الثلاثاء، 30 مارس 2021

القافية

القافية لغة:

سميت القافية قافية لكونها في آخر البيت مأخوذة من قولك: قفوت فلاناً، إذا تبعته. وقفا الرجل أثر الرجل إذا قصه. وقافية الرأس مؤخره. ومنه الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: " يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم..... ثلاث عقد، فإذا قام من الليل فتوضأ انحلت عقدة.... ".

سبب تسميتها قافية:

قال أبو بكر محمد بن دريد: سميت قوافي لأن بعضها يتلو بعضا.

وقال قوم: سميت قافية لأنها فاعلة بمعنى مفعولة، كما يقال راضية بمعنى مرضية. كأن الشاعر يقفوها، أي: يَتْبَعُها ويطلبها. قال الله تعالى: " وقفينا على آثارهم ".

حدُّ القافية:

اختُلف في القافية:

 فقال بعضهم هي القصيدة كلها، وقد ورد ذلك في قول الشاعر:

وَقَافِيَةٍ مِثْلِ حَدِّ السِّنَا ... نِ نَبْقَى وَيَذْهَبُ مَنْ قَالَهَا

وقال بعضهم: القافية البيت، واحتج بقول سحيم عبد بني الحسحاس:

أشَارِتْ بِمِدْرَاهَا وَقَالَتَّ لِتِرْبِهَا     أَعَبْدُ بَنِي الحَسْحَاسِ يُزْجى القَوَافِيَا

وقال الأخفش سعيد بن مسعدة: القافية الكلمة الأخيرة. واحتج بأن قائلاً لو قال لك: اجمع لي قوافي تصلح مع كتاب لأتيت له بشباب ورباب.

وقال أبو موسى الحامض: القافية ما يلزم الشاعر تكريره في كل بيت من الحروف والحركات وهذا قول جيد. ويأتي بيان ما ذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.

وقال قُطْرُب: القافية حرب الروى وأدخلت الهاء عليه كما أدخلت على علامة ونسابة ولأن القائل يقول قافية هذه القصيدة دال أو ميم. (فأصلها القافي على رأي قُطرب).

القافية عند الخليل

الساكنان الآخران من البيت وما بينهما مع حركة ما قبل الساكن الأول منهما. فعلى هذا القول تكون القافية في قول الشاعر:

إذَا مَا أَتَتْ من صاحِبٍ لك زَلَّةٌ ... فَكُنْ أنْتَ مُحْتَالاً لِزَلَّتِهِ عُذْرا

تكون القافية (عُذْرَا)

وليسَ الغِنَى والفَقْرُ مِنْ شِيمَةِ الفَتى ... ولكن حُظوظُ قُسِّمَتْ وَجُدُودُ

القافية (دُودُو)

وقد اعتُمد رأي الخليل في تحديد حروف القافية وصار نظرية للقافية في الشعر العربي.

 

ألقاب القافية:

تنقسم القافية من حيثُ عدد أحرفها إلى خمسة أنواع:

المتكاوس:

 وهو أن يجتمع أربعة حروف متحركات بين الساكنين، من قولك: تكاوس الشيء، إذا تراكم، فكأن الحركات لما تكاثرت فيه تراكمت.

كقول العجاج:

قد جبر الدِّينَ الإلهُ فَجَبَرْ

القافية: لاهُفَجَبَرْ (o////o/)
وكقوله أيضاً:
هَلاّ سَأَلْتَ طَلَلاً وَحَمَمَا

القافية: لَنْوَحَمَمَاْ (o////o/)

المتراكِب:

 وذلك أن يجتمع ثلاثة أحرف متحركة بين الساكنين. وهو مأخوذ من تراكب الشيء، إذا ركب بعضه بعضاً.

وهو مثل قول الشاعر:

وَما نَزَلْتُ من المَكْرُوه مَنْزِلةً ... إلاَّ وَثِقْتُ بِأَنْ أَلقَى لَهَا فَرَجا

القافية: هافَرَجا (o///o/)

ومنه قول الشاعر:

السيفُ أصدقُ إنباءً من الكُتبِ      في حدِّه الحدُّ بين الجدِّ واللعبِ

القافية: وَلْلَعِبِيْ (o///o/)

المتدارِك:

وهو أن يجتمع متحركان بين الساكنين؛ كأن الحركتين تدراكتا فيه، مثل قول امرئ القيس:

قِفا نَبْكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ    بسقط اللوى بين الدخولِ فحومَلِ

القافية: حَوْمَلِيْ (o//o/)

ومنه قول طرفة بن العبد:

لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ    تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ

القافية: رِلْيَدِيْ (o//o/)

 المتواتِر:

وهو حرف واحد متحرك بين الساكنين، وهو مأخوذ من الوتر وهو الفرد. كقول الهذلي:

حَمِدْتُ إلهي بَعْدَ عُرْوَةَ إذْ نَجَا    خِرَاشٌ وَبَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ

القافية: بَعْضِيْ (o/o/)

ومنه قول عنترة:

يخوضُ الشيخُ في بحر المَنايا     ويرجعُ سالمًا والبحرُ طامِيْ

القافية: طامِيْ (o/o/)

المُترادِف:

أن يجتمع في آخر البيت ساكنان ويقال له المترادف لأنه ترادف فيه ساكنان ويجوز أن يكون سمي بذلك لأنه أكثر ما يستعمل بحرف لين، وربما أتى بغير لين فيسمى مُصْمَتًا. فالذي بحرف لين كقوله:

مَنْ عَائِدي اللَّيْلَةَ أَمْ مَنْ نَصِيحْ

بِتُّ بِهَمٍّ فَفُؤَادِي قَرِيحْ

القافية في البيت الأول: صِيْحْ (oo/)

والقافية في البيت الثاني:: رِيْحْ (oo/)

والمصمت كالمسموع يوم فتح مكة من بعض العرب:
رَفَّعْتَ أَذْيالَ الحَفِّي وَأَرْبَعْنْ

والمصمت كالمسموع يوم فتح مكة من بعض العرب:

رَفَّعْتَ أَذْيالَ الحَفِّي وَأَرْبَعْنْ

القافية: بَعْنْ (oo/)

حروف القافية

وهي ستة: التأسيس، والرِّدْفُ، والرَّوِيُّ، والوَصْل، والخروج، والدخيل.

الروي

ليس عند العرب معرفة بشيء من هذه الحروف إلا بالروي وقد ذكره النابغة فقال:

بِحَسْبِكَ أنْ تُهَاضَ بِمُحْكَمَاتٍ ... يَمُرَّ بِهَا الرَّوِيُّ عَلَى لِسَانِي

وهو آخر أحرف الشعر المقيد، وما قبل الوصل في الشعر المطلق. فالروي في المقيد كالراء في قوله.

فَلاَ وَأَبِيْكِ ابنةَ العَامرِيِّ ... لا يَدَّعِي القَوْمَ أَنِّي أَفِرّْ

وفي المطلق كالميم في قوله:

وَلَنْ يَلْبَثَ العصْرَانِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ... إذَا طَلَبَا أَنْ يُدْرِكا ما تَيَمَّمَا

الحروف التي تصلحُ أن تكون رويًّا: كل حروف المعجم روياً إلا حروفاً ضعفت، منها:

- ألف التثنية في الماضي والمستقبل نحو: قاما، ولم يقوما.

- تاء التأنيث في طلحة وشجرة.

- التنوين، نحو: رأيت زيداً.

- ياء المخاطبة، نحو: اضربي وكلي.

التأسيس

وهو مأخوذ من أسست البناء. والتأسيس ألف بينها وبين الروي حرف يكون بعدها وقبله، ويسمى الدخيل تعاقبه جميع الحروف، وذلك كقول النابغة:

كِلِيني لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةُ نَاصِبِ ... وَلَيْلٍ أَقَاسِيْهِ بَطِيءِ الكَوَاكِبِ
وكقول طرفة:وكقول طرفة:

قِفي قَبْلَ وَشْكِ البَيْنِ يا ابنةَ مَالَكٍ ... وَعُوجِي عَلَيْنَا مِنْ صُدُورِ جَمالِكِ

الرِّدْفُ

وهو مأخوذ من ردف الراكب لأن الروي أصل فهو الراكب، وهذا كردفه. وهو يكون من أحد ثلاثة أحرف: الواو، والألف، والياء.

والردف ما كان الروي بعده بغير حاجز في المطلق والمقيد.

الألفكقول امرئ القيس:
وَهَلْ يَنْعَمَنْ إلاَّ سَعيدٌ مُخَلَّدٌ ... قَلِيلُ الهُمُومِ مَا يَبِيْتُ بِأوْجَالِ

واو المدّ (التي قبلها ضمة): نحو قول الشاعر:

بانت سُعادُ فقلبي اليومَ متبولُ    مُتيمٌ إثرها لم يُفدَ مكبولُ

الواو اللينة (التي قبلها فتحة): نحو قول الراجز:

وَمَشْيُهُنَّ بِالخَبيبِ مَؤرُ ... كَمَا تَهَادى الفَتَيَاتُ الزَّوْر

سئل بعضهم عن معنى هذا البيت فقال: هو كما يقال: عاش من لا عقل له.

ياء المد (المكسور ما قبلها): نحو قول الشاعر:

وَكَائِنْ رَأَيْنَا مِنْ غَنيٍّ مُذَمَّمٍ ... وَصُعْلُوكِ قَوْمٍ ماتَ وَهْوَ حَمِيدُ

ياء اللِّين (المفتوح ما قبلها، نحو قول الشاعر:

بَناتُ وَطَّاءٍ عَلَى خَدِّ اللَّيْلْ ***لِأُمِّ مَنْ لَمْ يَتَّخِذْهُنَّ الْوَيْلْ

الوَصْل:

وتسمى الصلةَ أيضاً

وهي حرف يكون بعد الروي، متصل به. ويكون أحد أربعة أحرف: الواو، والألف، والياء، والهاء.

وقد تكون الهاء في الوصل أربع حالات، ضم وفتح وكسر وسكون ولا يكون غيرها إلا ساكناً.

فالواو التي للترنم كقول الفطامي:

قَدْ يُدْرِكُ المُتَأَنِّي بعدُ حَاجَتَهُ ... وَقَدْ يَكُونُ مَعَ المُسْتَعجِلِ الزَّلَلُ

والواو التي لفعل الجميع مثل قوله في هذه القصيدة:

فَلا هُمُ صَالَحُوا مَنْ يَبْتَغِي عَنَتي      وَلا هُمُ كَدَّرُوا الخَيْرَ الِذِي فَعَلُوا

وأما الألف التي للترنم فكقوله:

وَمَعْصِيَةُ الشَّفِيقِ عَلَيْكَ مِمَّا ... يَزِيدُكَ مَرَّةً مِنْهُ استِماعَا

ويجوز أن يشاركها ألف مراعى وتداعى وكقول العجاج:

فمن يَعْكفْنَ بِهِ إذا حَجَا ... عَكْفَ النَّبِيطِ يَلْعَبُونَ الفَنْزَجَا

وأما الياء التي للترنم، فكقوله:

وَلَو أَنَّني أَسْعَى لأدنى مَعِيْشَةٍ ... كَفَانِي وَلَمْ أَطْلُب قلُيلٌ مِنَ المَالِ

الهاء: مثل قول الشاعر:

يَؤودُ ضَعِيفَ القَوْمِ حَمْلُ قَتِيرهَا     ويَسْتَضلِعُ القَرْمَ الأشمَّ احْتِمَالُهَا 

 

الخروج

هو حرف متولد من هاء الصلة المتحركة، فإن كانت حركتها ضمة كان الخروج واوا، وإن كانت فتحة كان الخروج ألفا؛ وإن كانت كسرة كان الخروج ياء.

والخروج لازم لا يجوز تغييره؛ فيجب تسليمه في جميع القصيدة على ما ابتداه في البيت الأول؛ كما قال لبيد:

عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا ... بِمِنىً تَأبَّدَ غُولُها فَرِجَامُهَا

فسلمها على الفتحة إلى آخرها. ولا تعلم أنه ورد غير ذلك فإن استعمل فهو أقبح من الإقواء.

الدخيل:

 هو عبارة عن حرف صحيح متحرك ويكون الحرف فاصل بين حرف الرويّ والتأسيس، نحو الكاف الثانية في كلمة "الكواكب" في قول الشاعر:

كِلِيني لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةُ نَاصِبِ ... وَلَيْلٍ أَقَاسِيْهِ بَطِيءِ الكَوَاكِبِ

حركات القافية:

وهي ست: الرَّسُّ، والإشباع، والمجرى، والحَذْوُ؛ والتوجيه، والنَّفَاذ.

الرَّسُّ:

فالرس حركة ما قبل ألف التأسيس، مثل حركة الصاد في قوله:

لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي الطَّوَارِقُ بِالحَصى     وَلاَ زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ ما اللهُ صَانِعُ

الإشباع

الإشباع حركة الدخيل أية حركة كانت، مثل كسرة الهاء في قول زهير:

وَإذْ أَنْتَ لَمْ تُقْصِرْ عَنِ الجَهْلِ وَالخَنَى     أَصَبْتَ حَلِيْماً أَوْ أَصَابَكَ جَاهِلُ

المجرى

والمجرى حركة الروي مثل حركة الميم في قول زهير:

رَأيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ    تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ

الحذو:

حركة ما قبل الردف واوا كان أو ألفاً أو ياءً. فإن كان الردف واوا، فالحذو ضمة وإن كان الردف ألفاً، فالحذو فتحة. وإن كان ياء فالحذو كسرة وقد يجئ قبل الواو والياء فتحة.

فالذي حذوه فتحة وردفه ألف مثل قوله:

أَلا عِمْ صَبَاحاً أَيُّها الطَّلَلُ البالي    وَهَلْ يَنْعَمَنْ مَنْ كَانَ في العُصُرِ الخَالِي

فتحة الخاء حذو، والألف ردف، واللام روي، وحركتها مجرى، والياء وصل.

وما كان حذوة ضمة فقول كعب بن زهير:

بانتْ سُعادُ فقلبيْ اليومَ متبولُ   مُتيمٌ إثرها لم يُفد مكبُولُ 

 وما كان حذفوه كسرة فقول كعب أيضًا:

زالُوا فما زالَ أنكاسٌ ولا كُشُفٌ    عن اللقاءِ ولا مِيلٌ مَعازِيلُ

التوجيه

وهو حركة ما قبل الروي، مثل حركة الفاء في قوله:

لاَ وَأَبيْكِ ابنَةَ العَامِرِيِّ ... لاَيَدَّعِي القَوْمُ أَنِّي أفِرْ

النَّفَاذ:

والنفاذ حركة هاء الوصل بالضم والفتح أو الكسر، لأن الهاء كانت في الأصل ساكنة فنفذت فيها الحركة.

فالنفاذ بالضم كقوله:

وَبَلَدٍ عَامِيَةٍ أعْماؤُهُ

والنفاذ بالفتح كقول بشر بن أبي خازم:

وَغَيَّرَهَا مَا غَيَّر النَّاسَ قَبْلَهَا ... فَبَاتَتْ وَحَاجَاتُ الفُؤَادِ تُصِيْبُهَا

والنفاذ بالكسر كقوله:

إِنَّ الشِّرَاكَ قُدَّ من أَدِيمِهِ

أنواع القافية من حيث الإطلاق والتقييد

تنقسم القافية باعتبار الرَّوِيّ إلى قسمين:

الأول: قافية مطلقة:

وهي ما كانت متحركة الرَّوِِيّ، أي بعد رويها وصل بإشباع ضما أو فتحا أو كسرا، وكذلك إذا وصلت بهاء الْوَصْل سواء أكانت ساكنة أم متحركة، وتنقسم إلى ستة أقسام:

مطلقة مجردة من الرِّدْف والتَّأْسِيْس، موصولة باللين، مثالها:

وَدَعِ الكذوبَ فلا يكنْ لكَ صاحبًا ** إنَّ الكذوبَ يَشِيُن حرًّا يَصْحَبُ

مطلقة مجردة من الرِّدْف والتَّأْسِيْس، موصولة بالهاء، مثالها:

ما وهبَ الُله لامرئٍ هبةً ** أفضلَ منْ عقلِهِ ومنْ أَدَبِهْ

مطلقة مردوفة مجردة من التَّأْسِيْس ، موصولة باللين، ومثالها:

إلهيْ لستُ للفردوسِ أهلا ** ولا أقوَى على نارِ الجَحِيْمِ

مطلقة مردوفة مجردة من التَّأْسِيْس، موصولة بالهاء، ومثالها:

الصمتُ أجملُ بالفتى ** منْ منْطقٍ في غيرِ حِيْنِهْ

مطلقة مؤسسة مجردة من الرِّدْف، موصولة باللين، ومثالها:

ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ ** وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائِلُ

مطلقة مؤسسة مجردة من الرِّدْف، موصولة بالهاء، ومثالها:

إذا كنتَ في كلِ الأمورِ معاتباً ** صديقَك لم تلقَ الذي لا تعَاتِبُهْ

الثاني: قافية مقيدة:

وهي ما كان حرف الرَّوِِيّ فيها ساكنا وهي ثلاثة أنواع:

مقيدة مجردة من التَّأْسِيْس والرِّدْف، مثالها:

يُريك البشاشة عند اللقا ** ويبريك في السرِّ برْيَ القلمْ

مقيدة مردوفة واجبة التجرد من التَّأْسِيْس، مثالها:

دنياكَ ساعاتٌ سراعُ الزَّوَاْلْ ** وإنما العُقْبَى خُلودُ المآلْ

مقيدة مؤسسة واجبة التجرد من الرِّدْف، مثالها:

لا تطْلُبَنَّ دُنُوَّ دَا ** رٍ مِنْ خليلٍ أوْ مُعَاشِرْ

عيوب القافية 

 الإيطاء

يعني تكرار القافية بلفظها ومعناها في بيتينِ مُتتالين، كما في قولِ الشّاعر:

وواضع البيتِ في خرساءَ مُظلمةٍ *** تُقيّدُ العيرَ لا يسري بها السّاري

لا يخفضُ الرِّزَّ عن أرضٍ ألمّ بها *** ولا يضلُّ على مصباحهِ السّاري

فقد كرّر الشّاعر قافية البيت الأول (ساريفي البيتِ الثّاني بلفظها ومعناها. العروضيّون لا يعدّون هذا التكرار عيبًا إذا جاء بعد سبعةِ أبياتٍ أو إذا كان تكرارًا باللّفظِ دون المعنى.

التضمين

يعني هذا العيب أن ترتبط قافية البيت بصدر البيتِ الّذي يليه، ويستشهدُ العروضيّون بهذين البيتين:

وهم وردوا الجفارَ على تميمٍ *** وهم أصحابُ يومَ عكاظَ إنّي

شهدتُ لهمْ مواردَ صادقاتٍ *** شهدنَ لهم بصدقِ الودِّ منّي

فلم يكتمل المعنى في البيتِ الأوّل إذ جاء خبرُ إنّ في صدرِ البيتِ الثّاني.

الإقواء والإصراف

عيبانِ يتّصلانِ بحركة الروي، فإذا اختلفت هذه الحركةُ بين ضمٍّ وكسرٍ في قافيتينِ مُتتاليتينِ فهو إقواءأمّا إذا كان الاختلاف في غيرِ هاتينِ الحركتين فهو إصرافمن أمثلة الإقواء قولُ حسّان بن ثابت:

لا بأسَ بالقومِ من طولٍ ومن قصرٍ *** جسمُ البغالِ وأحلامُ العصافيرِ

كأنّهم قَصَبٌ جوفٌ أسافلهُ *** مُثقَّبٌ نفختْ فيه الأعاصيرُ

قافية البيت الأول (فيرِ)، ورويّها (الرَّاء)، وهو مُتحرِّكٌ وحركته الكسرة. أمّا قافيةُ البيتِ الثّاني فهي (صيرُ)، ورويّها (الرَّاءأيضًا، إلّا أنّ حركتهُ الضَّم.

السِّنادُ

السنادُ مجموعةُ عيوبٍ تتعلًّقُ بالروي والحروف والحركات الأخرى، وأهمّ هذه العيوبِ:

1.   سناد التأسيسيعني أن تتضمّن قافية البيت ألفَ التأسيس، وتخلو منه قافية البيت الّذي يليه.

2.   سناد الإشباعيعني اختلاف حركة الدخيل، كأن تأتي ضمّةُ في قافية وكسرةً أو فتحةً في قافية أخرى.

3.   سناد الردفيعني أن تتضمّن قافية البيتِ ردفًا وتخلو منه قافية البيت الّذي يليه.

4.   سناد التوجيهيعني اختلاف حركة ما قبل الروي المقيد، التوجيه بين ضمٍّ وكسرٍ، أو بين فتحٍ وضمٍّ، أو فتحٍ وكسرٍ؛ وذلك في بيتين مُتتالين.

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق