أبو
نواس: |
حامِلُ
الهَوى تَعِبُ يَستَخِفُّهُ
الطَرَبُ
|
إِن
بَكى يُحَقُّ لَهُ لَيسَ ما بِهِ
لَعِبُ
|
تَضحَكينَ
لاهِيَةً وَالمُحِبُّ يَنتَحِبُ
|
تَعجَبينَ
مِن سَقَمي صِحَّتي هِيَ العَجَبُ
|
كُلَّما
اِنقَضى سَبَبٌ مِنكِ عادَ لي
سَبَبُ
|
صفي
الدين الحلي: |
لَيسَ
عَنكَ مُصطَبَرُ حينَ أَسعَدَ
القَدَرُ
|
إِنَّ
صَفوَ عَيشَتِنا لا يَشوبُهُ كَدَرُ
|
فَاِبتَدِر
لِمَجلِسِنا فَاللَبيبُ يَبتَدِرُ
|
وَاَعجَبَن
لِشَمسِ ضُحىً قَد سَعى بِها قَمَرُ
|
وَالخُطوبُ
غافِلَةٌ وَالرِفاقُ قَد حَضَروا
|
وَالعُيونُ
ناظِرَةٌ وَالقُلوبُ تَنتَظِرُ
|
غَيرَ
أَنَّهُم نَفَرٌ عَن رِضاكَ ما
نَفَروا
|
إِن
مَنَحتَهُم شَكَروا أَو مَنَعتَهُم
عَذَروا
|
صفي
الدين الحلي: |
أَينَ
في الحِمى عَرَبُ لي بِرَبعِهِم
أَرَبُ
|
كُلَّما
ذَكَرتُهُمُ حَزَّني لَهُم طَرَبُ
|
جيرَةٌ
بِحَيِّهِمُ لَيسَ يُحفَظُ الحَسَبُ
|
العُهودُ
وَالحُقو قُ عِندَهُمُ تُغتَصَبُ
|
في
خِيامِهِم قَمَرٌ بِالصِفاحِ
مُحتَجِبُ
|
ريقُهُ
مُعَتَّقَةٌ ثَغرُهُ لَها حَبَبُ
|
بِتُّ
في دِيارِهِمُ وَالفُؤادُ مُكتَئِبُ
|
الدُموعُ
هاطِلَةٌ وَالضُلوعُ تَلتَهِبُ
|
إِنَّ
لِلغَرامِ يَداً مَسَّني بِها
العَطَبُ
|
إِن
قَضَيتُ فيهِ أَسىً فَهوَ بَعضُ ما
يَجِبُ
|
أَبدَتِ
الوُشاةُ رِضىً مِنهُ يُلحَظُ
الغَضَبُ
|
الوُجوهُ
ضاحِكَةٌ وَالقُلوبُ تَنتَحِبُ
|
لَو
أَتوا بِمَكرُمَةٍ أَعتَبوا وَما
عَتَبوا
|
فَالغَرامُ
نارُ لَظىً عَذلُهُم لَها حَطَبُ
|
|
الأبيوردي: |
قَلَّ في الهَوى حيَلي
يا كَثيرَةَ المَلَلِ |
كَم أَبيتُ مُمتَرياً
خِلفَ دَمعيَ الهَطِلِ |
رُبَّ عَبرَةٍ نَضَحَتْ
وَردَ خَدِّكِ الخَجِلِ |
لَيتَني عَلى عَجَلٍ
أَجتَنيهِ بِالقُبَلِ |
فالعَذولُ مُنتَظِرٌ
أَن تُخَيِّبي أَمَلي |
وَالمُحِبُّ في كَمَدٍ
وَالعَذولُ في جَذَلِ |
فَالهَوى وأَيسرُه ما
تَرينَ مِن وَجَلِي |
هَل يَخِفُّ مَحمِلُهُ
يا ثَقيلَةَ الكَفَلِ |
أحمد
شوقي: |
الضُلوعُ
تَتَّقِدُ وَالدُموعُ تَطَّرِدُ
|
أَيُّها
الشَجِيُّ أَفِق مِن عَناءِ ما
تَجِدُ
|
قَد
جَرَت لِغايَتِها عَبرَةٌ لَها
أَمَدُ
|
كُلُّ
مُسرِفٍ جَزَعاً أَو بُكىً
سَيَقتَصِدُ
|
وَالزَمانُ
سُنَّتُهُ في السُلُوِّ يَجتَهِدُ
|
قُل
لِثاكِلَينِ مَشى في قِواهُما
الكَمَدُ
|
لَم
يُعافَ قَبلَكُما والِدٌ وَلا
وَلَدُ
|
الَّذينَ
ميلَ بِهِم في سِفارِهِم بَعُدوا
|
ما
عَلِمنا أَشَقوا بِالرَحيلِ أَم
سَعِدوا
|
إِنَّ
مَنزِلاً نَزَلوا لا يَرُدُّ من
يَرِدُ
|
كُلُّنا
إِلَيهِ غَداً لَيسَ بِالبَعيدِ
غَدُ
|
البَنونَ
هُم دَمُنا وَالحَياةُ وَالوُرُدُ
|
لا
تَلَدُّ مِثلَهُم مُهجَةٌ وَلا
كَبِدُ
|
يَستَوونَ
واحِدُهُم في الحَنانِ وَالعَدَدُ
|
زينَةٌ
وَمَصلَحَةٌ وَاِستِراحَةٌ وَدَدُ
|
فِتنَةٌ
إِذا صَلُحوا مِحنَةٌ إِذا فَسَدوا
|
شاغِلٌ
إِذا مَرِضوا فاجِعٌ إِذا فُقِدوا
|
جُرحُهُم
إِذا اِنتُزِعوا لا تَلُمُّهُ
الضُمَدُ
|
العَزاءُ
لَيسَ لَهُ آسِياً وَلا الجَلَدُ
|
قُل
لِهَيكَلٍ كَلِماً مِن وَرائِها
رَشَدُ
|
لَم
يَشُب مُهَذَّبَها باطِلٌ وَلا
فَنَدُ
|
قَد
عَجِبتُ مِن قَلمٍ ثاكِلٍ
وَيَنجَرِدُ
|
أَنتَ
لَيثُ مَعرَكَةٍ وَهوَ صارِمٌ
فَرَدُ
|
وَالسُيوفُ
نَخوَتُها في الوَطيسِ تَتَّقِدُ
|
أَنتَ
ناقِدٌ أَرِبٌ وَالأَريبُ يَنتَقِدُ
|
ما
تَقولُ في قَدَرٍ بَعضُ سِنِّهِ
الأَبَدُ
|
وَهوَ
في الحَياةِ عَلى كُلِّ خُطوَةٍ
رَصَدُ
|
يَعثُرُ
الأَنامُ بِهِ إِن سَعَوا وَإِن
قَعَدوا
|
يَنزِلُ
الرِجالُ عَلى حُكمِهِ وَإِن
جَحَدوا
|
القَضاءُ
مُعضِلَةٌ لَم يُحِلَّها أَحَدُ
|
كُلَّما
نَقَضتَ لَها عُقدَةً بَدَت عُقَدُ
|
أَتعَبَت
مُعالِجَها وَاستَراحَ مُعتَقِدُ
|
عالَمٌ
مُدَبِّرُهُ بِالبَقاءِ مُنفَرِدُ
|
مِن
بِلى كَوائِنِهِ كائِناتُهُ
الجُدُدُ
|
لا
تَقُل بِهِ إِدَدٌ إِنَّ حُسنَهُ
اَلإِدَدُ
|
تَلتَقي
نَقائِضُهُ غايَةً وَتَتَّحِدُ
|
الفَناءُ
فيهِ يَدٌ لِلبَقاءِ أَو عَضُدُ
|
اِئتِلافُهُ
رَشَدٌ وَاِختِلافُهُ سَدَدُ
|
جَدَّ
في عَمارَتِهِ مُنصَفٌ وَمُضطَهَدُ
|
وَالغِنى
لِخِدمَتِهِ كَالفَقيرِ مُحتَشِدُ
|
وَهوَ
في أَعِنَّتِهِ مُمعِنٌ وَمُطَّرِدُ
|
وَالحَياةُ
حَنظَلَةٌ في حُروفِها شُهُدُ
|
هَيكَلُ
الشَقاءِ لهُ مِن مَدامِعٍ عَمَدُ
|
قامَتِ
النُعوشُ عَلى جانِبَيهِ وَالوَسَدُ
|
عُرسُهُ
وَمَأتَمُهُ غايَتاهُما نَفَدُ
|
إسماعيل صبري: |
كَم
تَهيمُ كم تَجِبُ كم تَهي
وَتَضطَرِبُ
|
كُلما
أَقولُ سَلا جَدَّ ذلك اللَعِبُ
|
كُلَّما
أَقولُ خَبا شَبَّ ذلك اللَهَبُ
|
أَيُّها
الفُؤادُ تما ديكَ في الهَوى عَجبُ
|
ما
نِفارُ فاتِنَتي يا تُرى لهُ سَبَبُ
|
غيرَ
أَنَّني كَلِفٌ في الهَوى بها
تَعِبُ
|
ذاكِرٌ
إِذا نَسيَت قائِمٌ بما يجِبُ
|
فِتنَتي
الجَمالُ وَعُذ رى الجمالُ
وَالأَدَبُ
|
هَل
دَرَت بِمَن حَمَلَت في المَهامهِ
النُجُبُ
|
هَل
دَرَت مَكانةَ عَبّا سَ بينَ مَن
رَكِبوا
|
فَهيَ
لَم يُلِمَّ بها في طريقِها لَغَبُ
|
بل
عَدَت وَلَذَّ لها في المَفاوِزِ
الخَبَبُ
|
هل
رَأت وجوهَهُمُ في سَمائِها الشُهُب
|
فَهيَ
في مَنازِلها ساهرٌ وَمُرتَقِب
|
هَل
رَأَيتَ من ذَهَبوا قافِلينَ لا
ذَهبوا
|
لا
عَدِمتَ رَكبَهُمُ في الصَباح إِذ
رَكِبوا
|
وَالحِجازُ
قِبلَتُهُم وَالفُروضُ وَالقُرَب
|
وَالنَبِيُّ
يَطلُبُهم وَالمُحِبُّ يَقتَربُ
|
وَالحَنينُ
يَجذُبُهُم وَالمَشوقُ يَنجَذِب
|
وَالجَلال
يُؤنِسُهم وَالنجارُ وَالحَسَبُ
|
هاتِ
يا بَشيرُ أَدِر ذِكرَهُم أَلا
اِقتَرَبوا
|
ما
الذي تُرَدِّدُه في بِلادِها
العَرَبُ
|
سالَ
في رُبوعِهِمُ مِن نَداهُمُ
الذَهَبُ
|
وَاِنبَرَت
تُقَلِّدُهُم مِن سمائِها السُحُبُ
|
فَالفَقيرُ
جاءَ لهُ في ديارهِ النَشبُ
|
وَالسُهولُ
واصَلَها بَعدَ هَجرِهِ العُشُب
|
إيهِ
يا بَشيرُ أَفِض ما تَقولُ
مُقتَضَبُ
|
إِن
تَزِد فَذو كرمٍ لِلكِرامِ
يَنتَسِبُ
|
أَو
تُرِد فَمَوعِدُنا ما سَتَشرَحُ
الخُطَبُ
|
وَالنَدِيُّ
تَمرَحُ في هِ القَصائِدُ القُشُبُ
|
وَالذي
سَتَحفَظهُ في صُدورِها الكُتُبُ
|
مصطفى صادق الرافعي: |
هل
لذا الجفا سببُ أم صدودهِ لعبُ
|
أم
ذكاءُ ما برحتْ تجتلي وتحتجبُ
|
أم
غدا كمشبههِ البدرُ ليس يقتربُ
|
شادنٌ
لأعينهِ أنفُسُ الورى سلبُ
|
إن
يعد فليسَ يفي والهوى لهُ أدبُ
|
يحكمُ
الملاحُ على الصدقِ أنهُ كذبُ
|
وانتمى
الجمالُ لهُ فهو للجمالِ أبُ
|
وهوَ
من تدللهِ هاجرٌ ومصطحبُ
|
وهو
من ملاحتهِ سافرٌ ومنتقبُ
|
كلُّ
أمرهِ عجبُ وكذا الهوى عجبُ
|
يا
ليالياً سلفتْ هل تعيدكِ الحقبُ
|
والرياضُ
حاليةً للسماءِ تنتسبُ
|
وهو
بينَ أكوسها البدرُ حولهُ الشهبُ
|
نجتليها
عابسةً باسماً لنا الحببُ
|
كالعروسِ
قد حجبتْ وهو دونها حُجبُ
|
أبطأوا
بزفتها والزفافُ مرتقبُ
|
أو
كخدٍ أغيدَ لو لم يسلْ بها العنبُ
|
أو
كأنها شفة عضها فتىً وصبُ
|
أو
كدمعِ ذي كلف بالدماءِ ينسكبُ
|
أو
كقلبِ ذي حسدٍ مازالَ يلتهبُ
|
إن
لثمتها جذبتْ معطفي فينجذبُ
|
ينبري
لها رشأ هزَّ عطفه الطربُ
|
في
القلوبِ مختبئ للقلوبِ مختلبُ
|
خدهُ
بحمرتها كالبنانِ مختضبُ
|
تلعبُ
المدامُ بهِ كلما احتسى يثبُ
|
وهو
منها في ضحكٍ وهي منهُ تنتحبُ
|
من
كمثلي إن ذكروا من سما بهِ الأدبُ
|
شيمةٌ
مخلفةٌ نافستْ بها العربُ
|
إنها
المعادن لم يصد مثلها الذهبُ
|
يا
ضلوعي ما برحَ القلبُ فيكِ يضطربُ
|
دارتْ
العيونُ بهِ فهو بينها نهبُ
|
وانجلتْ
لواحظها فانجلى لهُ العطبُ
|
أعينٌ
يموجُ بها سحرها فينسربُ
|
كم
صرعنَ من أسدٍ حينَ غالبوا غلبوا
|
في
جفونها رسلٌ لم تجئ بها كتبُ
|
ويحَ
من أحبَّ أما ينقضي لهُ أربُ
|
إن
أراحهُ تعبٌ شفَّ قلبهُ تعبُ
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق