى حَفلٍ وَلا مَصدَق

وَما البَيذارَةُ العَيزا

رُ ذو الأَلسِ وَذو الأَولَق

وَما البوهُ عَلى الجَله

ةِ إِن هَيَّجتَهُ وَقوَق

وَما الجوبُ وَما الحوبُ

وَما المُترَصُّ وَالمُطرَق

وَما الشَوبُ مَعَ الذَوبِ

وَما الشَريُ مَعَ العِسبِق

وَما العَسقَلُ ذو الرَقرا

قِ فَوقَ الريعَةِ الدَيسَق

وَما الأَغفارُ في الشِنعا

فِ من ذي الشَعَفِ الأَخلَق

وَما الحِسلُ عَلى الكُدي

ةِ وَالعُلجومُ في الغَلفَق

وَما السَكِّيُّ في البَلق

ةِ إِذ دَمَّقَهُ الفَيتَق

وَما الشُغنوبُ في الدَوح

ةِ مِمّا حَولَهُ أَسمَق

وَما الدِندِنُ في الخَبرا

ءِ تَحتَ الوابِلِ المُغدِق

وَما الهَجهاجُ كَالقَرِّ

وَما الحَقّانُ وَالدَردَق

وَما اللِهميمُ وَالصِهمي

مُ وَالمُستَبقِلُ الزِهلِق

وَما الصُعرورُ في العُسلو

جِ تَحتَ العارِضِ المُبرِق

وَما المُقلةُ في الصحنِ

وَما الحَقلةُ إِذ تُعزَق

وَما الفُرزومُ ذو المطرَ

قِ وَالقُرزومُ ذو المنطق

وَما الثُغبوبُ في الوَعفَ

ةِ في ذي لَقِفٍ مُتأَق

وَما الدِرحايَةُ الجلحا

بُ فَوقَ الهَوزَبِ الأَورَق

يَفي الإِمساءُ بِالإِصبا

حِ فَوقَ المَهمَهِ الأَخوَق

وَخَبِّرني عَنِ السَبت

وَسَعمِ الحُرَّةِ الخَيفَق

وَما الجَبهَةِ في الكَوك

بِ ذي الرَجراجَةِ الفَيلَق

وَما ذَبُّ الرِيادِ النا

شِطِ المُؤتَنِفِ المُحنِق

وَما الجارِحُ إِذ أَورَ

قَ ذاكَ الطالِبُ المُخفِق

وَخَبِّرني عَنِ الحانِ

طِ وَالوارِسِ إِذ يَبسُق

وَما المُقمِلُ وَالمُدبي

وَما الباقِلُ إِذ أَورَق

وَما أَعظُمُ وَضّاحٍ

يُنادى وَالدُجى يَغسِق

وَهَل تَعرِفُ بِاللَيلِ

حَوِيَّ الخَبتِ إِذ يَطرُق

وَما الدَهداهُ في المَلع

بِ وَالزُحلوقُ إِذ زُحلِق

وَما الذَوطُ الشَفارِيّا

تُ في الدَوِيَّةِ السَملَق

تُراعي التَدمِرُيّاتِ

فَمُستَخفٍ وَمُستَنفِق

أبو فراس الحمداني (ت357ه):

سَلامٌ رائِحٌ غادِ

عَلى ساكِنَةِ الوادي

عَلى مَن حُبَّها الهادي

إِذا ما زُرتُ وَالحادي

أُحِبُّ البَدوَ مِن أَجلِ

غَزالٍ فِحِمُ بادِ

أَلا يا رَبَّةَ الحَليِ

عَلى العاتِقِ وَالهادي

لَقَد أَبهَجتِ أَعدائي

وَقَد أَشمَتِّ حُسّادي

بِسُقمٍ مالَهُ شافٍ

وَأَسرٍ مالَهُ فادِ

فَإِخواني وَنُدماني

وَعُذّالي وَعُوّادي

فَما أَنفَكُّ عَن ذِكرا

كِ في نَومٍ وَتَسهادِ

بِشَوقٍ مِنكِ مُعتادِ

وَطَيفٍ غَيرِ مُعتادِ

أَلا يا زائِرَ الموصِ

لِ حَيِّ ذَلِكَ النادي

فَبِالموصِلِ إِخواني

وَبِالموصِلِ أَعضادي

فَقُل لِلقَومِ يَأتونِ

يَ مِن مَثنىً وَأَفرادِ

فَعِندي خِصبُ زُوّارٍ

وَعِندي رَيُّ وَرّادِ

وَعِندي الظِلَّ مَمدوداً

عَلى الحاضِرِ وَالبادي

أَلا لا يَقعُدِ العَجزُ

بِكُم عَن مَنهَلِ الصادي

فَإِنَّ الحَجَّ مَفروضٌ

مَعَ الناقَةِ وَالزادِ

كَفاني سَطوَةَ الدَهرِ

جَوادٌ نَسلُ أَجوادِ

مَناهُ خَيرُ آباءٍ

نَمَتهُم خَيرُ أَجدادِ

فَما يَصبو إِلى أَرضٍ

سِوى أَرضي وَرُوّادي

وَقاهُ اللَهُ فيما عا

شَ شَرَّ الزَمَنِ العادي

السري الرفاء(ت362ه):

فؤادي بك مَشغوفُ

ودَمعي فيك مذروفُ

وفي وعدِكَ إن جُدْتَ

به مَطْلٌ وتَسويفُ

أَأَنسى مَوقِفَ البَيْنِ

ووَجْدي فيكَ مَوقوفُ

وقد شيَّعَني طَرْفٌ

بماءِ الشَّوقِ مَطروفُ

وجادَتْ حَدَقٌ نُجْلٌ

ومادَتْ قُضُبٌ هِيفُ

وجالَتْ حُمْرَةُ الخَدِّ

كما جالَ التَّطاريفُ

فَعِقْدُ الدَّمْعِ مَحلولٌ

وعِقْدُ الثَّغْرِ مَرصُوفُ

وفي الدَّمْعِ لِمَنْ حُمِّ

لِ ثِقْلَ البَيْنِ تَخفيفُ

ورَوْضٍ فيه تَدبيجٌ

منَ النُّوْرِ وتَفويفُ

أَلِفْنا طيبَ مَثواه

وطيبُ العَيْشِ مألوفُ

وصَرْفُ الدَّهْرِ عنَّا ب

أبي العبَّاسِ مَصروفُ

فتىً بالجُودِ مَشغُوفٌ

وبالمعروفِ معروفُ

خِلالٌ لصَلاحِ الده

رِ في أفيائِها ريفُ

فيومَ الجُودِ بَسَّامٌ

ويومَ الرَّوْعِ غِطريفُ

له في الوَفْرِ تَشتيتٌ

وفي العَلياءِ تأليفُ

ندىً لو كانَ من بَحرٍ

لأمسى وهوَ مَنزوفُ

الشريف المرتضي (ت436ه):

ألا يا أيّها الحادي

قفِ العِيسَ على الوادي

قفِ العِيسِ ففي كفّ

كَ إسعافِي وإسعادِي

وفي الأظعانِ أبّاءٌ

علينا غيرُ مُنقادِ

كثيبٌ غيرُ مُنهالٍ

وغُصنٌ غيرُ ميّادِ

وَفرعٌ أجعدُ الشّعرِ

ولكنْ أيُّ إجعادِ

يُرامينِي فأشويهِ

ولا يرضى بإقصادِي

أَلا قولوا لِمَنْ يَملِ

كِ تقريبِي وإبعادِي

ومَنْ لو شاء يومَ الجِزْ

عِ ما ضنّ بميعادِي

ومَنْ يُبدلُ إصلاحِ

يَ في الحبِّ بإفسادِي

متى ينقعُ من ريقِ

كَ إنْ جُدتَ به صادِي

أَبِنْ لِي هل على الجَرْعا

ءِ في أهلك من غادِ

وَهَلْ زالَتْ خيامُ الحَي

يِ عن أحْقافِ أعقادِ

وهلْ مُحَّتْ رُباً كنتُ

بها أسحبُ أبرادِي

وأينَ الطّيف من ظَميْا

ءَ أمسى وهو معتادِي

جفا صبُحاً ووافانِي

صريعاً بين رقّادي

وأعناقُ المطايا مِنْ

كلالٍ بين إعضادِ

تلاقينا بأرواحٍ

وفارقنا بأجسادِ

ولوّامٍ يُرينِي الغِش

شَ في مَعْرِضِ إرشادِ

وقد لامَ ولكنْ لي

سَ يعدو عن هوى عادِ

دعِ العذلَ فغيرُ العذْ

لِ أضحى وهو مُقتادِي

وغبراءٍ كظهرِ التُّرْ

سِ أكّالةِ أزوادِ

وَساريها يَبيع الغم

ضَ مغبوناً بتَسْهادٍ

وللرّيحِ بها أنٌّ

حكى غَمغَمَةَ الشادِي

كأنّ الرَّبْعَ والخِرِّي

تَ يهديهمْ بلا هادِ

تعسّفتُ بوجّافٍ

على الإعياءِ وخّادِ

كَهَيقِ الدَّوِّ لولا وض

عُ أنساعِي وأقتادِي

لِفَخرِ المُلك إنعامٌ

على الحاضرِ والبادي

وُجودٌ يَدَعُ الأجوا

دَ قِدْماً غيرَ أجوادِ

وأبوابٌ يُفتّحْن

لطُلّابٍ وقُصّادِ

وأموالٌ يُسَوَّقْنَ

إلى حاجةِ مُرْتادِ

فَتىً لا يركبُ الخُلْفَ

قرا وعْدٍ وإيعادِ

ولا يُرضيهِ في المأْزَ

قِ إلّا ضربةُ الهادِي

ولا يبذلُ للأضيا

فِ إلّا صفوةَ الزَّادِ

ولا يوردُ إلا العِد

دَ ممدوداً بأعدادِ

ولا يُزوى لدَى الهمّ

بأرْدامٍ وأسدادِ

إِذا لُذتَ به لُذْتَ

بِطَودٍ بين أطوادِ

وإن صُلتَ به صُلْت

بِلَيثٍ بين آسادِ

ويومٍ كمحلّ القِدْ

رِ حشّوهُ بإيقادِ

تراهُ أبداً يَضرِ

بُ أنجاداً بأنجادِ

تَسَرْبَلْتَ بنسجِ الطّع

نِ فيه ثوبَ فِرْصادِ

وأبدلت الظُّبا بالها

مِ أغماداً بأغمادِ

حِذاراً يا بني الإشفا

قِ ليثَ الغابةِ العادِي

ثوى الخِيسَ وإن كان

من القاع بمرصادِ

عزيز الطّعمِ ما كان

لخوّارٍ بمصطادِ

وَمَطويّاً كطَيِّ الم

رَسِ التفَّ على وادِ

له في كلِّ إشراقٍ

لديغٌ بين عُوّادِ

وَكَم مِنْ نِعَمٍ تُؤمٍ

له عندِي وأفرادِ

مُنيفاتٍ على الحاجِ

مَروقاتٍ عن العادِ

يُعارِضنَ سيولَ الما

ء إمداداً بإمدادِ

فقد طُلنَ مدَى شكرِي

وبرّحنَ بأحمادِي

أَأَنساكَ وَإِدْناؤ

ك يُعلينِيَ في النّادِي

وَتَخصيصي بِنَجواكَ

مِنَ القوِم وإفرادِي

وَإِخراجُك أَضغاني

من القلبِ وأحقادِي

وتكثيرُكَ بالنَّعْما

ءِ أعدائي وحُسّادِي

وَيَفديكَ منَ الأقوا

مِ سَيّارٌ بلا حادِ

أَبى الخيرَ فما يرتا

دُ إلّا شَرَّ مُرتادِ

وَمَن يأتِي إذا آتى

بإنزارٍ وإزهادِ

وَمَن يَهفو بإِصدارٍ

كما يهفو بإيرادِ

بأغلالٍ من العُرفِ

إذا سِيل وأقيادِ

أتمَّ اللَّهُ ما أعطا

كَ من عزٍّ ومن آدِ

وهُنّيتَ بنيروزِ

كَ هذا الرّائحِ الغادي

وعشْ حتّى تَمَلَّ العي

شَ عُمْراً غيرَ معتادِ

أبو العلاء المعري (ت449ه):

حَديثٌ جاءَ عَن هابي

لَ في الدَهرِ وَقابيلا

وَطَيرٌ عَكَفَت يَوماً

عَلى الجَيشِ أَبابيلا

مَتى تَرحَلُ عَن دُنيا

تَزيدُ الأَهلَ تَخبيلا

سِواهُم نَخَلَ النُصحَ

وَلاقوكَ غَرابيلا

لَبِسنا مِن مَدى الأَيّا

مِ لِلغَيِّ سَرابيلا

وَقَضَّيتُ زَمانَ الشَر

خِ تَقيِيداً وَتَكبيلا

وَزارَ الطَيفُ في النَومِ

فَلَم تَسأَلهُ تَقبيلا

فَفَرِّق مالَكَ الجَمِّ

وَخَلِّ الأَرضَ تَسبيلا

وَلا تَستَزرِ بِالقَومِ

إِذا كانوا تَنابيلا

فَما كُنتَ مِنَ الرَهطِ

يُعَدّونَ مَقابيلا

وَلا يَبقى عَلى الساعا

تِ أَغفارٌ بِإِشبيلا

بهاء الدين زهير (ت656ه):

أَلا يا أَيُّها الناءِ

مُ إِنَّ اللَيلَ قَد أَصبَح

وَهَذا الشَرقُ قَد أَعلَ

نَ بِالنورِ وَقَد صَرَّح

أَلَم يوقِظكَ مَن ذَكَّ

رَ بِاللَهِ وَمَن سَبَّح

فَما بالُ دَواعيكَ

إِلى الخَيراتِ لا تَجنَح

إِذا حَرَّكَكَ الذِكرُ

تَثاقَلتَ وَلَم تَبرَح

أَضَعتَ العُمرَ خُسراناً

فَبِاللَهِ مَتّى تَربَح

لَقَد أَفلَحَ مَن فيهِ

يَقولُ اللَهُ قَد أَفلَحَ

إِذا أَصبَحتَ في عُسرٍ

فَلا تَحزَن لَهُ وَاِفرَح

فَبَعدَ العُسرِ يُسرٌ عا

جِلٌ وَاِقرَأ أَلَم نَشرَح

صفي الدين الحلي (ت752ه):

ي فيكَ لا تَرقا

وَداءُ القَلبِ لا يُرقى

وَمَحلُ الخَدِّ مِن غَي

رِ مَسيلِ الدَمعِ لا يُسقى

دُموعٌ تُعطِشُ الخَد

دَ وَأَجفاني بِها غَرقى

أَلا يا مالِكَ الرِق

قِ بِمَن مَلَّكَكَ الرِقّا

إِذا لَم تَقضِ أَن أَسعَ

دَ لا تَقضِ بِأَن أَشقى

تَصَدَّق بِالَّذي يَفنى

وَخُذ أَجرَ الَّذي يَبقى

وَذَكِّر عِطفَكَ المَيّا

لَ وَالرَدفَ بِما أَلقى

سَيَذَّكَّرُ مَن يَخشى

وَيَتَجَنَّبُها الأَشقى

عبد الغني النابلسي (ت1143ه):

بعيد الشبه يا عيني

جمال الله في قلبي

فإن الحسن في الأكوا

ن غير الحسن في الرب

وحسن الكون آثار

من الحسن الذي يسبي

وهذا العلم لا يدري

ه إلا كامل اللب

رأيت القوم قد شدوا

على الأكوار والنجب

وطاروا في الفلا حتى

أناخوا في حمى الحب

وإني خلفهم أعدو

أنادي آخر الركب

قفوا لي لا تضيعوني

فإني طالب القرب

إلى أن جئتهم صبا

بهم والدمع في الصب

أخذت العلم عن ذاتي

وبالإسناد عن ربي

وأشياخي إشاراتي

بدت من داخل الحجب

فلا زيد ولا عمرو

هنا قد كان في دربي

إلى أن جئت سرداباً

طويلاً ضيق السرب

ووافيت الحمى طلقا

بلا شرق ولا غرب

وصادفت الذي قد كن

ت أرجو غافر الذنب

وأدعوه هو المعنى

وعنه كان لي ينبي

إلى أن صار لي غيباً

وزالت لبسة الترب

وقرت عين من يهوى

بمن يهوى وقل حسبي

أحمد شوقي (ت1932م):

بَني مِصرَ اِرفَعوا الغار

وَحَيّوا بَطَلَ الهِندِ

وَأَدّوا واجِباً وَاِقضوا

حُقوقَ العَلَمِ الفَردِ

أَخوكُم في المقاساةِ

وَعَركِ المَوقِفِ النَكدِ

وَفي التَضحِيَةِ الكُبرى

وَفي المَطلَبِ وَالجُهدِ

وَفي الجُرحِ وَفي الدَمعِ

وَفي النَفيِ مِنَ المَهدِ

وَفي الرِحلَةِ لِلحَقِّ

وَفي مَرحَلَةِ الوَفدِ

قِفوا حَيّوهُ مِن قُربٍ

عَلى الفُلكِ وَمِن بُعدِ

وَغَطّوا البَرَّ بِالآسِ

وَغَطّوا البَحرَ بِالوَردِ

عَلى إِفريزِ راجبوتا

نَ تِمثالٌ مِنَ المَجدِ

نَبِيٌّ مِثلُ كونفُشيو

سَ أَو مِن ذَلِكَ العَهدِ

قَريبُ القَولِ وَالفِعلِ

مِنَ المُنتَظَرِ المَهدي

شَبيهُ الرُسلِ في الذَودِ

عَنِ الحَقِّ وَفي الزُهدِ

لَقَد عَلَّمَ بِالحَقِّ

وَبِالصَبرِ وَبِالقَصدِ

وَنادى المَشرِقَ الأَقصى

فَلَبّاهُ مِنَ اللَحدِ

وَجاءَ الأَنفُسَ المَرضى

فَداواها مِنَ الحِقدِ

دَعا الهِندوسَ وَالإِسلا

مَ لِلأُلفَةِ وَالوُدِّ

بِسِحرٍ مِن قُوى الروحِ

حَوى السَيفَينِ في غِمدِ

وَسُلطانٍ مِنَ النَفسِ

يُقَوّي رائِضَ الأَسدِ

وَتَوفيقٍ مِنَ اللَهِ

وَتَيسيرٍ مِنَ السَعدِ

وَحَظٍّ لَيسَ يُعطاهُ

سِوى المَخلوقِ لِلخُلدِ

وَلا يُؤخَذُ بِالحَولِ

وَلا الصَولِ وَلا الجُندِ

وَلا بِالنَسلِ وَالمالِ

وَلا بِالكَدحِ وَالكَدِّ

وَلَكِن هِبَةُ المَولى

تَعالى اللَهُ لِلعَبدِ

سَلامُ النيلِ يا غَندي

وَهَذا الزَهرُ مِن عِندي

وَإِجلالٌ مِنَ الأَهرا

مِ وَالكَرنَكِ وَالبَردي

وَمِن مَشيَخَةِ الوادي

وَمِن أَشبالِهِ المُردِ

سَلامٌ حالِبَ الشاةِ

سَلامٌ غازِلَ البُردِ

وَمَن صَدَّ عَنِ المِلحِ

وَلَم يُقبِل عَلى الشُهدِ

وَمَن تركَبُ ساقَيهِ

مِنَ الهِندِ إِلى السِندِ

سَلامٌ كُلَّما صَلَّيـ

ـتَ عُرياناً وَفي اللِبدِ

وَفي زاوِيَةِ السِجنِ

وَفي سِلسِلَةِ القَيدِ

مِنَ المائِدَةِ الخَضرا

ءَ خُذ حِذرَكَ يا غَندي

وَلاحِظ وَرَقَ السيرِ

وَما في وَرَقِ اللوردِ

وَكُن أَبرَعَ مَن يَلـ

ـعَبُ بِالشَطرَنجِ وَالنَردِ

وَلاقي العَبقَرِيّينَ

لِقاءَ النِدِّ لِلنِدِّ

وَقُل هاتوا أَفاعِيَكُم

أَتى الحاوي مِنَ الهِندِ

وَعُد لَم تَحفِلِ الذامَ

وَلَم تَغتَرَّ بِالحَمدِ

فَهَذا النَجمُ لا تَرقى

إِلَيهِ هِمَّةُ النَقدِ

وَرُدَّ الهِندَ لِلأُمـ

ـةِ مِن حَدٍّ إِلى حَدِّ

أحمد شوقي (ت1932م):

عَفيفُ الجَهرِ وَالهَمسِ

قَضى الواجِبَ بِالأَمسِ

وَلَم يَعرِض لِذي حَقٍّ

بِنُقصانٍ وَلا بَخسِ

وَعِندَ الناسِ مَجهولٌ

وَفي أَلسُنِهِم مَنسي

وَفيهِ رِقَّةُ القَلبِ

لِآلامِ بَني الجِنسِ

فَلا يَغبِطُ ذا نُعمى

وَيَرثي لِأَخي البُؤسِ

وَلِلمَحرومِ وَالعافي

حَوالَي زادِهِ كُرسي

وَما نَمَّ وَلا هَمَّ

بِبَعضِ الكَيدِ وَالدَسِّ

يَنامُ اللَيلَ مَسروراً

قَليلَ الهَمِّ وَالهَجسِ

وَيُصبِحُ لا غُبارَ عَلى

سَريرَتِهِ كَما يُمسي

فَيا أَسعَدَ مَن يَمشي

عَلى الأَرضِ مِنَ الإِنسِ

وَمَن طَهَّرَهُ اللَهُ

مِنَ الريبَةِ وَالرِجسِ

أَنِل قَدرِيَ تَشريفاً

وَهَب لي قُربَكَ القُدسي

عَسى نَفسُكَ أَن تُد

مَجَ في أَحلامِها نَفسي

فَأَلقى بَعضَ ما تَلقى

مِنَ الغِبطَةِ وَالأُنسِ

مطلق عبد الخالق (ت1937م):

ا أهواك يا ليلى

أنا يا ليلَ أهواك

سواد العين مأواك

وهذا القلب مثواك

وحبي طاهر صاف

وقلبي هائم صب

وعيني دمعها جار

وجسمي شفّه الحب

ونفسي في الهوى ذابت

وطار القلبُ واللب

واما الروحُ يا ليلى

فقد آلمها الخطب

وماذا تفعل الروح

وقد اودى بها السقم

وضلت في دجى اليأس

ولم يخلد لها رسم

وذاب الجسم في الهم

ودق اللحم والعظم

وجن الليل يا ليلى

وغاب البدر والنجم

ولم أصبر على الهجر

وذاك الصد اشقاني

وذنبي انني باق

على عهدي لخلاني

وهذا الذنب يا ليلى

الا يمحى بغفران

انا حيران ملتاع

اداري القلب في حبك

اثورُ عليكِ مهتاجاً

فيدنيني إلى قربك

وارضى عنك احيانا

فيفنى ذاك في ذنبك

فلا تضنيني يا ليلى

وخافي اللَه في صبك

وهل تنسين تشرابي

كؤوس الخمر من فيك

وبدر الليل مستحي

وصوت الحب يدعوك

وساعات قضيناها

قصارا في روابيك

أناجي البدر يا ليلى

وما يعروني يعروك

وفي الكرم تفيأنا

ظلال التوت والتين

وكان خفوق قلبينا

كخفقات الافانين

قوي الميل احياناً

ونضو الضعف في حين

ويوم الدهر يا ليلى

اذا أبكاك يبكيني

وحانت ساعة البين

وآن اوان ترحالي

وغادرت الحمى نضو ال

هموم وشغلة البال

وما عدت تذكرت

فصوح نبت آمالي

وباد الجسم يا ليلى

وساءت في الهوى حالي

هيا ليلى تمردتِ

فما أبقيت لي صبرا

وهبت القلب باليمنى

وعدت سلبت باليسرى

فهل أوليتني وصلا

وليتلو وصلك الهجرا

أعيدي العهد يا ليلى

والا افضح السر

انا اهواك يا ليلى

انا يا ليلَ اهواك

سواد العين مأواك

وهذا القلب مثواك

مصطفى صادق الرافعي (ت1937م):

ني إنَّ سري اليو

مَ أن ليسَ لي سرُّ

وما يعجبُ من أمري

سوى أن ليسَ لي أمرُ

فعُوا ما قرأتْ عيني

فإنَّ كتابها الصدرُ

لقد عُلّمتُ أمرَ النا

سِ مذ علمني الدهرُ

وعندي أنَّ جهلَ الالشرِ

في الناسِ هو الشرُّ

وتركُ الفكرِ فيما تش

تهي النفسُ هو الفكرُ

حلا الموتُ لمن لم يد

رِ أنَّ مذاقهُ مرُّ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق