النابغة الجعدي: |
الحَمدُ لِلَهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ مَن لَم يَقُلها فَنَفسَهُ ظَلَما
|
المُولِجِ الليلَ في النهارِ وَفِي الليلِ نَهاراً يُفرِّجُ الظُّلَما
|
الخافِضِ
الرافِعِ السَماءَ عَلى ال أَرضِ
وَلَم يَبنِ تَحتَها دِعَما
|
الخالِقِ
البارِئِ المُصَوِّرِ في ال أَرحامِ
ماءً حَتّى يَصِيرَ دَما
|
مِن
نُطفَةٍ قَدَّها مُقدّرُها يَخلُقُ
مِنها الأَبشارَ وَالنَسَما
|
ثُمَّ
عِظاماً أَقَامَها عَصَبٌ ثُمَّتَ
لَحماً كَساهُ فَالتأَما
|
ثُمَّ
كَسا الرِيشَ والعَقائِقَ أَب شاراً
وَجِلداً تَخالُهُ أَدَما
|
وَالصوتَ
وَاللَونَ وَالمَعايِشَ وَال أَخلاَقَ
شَتّى وَفَرَّقَ الكَلِما
|
ثُمَّتَ
لاَ بُدَّ أَن سَيَجمَعُكُم وَاللَهِ
جَهراً شَهادَةً قَسَما
|
فَائتَمِرُوا
الآنَ ما بَدا لَكُمُ وَاِعتَصِمُوا
إِن وَجَدتُمُ عِصَما
|
فِي
هذِهِ الأَرضِ وَالسَماءِ وَلا عِصمَةً
مِنهُ إِلاَّ لِمَن رَحِما
|
يا
أَيُّها الناسُ هَل تَرَونَ إلى فَارِسَ
بادَت وَخَدُّهَا رَغِما
|
أَمسُوا
عَبِيداً يَرعَونَ شاءَكُمُ كَأَنَّما
كانَ مُلكهُم حُلُما
|
مِن
سَبَأ الحاضِرينَ مآرِبُ إِذ يَبنُونَ
مِن دُونِ سَيلِهِ العَرِما
|
فَمُزِّقُوا
فِي البِلادِ واعتَرَفُوا الهونَ
وَذاقُوا البَأساءَ والعَدَما
|
وَبُدِّلُوا
السِدرَ وَالأَراكَ بِهِ الخَم طَ
وَأَضحى البُنيانُ مُنهَدِما
|
يا
مالِكَ الأَرضِ وَالسَماءِ وَمَن يَفرَق
مِنَ اللَهِ لا يَخَف أَثَما
|
إِنِّي
اِمرُؤٌ قَد ظَلَمتُ نَفسِي وَإِلاَّ
تَعفُ عَنّي أُغلا دَماً كَثِما
|
أُطرَحُ
بِالكَافِرِينَ في الدَرَكِ ال أَسفَلِ
يَا رِبِّ أصطَلي الصَرِما
|
يَرفَعُ
بالقارِ والحَدِيدِ مِنَ ال جَوزِ
طِوالاً جُذُوعُها عُمُما
|
نُودِيَ
قُم وَاركَبَن بأَهلِكَ إنَّ اللَهِ
مُوفٍ لِلناسِ ما زَعَما
|
|
أوس بن حجر: |
أَيَّتُها
النَفسُ أَجمِلي جَزَعا إِنَّ
الَّذي تَحذَرينَ قَد وَقَعا
|
إِنَّ
الَّذي جَمَّعَ السَماحَةَ وَال
نَجدَةَ وَالحَزمَ وَالقُوى جُمَعا
|
الأَلمَعِيَّ
الَّذي يَظُنُّ لَكَ ال ظَنَّ كَأَن
قَد رَأى وَقَد سَمِعا
|
وَالمُخلِفَ
المُتلِفَ المُرَزَّأَ لَم يُمتَع
بِضَعفٍ وَلَم يَمُت طَبَعا
|
وَالحافِظَ
الناسَ في تَحوطَ إِذا لَم يُرسِلوا
تَحتَ عائِذٍ رُبَعا
|
وَاِزدَحَمَت
حَلقَتا البِطانِ بِأَق وامٍ
وَطارَت نُفوسُهُم جَزَعا
|
وَعَزَّتِ
الشَمأَلُ الرِياحَ وَقَد أَمسى كَميعُ الفَتاةِ مُلتَفِعا
|
وَشُبِّهَ
الهَيدَبُ العَبامُ مِنَ ال أَقوامِ
سَقباً مُلَبَّساً فَرَعا
|
وَكانَتِ
الكاعِبُ المُمَنَّعَةُ ال حَسناءُ
في زادِ أَهلِها سَبُعا
|
أَودى
وَهَل تَنفَعُ الإِشاحَةُ مِن شَيءٍ
لِمَن قَد يُحاوِلُ البِدَعا
|
لِيَبكِكَ
الشَربُ وَالمُدامَةُ وَال فِتيانُ
طُرّاً وَطامِعٌ طَمِعا
|
وَذاتُ
هِدمٍ عارٍ نَواشِرُها تُصمِتُ
بِالماءِ تَولَباً جَدِعا
|
وَالحَيُّ
إِذ حاذَروا الصَباحَ وَقَد خافوا
مُغيراً وَسائِراً تَلِعا
|
عنترة بن شداد: |
بَردُ نَسيمِ الحِجازِ في السَحَرِ إِذا أَتاني بِريحِهِ العَطِرِ |
أَلَذُّ عِندي مِمّا حَوَتهُ يَدي مِنَ اللَآلي وَالمالِ وَالبِدَرِ |
وَمُلكُ كِسرى لا أَشتَهيهِ إِذ ما غابَ وَجهُ الحَبيبِ عَن نَظَري |
سَقى الخِيامَ الَّتي نُصِبنَ عَلى شَرَبَّةِ الأُنسِ وابِلُ المَطَرِ |
مَنازِلٌ تَطلُعُ البُدورُ بِه مُبَرقَعاتٍ بِظُلمَةِ الشَعَرِ |
بيضٌ وَسُمرٌ تَحمي مَضارِبَه أَسادُ غابٍ بِالبيضِ وَالسُمُرِ |
صادَت فُؤادي مِنهُنَّ جارِيَةٌ مَكحولَةُ المُقلَتَينِ بِالحَوَرِ |
تُريكَ مِن ثَغرِها إِذا اِبتَسَمَت كَأسَ مُدامٍ قَد حُفَّ بِالدُرَرِ |
أَعارَتِ الظَبيَ سِحرَ مُقلَتِه وَباتَ لَيثُ الشَرى عَلى حَذَرِ |
حَودٌ رَداحٌ هَيفاءُ فاتِنَةٌ تُخجِلُ بِالحُسنِ بَهجَةَ القَمَرِ |
يا عَبلَ نارُ الغَرامِ في كَبدي تَرمي فُؤادي بِأَسهُمِ الشَرَرِ |
يا عَبلَ لَولا الخَيالُ يَطرُقُني قَضَيتُ لَيلي بِالنَوحِ وَالسَهَرِ |
يا عَبلَ كَم فِتنَةٍ بُليتُ بِه وَخُضتُها بِالمُهَنَّدِ الذَكَرِ |
وَالخَيلُ سودُ الوُجوهِ كالِحَةٌ تَخوضُ بَحرَ الهَلاكِ وَالخَطَرِ |
أُدافِعُ الحادِثاتِ فيكِ وَل أُطيقُ دَفعَ القَضاءِ وَالقَدَرِ |
ابن
الزيات: |
ما
أَعجَبَ الحُبَّ في مَذاهِبِه ما
يَنقَضي القَولُ في عَجائِبِه
|
يُفسِدُ
ذا الدّينِ بَعدَ عِفَّتِه
وَيُذهِلُ المَرءَ عَن مَآرِبِه
|
الحُبُّ
نارٌ وَلا خُمودٌ لَها تَترُكُ ذا
اللُّبِّ جدّ عازِبِه
|
ثُمَّتَ
تَرفَضُّ في مَفاصِلِه فَتُشعِلُ السُّقمَ
في جَوانِبِه
|
لَيسَ
أَخو الحُبِّ مَن يَمَلُّ وَلا مَن
يَطرَحُ الحَبلَ فَوقَ غارِبِه
|
يَأخُذُ
مِنهُ الَّذي يَطيبُ لَه غَيرَ
صَبورٍ عَلى نَوايِبِه
|
لَم
أَرَ داءً وَلا دَواءَ لَه إِلَّا
وَفي الحُبِّ ما يُقاسُ بِه
|
سائِل
عَنِ الحُبِّ من تَضَمَّنَه ما
شاهِدُ الأَمرِ مِثلُ غايِبِه
|
ما
جَرَّبَ الحُبَّ فَوقَها أَحَدٌ
إِلَّا رَأى المَوتَ في تَجارِبِه
|
وَلا
رَأى المَوتَ في تَجارِبِه إِلَّا
فَتىً مُخلِصٌ لِصاحِبِه
|
انظُر
إِلى المُؤمِنِ الَّذي اِجتَمَعَت
أَلسِنَةُ النَّاسِ في مَناقِبِه
|
مِن
بَعدِ سجَّادة مرَكَّبَةٍ تَلوحُ
لِلعَينِ فَوقَ حاجِبِه
|
وَلِحيَةٍ
كَالمِجَنِّ وافِرَةٍ أَليقُ شَيءٍ
بِحُفِّ شارِبِه
|
لا
يَرفَعُ الطَّرفَ في السَّماءِ من ال
إِشفاقِ وَالخَوفِ من مُحاسِبِه
|
أُتيح
لِلحَينِ وَالقَضاءِ لَهُ مَن
قَصَّرَت عَنهُ كفُّ طالِبِه
|
اِنسَكَبَ
الحَسنُ فَوقَ جَبهَتِه فَمَرَّ
يَجري إِلى ترايِبِه
|
ثُمَّ
تَوافى إِلى أَظافِرِه فَاِنطَمَسَت
ثمَّ عَينُ عايِبِه
|
ثُمَّ
أَعادَت عَلَيهِ ثانِيَةً فَثَبَّتَ
الحُسنَ كَفُّ ساكِبِه
|
فَالحُسنُ
فيهِ مُضاعَف وَلَهُ شيمَةُ بُخل
عَلى مطالِبِه
|
لَم
يَخلِقِ اللَّهُ مِثلَهُ أَحَداً في
مَشرِقِ الأَرضِ أَو مَغارِبِه
|
كَأَنَّهُ
دُميَةٌ مُصَوَّرَةٌ يَعبُدُها
القَسُّ في مَحارِبِه
|
صَوَّرَها
راهِبٌ وَزَخرَفَها فَاِبتَزَّها
القَسُّ دونَ راهِبِه
|
تَنازَعاها
كِلاهُما حَنِقٌ يَفقَأ بِالسِّنِّ
عَينَ صاحِبِه
|
وَأَجلَبَ
القسُّ أَهلَ بيعَتِه وَجاءَ
يَختالُ في كتايِبِه
|
فَصانَها
دونَ ما حَوَت يَدُه مِن جُلِّ مالٍ
وَمِن رَغايِبِه
|
يَسطو
عَلى أَهلِ بيعَتِه كَسَطوِ كِسرى
عَلى مَرازِبِه
|
تَبكي
اِبن عَبَّاد إِنَّ لَه فَضلاً
سَأُبدِيهُ غَير كاذِبِه
|
في
لَفظِهِ غنَّةٌ يخالُ بِها دُراً
جَرى مِن سُلوكِ ثاقِبِة
|
إِذا
عَلا مَوضِع الحقابِ وَقَد ضَمَّ
يَدَيهِ عَلى مَناكِبِه
|
واهاً
لَهُ مركباً لِراكِبِه لا خَيَّبَ
اللَّهُ سَعيَ جالِبِه
|
الصنوبري:
|
أَقْرَرْتَ
عَيني بذلكَ المنظرْ يا جؤذراً فاق
حُسْنَه الجُؤذَرْ
|
لما
جلاكَ الحمَّامُ كنتَ كما حَكَتْهُ
عنك الظنونُ بلْ أَكثر
|
كشفتَ
عن جوهرٍ عَنِيتَ به عن كلِّ
مُسْتَحْسَنٍ منَ الجوهر
|
ما
خارجَ المئزرِ السَّقامُ ولَ كنَّ شفاءَ
السَّقامِ في المئزر
|
أرقتَ
ماءً على أَرَقَّ من ال ماءِ وأَذكى
ريحاً من العنبر
|
وكدتُ
أَنْ أُظهرَ الغرامَ ولا بدَّ لهذا
الغرامَ أَنْ يَظْهَر
|
الصنوبري:
|
هذا
أُسَيْدٌ فقفْ على غدْرِهْ
غَلَيِّمٌ قد أُصيب في دُبْرِهْ
|
لذاك
ما إِن تني مُنَكَّسةً مغارفُ
العالمينَ في قِدْرِه
|
مكتحلٌ
من ورائهِ أَبداً بميلِ لحمٍ علا
على شِبْرِه
|
مَنْ
رَمِدَتْ عينُه فآفةُ ذا من رَمَدٍ
يشتكيهِ في جُحْره
|
الصنوبري:
|
بكِّرْ
فإن الشتاءَ قد بكَّرْ ما قَصَّرَتْ
سُحْبُهُ ولا قَصَّرْ
|
حَثَّتْ
سُقاهُ الغَمامِ أكؤُسَها فالأَرضُ
سَكرَى وكيفَ لا تَسكَر
|
طَوَتْ
رُباها غبارَها فَصَفَا ال جوُّ وقد
كان وجهُهُ أَغْبَر
|
غِيثَتْ
فَسُرَّتْ وسُرَّ ساكنُها واستبشرتْ
بالغيوثِ واستبشَر
|
ذا
خضرُ الصَّعْتَرِيِّ مُنْصَرِفٌ عنه
وهذا الحَماحِمُ الأحمر
|
مُسْتَخْلَفٌ
منه في مجالسنا ال نّمامُ
والمرزَجُوشُ مُسْتُورْزَر
|
وناعمٌ
من بنفسجٍ نَعِمَتْ نفسي به في
المشمِّ والمنظر
|
ونرجس
مُضْعَف تضاعَف في ه الحسنُ في
أبيضٍ وفي أصفر
|
كأَنَّ
من جوهرٍ تُنُوسِخَ أو كأَنَّ منه
تُنُوسِخَ الجوهر
|
الدرُّ
والتبرُ فيه قد خُلطا للعينِ
والمسكُ فيه والعنبر
|
وهاتِ
أُتْرَجّنا الكبارَ فَمَنْ عايَنَهُ
من معاينٍ كَبَّر
|
وهاتِ
تُفّاحنا الذي هُوَ مِنْ عطرِ ذوي
العطرِ كلِّهم أعطر
|
مُلَمَّعٌ
فهو أبيضٌ أحْمَرْ كما تراهُ
وأصْفَرٌ أَخْضَر
|
فالحمدُ
للّهِ حَمْدَ مبتهِجٍ بما قضاهُ عليه أو قَدَّر
|
لئن
مضى الصيفُ وهو يُشْكَرُ فالش تاءُ
أيضاً في فِعْلِهِ يُشْكَر
|
الصنوبري:
|
إن
كنتَ يوماً مبارزاً فابرزْ ليس سوى
الموتِ حاجزٌ يُحْجِزْ
|
تعالَ
فالبسْ معي وألْبَسُ من نسجِ
السكاكين حُلَّتَيْ قِرْمِز
|
وذا
الفتى الرافقيُّ فهو أخي والرافقيون
أَمْرُهُمْ مُعْجِز
|
شبْلُهُمُ
الليثُ في فُتُوَّتِهِ حين تَفَاتى
وَفَرْخُهُمْ كُرَّز
|
فَسِرْ
إليه عقداً يَسِرْ بلداً أما تراهُ
غضبانَ مُسْتَوفِز
|
مَنِ
الجُلَنْدَى وأنو شروانَ مَن شَاهَبُورُ
مَنْ هرمز
|
هذا
هو الموتُ حين يوجِزُ في قبضِ جميعِ
النفوسِ أو أوجز
|
مَنْ
غيرُ ذا زاحَمَ الجبالَ ومن زَلْزَلَ
أركانها وَمَنْ هَزْهَز
|
مَنْ
في بحار العذابِ يُعْجَنُ مذ كان
وَمَنْ في يحريقِهِ يُخْبَز
|
مَنْ
ضربةُ السيفِ حين تَضْرِبُهُ في
وَجْهِهِ غَرْزُ إِبرةٍ تُغْرَز
|
فتى
إذا مَرَّ مَرَّ مرتدياً رداءَ بزٍّ
بالشرِّ قد طُرِّز
|
قد
حَزَّ ثِقْلُ الحديدِ في جَسَدٍ منه
بوخزِ السياطِ قد خُزِّز
|
مُكرَّهٌ
لو دعا الحِمامَ إلى ال برازِ خافَ
الحِمامُ أَنْ يَبْرُز
|
يا
جائزَ الأمرِ في السجونِ كما يجوزُ
أَمْرُ الأميرِ أو أَجْوَز
|
قُطْبُ
رحى الفتكِ أنت بَرَّزْتَ في ال فتكِ
وذا الفتكُ قيلَ قد برَّز
|
بحقِّ
مَنْ أحرزَ الفتوّة أو أحرزها عنه
بعضُ مَنْ أحرز
|
مِنْ
مُطْلَقٍ جامزٍ بخنجرِهِ أو مُوثَقٍ
في قيودِهِ يَجْمُز
|
مقارفٍ
كلَّ مَنْ يقارفُهُ سكِّينُهُ من
قِرابها تَقْفِز
|
شأنَكَ
فانظرْ ماذا لقيتُ وما ألقاه من ذا
المؤاجرِ المُنْتَز
|
مؤاجرٌ
يدّعي إِليَّ فكم أُهْمَزُ من أَجله
وكم أَلمز
|
نَفَّقَ
بي نَفْسَهُ ألستَ ترى بأَيِّ
إِشفَا إِجارَةٍ يُخْرَز
|
يا
أَسَدُ الشيءُ أنت تملكُهُ فاذهبْ
فبدِّدْ إِن شئتَ أو أَحْرِز
|
لستَ
غلامي فأيّما وَتدٍ أردتَ قفزاً
عليه قُمْ فاقفز
|
تعالَ
حتى تبيعَ في حلبٍ إن كنت تشكو
الكسادَ في كِلِّز
|
في
تحسبنَّ الهوى بحالته طارَ جرادُ
الهوى وما غَرَّز
|
يا
للنَّصارى لما جنى أسَدٌ هو ابنُ
يعقوبَ ذلك الجُرْبُز
|
أما
لأسقُفِّكِمْ وَبَطْرَكِكُمْ فيمن
جَنى مثلَ ما جَنى مَغْمَز
|
جامُوس
ذبحٍ جمَّ المعالِف قد صُيِّرَ
للذبحِ ثم قد لُزِّز
|
أخْشَنُ
من قُنْفُذٍ وأخنزُ من تيسٍ فبعداً
للأَخْشَنِ الأخْنَز
|
كأَنما
اصّدَّقَتْ بحلتها عليه عَنْزٌ
سوادءُ أو أعْنُز
|
قد
حَذِقَ النَّتْفَ فهو إِنْ حُسِبَتْ
سِنُوهُ كَهْلٌ وبعدُ ما لَوَّز
|
فَقْحَتُهُ
تُرْسُهُ فهمَّتُهُ في رمحِ لحمٍ في
تُرْسِهِ يُرْكَز
|
سلِ
الدهاليزَ والخنادقَ كم خنْدَقَ في
دْهرِهِ وكم دَهْلَز
|
كم
مجزرٍ قد رأَيتًَ مصْرَعَه فيه وكم
مطبخٍ وكم مَخْبَز
|
شَكْزٌ
ولكن نشَا عليه فكم يُشكَزُ يا
إخوتي وكم يُلْكَز
|
لم
أر شِبْهاً له وكيف أرى كنزَ أيورٍ
في جَوْفِهِ يكنز
|
إذا
هوى للبساطِ منبسطاً قدَّرَ من
بروزٍ إلى بروز
|
فهو
كصخرِ اللُّكامِ ملْمسُهُ قد ذُرَّ
من فوقه الحصى الأمعز
|
لو
رهزَ الفيلُ فوقه سنةً لم يدرِ
بالفيلِ أنه يرهز
|
لا
أَعجز اللهُ غير رأي أبي عثمانَ فيه
فرأيه الأعجز
|
ما
بالهُ باع نعمةً بشقا أمَا درى كيفَ
ذا ولا مَيَّز
|
زلَّ
ابنُ مروانَ زلَّةً علنت فأعلنَ
الرمزَ فيه منْ أرمز
|
فأينَ
ذاكَ الإِبريزُ من خشَبٍ دوويَ من دائهِ فقد برز
|
وصحَّ
حتى كأنه هو ما إن زال يُغْذى
بالقِدِّ والعِلهِز
|
فهو
إذا ما سمعتَ لهجته سمعتَ في البدوِ
راجزاً يَرْجُز
|
يكني
عن الخبزِ بالهبيدِ كما يُكْنى عن
اسمِ البطيخِ بالخِرْبِز
|
كلُّ
الرياحينِ عنده حبَقٌ وضَيْمرانٌ
وكلها عَنْقَز
|
وجارُهُ
صخرةٌ على أُحُدٍ بل تُغْمَزُ
الصخرُ وهو لا يُغْمز
|
فليت
شعري إبهامه هوَ في رَزَّةِ هذا
الغلامِ مَنْ رَزَّز
|
عهدي
به المالكُ الحزين فيا دهرُ لماذا
مَسَخْتَهُ وَزْوَز
|
ها
هو ذا المنتمي الصدوق وإن جَوَّزَ
في أمرنا الذي جوَّز
|
لا
درَّ درُّ الذي ينبِّزُهُ بابنِ
الدِّمَقْرى فبئسَ ما نبَّز
|
يا
من إلينا الغداةَ أوعزَ في أمرِ
سعيدٍ بالسوءِ إذ أَوْعَز
|
أتيتَ
في ساعةٍ تُمّزِّقُ ما رقَّعَ في
عمره وما دَرَّز
|
الصنوبري:
|
كلُّ
نعيمٍ سوى الهوى بُوسُ رَبْعُ الهوى
في حشايَ مأنوس
|
حَرَسْتُ
شوقي من السلوِّ ولا بأسَ على
الشوقِ وهو محروس
|
مُعَرَّسي
بين فتيةٍ لهمُ على نجومِ الجوزاء
تَعْرِيس
|
في
مُعْلَماتٍ نُشِرْنَ فوق ربىً أهدت
لها المعلَماتِ تنِّيس
|
ريشُ
الطواويسِ زَهْرُنا وإذا شينا سقانا
العُقارَ طاووس
|
بين ظلالِ
النعيمِ مُكْتَنَفٌ وفي بحارِ
السُّرورِ مغموس
|
إذا
سلاحُ الحليِّ أَبرَزَهُ فما لنفسِ
المحبِّ تنفيس
|
وشاحُهُ
سيفه وبارقُهُ خنجرُهُ والسّوارُ
دبُّوس
|
نقْبِسُ
من كفِّهِ مُشَعْشَعَةً تُظْلِمُ في
ضوئها المقاييسُ
|
ابنةُ
كرمٍ ترهَّبتْ زمناً يكفُلُها راهبٌ
وقسّيس
|
مَدارعُ
القارِ لُبْسُها ولها من مَدَرٍ
فَوقَه برانيسُ
|
مثليَ
تُحْدى له الكؤوسُ ولا تكادُ تُحْدى
بمثليَ العيسُ
|
ما
للمواعيسِ والهِدَمْلةِ لا كانت ولا
كانتِ المواعيس
|
ما
العيشُ إلا ببانقوسا إذا غَنَّتْكَ
من حولكِ النواقيسُ
|
والعَوَجانُ
الذي تخالسُهُ لواحظٌ كلُّهُنَّ
مخلُوسُ
|
كأَنَّ
أَمواجَهُ إذا ارتكضَتْ في حافتيه
خيلٌ كراديسُ
|
لو
أَنَّ بلقيسَ عاينته إذن لشبَّهَتْهُ
بالصَّرحِ بلقيس
|
هناك
ثوبُ المماتِ مُطَّرَحٌ عنك وثوبُ
الحياةِ مَلْبوسُ
|
أَقبلَ
وَجْهُ الزمانِ منبسطاً من بعدِ ما
كان فيه تعبيس
|
وما
له لا يضيءُ حندسَهُ بدرٌ أَضاءَتْ
له الحناديس
|
مُنْصُلُ
رأيٍ لم يُخْفِ رَوْنَقَهُ غِمْدٌ
وليثٌ لم يُحوِه خِيس
|
أَشوَسُ
ضِرغامةٌ وأورَّثَهُ إِرْثَ المعالي
ضراغمٌ شُوسُ
|
همُ
المياسيرُ من حجىً ونُهىً لكنَّهم
من مفاليس
|
عليُّ
أيُّ العلى يُقاسُ إلى عُلاك إن
صَحَّتِ المقاييس
|
أَسَّسْتَ
للمكرمات أَرْوِقَةً لها على
المكرماتِ تأسيسُ
|
مجداً
كساك النعمانُ حُلَّتَهُ والمجدُ
خِيْمٌ في مثلكمْ سوس
|
رددتَ
عزَّ الشآمِ فيه فقد عزَّ رئيسٌ وذلَّ
مرؤوس
|
وفارقَ
العدلُ رَمْسَهُ ولقد مضى زمانٌ
والعدلُ مرموس
|
ما
أَوسَعَتْهُ عيناكَ من نَظَرٍ فناظرُ
الخطبِ عنه مطموس
|
نصحتَ
فيه الوزير نُصْحَ تُقىً والنُّصْحُ
ثوبٌ ما فيه تدنيس
|
لك
المدى الأبعدُ الذي أبداً نجمُ
مجاريكَ فيه منحوس
|
حُسنُ
القراطيسِ حين تضحكُ عن بكاءِ
أقلامِكَ القراطيس
|
من
حِكَمٍ لم يَجِفَّ مورِقُها وَعُودُه
في ثَراكَ مغروس
|
ناموسُ
حلمٍ به انفردتَ ولا تُخْدَعُ عنه
والحلمُ ناموس
|
قَدَّمه
منكَ حينَ قدَّمَه أبٌ قديمُ
الأرومِ قُدْمُوسُ
|
أيقنتُ
إذ مَسَّه الحِمامُ ولم يَخَفْهُ
أنَّ الحمامَ ممسوس
|
لو
كان طولُ البقاءِ مَكْرُمةً لم
يُعْطَ طولَ البقاءِ إبليس
|
يا
أيها البازلُ الذي عجزت عن شأوه
البُزَّلُ القناعيس
|
أما
وقوسُ الفخار قوسُك لا مسَّ قناةَ
الفخارِ تقويس
|
كلُّ
المعالي لديكَ واقفةٌ مجدٍ عليكَ
محبوس
|
محمود سامي الباردوي:
|
إِلامَ
يَهْفُو بِحِلْمِكَ الطَّرَبُ
أَبَعْدَ خَمْسِينَ في الصِّبَا أَرَبُ
|
هَيْهَاتَ
وَلَّى الشَّبابُ واقْتَرَبَتْ
سَاعَةُ وِرْدٍ دَنَا بِها الْقَرَبُ
|
فَلَيْسَ
دُونَ الْحِمامِ مُبْتَعَدٌ
وَلَيْسَ نَحْوَ الْحَياةِ مُقْتَرَبُ
|
كُلُّ
امْرِئٍ سائِرٌ لِمَنْزِلَةٍ لَيْسَ
لَهُ عَنْ فِنائِها هَرَبُ
|
وسَاكِنٌ
بَيْنَ جِيرَةٍ قَذَفٍ لا نَسَبٌ
بَيْنَهُمْ ولا قُرَبُ
|
فِي
قَفْرَةٍ لِلصِّلالِ مُزْدحَفٌ
فِيها ولِلضّارِياتِ مُضْطَرَبُ
|
وَشَاهِدٌ
مَوْقِفاً يُدَانُ بِهِ فَالْوَيْلُ
لِلظَّالِمِينَ والْحَرَبُ
|
فَارْبَأْ
يَفاعاً أَوِ اتَّخِذْ سَرَباً إِنْ
كَانَ يُغْنِي الْيَفَاعُ وَالسَّرَبُ
|
لا
الْبَازُ يَنْجُو مِنَ الْحِمَامِ وَلا
يَخْلُصُ مِنْهُ الْحَمَامُ والْخَربُ
|
مُسَلَّطٌ
في الْوَرَى فَلا عَجَمٌ يَبْقَى عَلَى فَتْكِهِ وَلا عَرَبُ
|
فَكَمْ
قُصُورٍ خَلَتْ وَكَمْ أُمَمٍ
بَادَتْ فَغَصَّتْ بِجَمْعِهَا التُّرَبُ
|
فَمَنْزِلٌ
عَامِرٌ بِقَاطِنِهِ وَمَنْزِلٌ
بَعْدَ أَهْلِهِ خَربُ
|
يَغْدُو
الْفَتَى لا هِياً بِعِيشَتِهِ
وَلَيْسَ يَدْرِي مَا الصَّابُ والضَرَبُ
|
وَيَقْتَنِي
نَبْعَةً يَصِيدُ بِهَا ونَبْعُ
مَنْ حَارَبَ الرَّدَى غَرَبُ
|
لا
يَبْلُغُ الرِّبْحَ أَوْ يُفارِقُهُ
كَمَاتحٍ خَانَ كَفَّهُ الْكَرَبُ
|
يا
وارِدَاً لا يَمَلُّ مَوْرِدَهُ
حَذارِ مِنْ أَنْ يُصِيبَكَ الشَّرَبُ
|
تَصْبُو
إِلَى اللَّهْوِ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ
واللَّهْوُ فِيهِ الْبَوارُ والتَّرَبُ
|
وَتَتْرُكُ
الْبِرَّ غَيْرَ مُحْتَسِبٍ
أَجْرَاً وَبِالْبِرِّ تُفْتَحُ الأُرَبُ
|
دَعِ
الْحُمَيَّا فَلِابْنِ حانَتِها
مِنْ صَدْمَةِ الْكَأْسِ لَهْذَمٌ ذَرِبُ
|
تَرَاهُ
نُصْبَ الْعُيُونِ مُتَّكِئاً
وَعَقْلُهُ في الضَّلالِ مُغْتَرِبُ
|
فَبِئْسَتِ
الْخَمْرُ مِنْ مُخَادِعَةٍ
لِسَلْمِها فِي الْقُلُوبِ مُحْتَرَبُ
|
إِذا
تَفَشَّتْ بِمُهْجَةٍ قَتَلَتْ
كَمَا تَفَشَّى فِي الْمَبْرَكِ الْجَرَبُ
|
فَتُبْ
إِلى اللهِ قَبْلَ مَنْدَمَةٍ
تَكْثُرُ فِيها الْهُمُومُ والْكُرَبُ
|
واعْتَدْ
عَلَى الْخَيْرِ فَالْمُوَفَّقُ مَنْ
هَذَّبَهُ الاعْتِيَادُ والدَّرَبُ
|
وَجُدْ
بِمَا قَدْ حَوَتْ يَدَاكَ فَمَا
يَنْفَعُ ثَمَّ اللُّجَيْنُ والْغَرَبُ
|
فَإِنَّ
لِلدَّهْرِ لَوْ فَطَنْتَ لَهُ قَوْسَاً
مِنَ الْمَوْتِ سَهْمُهَا غَرَبُ
|
الراضي بالله:
|
قَدْ
ضاعَ فيكَ صَبْرِي
|
يا
راغِباً فِي الغَدْرِ
|
فَلَيْسَ
فِيكَ أَدْرِي
|
مَنْفَعَتِي
مِنْ ضُرِّي
|
فَهَلْ
أَراكَ عُمْرِي
|
مُهاجِراً
لِهَجْرِي
|
وَقَهْوَةٍ
كَالجَمْرِ
|
تِبْرٌ
وَلكِنْ تَجْرِي
|
أَدارَها
فِي الْفَجْرِ
|
مُقَرْطَقٌ
كَالْبَدْرِ
|
يَضْحَكُ
لِي عَنْ ثَغْرِ
|
مِثْلِ
صِغارِ الدُّرِّ
|
أَصْبَحَ
فِيهِ سِرِّي
|
مَخْتَلِطاً
بالْجِهْرِ
|
مُفْتَتِناً
بِالْخَمْرِ
|
أَظْلِمُ
فِيها وَفْرِي
|
ابن
سناء الملك:
|
من
يشتري لِي أَشجانْ
|
أُضيفُها
للأَحْزانْ
|
أُضرمها
بِنيرانْ
|
على
فؤاد حرّان
|
وهو
فؤادي الحيران
|
ويستحق
الأَلْوانْ
|
من
النَّوى والهِجْرانْ
|
فَرَّط
في غُصْنِ البَان
|
ونامَ
عنهُ أَوبَانْ
|
كمِثْل
فِعلِ رَضْوان
|
إِذ
بات وهْوَ وسْنان
|
ففرّ
منه غَضْبَانْ
|
وفارَقَتْهُ
الولْدَان
|
وصار
ملْكي مَجَّان
|
فظلْتُ
عنه كسلانْ
|
توثُّقاً
واطمئنانْ
|
من
حُرْقَةٍ وحِرْمَانِ
|
فسرقتْهُ
الجِيران
|
بل
خطفته العُقْبَانْ
|
فابكوا
مَعِي يا إِخوان
|
راح
وخلَّى الخِلاَّن
|
قَسَا
وطالما لان
|
فراح
كلُّ وَلْهان
|
من
الهمومِ ملآن
|
وللهمومِ
طُغْيان
|
وفي
الحشا حَرّان
|
وتاب
كلُّ ندمان
|
وعشَّئتْ
في الأَدنان
|
طيرُ
بناتِ ورْدَان
|
وخرَّسَتْ
للعِيدان
|
فصاحةٌ
وأَلحان
|
وانهدّ
ذاك البُنيان
|
لا
عجبَاً فالأَوطان
|
تَخْرَبُ
بَعْد السّكان
|
وأَين
أَين السُّلوانْ
|
وكيف
كيف النِسْيان
|
مالي
على ذَا سلْطان
|
ولا
عَلَى ذَا أَعوانْ
|
بل
لي عليه عَيْنَانْ
|
تُذْري
الدّموعَ عقْبان
|
سبحان
ربي سبحانْ
|
خالقِ
غصنِ ريحان
|
يحمل
أَلف بستانْ
|
من
الرُّواءِ رَيَانْ
|
الحسن
فيه طوفانْ
|
والبدرُ
منه غيْران
|
وكلَّ
يوم في شانْ
|
من
الجَمال الفتان
|
وحسنُه
والإِحسانْ
|
كلاهما
صَدِيقان
|
ووجهُه
كالإِيمان
|
أَشرَق
فيه البُرْهان
|
ويلي
عليه وَيْلاَنْ
|
لو
أَن إِلْفي قد خان
|
لكان
أَمري قَدْ هانْ
|
لكنَّ
قَلْبي الخوّان
|
جانبَ
فِعْل الفتيان
|
وباعَه
بِخُسران
|
ما
كنتُ فيه إِنسانْ
|
ورحت
عنْه عطشان
|
كمثل
ذاك الخفقان
|
ما
كان ليت لا كانْ
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق