عدي بن ربيعة (مهلهل): |
يا
لِبَكرٍ أَنشِروا لي كُلَيباً يا لِبَكرٍ أَينَ
أَينَ الفِرارُ |
يا
لِبَكرٍ فَاَظعُنوا أَو فَحِلّوا صَرَّحَ الشَرُّ
وَبانَ السَرارُ |
امرؤ
القيس: |
رُبَّ رامٍ مِن
بَني ثُعَلٍ مُتلِجٍ كَفَّيهِ في قُتَرِه |
عارِضٍ زَوراءَ
مِن نَشمٍ غَيرُ باناةٍ عَلى وَتَرِه |
قَد أَتَتهُ
الوَحشُ وارِدَةً فَتَنَحّى النَزعُ في يَسَرِه |
فَرَماها في
فَرائِصِه بِإِزاءِ الحَوضِ أَو عُقُرِه |
بِرَهيشٍ مِن
كِنانَتِهِ كَتَلَظّي الجَمرِ في شَرَرِه |
راشَهُ مِن ريشِ
ناهِضَةٍ ثُمَّ أَمهاهُ عَلى حَجَرِه |
فَهوَ لا تَنمى
رَمِيَّتُهُ مالُهُ لا عُدَّ مِن نَفَرِه |
مُطعِمٌ لِلصَيدِ
لَيسَ لَهُ غَيرُها كَسبٌ عَلى كِبَرِه |
وَخَليلٍ قَد
أُفارِقُهُ ثُمَّ لا أَبكي عَلى أَثَرِه |
وَاِبنِ عَمٍّ
قَد تَرَكتُ لَهُ صَفوَ ماءِ الحَوضِ عَن كَدَرِه |
وَحَديثُ الرَكبِ
يَومَ هَن وَحَديثٌ ما عَلى قِصَرِه |
الشنفرى، وقيل لتأبط شرًّا: |
إِنَّ
بِالشّعبِ الذي دونَ سلعٍ لَقتيلاً دَمُه ما
يُطَلُّ |
خَلَّفَ
العِبءَ علَيَّ وَوَلّى أَنَا بِالعِبءِ له
مُستَقِلُّ |
وَوَراءَ
الثَّأرِ منّي ابنُ أُختٍ مَصِعٌ عُقدَتُهُ ما
تُحَلُّ |
مُطرِقٌ
يَرشُح مَوتاً كَما أطرَقَ أَفعى يَنفُثُ السمَّ
صِلُّ |
خَبَرٌ
ما نابَنا مصمَئِلٌّ جَلَّ حَتّى دَقَّ فِيه
الأَجَلُّ |
بَزَّنِي
الدَّهرُ وكانَ غَشُوماً بِأبِيٍّ جَارُهُ ما
يُذَلُّ |
شَامِسٌ
في القُرِّ حتّى إِذا ما ذَكَتِ الشِّعرى فَبَردٌ
وظِلُّ |
يَابِسَ
الجَنبَينِ من غَيرِ بُؤس وَنَدِيُّ الكَفَّينِ
شَهمٌ مُدِلُّ |
ظَاعِنٌ
بالحَزمِ حَتّى إِذا ما حَلَّ حَلَّ الحَزمُ حَيث
يَحُلُّ |
غَيثُ
مُزنٍ غامِرٌ حيثُ يُجدِي وَإِذا يَسطُو فَلَيثٌ
أَبَلُّ |
مُسبِلٌ
في الحَيِّ أَحوى رِفَلٌّ وإِذا يَعدُو فَسِمعٌ
أَزَلُّ |
وَلَهُ
طَعمانِ أَريٌ وَشَريٌ وَكِلا الطَّعمَينِ قَد
ذاقَ كُلُّ |
يَركَبُ
الهَولَ وَحِيداً وَلا يَصحَبُهُ إِلّا اليَمانِي
الأَفَلُّ |
وَفُتُوٍّ
هَجَّروُا ثُمَّ أَسرُوا لَيلَهم حتّى إِذا انجابَ
حَلُّوا |
كُلُّ
ماضٍ قَد تَرَدَّى بماضٍ كَسَنا البَرقِ إِذا ما
يُسَلُّ |
فاحتَسَوا
أَنفاسَ نَومٍ فَلَمَّا ثَمِلُوا رُعتُهُم
فَاشمَعَلُّوا |
فَادَّرَكنا
الثَّأرَ مِنهُم وَلَمَّا يَنجُ مِلحَيَّينِ إِلّا
الأَقَلُّ |
فَلَئِن
فَلَّت هُذَيلٌ شَبَاهُ لَبِما كانَ هُذَيلاً
يَفُلُّ |
وَبِما
أَبركَهُم في مُناخٍ جَعجَعٍ يَنقُبُ فِيه
الأَظَلُّ |
وَبِما
صَبَّحَها في ذُراها مِنهُ بَعد القَتلِ نَهلٌ
وَشَلُّ |
صَلِيَت
مِنّى هُذَيلٌ بِخِرقٍ لا يَمَلُّ الشَّرَّ حَتّى
يَمَلُّوا |
يُنهِلُ
الصَّعدَة حتّى إِذا مَا نَهِلَت كانَ لَها مِنهُ
عَلُّ |
تَضحَكُ
الضَّبعُ لِقَتلى هُذَيلٍ وَتَرى الذِّئبَ لَها
يَستَهِلُّ |
وَعِتَاقُ
الطَّيرِ تَهفُو بِطَاناً تَتَخَطّاهُمُ فَما
تَستَقِلُّ |
حَلَّتِ
الخَمرُ وكانَت حَرَاماً وَبِلأيٍ ما أَلَمَّت
تَحِلُّ |
فاسقِنيها
يا سَوادَ بنَ عَمرو إِنَّ جِسمي بَعدَ خالِي لَخَلُّ |
رائحٌ
بالمجدِ غادٍ عليهِ من ثيابِ الحَمدِ ثَوبٌ
رِفَلٌّ |
أَفتَحُ
الراحة بالجُودِ
جُوداً عاشَ في
جَدوى يَدَيِهِ المُقِلُّ |
النابغة الجعدي: |
إِنَّ
قَومِي عَزَّ نَصرُهُمُ قَد شفَوني مِن بَنِي
عَنَمَه |
تَرَكُوا
عِمرانَ مُنجَدِلاً لِضِباعٍ حَولَهُ رَزَمَه |
في
صَلاهُ أَلَّةٌ حُشُرٌ وَقَناةُ الرَمحِ
مُنقَصِمَه |
كلُّ
قومٍ كانَ سَعيُهُمُ دُونَ ما يَسعَى بَنُو
سَلَمَه |
سَيّدُ
الأَملاكِ سَيّدُهُم وَعِداهُ الخانَةُ الأَثَمَه |
ابن
جُوين الطائي: |
هاجَ
رَسمٌ دارِسٌ طَرَباً فطويلا ظَلتَ مُكتَئِبا |
أن
رأَيتَ الدارَ موحِشَةً بِلغاطٍ كَم لَها رَجَبا |
دارَ
هِندٍ بالسِتارِ وَقَد رَثَّ حَبلُ العهد
فاِنقَضَبا |
بَينَ
سيلِ الواديَينِ كَما نَمنَمَ ابنا مُنذِرٍ كُتُبا |
أَنبأتكَ
الطَيرُ إِذ سَنَحَت وَالغُرابُ الوَحفُ إِذ
نَعَبا |
أَنَّ
هِنداً غَيرَ مُسقِبَةٍ بالديارِ كالَّذي حَسِبا |
وَعروبٍ
غيرِ مُسقِبَةٍ قَد مَلكتُ شُكرَها حِقَبا |
ثم
آلت لا تُكَلِّمُنا كُلُّ حَيٍّ مُعقِبٌ عُقَبا |
وَلَقَد
آوى إِلى ثُبَةٍ يُحسِنونَ بينهم أَدَبا |
ثم
أُروي الواغلينَ وَلَم أَكُ كَلباً بينهم كَلِبا |
وَكَميٍّ
قَد أَدَوتُ له لَم يكن لِقاؤُه لَعِبا |
فَتحاجَزنا
به رَمَقٌ جَسِدَ اللَباتِ مُختضِبا |
وَتخاطَرنا
النفوسَ وَقَد يُفلِجُ الموائِلُ النَدبا |
وَلَقَد
وَصَلتُ ذا رَحِمٍ وَنَظَرتُ نَظرَةً عَجَبا |
من
ذُرى حَورانَ قُلتُ لَه وَكِلانا ناظِرٌ دأَبا |
أَعُبَيدُ
هَل تَرى ظُعُناً أَقبلت حَزايقا عُصَبا |
طايفاتٍ
يعتَسِفنَ مَعاً مِن أَعالي حائِلٍ كُثُبا |
قاطِعاتٍ
بَطنَ مافِقَةٍ يبَتَدِرنَ الهَجمَ وَالقَرَبا |
جازِعاتٍ
بالغُطاطِ مَعاً مِن أَعالي عازِفٍ شُعَبا |
أفأَثلا
قُلتُ تحسِبُهم أَم نخيلاً أَينعَت رُطَبا |
وَعَلى
الأَحداجِ مُغزِلَةٌ يَبتَذِلنَ الدُرَّ
وَالذَهَبا |
أَبلغِ
الملوكَ مألُكَةً مَن نأى في الأَرضِ أَو قَرُبا |
أَنَّ
حَولي مِن ذُرى أجأ زَلَقاً تَخالُه نُصُبا |
حَولَهُ
تَرعى حَمولتُنا تأكُلُ العِضاهَ وَالكَنَبا |
يا
بُرَيقا بِتُّ أَرقُبُه كانِساً في المُزنِ
محتَجِبا |
باتَ
يَرقى في السَماءِ كَما حَرَّقت حاريَّةٌ قَصَبا |
تَحتَهُ
ريحٌ يمانيةٌ فَتُثيرُ وادِقاً هَدِبا |
فَتسُحُّ
الماءَ ما سكنَت فَإِذا هاجَت له اضطَرَبا |
فَلِتَرعَهُ
بنو ثُعَلٍ وَليَسقِ نَؤوه العُشُبا |
وَبَنو
جَرمٍ وَإِن زَعَموا أَنَّ شِعري كانَ مؤتَشِبا |
إِنَّني
غَيرَ الَّذي زَعَموا واسِطٌ في طَيءٍ نَسَبا |
إِنَّني
مِن غَضبَةٍ فَرَعَت ذِروةً لما تَكن ذَنَبا |
وَضَّاح اليمن: |
أيُّها
النَّاعِبُ مَاذَا تَقُولُ فَكِلاَنا سَائِلٌ
وَمَسُولُ |
لا
كَسَاكَ اللَّهُ ما عِشتَ رِيشَاً وَبِخَوفٍ بِتَّ
ثُمَّ تقِيلُ |
ثُمَّ
لا أَنقَفتَ في العُشِّ فَرخَاً أَبَداً إِلاَّ
عَلَيكَ دَلِيل |
حِينَ
تُنبِي أَنَّ هِنداً قَرِيبٌ يَبلُغُ الحَاجَاتِ
مِنها الرَّسُولُ |
وَنَأَت
هِندٌ فَخَبَّرتَ عَنها أَنَّ عَهدَ الوُدِّ سَوفَ
يَزُولُ |
ابن دريد |
لا يَفوتُ
المَوتَ مِن حَذَرٍ إِن وَقاهُ الغابُ وَالغيلُ |
مُفرَعُ
الأَكتافِ ذو لَبَدٍ مُترَصُ الأَوصالِ مَجدولُ |
إِنَّ دَهراً
فَلَّ حَدَّهُمُ حَدُّهُ لا بُدَّ مَفلولُ |
ما بُكاهُم إِن
هُمُ قُتِلوا صَبرُهُم لِلقَتلِ تَفضيلُ |
إِنَّما
أَخبَرَتِ الحَربُ بِأَن نالَهُم قَومٌ أَراذيلُ |
نالَهُم مَنَ لا
يُحَصِّلُهُ في كِرامِ القَومِ تَحصيلُ |
أَعبُدٌ قِنٌّ
يُصادِرُهُم قَومٌ أُسودٌ تَنابيلُ |
فَرَأَوا أَن
يَهرُبوا طُرّاً وَالطَردُ ما فيهِ تَمهيلُ |
بِمَشيجٍ ثالطٍ
وَدَمٍ أُخلِصَت مِنهُ السَراويلُ |
قيلَ والمِقدارُ
يَحرُسُهُ فَنَجا وَالسَرجُ مَبلولُ |
أبو نواس |
يا
كَثيرَ النَوحِ في الدِمَنِ لا عَلَيها بَل عَلى
السَكَنِ |
سُنَّةُ
العُشّاقِ واحِدَةٌ فَإِذا أَحبَبتَ فَاِستَكِنِ |
ظَنَّ
بي مَن قَد كَلِفتُ بِهِ فَهوَ يَجفوني عَلى
الظِنَنِ |
باتَ
لا يَعنيهِ ما لَقِيَت عَينُ مَمنوعٍ مِنَ
الوَسَنِ |
رَشَأٌ
لَولا مَلاحَتُهُ خَلَتِ الدُنيا مِنَ الفِتَنِ |
كُلَّ
يَومٍ يَستَرِقُّ لَهُ حُسنُهُ عَبداً بِلا ثَمَنِ |
فَاِسقِني
كَأساً عَلى عَذَلٍ كَرِهَت مَسموعَهُ أُذُني |
مِن
كُمَيتِ اللَونِ صافِيَةٍ خَيرِ ما سَلسَلتَ في
بَدَنِ |
ما
اِستَقَرَّت في فُؤادِ فَتىً فَدَرى ما لَوعَةُ
الحَزَنِ |
مُزِجَت
مِن صَوبِ غادِيَةٍ حَمَلَتها الريحُ مِن مُزُنِ |
تَضحَكُ
الدُنيا إِلى مَلِكٍ قامَ بِالأَحكامِ وَالسُنَنِ |
يا
أَمينَ اللَهِ عِش أَبَداً فَإِذا أَفنَيتَنا
فَكُنِ |
كَيفَ
تَسخو النَفسُ عَنكَ وَقَد قُمتَ بِالغالي مِنَ
الثَمَنِ |
سَنَّ
لِلناسِ النَدى فَنَدَوا فَكَأَنَّ البُخلَ لَم
يَكُنِ |
عمر بن أبي ربيعة: |
أَيُّها
القائِلُ غَيرَ الصَوابِ أَمسِكِ النُصحَ وَأَقلِل
عِتابي |
وَاِجتَنِبني
وَاِعلَم بِأَن سَوفَ تُعصى وَلَخَيرٌ لَكَ بَعضُ
اِجتِنابي |
إِن
تَقُل نُصحاً فَعَن ظَهرِ غِشٍّ دائِمِ الغِمرِ
بَعيدِ الذَهابِ |
لَيسَ
بي عِيٌّ بِما قُلتَ إِنّي عالِمٌ أَفقَهُ رَجعَ
الجَوابِ |
إِنَّما
قُرَّةُ عَيني هَواها فَدَعِ اللَومَ وَكِلني لِما
بي |
لا
تَلُمني في الرَبابِ وَأَمسَت عَدَلَت لِلنَفسِ
بَردَ الشَرابِ |
هِيَ
وَاللَهِ الَّذي هُوَ رَبّي صادِقاً أَحلِفُ غَيرَ
الكِذابِ |
أَكرَمُ
الأَحياءِ طُرّاً عَلَينا عِندَ قُربٍ مِنهُمُ
وَاِغتِرابِ |
لَقِيَتنا
في الطَوافِ وَصَدَّت إِذ رَأَت هَجري لَها
وَاِجتِنابي |
عاتَبَتني
ساعَةً وَهيَ تَبكي ثُمَّ عَزَّت خُلَّتي في
الخِطابِ |
وَكَفا
بي مِدرَهاً لِخُصومٍ لَسِواها عِندَ جِدَّ تَنابي |
عمر بن أبي ربيعة: |
أَيُّها
العاتِبُ فيها عُصيتا لَن تُطاعَ الدَهرَ حَتّى
تَموتا |
إِن
تَكُن أَصبَحتَ فينا مُطاعاً فَلَكَ العُتبى بِأَن
لا رَضيتا |
عمر بن أبي ربيعة: |
يا
خَليلَيَّ هاجَني الذِكَرُ وَحَمولُ الحَيِّ إِذ
صَدَروا |
ظَعَنوا
كَأَنَّ ظُعنَهُمُ مونِعُ القُنوانِ أَو عُشَرُ |
بِالَّتي
قَد كُنتُ آمُلُها فَفُؤادي موجَعٌ حَذِرُ |
ظَبيَةٍ
مِن وَحشِ ذي بَقَرٍ شَأنُها الغَيطانُ وَالغُدُرُ |
رَخصَةٍ
حَوراءَ ناعِمَةٍ طَفلَةٍ كَأَنَّها قَمَرُ |
لَو
سُقي الأَمواتُ ريقَتَها بَعدَ كَأسِ المَوتِ
لَاِنتَشَروا |
وَيَكادُ
الحَجلُ مِن غَصَصٍ حينَ يَستَأنيهِ يَنكَسِرُ |
وَيَكادُ
العَجزُ إِن نَهَضَت بَعدَ طولِ البُهرِ يَنبَتِرُ |
قَد
إِذا خُبِّرتُ أَنَّهُمُ قَدَّموا الأَثقالَ
فَاِبتَكَروا |
أَخِيامُ
البِئرِ مَنزِلُهُم أَم هُمُ بِالعُمرَةِ
اِئتَمَروا |
أَم
بِأَعلى ذي الأَراكِ لَهُم مَربَعٌ قَد جادَهُ
المَطَرُ |
سَلَكوا
خَلَّ الصِفاحِ لَهُم زَجَلٌ أَحداجُهُم زُمَرُ |
سَلَكوا
شَعبَ النِقابِ بِها زُمَراً تَحُتَثُّهُم زُمَرُ |
قالَ
حاديهِم لَهُم أُصُلاً أَمكَنَت لِلشارِبِ
الغُدُرُ |
ضَرَبوا
حُمرَ القِبابِ لَها وَأُحيطَت حَولَها الحُجَرُ |
فَطَرَقتُ
الحَيَّ مُكتَتِماً وَمَعي سَيفٌ بِهِ أَثَرُ |
وَأَخٌ
لَم أَخشَ نَبوَتَهُ بِنَواحي أَمرِهِم خَبِرُ |
فَإِذا
ريمٌ عَلى مُهُدٍ في حِجالِ الخَزِّ مُستَتِرُ |
بادِنٌ
تَجلو مُفَلَّجَةً عَذبَةً غُرّاً لَها أُشُرُ |
حَولَها
الأَحراسُ تَرقَبُها نُوَّمٌ مِن طولِ ما سَهِروا |
أَشبَهوا
القَتلى وَما قُتِلوا ذاكَ إِلّا أَنَّهُم سَمَروا |
فَدَعَت
بِالوَيلِ ثُمَّ دَعَت حينَ أَدناني لَها النَظَرُ |
وَدَعَت
حَوراءَ آنِسَةً حُرَّةً مِن شَأنِها الخَفَرُ |
ثُمَّ
قالَت لِلَّتي مَعَها وَيحَ نَفسي ما أَتى عُمَرُ |
ما
لَهُ قَد جاءَ يَطرُقُنا وَيَرى الأَعداءَ قَد
حَضَروا |
لِشَقائي
أُختٍ عَلِقنا وَلِحينٍ ساقَهُ القَدَرُ |
قُلتُ
عِرضي دونَ عِرضِكُمُ وَلَمَن عاداكُمُ جَزَرُ |
عمر بن أبي ربيعة: |
أَرسَلَت
هِندٌ إِلَينا رَسولاً عاتِباً أَن ما لَنا لا
نَراكا |
فيمَ
قَد أَجمَعتَ عَنّا صُدوداً أَأَرَدتَ الصَرمَ أَم
ما عَداكا |
إِن
تَكُن حاوَلتَ غَيظي بِهَجري فَلَقَد أَدرَكتَ ما
قَد كَفاكا |
كاذِباً
قَد يَعلَمُ اللَهُ رَبّي أَنَّني لَم أَجنِ ما
كُنهُ ذاكا |
وَأُلَبّي
داعِياً إِن دَعاني وَتَصامَم عامِداً إِن دَعاكا |
وَأُكَذِّب
كاشِحاً إِن أَتاني وَتُصَدِّق كاشِحاً إِن أَتاكا |
إِنَّ
في الأَرضِ مَساحاً عَريضاً وَمَناديحَ كَثيراً
سِواكا |
غَيرَ
أَنّي فَاِعلَمَن ذاكَ حَقّاً لا أَرى النِعمَةَ
حَتّى أَراكا |
قُلتُ
مَهما تَجِدي بي فَإِنّي أُظهِرُ الوُدَّ لَكُم
فَوقَ ذاكا |
أَنتِ
هَمّي وَأَحاديثُ نَفسي ما تَغَيَّبتِ وَإِذ ما
أَراكا |
أبو نواس: |
يا
مُبيحَ الدَمعِ في الطَلَلِ راكِباً مِنهُ إِلى
أَمَلِ |
أُلهُ
عَمّا أَنتَ طالِبُهُ مِن جَوابِ النُؤيِ
وَالطَلَلِ |
بِبَناتِ
الشَمسِ ما مَنَعَت نَفسَها مِن لَمسِ مُبتَذَلِ |
ما
لَها في الكَأسِ مِن نَسَبٍ غَيرِ ما تَجني مِنَ
الشُعَلِ |
يَذهَبُ
الجاني جِنايَتَها في مَقَرِّ النَفسِ بِالمَهَلِ |
تَتَمَرّى
بِالعُيونِ لَما يَتَغَشّاها مِنَ الوَشَلِ |
فَإِذا
ما الماءُ واقَعَها أَظهَرَت شَكلاً مِنَ الغَزَلِ |
لُؤلُؤاتٍ
يَنحَدِرنَ بِها كَانحِدارِ الدَمعِ في عَجَلِ |
فَإِذا
ما المَرءُ قَبَّلَها أَسكَرَتهُ لَذَّةُ القُبَلِ |
أبو نواس: |
أَيُها
المُنتابُ عَن عُفُرِه لَستَ مِن لَيلي وَلا
سَمَرِه |
أَذودُ
الطَيرَ عَن شَجَرٍ قَد بَلَوتُ المُرَّ مِن
ثَمَرِه |
فَاِتَّصِل
إِن كُنتَ مُتَّصِلاً بِقُوى مَن أَنتَ مِن
وَطَرِه |
خُفتُ
مَأثورَ الحَديثِ غَداً وَغَدٌ دانٍ لِمُنتَظِرِه |
خابَ
مَن أَسرى إِلى بَلَدٍ غَيرِ مَعلومٍ مَدى سَفَرِه |
وَسَّدَتهُ
ثِنيَ ساعِدِهِ سِنَةٌ حَلَّت إِلى شَفرِه |
فَاِمضِ
لا تَمنُن عَلَيَّ يَداً مِنُّكَ المَعروفَ مِن
كَدَرِه |
رُبَّ
فِتيانٍ رَبَأتُهُمُ مَسقِطَ العَيّوقِ مِن
سَحَرِه |
فَاتَّقوا
بي ما يُريبُهُمُ إِنَّ تَقوى الشَرِّ مِن حَذَرِه |
وَابنُ
عَمٍّ لا يُكاشِفُنا قَد لَبِسناهُ عَلى غَمَرِه |
كَمَنِ
الشَنآنُ فيهِ لَنا كَكُمونِ النارِ في حَجَرِه |
وَرُضابٍ
بِتُّ أَرشُفُهُ يَنقَعُ الظَمآنَ مِن خَصَرِه |
عَلَّنيهِ
خوطُ إِسحِلَةٍ لانَ مَتناهُ لِمُهتَصِرِه |
ذا
وَمُغبَرٍّ مَخارِمُهُ تَحسِرُ الأَبصارُ عَن
قُطُرِه |
لا
تَرى عَينُ المُبينِ بِهِ ما خَلا الآجالَ مِن
بَقرِه |
خاضَ
بي لُجَّيهِ ذو حِرَزٍ يُفعِمُ الفَضلَينِ مِن
ضَفرِه |
يَكتَسي
عُثنونُهُ زَبَداً فَنَصيلاهُ إِلى نَحرِه |
ثُمَّ
يَعتَمُّ الحِجاجُ بِهِ كَاعتِمامِ الفوفِ في
عُشرِه |
ثُمَّ
تَذروهُ الرِياحُ كَما طارَ قُطنُ النَدفِ عَن
وَتَرِه |
كُلُّ
حاجاتي تَناوَلَها وَهوَ لَم تَنقُص قُوى أَشَرِه |
ثُمَّ
أَدناني إِلى مَلِكٍ يَأمَنُ الجاني لَدى حُجرِه |
تَأخُذُ
الأَيدي مَظالِمَها ثُمَّ تَستَذري إِلى عُصُرِه |
كَيفَ
لا يُدنيكَ مِن أَمَلٍ مَن رَسولُ اللَهِ مِن
نَفَرِه |
فَاسلُ
عَن نَوءٍ تُؤَمِّلُهُ حَسبُكَ العَبّاسُ مِن
مَطَرِه |
مَلِكٌ
قَلَّ الشَبيهُ لَهُ لَم تَقَع عَينٌ عَلى خِطَرِه |
لا
تُغَطّى عَنهُ مَكرُمَةٌ بِرُبى وادٍ وَلا خَمرِه |
ذُلِّلَت
تِلكَ الفِجاجُ لَهُ فَهوَ مُختارٌ عَلى بَصَرِه |
سَبَقَ
التَفريطَ رائِدُهُ وَكَفاهُ العَينَ مِن أَثَرِه |
وَإِذا
مَجَّ القَنا عَلَقاً وَتَراءى المَوتُ في صُوَرِه |
راحَ
في ثِنيَي مُفاضَتِهِ أَسَدٌ يُدمى شَبا ظُفُرِه |
تَتَأَيّا
الطَيرُ غُدوَتَهُ ثِقَةً بِالشَبعِ مِن جَزَرِه |
وَتَرى
الساداتِ ماثِلَةً لِسَليلِ الشَمسِ مِن قَمَرِه |
فَهُمُ
شَتّى ظُنونَهُمُ حَذِرَ المَكنونِ مِن فِكَرِه |
وَكَريمُ
الخالِ مِن يَمَنٍ وَكَريمُ العَمِّ مِن مُضَرِه |
قَد
لَبِستَ الدَهرَ لِبسَ فَتىً أَخَذَ الآدابَ عَن
عِبَرِه |
فَاِدَّخِر
خَيراً تُثابُ بِهِ كُلُّ مَدخورٍ لِمُدَّخِرِه |
أبو العتاهية: |
إِنَّ
داراً نَحنُ فيها لَدارُ لَيسَ فيها لِمُقيمٍ
قَرارُ |
كَم
وَكَم قَد حَلَّها مِن أُناسٍ ذَهَبَ اللَيلُ
بِهِم وَالنَهارُ |
فَهُمُ
الرَكبُ أَصابوا مُناخاً فَاستَراحوا ساعَةً ثُمَّ
ساروا |
وَهُمُ
الأَحبابُ كانوا وَلَكِن قَدُمَ العَهدُ وَشَطَّ
المَزارُ |
عَمِيَت
أَخبارُهُم مُذ تَوَلَّوا لَيتَ شِعري كَيفَ هُم
حَيثُ صاروا |
أَبَتِ
الأَجداثُ أَلّا يَزوروا ما ثَوَوا فيها وَأَن لا
يُزاروا |
وَلَكَم
قَد عَطَّلوا مِن عِراصٍ وَدِيارٍ هِيَ مِنهُم
قِفارُ |
وَكَذا
الدُنيا عَلى ما رَأَينا يَذهَبُ الناسُ وَتَخلو
الدِيارُ |
أَيَّ
يَومٍ تَأمَنُ الدَهرَ فيهِ وَلَهُ في كُلِّ يَومٍ
عِثارُ |
كَيفَ
ما فَرَّ مِنَ المَوتِ حَيٌّ وَهوَ يُدنيهِ
إِلَيهِ الفِرارُ |
إِنَّما
الدُنيا بَلاغٌ لِقَومٍ هُوَ في أَيديهِمُ
مُستَعارُ |
فَاِعلَمَن
وَاِستَيقِنَن أَنَّهُ لا بُدَّ يَوماً أَن
يُرَدَّ المُعارُ |
الأحنف العكبري: |
شره
الإنسان يقتله والذي ولاه يعزله |
ما
على الأيّام من درك ما يريد الله يفعله |
هان
خطب الموت عند فتى عقله لا شك يعذله |
محدث
التركيب مهلكهُ فيه والأيّام تمهله |
يتأبّى
الموت عن فشل جزعا والموت أوله |
كل
خطب نازل عسر ذكره والرزق أشمله |
يعلم
الإنسان منشأه وطريق الموت يجهله |
البهاء زهير: |
كُلُّ
شَيءٍ مِنكَ مَقبولُ وَعَلى العَينَينِ مَحمولُ |
وَالَّذي
يُرضيكَ مَن تَلفي هَيِّنٌ عِندي وَمَبذولُ |
لا
تَخَف إِثماً وَلا حَرَجاً فَدَمُ العُشّاقِ
مَطلولُ |
وَعَلى
ما فيكَ مِن صَلَفٍ أَنتَ مَأمونٌ وَمَأمولُ |
وَيحَ
صَبٍّ في مَحَبَّتِكُم كَثُرَت فيهِ الأَقاويلُ |
وَعَجيبٌ
ما بُليتُ بِهِ أَنا مَعذورٌ وَمَعذولُ |
لي
حَبيبٌ لا أَبوحُ بِهِ أَنا مِنهُ اليَومَ مَقتولُ |
مالِكي
في خُلقِهِ مَلَلٌ أَنا مَملوكٌ وَمَملولُ |
فَإِلى
كَم أَنتَ يا سَكَني كُلُّ وَعدٍ مِنكَ مَمطلولُ |
وَإِذا
مامُتُّ مِن ظَمَإٍ لاجَرى مِن بَعدِيَ النيلُ |
صفي الدين الحِلِّي: |
راقَني
مِن لَفظِكَ المُستَطابِ حِكمَةٌ فيهِ وَفَصلُ
الخِطابِ |
وَمَعانٍ
مُشرِقاتٌ حِسانٌ ما تَوارَت شَمسُها في حِجابِ |
هِيَ
لِلوارِدينَ ماءٌ زُلالٌ وَسِواها لامِعٌ
كَالسَرابِ |
جالَ
ماءُ الحُسنِ فيها كَما قَد جالَ في الحَسناءِ
ماءُ الشَبابِ |
ما
رَأَينا قَبلَها عِقدَ دُرٍّ ضَم مَهُ في الطِرسِ
سَطرُ كِتابِ |
صَدَرَت
عَنِ لَفظِ صاحِبِ فَضلٍ هُوَ عِندي مِن أَكبَرِ
الأَصحابِ |
فَتَأَمَّلتُ
وَأَمَّلتُ مِنهُ جَم عَ شَملي في عاجِلٍ
وَاِقتِرابِ |
ثُمَّ
قابَلتُ أَيادي ثَناهُ بِدُعاءٍ صالِحٍ مُستَجابِ |
يا
أُهَيلَ الوُدِّ أَنتِم مُرادي وَإِلَيكُم في
العَلاءِ اِنتِسابي |
ذِكرُكُم
لي شاغِلٌ في حُضوري وَثَناكُم مُؤنِسي في
اِغتِرابي |
عمر الأنسي: |
ته
دَلالاً أَيُّها القَمَرُ غَير مَغرور بِكَ
النَظَرُ |
قَدّك
العَسال غُصن نَقى مال لَمّا أَينَع الثَمَرُ |
وَالمحيّا
رَوضة أنُفٌ زانَها الرَيحان وَالزهرُ |
وَبَديع
الزَهر كَأس طلا مِن حباب زانَهُ دُررُ |
وَعَمود
الفَجر جيدك وَال عقد فيهِ الأَنجُم الزُهرُ |
يا
لهُ مِن مَنظَر بَهجٍ باهر حارَت بِهِ الفكرُ |
صورة
تَمَّت مَحاسنها فَهيَ لا شَمس وَلا قَمَرُ |
هِيَ
مِرآة النُفوس لِذا حَيث دارَت دارت الصُورُ |
مَن
مُجيري مِن يَدي رَشأ خصره مِن ردفِهِ حذرُ |
وَعُيونٍ
غنجها دَعج وَلحاظ سحرها حَوَرُ |
خدّه
سَهل وَمُقلته ذات نبل جرحها عَسرُ |
مثل
قَلبي جفنه أَبَدا مِن سَماع العذل منكسرُ |
سائل
الأَعطاف فَهيَ من ال ماء لَكن قَلبه حَجرُ |
قام
يَثني غُصن قامته وَعَلى الأَغصان يَفتَخرُ |
فَرَأَينا
الوَرد يَنثر ما في المَحيّا يَنظم الخَفرُ |
جَنّة
للعين وَجنته وَهيَ لِلقَلب الشَجي سَقرُ |
لَم
يَكُن موسى هُنالك إِذ جَرَّ فيها ذَيلَهُ الخضرُ |
يا
لذاك الظَبي مِن صلفٍ نافرٍ أَغراه بي نَفرُ |
عُذَّلي
بِالصَدّ تَأمره حَسَداً لي كُلّما أتمروا |
غادَرت
قَلبي غَدائره بِسَعير الوَجد يَستَعرُ |
ثُمَّ
أَذكَت لَوعَتي فَذَكت فَهيَ لا تبقي وَلا تَذرُ |
لَو
دَرى العُذّال إِذ عذلوا بِهَواه صَبوَتي عَذروا |
يا
هِلالاً غابَ عَن نَظري وَاِختَفى في إِثره
النَظَرُ |
قَد
فَرى صَبري الفراق فَلا عين لي مِنهُ وَلا أَثَرُ |
قُل
لِأَحبابي الأُلى ظَعنوا يَرحَموا قَلبي الَّذي
أَسروا |
هُم
بِهِ ساروا وَلا بَرحوا سَمَحوا بِالوَصل أَو
هَجَروا |
صفي الدين الحلي: |
و
أَفادَتنا العَزائِمُ حالا لَم نَجِد حُسنَ
العَزاءِ مَحالا |
كَيفَ
يولي العَزمُ صَبراً جَميلاً حينَ وارى التُربُ
ذاكَ الجَمالا |
ما
ظَنَنّا أَنَّ ريحَ المَنايا تَنسِفُ الطودَ
وَتُردي الجِبالا |
جارَ
صَرفُ الدَهرِ فينا بِعَدلٍ لَم نَجِد لِلقَولِ
فيهِ مُؤالا |
أَفَما
تَنفَكُّ أَيدي المَنايا تَسلُبُ المالَ وَتُفني
الرِجالا |
فَإِذا
أَبدى لَها المَرءُ سِلماً جَرَّدَت عَضباً
وَراشَت نِبالا |
كُلَّما
رُمنا نُمُوّ هِلالٍ غَيَّبَت بَدراً أَصابَ
الكَمالا |
فَإِذا
ما قُلتُ قَد زالَ حُزنٌ أَبدَلَت أَحداثُها
اللامَ دالا |
كَيفَ
دَكَّت طودَ حِلمٍ نَداهُ سَبَقَ الوَعدَ وَأَفنى
السُؤالا |
كَيفَ
كَفَّ الدَهرُ كَفّاً كَريماً لِيَمينِ الدَهرِ
كانَت شِمالا |
ثَمِلٌ
مِن نَشوَةِ الجودِ أَضحى لِليَتامى وَالأَيامى
ثِمالا |
نِعَمٌ
لِسائِليهِ جَوابٌ لَم يَصِل يَوماً إِلى لَن وَلا
لا |
دَوحَةٌ
مِن عِرقِ آلِ وِشاحٍ قَد دَنَت لِلطالِبينَ
مَنالا |
قَد
رَسَت أَصلاً وَطابَت ثِماراً وَزَكَت فَرعاً
وَمَدَّت ظِلالا |
أَزعَجَ
النادي بِنَجواهُ ناعٍ كَم نُفوسٍ في دُموعٍ
أَسالا |
فَسَمِعنا
مِنهُ نَدباً لِنَدبٍ أَبعَدَ الصَبرَ وَأَدنى
الخَيالا |
باتَ
يُهدِ لِلقُلوبِ اِشتِغالا وَلِنيرانِ الهُمومِ
اِشتِعالا |
قَد
مَرَرنا في مَغانيهِ رَكباً وَغَوادي الدَمعِ
تَجري اِنهِمالا |
وَسَأَلنا
النارَ عَنهُ فَقالَت كانَ تاجُ الدينِ رُكناً
فَزالا |
كانَ
وَبلاً لِلعُفاةِ هَتوناً وَلِأَحزابِ العُداةِ
وَبالا |
كانَ
تاجُ الدينِ لِلدَهرِ تاجاً زادَ هامُ الدَهرِ
مِنهُ جَمالا |
كانَ
زِلزالاً لِباغٍ عَصاهُ وَلِباغِ الرِفدِ مِنهُ
زُلالا |
كانَ
لِلأَعداءِ ذُلّاً وَبُؤساً وَلِراجِ الجودِ
عِزّاً وَمالا |
كانَ
لِلناسِ جَميعاً كَفيلاً فَكَأَنَّ الخَلقَ كانوا
عِيالا |
راعَ
أَحزابَ العِدى بِيَراعٍ طالَما أَنشى السَحابَ
الثِقالا |
ناحِلِ
الجِسمِ قَصيرٍ دَقيقٍ دَقَّ في الحَربِ الرِماحَ
الطِوالا |
يَجعَلُ
النَومَ عَلَيهِم حَراماً كُلَّما أَبرَزَ سِحراً
حَلالا |
فَإِذاما
خَطَّ أَسوَدَ نَقشٍ خِلتَهُ في وَجنَةِ الدَهرِ
خالا |
يا
كَريماً طابَ أَصلاً وَفَرعاً وَسَما أُمّاً
وَعَمّاً وَخالا |
وَخَليلاً
مُذ شَرِبتُ وَفاهُ لَم أَرِد نَبعاً بِهِ أَو
خِلالا |
وَإِذا
ما فُهتُ بِاِسمِ أَبيهِ كانَ لِلميثاقِ وِالعَهدِ
فالا |
إِن
أَسَأنا لَم يَرُعنا بِلَومٍ وَإِذا لُمناهُ أَبدى
اِحتِمالا |
كانَ
عَصرُ الأُنسِ مِنكَ رُقاداً وَلَذيذُ العَيشِ
فيهِ خَيالا |
مَن
لَدَستِ الحُكمِ بَعدَكَ قاضٍ لَم يَمِل يَوماً
إِذا الدَهرُ مالا |
مَن
لِإِصلاحِ الرَعايا إِذا ما أَفسَدَت مِنها يَدُ
الدَهرِ حالا |
مَن
لِإِطفاءِ الحُروبِ إِذا ما صارَ آلُ المَرءِ
بِالكَرِّ آلا |
وَإِذا
صارَ الجِدالُ جِلاداً أَخمَدَ الحَربَ وَأَفنى
الجِدالا |
رُبَّ
يَومٍ مَعرَكُ الحَربِ فيهِ حَطَّمَ السَمرَ وَفَلَّ
النِصالا |
ذَكَرَ
الأَحقادَ فيهِ رِجالٌ حَبَّبَ الطَعنُ إِلَيها
النِزالا |
في
مَكَرٍّ واسِعِ الهَولِ ضَنكٍ لا يُطيقُ الطِرفُ
فيهِ مَجالا |
أَلبَسَ
الجَوَّ العَجاجُ لِثاماً وَكَسا الخَيلَ الغُبارُ
جِلالا |
شِمتُ
في إِصلاحِهِم غَضبَ عَزمٍ زادَهُ حَزمُ الأُمورِ
صِقالا |
بِكَ
كَفَّ اللَهُ كَفَّ الرَزايا وَكَفى اللَهُ
الأَنامَ القِتالا |
فَلَئِن
وارَتكَ أَرضٌ فَها قَد سارَ مِنكَ الذِكرُ فيها
وَجالا |
لَم
يَمُت مَن طابَ ذِكراً وَأَبقى بَعدَهُ شِبهاً
لَهُ أَو مِثالا |
أَسَدٌ
خَلَّفَ شِبلَي عَرينٍ شَيَّدا مَجداً لَهُ لَن
يُنالا |
ظَلَّ
زَينُ الدينِ لِلدَهرِ زَيناً وَجَمالُ الدينِ
فيهِ جَمالا |
فَأَرانا
اللَهُ أَقصى الأَماني فيهِما إِن جارَ دَهرٌ
وَمالا |
وَحَباكَ
اللَهُ في الخُلدِ رَوحاً وَنَعيماً خالِداً لَن
يُزالا |
ابن عبد ربه: |
مُسْتَهامٌ
دَمْعُهُ سَافِحُ بَيْنَ جَفْنَيْهِ هَوىً قادِحُ |
كُلَّما
أَمَّ سَبيلَ الهُدى عافَهُ السانِحُ وَالبارِحُ |
حلَّ
فيما بَيْنَ أعدائِهِ وَهْوَ عَنْ أحْبابِهِ
نازِحُ |
أَيُّها
القادِحُ نارَ الهوى اصْلَها يا أَيُّها القادِحُ |
لسان الدين بن الخطيب: |
صِحْتُ
بِالرَّبْعِ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَيْتَ شِعْرِي
أيْنَ يَمْضِي الْغَرِيبُ |
وَبِجَنْبِ
الدَّارِ قَبْرٌ خَصِيبٌ مِنْهُ يَسْتَسْقِي
الْمَكَانُ الْجَديِبُ |
غَابَ
قَلْبِي فِيهِ عِنْدَ الْتِمَاحي قُلْتُ هذَا
الْقَبْرُ فِيهِ الْحَبِيبُ |
لاَ
تَسَلْ عَنْ رَجْعَتِي كَيْفَ كَانَتْ إِنَّ
يَوْمَ الْبَيْنِ يَوْمٌ عَصِيبُ |
باقْتِرَابِ
الْمَوْتِ عَلَّلْتُ نَفْسِي بَعْدَ إِلْفِي كُلُّ
آتٍ قَرِيبُ |
مصطفى صادق الرافعي: |
كان
لي قلب فيا عجبي ليس في جنبي سوى أثره |
ضاع
مني فابحثوا تجدوا في ابتسام الحسن أو نظره |
ويحه
قلباً أعيش على صفوة عيشي على كدره |
يرتقي
كالنسر ثم ترى مرتقاه عين منحدره |
ههنا
قلب وحامله ميت الأمن على حذره |
ذاب
ذوب العطر مذ وقدت للهوى نار على زهره |
ضره
ما كان منفعة نفعه ما كان من ضرره |
عابس
كالليل ليس به أمل إلا سنا قمره |
وهنأ
قلبه وصاحبه قد بنا الدنيا على حجره |
تقرص
الآلام مهجته مثل قرص الوحش من ظفره |
والحديد
الصلب تحسبه صورة عمياء من صوره |
لم
يلن إلا بمطرقة من قضاء اللَه أو قدره |
وسؤال
لا جواب له أي ذين الحلو في ثمره |
لو
يبين الحلو خالقه كيف يسقى المر من مطره |
|
الأربعاء، 3 فبراير 2021
قصائد على بحر المديد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق