بحر المنسرح من البحور الرصينة
الوزن، التي تحتاج لتذوّقها والشعور بها إلى أذن مرهفة، تألف الشعر العربي، استعمله الشعراءُ منذ العصر الجاهلي حتى عصرنا الحديث، ومن أشهر من كتبوا عليه في العصر الحديث: الشاعر
الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم أبو هَمّام؛ الذي نظم ديوانًا كاملا من خمس عشرة
قصيدة على هذا البحر، سَمّاه "مَقام المُنسرح".
إيقاع المنسرح يعتمد على
تفعيلتين اثنتين، هما: "مُسْتَفْعِلُنْ" و" مَفْعُوْلاتُ".
تفعيلة " مُسْتَفْعِلُنْ"
مرت عليكم قبل ذلك في بحر الرجز، وبحر البسيط، وبحر السريع.
وقد تطرأ عليها في بحر
المنسرح التغييرات الآتية:
-الخَبْنُ، وهو حذف الثاني الساكن، فتصير (مُتَفْعِلُنْ).
- الطَّيُّ: وهو حذف الرابع الساكن، فتصير (مُسْتَعِلُنْ).
- القَطْعُ: وهو حذف آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله، فتصير (مُسْتَفْعِلْ).
أما تفعيلة
"مَفْعُوْلاتُ"، فقد مرت عليكم في بحر السريع، وتطرأ عليها في بحر
المنسرح التغييرات الآتية:
- الخَبْنُ، وهو حذف الثاني الساكن، فتصير (مَعُوْلَاتُ).
- الطَّيُّ: وهو حذف الرابع الساكن، فتصير (مَفْعُلَاتُ).
- الوَقْفُ: وهو تسكينُ السابع المتحرك، فتصير (مَفْعُوْلَاتْ).
- الكَشْفُ، وهو حذف السابع المتحرك، فتصير (مَفْعُولا).
الصورة الأساسية لبحر
المنسرح على هذا النحو:
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتُ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتُ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
استعمال بحر المنسرح:
استُعمِلَ بحر المنسرح في
الشعر العربي تامًّا ومنهوكًا:
أولا – المنسرح التام:
وله ثلاث صورة:
الصورة الأولى: العروض
صحيحة والضرب مَطويٌّ، وتكون على هذا النحو:
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتُ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتُ |
مُسْتَعِلُنْ |
منها
قول الشاعر:
إنّ ابنَ زيدٍ لا زالَ مُستعمِلًا
للخَيرِ يُفْشِيْ في مِصْرِهِ العُرُفا
التقطيع الصوتي:
إنْ نَبْ نَ زَيْ دِنْ لا زا لَ مُسْ تَعْ مِ لَنْ لِلْ خَيْ رِ يُفْ شِيْ فِيْ مِصْ رِ هِلْ
عُ رُ فَا
التقطيع العروضي:
إنْنَبْنَزَيْ |
دِنْلَازَالَ |
مُسْتَعْمِلَنْ |
لِلْخَيرِيُفْ |
شِيْفِيْمِصْرِ |
هِلْعُرُفَا |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتُ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتُ |
مُسْتَعِلُنْ |
|
|
|
|
|
|
إنْنَبْنَزَيْ |
مَفْعُوْلاتُ |
مُسْتَعْمِلَنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
شِيْفِيْمِصْرِ |
مُسْتَعِلُنْ |
|
|
|
|
|
|
مُسْتَفْعِلُنْ |
دِنْلَازَالَ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
لِلْخَيرِيُفْ |
مَفْعُوْلاتُ |
هِلْعُرُفَا |
الصورة الثانية: العروض
مطوية والضربُ مَطوِيٌّ، على هذا النحو:
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتُ |
مُسْتَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتُ |
مُسْتَعِلُنْ |
وهي أكثر الصور شيوعًا
فيما ورد من شعر على بحر المنسرح
وعلى هذه الصورة نظم
النابغةُ الجَعديُّ قصيدته الشهيرة، التي مطلعُها:
الحَمدُ لِلَهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ مَن لَم يَقُلها فَنَفسَهُ ظَلَما
المُولِجِ الليلَ في النهارِ وَفِي ال ليلِ نَهارًا يُفرِّجُ الظُّلَما
البيت لأول:
الْ حَمْ دُ لِلْ لا هِ لا شَ رِيْ كَ لَ
هُوْ مَنْ لَمْ يَ قُلْ ها فَ نَفْ سَ
هُوْ ظَ لَ مَا
التقطيع العروضي:
الحَمْدُلِلْ |
لَاهِلَاشَ |
رِيْكَلَهُوْ |
مَنْلَمْيَقُلْ |
هَافَنَفْسَ |
هُوْظَلَمَا |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُلاتُ |
مُسْتعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُلاتُ |
مُسْتَعِلُنْ |
|
|
|
|
|
|
الحَمْدُلِلْ |
مَفْعُلاتُ |
رِيْكَلَهُوْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
هَافَنَفْسَ |
مُسْتَعِلُنْ |
|
|
|
|
|
|
مُسْتَفْعِلُنْ |
لَاهِلَاشَ |
مُسْتعِلُنْ |
مَنْلَمْيَقُلْ |
مَفْعُلاتُ |
هُوْظَلَمَا |
البيت الثاني:
المُولِجِ الليلَ في النهارِ وَفِي ال ليلِ نَهارًا يُفرِّجُ الظُّلَما
التقطيع الصوتي:
الْ مُوْ لِ جُلْ لَيْ لَ فِنْ نَ هَا رِ
وَ فِلْ لَي لِ نَ هَا رَنْ يُ فَرْ رِ
جُظْ ظُ لَ مَا
التقطيع العروضي:
المُوْلِجُلْ |
لَيْلَفِنْنَ |
هَارِوَفِلْ |
لَيْلِنَها |
رَنْيُفَرْرِ |
جُظْظُلَما |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُلاتُ |
مُسْتعِلُنْ |
مُسْتعِلُنْ |
مَفْعُلاتُ |
مُسْتَعِلُنْ |
|
|
|
|
|
|
المُوْلِجُلْ |
مَفْعُلاتُ |
هَارِوَفِلْ |
مُسْتعِلُنْ |
رَنْيُفَرْرِ |
مُسْتَعِلُنْ |
|
|
|
|
|
|
مُسْتَفْعِلُنْ |
لَيْلَفِنْنَ |
مُسْتعِلُنْ |
لَيْلِنَها |
مَفْعُلاتُ |
جُظْظُلَما |
وعلى هذه الصورة أيضًا
نظم عنترة بن شدّاد العبسيُّ قصيدته التي منها قوله:
يا عَبلَ نارُ الغَرامِ في كَبدي تَرمي فُؤادي بِأَسهُمِ الشَرَرِ
يا عَبلَ لَولا الخَيالُ يَطرُقُني قَضَيتُ لَيلي بِالنَوحِ وَالسَهَرِ
البيت الأول:
التقطيع الصوتي:
يا عَبْ لَ نا رُلْ غَ
رَا مِ فِيْ كَ بِ دِيْ تَرْ مِيْ فُ
أَاْ دِيْ بِ أَسْ هُ مِشْ شَ رَ رِيْ
التقطيع العروضي:
ياعَبْلَنَا |
رُلْغَرامِ |
فِيْكَبِدِيْ |
تَرْمِيْفُأَاْ |
دِيْبِأسْهُ |
مِشْشَرَرِيْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُلاتُ |
مُسْتعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُلاتُ |
مُسْتَعِلُنْ |
|
|
|
|
|
|
ياعَبْلَنَا |
مَفْعُلاتُ |
فِيْكَبِدِيْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
دِيْبِأسْهُ |
مُسْتَعِلُنْ |
|
|
|
|
|
|
مُسْتَفْعِلُنْ |
رُلْغَرامِ |
مُسْتعِلُنْ |
تَرْمِيْفُأَاْ |
مَفْعُلاتُ |
مِشْشَرَرِيْ |
البيت الثاني:
يا عَبلَ لَولا الخَيالُ يَطرُقُني قَضَيتُ لَيليْ بِالنَوحِ وَالسَهَرِ
التقطيع الصوتي:
يا عَبْ لَ لَوْ لَلْ خَ يَا لُ يَطْ رُ قُ نِيْ قَ ضَيْ تُ لَيْ لِيْ بِنْ نَوْ حِ وَسْ سَ هَ رِيْ
التقطيع العروضي:
ياعَبْلَلَوْ |
لَلْخَيَالُ |
يَطْرُقُنِيْ |
قَضَيْتُلَيْ |
لِيْبِنْنَوْحِ |
وَسْسَهَرِيْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُلاتُ |
مُسْتعِلُنْ |
مُتَفْعِلُنْ |
مَفْعُولاتُ |
مُسْتَعِلُنْ |
|
|
|
|
|
|
ياعَبْلَلَوْ |
مَفْعُلاتُ |
يَطْرُقُنِيْ |
مُتَفْعِلُنْ |
لِيْبِنْنَوْحِ |
مُسْتَعِلُنْ |
|
|
|
|
|
|
مُسْتَفْعِلُنْ |
لَلْخَيَالُ |
مُسْتعِلُنْ |
قَضَيْتُلَيْ |
مَفْعُوْلاتُ |
وَسْسَهَرِيْ |
الصورة الثالثة: العروض مطوية والضربُ مقطوع، على هذا النحو:
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتُ |
مُسْتَعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتُ |
مُسْتَفْعِلْ |
وقد أكثر شاعرُ الرَّوضيّات أبو بكرٍ الصنوبريُّ (ت334ه) من
النظم على هذه الصورة، من ذلك قوله في وصف الشِّتاء:
حَثَّتْ سُقاهُ الغَمامِ أكؤُسَها فالأَرضُ سَكْرَى وكيفَ لا تَسكَرْ؟
طَوَتْ رُباها غُبارَها فَصَفَا الْ جَوُّ وقد كانَ وجهُهُ أَغْبَرْ
البيت الأول:
التقطيع الصوتي:
حَثْ ثَتْ سُ قَا تُلْ غَ ما مِ أكْ أُ سَ هَا فَلْ أَرْ ضُ سَكْ را وَ كَيْ فَ لا تَسْ
كَرْ
التقطيع العروضي:
حَثْثَتْسُقا |
تُلْغَمَامِ |
أكْؤُسَها |
فَلْأَرْضُسَكْ |
رَاوَكَيْفَ |
لاتَسْكَرْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُلاتُ |
مُسْتعِلُنْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُلاتُ |
مُسْتَفْعِلْ |
|
|
|
|
|
|
حَثْثَتْسُقا |
مَفْعُلاتُ |
أكْؤُسَها |
مُسْتَفْعِلُنْ |
رَاوَكَيْفَ |
مُسْتَفْعِلْ |
|
|
|
|
|
|
مُسْتَفْعِلُنْ |
تُلْغَمَامِ |
مُسْتعِلُنْ |
فَلْأَرْضُسَكْ |
مَفْعُلاتُ |
لاتَسْكَرْ |
البيت الثاني:
طَوَتْ رُباها غبارَها فَصَفَا ال جَوُّ وقد كانَ وجهُهُ أَغْبَرْ
التقطيع الصوتي:
طَ وَتْ رُ با ها غُ با رَ ها فَ صَ فَلْ جَوْ وُ وَ قَدْ كا نَ وَجْهُ هُوْ أغْ بَرْ
التقطيع العروضي:
طَوَتْرُبا |
هاغُبارَ |
هافَصَفَلْ |
جَوْوُوَقَدْ |
كَانَوَجْهُ |
هُوْأَغْبَرْ |
||
مُتَفْعِلُنْ |
مَفْعُلاتُ |
مُسْتعِلُنْ |
مُسْتعِلُنْ |
مَفْعُلاتُ |
مُسْتَفْعِلْ |
||
|
|
|
|
|
|
||
طَوَتْرُبا |
مَفْعُلاتُ |
هافَصَفَلْ |
مُسْتعِلُنْ |
كَانَوَجْهُ |
مُسْتَفْعِلْ |
||
|
|
|
|
|
|
||
مُتَفْعِلُنْ |
هاغُبارَ |
مُسْتعِلُنْ |
جَوْوُوَقَدْ |
مَفْعُلاتُ |
|
ثانيًا – المنسرح
المنهوك: ويكون البيت تفعيلتين اثنتين على هذا النحو:
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتُ |
وقد استعمل الشعراء لمنهوك المنسرح صورتين اثنتين:
الصورة الأولى: العروض
(وهي نفسها الضرب) موقوفة، على هذا النحو:
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتْ |
ومن ذلك قول هند بنت
عُتبة:
صَبْرًا بَنِيْ عَبْدِ الدَّارْ
صَبْرًا حُماةَ الأدْيارْ
ضَرْبًا بِكُلِّ بَتَّارْ
البيت الأول:
التقطيع الصوتي:
صَبْ رَنْ بَ نِيْ عَبْ دِدْ دارْ
التقطيع العروضي:
صَبْرَنْبَنِيْ |
عَبْدِدْدارْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتْ |
البيت الثاني: صبراً حماة
الأديار
التقطيع الصوتي:
صَبْ رَنْ حُ ما تَلْ أدْ يارْ
التقطيع العروضي:
صَبْرَنْحُما |
تَلْأَدْيَارْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلاتْ |
البيت الثالث: ضرباً بكل
بتَّار
التقطيع الصوتي:
ضَرْ بَنْ بِ كُلْ لِ بَتْ تَارْ
التقطيع العروضي:
ضَرْبَنْبِكُلْ |
لِبَتْتَارْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
معُوْلاتْ |
الصورة الثانية: العروض
(وهي نفسها الضرب) مكشوفة، على هذا النحو:
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلا |
ومن ذلك قول الراضي
بالله:
قَدْ ضاعَ فيكَ صَبْرِي
يا راغِباً فِي الغَدْرِ
فَلَيْسَ فِيكَ أَدْرِي
مَنْفَعَتِي مِنْ ضُرِّي
تقطيع الأبيات:
البيت الأول:
التقطيع الصوتي:
قَدْ ضَا عَ فِيْ كَ صَبْ رِيْ
التقطيع العروضي:
قَدْضَاعَفِيْ |
كَصَبْرِيْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
معُوْلا |
البيت الثاني: يا راغِباً
فِي الغَدْرِ
التقطيع الصوتي:
يا را غِ بَنْ فِلْ غَدْ رِيْ
التقطيع العروضي:
يارَاغِبَنْ |
فِلْغَدْرِيْ |
مُسْتَفْعِلُنْ |
مَفْعُوْلا |
البيت الثالث: فَلَيْسَ فِيكَ أَدْرِي
التقطيع الصوتي:
فَ لَيْ سَ فِيْ كَ أدْ رِيْ
التقطيع العروضي:
فَلَيْسَفِيْ |
كَأَدْرِيْ |
مُتَفْعِلُنْ |
مَعُوْلا |
البيت الرابع: مَنْفَعَتِي مِنْ ضُرِّي
التقطيع الصوتي:
مَنْ فَ عَ تِيْ مِنْ ضُرْ رِيْ
التقطيع العروضي:
مَنْفَعَتِيْ |
مِنْضُرْرِيْ |
مُسْتَعِلُنْ |
مَفْعُوْلَا |
التكليف:
ادخل على هذا الرابط
واختر بيتًا من بحر المنسرح وقطعه صوتيًّا وعروضيًّا على النحو الذي تعلمته، وسجله
بصوتك، ثم أرسله على هذا النموذج.
يمكنك قراءة قصائد كاملة على
بحر المنسرح من عصور أدبية مختلفة، على هذا الرابط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق