ابن
سهل الأندلسي:
|
أَهدى
نَسيمُ الصَباحِ نَسيمَ مِسكٍ
وَعَنبَر
|
يَحُثُّها
خَندَريسا مِن خَدِّ ساقيها تُعصَر
|
اليَومُ
يَومٌ أَغَرُّ كَما تَراهُ طَليق
|
زَهرٌ
وَظِلٌّ وَنَهرُ وَشادِنٌ وَرَحيق
|
وَذَيلُ
سُكرٍ يُجَرُّ وَمُنتَشٍ لا يُفيق
|
زَمانُهُ
في اِصطِباحِ إِذا أَفاقَ تَذَكَّر
|
فَقالَ
هاتِ الكُؤوسا واِشرَب وَدَع مَن
تَعَذَّر
|
كَم
ذا تَكَتَّمَ وَجدا أَذابَ قَلبي
زَفيرُه
|
مِن
شادِنٍ لَو تَبَدّى لِلبَدرِ
أَظلَمَ نورُه
|
مَن
بِالنُفوسِ يُفَدّى أَنا المُعَنّى
أَسيرُه
|
يَفري
الحَشا بِاِلتِماحِ مِن طَرفِ
وَسِنانَ أَحوَر
|
ناهيكَ
عِلقاً نَفيسا في مِثلِهِ الصَبُّ
يُعذَر
|
مُنَعَّمُ
القَدِّ لَدنُ كَالغُصنِ في
عَليائِهِ
|
وَهيَ
الكَواكِبُ تَعنو لِحُسنِهِ
وَبَهائِهِ
|
وَكُلُّ
قَلبٍ يَحِنُّ إِلَيهِ شَوقَ
لِقائِهِ
|
مُطاوِعٌ
ذو جِماحِ يَهوى الوِصالَ وَيَحذَر
|
لِذاكَ
عِرضاً دَنيساً وَلَيسَ يَهوى
لِمُنكَر
|
موسى
حَوَيتَ الجَمالا وَعِفَّةً في
طِباعِك
|
لَم
تَرضَ إِلّا الحَلالا غُذيتَهُ في
رِضاعِك
|
وَقَد
أَمَلتَ الرِجالا نِهايَةً
بِاِصطِناعِك
|
فَاِلبَس
رِداءَ اِمتِداحِ وَجَرِّرِ الذَيلَ
وَاِفخَر
|
فَلَن
يَزالَ حَبيسا يُطوى عَلَيكَ
وَيُنشَر
|
لَمّا
اِستَقامَ قَضيباً وَكادَ يَنقَدُّ
مَيلا
|
وَمَرَّ
خِشفاً رَبيبا وَزادَ حُسناً
وَطَولا
|
ما
شاءَ قُمتُ خَطيبا فَقُلتُ
وَالحَقُّ أَولى
|
|
ابن
سهل الأندلسي |
يُدنيكَ
زورُ الأَماني مِنّي وَتَنأى طِلابا
|
كَأَنَّني
حينَ أَبغي رِضاكَ أَبغي الشَبابا
|
وَأَشتَهي
مِنكَ ذَنباً أَبني عَلَيهِ
العِتابا
|
حَتّى
إِذا كانَ ذَنبٌ فَتَحتُ لِلعُذرِ
بابا
|
ظَمِئتُ
مِنكَ لِوَعدٍ فَكانَ وِردي
السَرابا
|
لا
خابَ سُؤلُكَ أَمّا سُؤلي لَدَيكَ
فَخابا
|
|
أبو
العتاهية: |
سُكرُ
الشَبابِ جُنونُ وَالناسُ فَوقٌ
وَدونُ
|
وَلِلأُمورِ
ظُهورٌ تَبدو لَنا وَظُنونُ
|
وَلِلزَمانِ
تَثَنٍّ كَما تَثَنّى الغُصونُ
|
مِنَ
العُقولِ سُهولٌ مَعروفَةٌ وَحُزونُ
|
فيهِنَّ
رَطبٌ مُؤاتٍ مِنهُنَّ كَزٌّ حَرونُ
|
إِنّي
وَإِن خانَني مَن أَهوى فَلَستُ
أَخونُ
|
لاأُعمِلُ
الظَنَّ إِلّا فيما تَسوغُ الظُنونَ
|
يا
مَن تَمَجَّنَ مَهلاً قَد طالَ
مِنكَ المُجونُ
|
هَوَّنتَ
عَسفَ اللَيالي هَوَّنتَ ما لا
يَهونُ
|
يا
لَيتَ شِعري إِذا ما دُفِنتَ كَيفَ
تَكونُ
|
لَو
قَد تُرِكتَ صَريعاً وَقَد بَكَتكَ
العُيونُ
|
لَقَلَّ
عَنكَ غَناءً دَمعٌ عَلَيكَ هَتونُ
|
لا
تَأمَنَنَّ اللَيالي فَكُلُّهُنَّ
خَأونُ
|
إِنَّ
القُبورَ سُجونٌ ما مِثلُهُنَّ
سُجونُ
|
كَم
في القُبورِ قُرونٌ مِمَّن مَضى
وَقُرونُ
|
ما
في المَقابِرِ وَجهٌ عَنِ التُرابِ
مَصونُ
|
لَتُفنِيَنّا
جَميعاً وَإِن كَرِهنا المَنونُ
|
أَمّا
النُفوسُ عَلَيها فَلِلمَنايا
دُيونُ
|
لاتَدفَعُ
المَوتَ عَمَّن حَلَّ الحُصونَ الحُصونُ
|
ما
لِلمَنايا سُكونٌ عَنّا وَنَحنُ
سُكونُ
|
|
عبد
الله الشبراوي: |
هَل
ذاكَ ثغر تَبسم أَم ذاكَ لُطف تجسم
|
أَم
رَوضَة قَد تَغَنّى شَحرورِها
وَتَرَنَّم
|
أَم
نَفحَة ذكرَتنا بِطيبِ عَهد تقدم
|
أَم
شَمال شحرى بِنَفح وادي القَنانِم
|
أَم
الصَبا حين هبت أَزالَت الهم
وَالغَم
|
أَم
بَرق نُعمان لما بَدا من النورِ
أَوهَم
|
أَم
ذاكَ بُلبُل فَضل عَن المَحاسِنَ
تَرجَم
|
أَم
ذاكَ عَهد المَصلى نَحا العَذيب
وَيمم
|
قَد
كُنت أَعتَب دَهري وَأَحسَب الدَهر
أَعقَم
|
وَطالَما
ساءَ ظَنّي وَقلت يا دَهر كَم كَم
|
كَم
جاهِل يَتَأَلى وَفاضِل يَتَأَلَّم
|
وَالجَهل
عَمّ وَأَما فَضل فَلا فَضل يَعلَم
|
وَكَم
طَلَبت عليا فَقالَ لا لا وَصمم
|
وَقُلتُ
يا دَهر مه مه فَصدّعني وَهمهَم
|
فَقُلتُ
دَهري بَخيل بِالفَضل وَاللَه
أَكرَم
|
وَكادَ
فِكري يُنادي رُبع المَعالي تهدّم
|
حَتّى
رَأَيت عَجيبا من فَضلِكَ الباهِر
الجَم
|
فَقالَ
لي مَدح هذا فَرض عَلَيكَ مُحتَم
|
وَفي
اِمتِداح سِواه لُزوم ما لَيسَ
يَلزَم
|
وَهكَذا
الفَضل يَبدو بِالفَحصِ وَالجَهلِ
يَكتم
|
هذا
هو المَجد هذا فَاِمدَحه اِن كُنت
تَفهَم
|
هذا
عَلى بن تاج هذا المعلى المُعظَم
|
هذا
اِبن بَيت عَتيق لَدى كَدى وَالمحطم
|
هذا
اِبن مكة فَاِنظُر لِمَن لذى
البُقعَة اِنضَم
|
اللَه
أَكبَر هذا مَقام من رامَ يَغنَم
|
هذا
مَقام شَريف من نَبعة تَأنف الذم
|
جُرثومَة
من قُرَيش تَقول ما ثُمَّ مَأثَم
|
وَعقد
دُرّ فَريد أَنماهُ بَيت مُحَرّم
|
مَرباه
بانات نجد وَسوح ذاكَ المُختَم
|
مَحاسِنَ
لَيسَ تُحصى وَحدّها لَيسَ يَعلَم
|
وَاِن
تَرد منتهاها أَعيتك وَالصَمت
أَسلَم
|
يا
واحد العصر لطفا يا ابنَ الحطيم
وَزَمزَم
|
يا
اِبن الاولى من قُريش حازوا السِباق
المُسهَم
|
فاقوا
البَرِيَّة فَخرا بِالجِدِّ وَالخال
وَالعَم
|
أَنتَ
الاِمام المُفَدّى اِن سلم الضدّ
أَو لَم
|
أَنتَ
الَّذي حُزت مجدا يَكفي الوَرى لَو
تقسم
|
أَنتَ
الَّذي لَو رَآهُ بَديع همدان سلم
|
أَو
كانَ لِلسَعدِ سَعد لَكانَ مِنكَ
تَعلَم
|
فَيُا
رَعى اللَه خطا بِالحَظِّ مَعناه
قَد عَم
|
أَفديهَ
خطا وَلَفظا أَتى من اليَد وَالفَم
|
اِن
قُلت خط عَلَيّ فَالحَظ أَعلى
وَأَعظَم
|
وأَو
قُلتُ حفظ قَوِيّ فَالفِهم أَقوى وَأَقوَم
|
أَو
قُلتُ فَرع زَكّى فَالاِصل تاج
مُكَرّم
|
لا
آخذ اللَه دَهرا فيما مَضى كانَ
أَجرَم
|
سامَحت
دَهري لما رَأَيته بِك أَنعم
|
وَمُذ
وَجَدتك تُبدي لَفظا كدر منظم
|
قُلتُ
المَزايا عَطايا وَان تَكُن آخراكم
|
لِلَّهِ
دُرُّكَ حبرا أَعطيتَ في الفَضلِ ما
لَم
|
فَكل
لِفظِكَ لطف وَكل مَعناكَ محكَم
|
فانَ
تفه بِبَديع فَهو البَديع المُتمم
|
وَان
أَتَيت بِنُظم أَشحَيت كل مُتَيم
|
وَان
تكلمت نثرا أَعرَبته وَهو معجَم
|
وَكُلَّما
قُلت قَولا فَذاكَ قَول مُسلِم
|
وَان
أَقَمت دَليلاً فَهو الدَليل
المقَوّم
|
ماذا
أَقول اِذا ما أَرَدت أَن
أَتَكَلَّم
|
أَوصافك
الغر فاقَت عَما أحيط وَأَعلَم
|
يا
دَهر أَنعَمت فَاِغفِر ما كانَ مني
وَاِرحَم
|
وَيا
لِساني تَأَخّر وَيا بنان تَقَدّم
|
وَاِجري
وَقُل هُو عقد بِهِ الزَمان
تَكَرَّم
|
وَما
لَهُ من نَظير في الذات وَالكيف
وَالكَم
|
وَكل
وَصف جَميل لِغَيرِهِ فيه قَد تَم
|
وَكَيف
أَثنى عَلَيهِ وَفَضلُه الجَم
أَفخَم
|
وَغايَة
الأمر أَني عَجِزتُ وَاللَهُ أَعلَم
|
|
حافظ
إبراهيم: |
أَتَيتُ سوقَ عُكاظٍ
أَسعى بِأَمرِ الرَئيسِ |
أُزجي إِلَيهِ قَوافٍ
مُنَكَّساتِ الرُؤوسِ |
لَيسَت بِذاتِ رُواءٍ
تُزهى بِهِ في الطُروسِ |
وَلا بِذاتِ جَمالٍ يَسري
بِها في النُفوسِ |
لَم يَحبُها فَضلُ شَوقي
بَقِيَّةً مِن نَسيسِ |
فَهُنَّ قَفرٌ خَوالٍ
مِن كُلِّ مَعنىً نَفيسِ |
وَهُنَّ جُهدُ مُقِلٍّ
حَليفَ هَمٍّ وَبوسِ |
قالَ الرَئيسُ وَمَن ذا
يَقولُ بَعدَ الرَئيسِ |
سَقى الحُضورَ شَراباً
يُنسى شَرابَ القُسوسِ |
مُعَتَّقاً قَبلَ عادٍ
في مُظلِماتِ الحُبوسِ |
تُذكي الدِياراتُ مِنهُ
ناراً كَنارِ المَجوسِ |
يُريكَ وَاللَيلُ داجٍ
شُموسَهُ في الكُؤوسِ |
بَناتُ أَفكارِ شَوقي
في جَلوَةٍ كَالعَروسِ |
تُزهى بِمَعنىً سَرِيٍّ
أَتى بِمَعنىً شَموسِ |
وَلَيلَةٍ مِن عُكاظٍ
ضَمَّت حُماةَ الوَطيسِ |
أَحيا بِها ذِكرَ عَهدٍ
آثارُهُ في الطُروسِ |
عَهدٌ سَما الشِعرُ فيهِ
إِلى مَجالي الشُموسِ |
وَوِردُهُ كانَ أَصفى
مِن مَورِدِ القاموسِ |
فَجِئتُها بِحَديثٍ أَسوقُهُ
لِلجُلوسِ |
قَد زُرتُ مُتحَفَ مِصرٍ
في ظُهرِ يَومِ الخَميسِ |
في زُمرَةٍ مِن رِفاقٍ
غُرِّ الشَمائِلِ شوسِ |
فَضِقتُ ذَرعاً بِأَمرٍ
عَلى النُفوسِ بَئيسِ |
وَكِدتُ أُصرَعُ غَمّاً
لِحَظِّها المَعكوسِ |
وَصَرعَةُ الغَمِّ أَدهى
مِن صَرعَةِ الخَندَريسِ |
رَأَيتُ جُثَّةَ خوفو
بِقُربِ سيزوستَريسِ |
فَقُلتُ يا قَومُ هَذا
صُنعُ العَقوقِ الخَسيسِ |
أَجسادُ أَملاكِ مِصرٍ
وَشائِدي مَنفيسِ |
مِن بَعدِ خَمسينَ قَرناً
لَم تَستَرِح في الرُموسِ |
أَرى فَراعينَ مِصرٍ
في ذِلَّةٍ وَنُحوسِ |
مَعروضَةً لِلبَرايا
أَجسادُهُم بِالفُلوسِ |
عَنهُم نَبَشنا زَماناً
في مُظلِماتِ الدُروسِ |
فَديسَ ظُلماً حِماهُم
وَكانَ غَيرَ مَدوسِ |
لَعَلَّهُم حَصَّنوهُم
مِن هادِماتِ الفُؤوسِ |
عِلماً بِأَن سَوفَ يُمنى
بِيَومِ شَرٍّ عَبوسِ |
لَو أَنَّ أَمثالَ مينا
في الغَربِ أَو رَمسيسِ |
بَنوا عَلَيهِم وَخَطّوا
حَظائِرَ التَقديسِ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق