1
قِفا نبكِ، من ذِكرى حبيبٍ،
ومنزلِ ... بسِقطِ اللّوى بينَ الدَّخولِ، فَحَوْمَلِ
2
فتُوضِحَ فالْمِقراةِ لم
يَعْفُ رَسْمُها ... لما نَسَجَتْها من جنوبٍ وشَمْأَلِ
3
ترى بَعَرَ الأَرْآمِ في
عَرَصاتِها ... وقيعانها كأنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ
4
كأني غَداةَ البَينِ يَوْمَ
تَحَمَّلوا ... لدى سَمُراتِ الحيّ ناقِفُ حَنظلِ
5
وُقوفًا بها صَحْبِي عَلَيّ
مَطِيَّهُمْ ... يقولونَ لا تهلِكْ أسىً وتَجَمَّلِ
6
وإنَّ شِفائي عَبْرَةٌ
مُهرَاقَةٌ ... فهلْ عندَ رَسمٍ دارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
7
كدأبكَ من أمِّ
الْحُوَيْرِثِ قبْلها ... وجَارَتِها أم الرَّبابِ بِمَأسَلِ
8
إذا قامَتا تَضَوّعَ
الْمِسْكُ مِنْهُمَا ... نسيمَ الصَّبا جاءت برَيّا القَرَنْفُلِ
9
ففاضَتْ دُموعُ العَينِ
مِنّي صَبَابَةً ... عَلَى النَّحرِ حتّى بلّ دمعيَ مِحْمَلي
10
ألا رُبّ يَومٍ لكَ
مِنْهُنّ صَالِحٍ ... ولا سيَّمَا يومٍ بِدَارَةِ جُلْجُلِ
11
وَيَوْمَ عَقَرْتُ للعَذارى
مَطيّتِي ... فيا عجبًا من كورِها الْمُتَحَمَّلِ
12
فظلَّ العذارى يرْتَمينَ
بلحمها ... وشحمٍ كَهُدَّابِ الدَّمَقس الْمُفَتَّلِ
13
ويومَ دخلتُ الْخِدرَ خدرَ
عُنَيزَةٍ ... فقالتْ: لكَ الوَيلاتُ إنَّك مُرْجِلي
14
تقولُ، وقد مال الغَبيطُ
بنا معًا ... عَقَرْتَ بَعِيري يا امرَأَ القَيس، فانزِلِ
15
فَقُلتُ لَهَا: سيري،
وأرْخي زِمَامَه ... ولا تُبعديني من جنَاكِ الْمُعَلَّلِ
16
فمِثلِكِ حُبْلى قد
طَرَقْتُ وَمُرْضعٍ ... فألْهَيتُها عن ذي تمائمَ مُحْوِلِ
17
إذَا ما بكَى من خَلْفها
انْصَرَفَتْ لهُ ... بشِقٍّ وتَحتي شِقُّها، لم يُحَوَّلِ
18
وَيومًا عَلَى ظَهرِ
الكَثيبِ تَعَذّرَتْ ... عَلَيّ وآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
19
أفاطِمَ مهلًا بعضَ هذا
التَّدَلّلِ ... وَإن كنتِ قد أزمعتِ صَرْمي فأجملي
20
أغَرّكِ مني أنّ حبّكِ
قاتِلي ... وَأنّكِ مهما تأمري القلبَ يَفْعَلِ
21
وَإِنْ تَكُ قَدْ ساءَتكِ
مني خَليقةٌ ... فَسُلّي ثيَابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ
22
وَما ذَرَفَتْ عَيناكِ إلا
لتَضْرِبِي ... بسَهمَيك في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
23
وَبَيْضَةِ خِدرٍ لا يُرامُ
خِباؤُهَا ... تَمَتَّعْتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعَجَّلِ
24
تجاوَزْتُ أحْراسًا إليها
ومَعْشَرًا ... عليّ حِراصًا لو يُسرّونَ مقتَلي
25
إذَا مَا الثُّرَيَّا فِي
السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ ... تَعَرُّضَ أثْنَاءِ الوِشَاحِ الْمُفَصَّلِ
26
فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ
لنَومٍ ثيابَها ... لَدَى السِّتْر إلّا لِبْسَةَ الْمُتَفَضِّلِ
27
فقالتْ: يَمينَ الله ما لكَ
حيلَةٌ ... وَما إنْ أرى عنكَ الغَوايةَ تَنْجلي
28
خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ
وراءَنا ... على أَثَرَيْنَا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
29
فلمّا أجزْنا ساحَةَ الحيّ
وانْتَحَى ... بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقَافٍ عقَنقَلِ
30
هَصَرْتُ بفَوْدَيْ رأسِها
فتَمايَلَتْ ... عليّ هَضيمَ الكَشحِ رَيًّا الْمُخلخَلِ
31
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءَ
غيرُ مُفاضةٍ ... ترائبُها مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجَلِ
32
كَبِكْرِ الْمُقاناةِ
البَيَاضَ بصُفْرَةٍ ... غَذَاها نَمِيرُ الْمَاءِ غيرُ الْمُحَلَّلِ
33
تصُدّ وتُبْدي عن أسيلٍ
وتَتَّقي ... بناظرّةٍ من وَحشِ وَجْرَةَ مُطْفِلٍ
34
وَجِيدٍ كَجِيدِ الرّئْمِ
ليسَ بفاحشٍ ... إذا هي نَصّتْهُ وَلا بِمُعَطَّلِ
35
وَفَرْعٍ يَزينُ الْمَتنَ
أَسْوَدَ فَاحِمٍ ... أثيتٍ كَقِنْوِ النخلةِ الْمُتَعَثْكِلِ
36
غدائرُه مُسْتَشْزِراتٌ إلى
العُلا ... تَضِلّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَلِ
37
وَكَشْحٍ لطيفٍ كالجديلِ
مُخَصَّرٍ ... وَساقٍ كأنْبوبِ السّقيّ الْمُذَلَّلِ
38
وتُضْحِي فتيتُ الْمِسكِ
فوق فراشها ... نؤومُ الضحى لم تَنْتَطِقْ عن تفضّلِ
39
وتَعْطو برَخْصٍ غيرِ
شَثْنٍ كأنَّهُ ... أساريعُ ظبْيٍ أوْ مساويكُ إسْحِلِ
40
تُضيءُ الظَّلامَ بالعِشاءِ
كأنَّها ... مَنَارَةُ مُمْسَى راهبٍ مُتَبَتِّلِ
41
إلى مِثْلها يَرْنو
الْحَليمُ, صَبَابَةً ... إذا ما اسبكَرّت بين درْعٍ، ومِجْوَلِ
42
تَسَلّتْ عَماياتُ الرّجالِ
عَنِ الصِّبا ... وليسَ فؤادي عن هواكِ بِمُنْسَلِ
43
ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ
ألْوَى رَدَدتُه ... نصيحٍ على تَعذالهِ غيرِ مُؤتَلِ
44
وَليلٍ كَمَوْجِ البَحرِ
أرْخَى سُدولَهُ ... عليّ بأنواعِ الهُموم ليَبْتَلي
45
فَقُلْتُ لَه لَمِّا
تَمَطَّي بصُلْبِهِ ... وَأَرْدَفَ أَعْجَازًا وَنَاءَ بَكَلْكَلِ
46
ألا أيّها اللّيلُ الطويلُ
ألا انْجَلِي ... بصُبْحٍ، وما الإِصْبَاحُ مِنكَ بأمثَلِ
47
فيا لكَ من لَيْلٍ كَأَنَّ
نُجومَهُ ... بأمراسِ كتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ
48
وَقِرْبَةِ أَقوامٍ
جَعَلْتُ عِصامَها ... على كاهِلٍ منِّي ذَلُولٍ مُرَحَّلِ
49
وَوَادٍ كَجَوفِ العَيرِ
قَفْرٍ قطعتُهُ ... بِهِ الذئبُ يَعوي كالْخَليعِ الْمُعَيَّلِ
50
فقُلتُ لَهُ لَمَّا عَوى:
إنّ شأنَنا ... قليلُ الغِنى إنْ كنتَ لَمّا تَمَوَّلِ
51
كِلانا إذا ما نالَ شيئًا
أفاتَهُ ... ومَن يحترِث حَرْثي وحَرْثك يهزُلِ
52
وَقَدْ أَغْتَدِي،
والطَّيرُ في وُكنَاتِهَا ... بِمُنْجَردٍ قَيْدِ الأوابِدِ هَيْكلِ
53
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ
مُدْبِرٍ مَعًا ... كجُلمودِ صَخرٍ حطَّهُ السيلُ مِنْ عَلِ
54
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللّبْدُ
عن حالِ مَتْنِه ... كَمَا زَلّتِ الصّفْواءُ بالْمُتَنَزِّلِ (1)
55
على الذَّبْلِ جَيَّاشٍ
كأنّ اهتزامَهُ ... إذا جاشَ فيه حميُهُ غَليُ مِرْجَلِ
56
مِسَحٍّ إذا ما
السَّابِحَاتُ على الوَنَى ... أَثَرْن الغُبَارَ بالكَديدِ الْمُرَكَّلِ
57
يُزِلّ الغُلامَ الْخِفَّ
على صَهَواتِهِ ... ويُلْوي بأثْواب العَنيفُ الْمُثَقَّلِ
58
دَريرٍ كَخُذْروفِ الوليدِ
أمَرَّهُ ... تتابُعُ كَفَّيهِ بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ
59
لَهُ أَيْطَلا ظَبْيٍ وساقا
نَعامَةٍ ... وَإرْخاءُ سِرْحَانٍ وَتَقْرِيبُ تَتْفُلِ
60
ضَليعٍ إذا استَدْبَرْتَهُ
سَدّ فَرْجَهُ ... بضافٍ فُوَيق الأرضِ ليس بأعزَلِ
61
كأنّ على الْمَتْنَيْنِ
منهُ إذا انْتَحَى ... مَداكَ عروسٍ أو صَلايةَ حنظلِ
62
كأنّ دِماءَ الهادِياتِ
بنَحْرِهِ ... عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بشَيبٍ مُرَجَّلِ
63
فَعَنّ لنا سِرْبٌ كأنّ
نِعاجَه ... عَذارَى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
-
فأدْبَرْنَ كالْجِزْعِ
الْمُفَصَّلِ بَيْنَهُ ... بِجِيدٍ مُعَمٍّ في العَشيرَةِ مُخْوَلِ
64
فألْحَقَنا بالهادِياتِ
وَدُونَهُ ... جَواحِرُها في صَرّةٍ لم تُزَيَّلِ
65
فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ
ونَعْجَةٍ ... دِرَاكًا وَلَمْ يَنْضَح بماءٍ فيُغسَلِ
66
فظلّ طُهاةُ اللَّحمِ من
بَينِ مُنْضِجٍ ... صَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ
67
وَرُحْنا يكادُ الطَّرْفُ
يقصُرُ دونَهُ ... مَتَى ما تَرَقَّ العَينُ فيه تَسَفَّلِ
68
فَباتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ
وَلجامُهُ ... وباتَ بعَيني قائمًا غَيرَ مُرْسَلِ
69
أصاحِ تَرَى بَرْقًا أُريكَ
ومَيضَهُ ... كَلَمْعِ اليَدَينِ في حَبيٍّ مكلَّلِ
70
يُضيءُ سَناهُ أو مَصابيحُ
راهِبٍ ... أمالَ السَّليطَ بالذُّبالِ الْمُفَتَّلِ
71
قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتي
بينَ ضارجٍ ... وَبَيْنَ العُذَيبِ بَعْدَ مَا مُتَأَمِّلي
72
على قَطَنٍ بالشَّيْمِ
أيْمَنُ صَوْبِهِ ... وأيْسَرُهُ على السّتارِ فَيَذْبُلِ
73
فأضْحَى يَسُحُّ الماءَ
حَوْلَ كُتَيْفَةٍ ... يكُبّ على الأذقانِ دَوْحَ الكَنَهْبلِ
74
وَمرّ عَلَى القَنَّانِ
مِنْ نَفَيانِهِ ... فَأَنْزَلَ منه العُصْمَ من كلّ منزِلِ
75
وَتَيْمَاءَ لم يَتْرُكْ
بها جِذْعَ نخلَةٍ ... ولا أُطُمًا إلا مَشيدًا بِجَنْدَلِ
76
كأنّ ثَبيرًا في عَرانينِ
وَبْلِهِ ... كَبيرُ أُناسٍ في بجاد مُزَمَّلِ
77
كأنّ ذُرَى رَأْسِ
الْمُجَيْمِرِ غُدْوَةً ... من السّيلِ والأغْثاء فَلكة مِغزَلِ
78
وألْقَى بصَحراءِ الغَبيطِ
بَعاعَهُ ... نزُولَ اليماني ذي العُيابِ الْمحمّلِ
79
كَأنَّ مَكاكيّ الجواء
غُدَيّةً ... صُبحنَ سُلافًا مِن رَحيقٍ مُفَلْفَلِ
80
كأنّ السّباعَ فِيهِ
غَرْقَي عَشِيّةً ... بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أنابيشُ عُنْصُلِ
81
ذهبتَ في الهجران في غير
مذهبِ ... ولم يك حقاً كلّ هذا التجنُّبِ
82
وللساق لهوب، وللسوطِ درةٌ
... وللزجر منه وقعُ أهوجَ، مُنعبِ
83
وأقبل يهوي، ثانياً من
عنانه ... يمرُّ كمرِّ الرائحِ المتحلِّبِ
84
خَليلَيَّ مُرّا بي على
أُمِ جُنْدَبِ ... نُقَضِّ لُبَانَاتِ الفُؤادِ المُعذَّبِ (1)
85
فَإنّكُمَا إنْ
تَنْظُرَانيَ سَاعَة ً ... من الدهرِ تَنفعْني لَدى أُمِّ جُندَبِ
86
ألمْ تَرَيَاني كُلَّمَا
جئتُ طارِقاً ... وَوَجدْتُ بهَا طِيباً، وَإنْ لم تَطَيَّبِ (2)
87
عَقيلَة ُ أتْرَابٍ لهِا، لا
دَمِيمَة ... وَلا ذَاتُ خَلقٍ، إنْ تأمّلتَ جَأنّبِ (3)
88
ألا ليتَ شِعرِي، كيفَ
حادثُ وَصْلِها؟ ... وكيْفَ تُرَاعي وُصْلَة َ المُتَغَيِّبِ؟ (4)
89
أقَامَتْ على مَا
بَيْنَنَا، مِنْ مَوَدّةٍ ... أُمَيمَةُ أَمْ صَارَتْ لقَولِ المُخَبِّبِ؟ (5)
90
فَإنْ تَنْأَ عَنْهَا،
حِقْبَةً، لا تُلاقِها ... فإنّكَ مِمّا أحْدَثَتْ، بالمُجَرِّبِ
91
وَقالَتْ: مَتى يُبْخَلْ
عَلَيكَ وَيُعتللْ ... يسوكَ، وَإن يُكشَفْ غرَامُكَ تدرَبِ
92
تَبَصّرْ خَليلي هلْ تَرَى
مِنْ ظَعائنٍ؟ ... سَوَالِكَ نَقْباً بينَ حزْمَيْ شَعَبْعَبِ (6)
93
عَلَوْنَ بأنْطاكيّة ٍ
فَوْقَ عِقْمِةٍ ... كجِرْمةِ نَخْلٍ، أوْ كجَنّةِ يَثْرِبِ (7)
94
وَلله، عَيْنَا، مَنْ رَأى
مِنْ تَفَرُّقٍ ... أشَتّ، وَأنأى من فِرَاقِ المُحَصَّبِ (8)
95
فرِيقانِ: مِنْهُمْ جازعٌ
بَطنَ نَخْلَةٍ ... وآخَرُ منهُم قاطعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ (9)
96
فَعَيْنَاكَ غَرْباً
جَدْوَلٍ في مُفَاضَة ٍ ... كمَرِّ الخَليجِ في صَفيحٍ مُصَوَّبِ (1)
97
وَإنّكَ لمْ يَفْخَرْ
عَليكَ كَفَاخِرٍ ... ضَعيفٍ وَلمْ يَغْلِبْكَ مثْلُ مُغَلَّبِ
98
وَإّنكَ لمْ تَقْطَعْ
لُبَانَةَ عَاشِقِ ... بمِثْلِ غُدُوّ أوْ رَوَاحٍ مُؤَوَّبِ
99
بأدْماءَ حُرْجُوجٍ كَأَنّ
قُتُودَها ... على أبْلَقِ الكَشحَينِ ليسَ بمُغرِبِ (2)
100
يُغرّدُ بالأسحارِ في كُلّ
سُدْفَةٍ ... تَغَرُّدَ مَيّاحِ النّدَامى المُطَرِّبِ (3)
101
أَقَبَّ رَباعٍ مِن حَميرِ
عَمايَةٍ ... يَمُجُّ لِعاعَ البَقلِ في كُلِّ مَشرَبِ (4)
102
بمَحْنيّةٍ قَدْ آزَرَ
الضّالُ نَبْتَهَا ... مَجَرَّ جُيُوشٍ غَانِمِينَ وَخُيّبِ (5)
103
وقَد أغتَدى وَالطّيرُ في
وُكُنّاتِهَا ... وَماءُ الندى يجرِي على كلّ مِذْنَبِ (6)
104
بمنجردٍ قيدِ الأوَابِدِ
لاحَهُ ... طِرَادُ الهَوَادِي كُلَّ شَاوٍ مُغرِّبِ (7)
105
عَلى الأينِ جَيّاشٍ كَأنّ
سَرَاتَهُ ... على الضَّمرِ وَالتّعداءِ سَرْحة ُ مَرْقَبِ (8)
106
يُبارِي الخَنوفَ
المُسْتَقلَّ زِماعُهُ ... ترَى شَخصَه كأنّهُ عودُ مِشْحَبِ (9)
107
لَهُ أيْطَلَا ظَبْيٍ
وَسَاقَا نَعَامَةٍ ... وَصَهْوَة ُ عَيرٍ قائمٍ فَوْقَ مَرْقَبِ
108
وَيَخْطُو على صُمٍّ صِلابٍ
كَأنّهَا ... حِجَارَةُ غَيْلٍ وَارِسَاتٌ بطُحْلَبِ (1)
109
لَهُ كَفَلٌ كالدِّعصِ
لَبّدهُ النّدى ... إلى حارِكٍ مِثْلِ الغَبيطِ المُذَأّبِ (2)
110
وَعَينٌ كمِرْآة ِ
الصَّنَاعِ تُدِيرُها ... لمَحْجَرِهَا مِنَ النّصيفِ المُنَقَّبِ (3)
111
لَهُ أُذُنَانِ تَعْرِفُ
العِتْقَ فيهِمَا ... كَسامعَتيْ مَذعورَةٍ وَسْطَ رَبْرَبِ (4)
112
وَمُسْتَفْلِكُ الذِّفْرَى
كَأنّ عِنَانَهُ ... ومَثْناتَهُ في في رأسِ جِذْعٍ مُشذَّبِ (5)
113
وَأسْحَمُ رَيّانُ العَسيبِ
كَأنّهُ ... عَثاكيلُ قِنْوٍ من سُميحة ِ مُرْطِبِ (6)
114
إذا ما جَرَى شَأْوَينِ
وَابْتَلّ عِطْفُهُ ... تَقولُ: هزِيزُ الرّيحِ مَرّتْ بأثْأبِ
115
وَيَخْضِدُ في الآرِيّ، حتى
كأنّهُ ... بهِ عُرّة ٌ من طائفٍ، غَيرَ مُعْقِبِ (7)
116
يُدِيرُ قَطَاة ً
كَالمَحَالَة ِ أشْرَفَتْ ... إلى سَنَدٍ مِثْلِ الغَبيطِ المُذَأّبِ (8)
117
فَيَوماً عَلى سِربٍ
نَقِيِّ جُلودُهُ ... وَيَوماً عَلى بَيدانَةٍ أُمِّ تَولَبِ
118
فَبَيْنَا نِعَاجٌ
يَرْتَعِينَ خَمِيلَة ً ... كمَشْيِ العَذارَى في المُلاءِ المُهَدَّبِ
119
فَطَالَ تَنَادِينَا
وَعَقْدُ عِذَارِهِ ... وَقَالَ صِحَابي قد شَأَوْنَكَ فاطْلُبِ (9)
120
فَلأياً بلأيٍ مَا
حَمَلْنَا غُلامَنا ... على ظَهْرِ مَحْبوكِ السّرَاة ُ مُحنَّبِ (1)
121
وَوَلّى كشُؤبوبِ الغشيّ
بوَابِلٍ ... وَيخْرُجْنَ من جَعدٍ ثرَاهُ مُنَصَّبٍ (2)
122
فَلِلساقِ أُلهوبٌ
وَلِلسَوطِ دِرَّةٌ ... وَلِلزَجرِ مِنهُ وَقعُ أَهوَجَ مِنعَبِ
123
فَأدْرَكَ لمْ يَجْهَدْ
وَلمْ يَثنِ شَأوَهُ ... يَمُرّ كخُذرُوفِ الوَلِيدِ المُثَقَّبِ (3)
124
تَرَى الفَأرَ في مُستَنقعِ
القَاعِ لاحِباً ... على جَدَدِ الصّحرَاءِ من شدِّ مُلهِبِ
125
خفَاهُنَّ مِنْ
أنْفَاقِهِنّ كَأنّمَا ... خَفاهُنّ وَدْقُ من عَشيّ مُجَلِّبِ (4)
126
فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ
وَنَعجَةٍ ... وَبينَ شَبوبٍ كَالقَضِيمَة ِ قَرْهَبِ (5)
127
وظَلَّ لثيرَانِ الصّرِيمِ
غَمَاغِمُ ... يُدَاعِسُهَا بالسَّمْهَرِيِّ المُعَلَّبِ (6)
128
فَكابٍ على حُرّ الجبينِ
وَمُتّقِ ... بمَدْرِيَة ٍ كَأنّهَا ذَلْقُ مِشْعَبِ (7)
129
وقُلْنَا لفِتْيَانٍ
كِرَامٍ ألا انْزِلُوا ... فَعَالُوا عَلَيْنَا فضْلَ ثوْبٍ مُطنَّبِ
130
وَأَوتادَهُ ماذَيَّةٌ
وَعِمادُهُ ... رُدَينِيَّةٌ بِها أَسِنَّةُ قُعضُبِ (8)
131
وَأَطْنَابُهُ أشطَانُ خوصٍ
نَجائِبٍ ... وَصَهوتَهُ من أتْحَميِّ مُشَرْعَبِ (9)
132
فَلَمّا دَخَلْنَاهُ
أصَفْنَا ظُهُورَنَا ... إلى كُلّ حارِيٍّ جَديدٍ مُشَطَّبِ
133
كأنّ عُيونَ الوَحشِ حَوْلَ
خِبائِنَا ... وَأرْحُلِنَا الجَزْعُ الذي لمْ يُثَقَّبِ (1)
134
نَمُشُّ بأعْرَافِ
الجِيَادِ أكُفّنَا ... إذا نحنُ قُمْنَا عنْ شِوَاءٍ مُضَهَّبِ (2)
135
وَرُحْنَا كَأنَّا من
جُؤاثَى عَشِيّةً ... نُعالي النّعاجَ بينَ عِدلٍ وَمُحْقَبِ (3)
136
وَرَاحَ كَتَيسِ الرّبلِ
يَنْفُضُ رَأْسَهُ ... أذَاة ً بهِ مِنْ صَائِكٍ مُتَحَلِّبِ (4)
137
حّبيبٌ إلى الأصْحَابِ
غَيْرُ مُلَعّنٍ ... يُفَدّونَهُ بالأمّهَاتِ وبالأبِ
138
فّيّوْماً على بقعٍ دقاق
صُدورُهُ ... ويوماً على سَفْعِ المَدَامعَ رَبْرَبِ (5)
139
كَأنَّ دِمَاءَ
الهَادِيَاتِ بنَحْرِهِ ... عُصَارَة حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُخَضَّبِ
140
وَأنت َإذا استَدبرتَه سَدّ
فَرْجَهُ ... بضَاف ٍفُوَيقَ الأرض ليس بأصْهَبِ
141
أرانا مُوضِعِينَ لأمرِ
غَيْبٍ ... وَنُسْحَرُ بالطَّعامِ، وَبالشَّرابِ (6)
142
عَصافيرٌ، وَذُبَّانٌ،
وَدودٌ ... وأجْرأُ مِنْ مُجَلِّحَة ِ الذِّئابِ (7)
143
وكُلُّ مَكارِمِ الأخْلاقِ
صارَتْ ... إلَيْهِ هِمَّتي، وَبِهِ اكتِسابي
144
فبعضَ اللّومِ عاذِلَتي
فإنّي ... سَتَكْفيني التَّجارِبُ، وانتسابي (1)
145
إلى عِرْقِ الثَّرى
وَشَجَتْ عُروقي ... وهذا المَوْتُ يَسْلُبُني شبابي
146
ونفسي، سَوفَ يَسْلُبُها،
وجِرْمي ... فَيُلْحِقُني، وَشكياً، بالتُّرابِ (2)
147
ألم أُنْضِ المَطيَّ بكُلِّ
خَرْقٍ ... أمَقَّ الطُّولِ، لمَّاعِ السَّرابِ (3)
148
وأرْكَبْ في اللُّهامِ
المَجْرِ حَتى ... أنالَ مآكِلَ القُحَمِ الرِّغابِ (4)
149
وقد طَوَّفْتُ في الآفاقِ،
حَتى ... رَضيتُ، مِنَ الغَنيمَةِ، بالإيابِ
150
أبَعْدَ الحارثِ، المَلٍكِ،
بنِ عَمروٍ ... وَبَعْدَ الخيرِ حُجْرٍ، ذي القِبابِ
151
أُرَجِّي، مِنْ صُروفِ
الدَّهْرِ، ليناً ... ولم تَغْفُل عَن الصُّمِّ الهِضابِ
152
وأعلَمُ أنِّني، عَمّا
قَريبٍ ... سأنشَبُ في شَبا ظُفْرٍ ونابِ (5)
153
كمَا لاقى أبي حُجْرٌ،
وجَدّي ... ولا أنْسي قَتيلاً بالكُلابِ (6)
154
أيا هِندُ، لا تَنْكِحي
بوهَة ً ... عَلَيْهِ عَقيقَتُهُ، أحْسَبا (7)
155
مُرَسَّعة ٌ بينَ أرْساغِهِ
... به عَسَمٌ، يَبْتَغي أرْنَبا (8)
156
لِيَجْعَلَ في كَفِّهِ
كَعْبَها ... حِذارَ المَنِيّة ِ أنْ يَعْطَبا
157
وَلَسْتُ بِخُذْرافَةٍ في
قُعُودٍ ... وَلَسْتُ بِطَيّاخةٍ، أخْدبَا (1)
158
وَلَسْتُ بِذي رَثْيَةٍ،
إمَّرٍ ... إذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أصْحَبا (2)
159
وقالَتْ: بنَفْسي شَبابٌ
لَهُ ... وَلِمّتُهُ، قبْلَ أنْ يَشْجُبا (3)
160
وإذْ هيَ سَوْداءُ مِثْلُ
الفُحَيمِ ... تُغَشِّي المَطانِبَ، والمَنْكِبا (4)
161
سَقَى وَارِداتٍ،
وَالقَلِيبَ، وَلَعْلَعا ... مُلِثٌّ سِماكِيٌّ، فَهَضْبَةَ أيْهَبَا (5)
162
فَمَرَّ على الخَبْتَيْنِ:
خَبْتَيْ عُنَيْزَةٍ ... فَذَاتِ النِّقَاعِ، فانْتَحَى وَتَصَوَّبا (6)
163
فَلَمّا تَدَلّى مِنْ
أعالِي طَمِيّةٍ، ... أبَسَّتْ بِهِ رِيحُ الصِّبَا، فَتَحَلَّبا
164
الخّيرُ ما طَلَعَتْ شَمسٌ
ومَا غَرَبَتْ ... مُطَلَّبٌ بِنواصِيً الخَيلِ، مَعصُوبُ (1)
165
صُبّتْ عَلَيْهٍ ومَا
تَنْصَبُّ من أَمَمٍ ... إنَّ البَلَاءَ على الأشْقَيْن مَصْبُوبُ
166
قدْ أشْهَدُ الغارَةَ
الشّعْوَاءَ تَحْمِلُنِي ... جَرْدَاءُ مَعرُوقَةُ اللّحييَنِ سُرْحُوبُ (2)
167
كَأنَّ صاحِبهَا، إذْ قَامَ
يُلْجِمُها ... مَغْذٌ على بَكْرَةٍ زَوْرَاءَ، مَنْصُوبُ (3)
168
إذا تَبَصّرَها
الرَّاؤُونَ، مُقبِلَةً ... لاحتْ لَهُمْ غُرَّةٌ مِنْها، وَتجْبِيبُ (4)
169
وِقافُها ضَرِمٌ،
وَجَرْيُها جَذِمٌ ... وَلَحْمُها زِيَمٌ، والبَطْنُ مَقْبُوبُ (5)
170
وَاليَدٌ سابِحَةٌ،
وَالرِّجْلُ ضارِحَةٌ ... وَالعَيْنُ قادِحةٌ، وَالمَتْنُ مَلْحُوبُ (6)
171
وَالمَاءُ مُنْهَمِرٌ،
وَالشَّدُّ مُنْحَدِرٌ ... وَالقُصْبُ مُضْطَمِرٌ، وَاللَّونُ غِرْبِيبُ (7)
172
كَأنّها حِينَ فاضَ الماءُ
وَاحْتَفَلَتْ، ... صَقْعاءُ، لاحَ لَها في المَرْقَبِ الذِّيبُ (1)
173
فأَبْصَرَتْ شَخْصَهُ مِن
فَوْقِ مَرْقَبَةٍ ... ودُونَ مَوْقِعِها مِنْهُ شَنَاخِيبُ (2)
174
فَأقْبلَتْ نَحوَهُ في
الجَوِّ كاسِرَةً ... يَحُثُّها مِنْ هُوِيِّ الرِّيحِ تَصْوِيبُ (3)
175
صُبَّتْ عَلَيْهِ وما
تنْصَبُّ مِنْ أُمَمٍ ... إنَّ الشَّقَاءَ على الأشْقَيْنِ مَصْبُوبُ (4)
176
كالدَّلْوِ ثَبْتٌ عُرَاهَا
وهْيَ مُثْقَلَةٌ ... إذْ خَانَها وذَّمٌ منْهَا وتَكْرِيبُ (5)
177
لا كالَّتي في هَواءِ
الجَوِّ طّالِبَةً ... ولا كَهَذَا الّذِي في الأرْضِ مَطلوبُ
178
كالْبَزِّ والرَّيْحِ في
مَرْآهُما عَجَبٌ ... مَا في اجْتِهَادٍ على الإصْرَارِ تَعْييبُ (6)
179
فأدْرَكَتْهُ فَنالَتْهُ
مَخَالِبُهَا ... فَانْسَلَّ مِن تحْتِها والدَّفُّ مَعْقُوبُ (7)
180
يَلوذُ بِالصَّخْرِ مِنْهَا
بَعْدَ مَا فَتَرَتْ ... مِنْها ومِنْهُ على الصَّخْرِ الشَّآبِيبُ (8)
181
ثمَّ اسْتغَاثَتْ بمَتنِ
الأرضِ تَعْفِرُهُ ... وبِاللِّسان وبِالشِّدْقَيْنِ تَتْرِيبُ (9)
182
فأخطَأتْهُ المَنَايَا
قِيسَ أُنْمُلَةٍ ... ولا تَحَرَّزَ إلا وهْوَ مَكْتُوبُ
183
يَظَلُّ مُنْحَجِراً منْهَا
يُراقِبُهَا ... ويَرْقَبُ اللَّيْلَ إنّ اللّيْلَ مَحْجُوبُ
184
والخَيرُ مَا طَلَعَتْ
شَمسٌ وما غَرَبَتْ ... مُطَلَّبٌ بِنَواصي الخَيْلِ مَعْصُوبُ
185
ألا يا لهف هِنْدٍ إثْرَ
قَوْمٍ ... هُمُ كانوا الشِّفاءَ، فَلَمْ يُصابوا
186
وَقاهُمْ جَدُّهُمْ بِبنَي
أبيهِمْ ... وَبِالأشْقَيْنِ ما كانَ العِقابُ
187
وأفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ،
جرِيضاً ... وَلَوْ أدْركْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ (1)
188
أجارَتَنا إنَّ الخُطُوبَ
تَنوبُ ... وإني مُقِيمٌ ما أقامَ عَسِيبُ (2)
189
أجارَتَنا إنّا غَرِيبَانِ
هَهُنَا ... وكُلُّ غَرِيبٍ للغَريبِ نَسيبُ
190
فإن تَصِلِينَا
فَالقَرَابَةُ بَيْنَنَا ... وإنْ تَصْرِمِينَا فالغَريبُ غريبُ
191
أجارَتَنا مافاتَ لَيْسَ
يَؤوبُ ... ومَا هُوَ آتٍ في الزَّمانِ قَرِيبُ
192
ولَيْسَ غريباً مَن تَنائتْ
ديارُهُ ... ولكنَّ مَنْ وارى التُّرابُ غَريبُ
193
يَا بُؤسَ لِلقَلْبِ بَعْد
اليَوْمِ ما آبَهْ ... ذِكرَى حَبيبٍ ببعضِ الأرْضِ قد رَابهْ (3)
194
قالّتْ سُلَيْمى: أرَاكَ
اليومَ مُكْتَئِباً ... والرَّأْسُ بَعدي رَأيتُ الشّيْبَ قد عابه
195
وحَارَ بَعْدَ سَوَادِ
الرَّأْسِ جُمَّتَهُ ... كمِعْقَبِ الرَّيطِ إذْ نَشَّرْتَ هُدَّابهْ (1)
196
ومَرْقَبٍ تَسْكُنُ
العِقْبانُ قُلَّتَهُ ... أشْرَفْتُهُ مُسْفِراً والنَّفْسُ مُهْتَابَهْ (2)
197
عَمْداً لأرْقُبَ مَا
لِلجَوِّ مِنْ نَعَمٍ ... فَناظِرٌ رائِحاً مِنْهُ وعُزَّابَهْ (3)
198
وقدْ نَزَلْتُ إلى رَكْبٍ
مُعَقَّلَةٍ ... شُعْثِ الرُّووسِ كأنَّ فَوْقَهُمْ غابَهْ
199
لَمَّا رَكِبْنا
رَفَعناهُنَّ زَفْزَفَةً ... حَتى احْتَوَيْنَا سَوَاماً ثمَّ أرْبَابَهْ (4)
200
غَشِيتُ دِيَارَ الحَيّ
بالبَكَرَاتِ ... فَعَارِمَة ٍ فَبُرْقَة ِ العِيَرَاتِ (1)
201
فغُوْلٍ فحِلّيتٍ فأكنَافِ
مُنْعِجٍ ... إلى عاَقِلٍ فالجُبّ ذي الأمَرَاتِ (2)
202
ظَلِلْتُ، رِدائي فَوْقَ
رَأسيَ، قاعداً ... أعُدّ الحَصَى ما تَنقَضي عَبَرَاتي (3)
203
أعِنّي على التَّهْمامِ
وَالذِّكَرَاتِ ... يَبِتْنَ على ذي الهَمِّ مُعتَكِرَاتِ (4)
204
بلَيْلِ التّمَامَ أوْ
وُصِلْنَ بِمِثْلِهِ ... مُقَايَسَة ً أيّامُهَا نَكِرَاتِ (5)
205
كأني وَرِدْفي وَالقِرَابَ
ونُمْرُقي ... على ظَهْرِ عَيْرٍ وَارِدِ الحَبِرَاتِ (6)
206
أرَنّ على حُقْبٍ حِيالٍ
طَرُوقَة ٍ ... كذَوْدِ الأجيرِ الأرْبع الأشِرَاتِ (7)
207
عَنيفٍ بتَجميعِ الضّرَائرِ
فاحشٍ ... شَتيمٍ كذَلْقِ الزُّجّ ذي ذَمَرَاتِ (1)
208
وَيأكُلنَ بُهْمى جَعدَة
ًحبَشيّة ً ... وَيَشرَبنَ برْدَ الماءِ في السَّبَرَاتِ (2)
209
فَأوْرَدَهَا مَاءً
قَلِيلاً أنِيسُهُ ... يُحاذِرْنَ عَمراً صَاحبَ القُتَرَاتِ (3)
210
تَلِثُّ الحَصَى لَثّاً
بسُمرٍ رَزِينَة ٍ ... مَوَازِنَ لا كُزْمٍ وَلا مَعِراتِ (4)
211
وَيُرْخينَ أذْناباً كَأنّ
فُرُوعَهَا ... عُرَى خِلَلٍ مَشهورَة ٍ ضَفِرَاتِ (5)
212
وَعَنْسٍ كألوَاحِ
الإِرَانِ نَسأتُها ... على لاحبٍ كالبُرْدِ ذي الحِبَرَاتِ (6)
213
فغادَرْتُها من بَعدِ
بُدْنِ رَزِيّة ٍ ... تَغَالي على عُوجٍ لهَا كَدِنَاتِ (7)
214
وَأبيَضَ كالمِخرَاقِ
بَلّيتُ حدَّهُ ... وَهَبّتَهُ في السّاقِ وَالقَصَرَاتِ (8)
215
تَطَاوَلَ لَيْلُكَ
بِالأثْمِدِ ... ونَامَ الخَلِيُّ، وَلَمْ تَرْقُدِ (1)
216
وَباتَ وَباتَتْ لَهُ
لَيْلَة ٌ، ... كَلَيْلَة ِ ذِي العائِرِ، الأرْمَدِ (2)
217
وَذلِكَ مِنْ نَبَأٍ جاءَني
... وَخُبِّرْتُهُ عَنْ أبي الأسْوَدِ (3)
218
وَلَوْ عَنْ نَثَا غَيْرِه
جاءَني، ... وَجُرْحُ اللِّسانِ كَجُرْحِ اليَدِ (4)
219
لَقُلْتُ، مِنَ القَوْلِ،
ما لا يَزَا ... لُ يُؤْثَرُ عَنِّي، يَدَ المُسُنَدِ (5)
220
بِأيِّ عَلاقَتِنا
تَرْغَبُونَ ... أعَنْ دَمِ عَمْرٍو على مَرْثَدِ؟ (6)
221
فَإنْ تَدْفِنُوا الدَّاءَ
لا نُخْفِهِ ... وَإنْ تَبْعَثُوا الحرْبَ لا نَقْعُدِ (7)
222
فإنْ تَقْتُلُونا
نُقَتِّلْكُمُ؛ ... وَإنْ تَقْصِدُوا لِدَمٍ نَقْصِدِ (1)
223
مَتَى عَهْدُنا بِطِعانِ
الكُمَا ... ة ِ، وَالحَمدِ والمَجْدِ وَالسُّؤدُدِ (2)
224
وَبَنْيِ القِبابِ،
وَمَلْءِ الجِفا ... نِ، والنَّارِ وَالحَطَبِ المُفْأدِ (3)
225
وَأعْدَدْتُ، لِلْحَرْبِ،
وَثَّابَة ً، ... جَوَادَ المَحَثَّة ِ والمُرْوَدِ (4)
226
سَبُوحاً، جَمُوحاً،
وَإحْضارُها ... كَمَعْمَعَة ِ السَّعَفِ المُوقَدِ (5)
227
وَمَشدُودَة َ السَّكِّ
مَوْضُونَة ً ... تَضاءَلُ في الطَّيِّ، كالمِبْرَدِ (6)
228
تَفِيضُ عَلى المَرْءِ
أرْدانُها، ... كفَيْضِ الأتِيِّ على الجَدْجَدِ (7)
229
وَمُطّرِداً كَرِشاءِ
الجَرُو ... رِ، مِنْ خُلُبِ النَّخْلَة ِ الأجْرَدِ (8)
230
وذَا شُطَبٍ، غامِضاً
كَلْمُهُ ... إذا صابَ بِالعظْمِ لَم يَنْأدِ (9)
231
ألا أبْلِغْ بَني حُجْرِ
بنِ عَمْرٍو؛ ... وَأبْلِغْ ذلِكَ الحَيَّ الحَدِيدَا (1)
232
بِأنِّي قَدْ هَلَكْتُ
بِأرْضِ قَوْمٍ، ... سَحِيقاً مِن دِيَارٍكُمُ بَعِيدا
233
ولَوْ أنِّي هَلَكْتُ
بِأرْضِ قَوْمي، ... لَقُلْتُ المَوْتٌ حَقٌّ، لا خُلُودا (2)
234
أُعالِجُ مُلْكَ قَيْصَرَ
كُلَّ يَوْمٍ، ... وأًجْدِرْ بِالمَنِيّةِ أنْ تَقُودا (3)
235
بِأرْضِ الشّأمِ لا نسَبٌ
قَرِيبٌ، ... ولا شافٍ فَيُسْنِدَ أوْ يَعُودا (4)
236
ولَوْ وافَقْتُهُنَّ على
أُسَيْسٍ، ... وحاقَةَ، إذْ ورَدْنَ بِنا وُرُودا (5)
237
على قُلُصٍ تظَلُّ
مقلَّداتٍ ... أزِمَّتَهُنَّ ما يَعْدِفْنَ عُودا (6)
238
أَأَذْكَرْتَ نَفْسَكَ مَا
لَنْ يَعودا ... فَهَاجَ التّذَكُّرُ قَلْباً عَمِيدَا (7)
239
تَذَكّرْتُ هِنْداً
وَاًتْرَابَهَا ... فأصْبَحتُ أزْمَعتُ منها صُدُودَا (1)
240
وَنَادَمتُ قَيْصَرَ في
مُلْكِهِ ... فأوْجَهَني وَرَكِبْتُ البَرِيدَا (2)
241
إذا ما ازْدَحَمْنَا على
سِكَّةٍ ... سَبَقْتُ الفُرَانِقَ سَبْقاً شَديدَا (3)
242
لله زُبْدَانُ أمْسَى
قَرْقَراً جَلَداً ... وَكَانَ مِنْ جَنْدَلٍ أصَمَّ مَنضُودَا (4)
243
لا يَفْقَهُ القَوْمُ فِيهِ
كلَّ مَنطِقِهمْ ... إلّا سِرَاراً تَخَالُ الصَّوْتَ مَرْدودَا (5)
244
أرَى إبِلي، وَالحَمْدُ
لله، أصْبَحَتْ ... ثِقَالاً إذا مَا استَقْبلَتها صُعودُهَا
245
رَعَتْ بِحِيَالِ ابْنَيْ
زُهَيْرٍ كِلَيْهمَا ... مَعاشِيبَ حَتى ضَاقَ عنها جُلودُهَا
246
وَلَقَدْ رَحَلْتُ العِيسَ
ثمَّ زَجَرْتُها ... وَهْناً وقلّتُ عَليْكِ خَيْرَ مَعَدِّ
247
فعَلَيْكِ سَعْدَ بْنَ
الضِّبابِ فأسْرِعي ... سَيْراً إلى سَعْدٍ، عليْكِ بِسَعدِ
248
قَرْمٍ تَفَرّعَ مِنْ
إيَادْ بَيْتُهُ ... بَيْنَ النَّبِيتِ الأكْرَمينَ وسَرْدِ (1)
249
أذُوذُ القَوافِيَ عَنِّي
ذِيادَا ... ذَيادَ غُلامٍ جَرِيءٍ جَرَادا (2)
250
فَلمَّا كَثُرْنَ
وعَنَّيْنَهُ ... خَيَّرَ مِنْهُنَّ شَتَّى جِيَادَا
251
فَأعْزِلُ مَرْجَانَها
جَانِباً ... وآخُذُ مِنْ دُرِّها المُستجَادا
252
سَمَا لَكَ شوْقٌ بَعدَما
كان أقصَرَا ... وَحَلّتْ سُلَيمَى بَطنَ فَوِّ فعَرْعَرَا (1)
253
كِنَانِيّة ٌ بَانَتْ وَفي
الصَّدرِ وُدُّهَا ... مُجَاوِرَوَ عَسّانَ والحَيَّ يَعمَرَا
254
بعَيْنيَّ ظَعْنُ الحَيّ
لمَّا تَحَمّلُوا ... لدى جانبِ الأفلاجِ من جنبِ تيمُرَا (2)
255
فشَبّهتُهُم في الآل لمّا
تَكَمّشُوا ... حَدَائِقَ دَوْمٍ أوْ سفيناً مُقَيَّرَا (3)
256
أوِ المُكْرَعاتِ من نَخيلِ
ابنِ يامِنٍ ... دُوَينَ الصَّفَا اللائي يَلينَ المُشقَّرَا (4)
257
سَوَامِقَ جَبّارٍ أثِيثٍ
فُرُوعُهُ ... وَعالَينَ قِنْوَاناً منَ البُسْرِ أحمَرَا (5)
258
حَمَتْهُ بَنو الرَّبْدَاءِ
مِنَ آلِ يامنٍ ... بأسْيَافِهِم حَتى أقَرَّ وَأوْقَرَا (6)
259
وَأرْضَى بَني الرَّبْدَاءِ
وَاعتَمَّ زَهْرُهُ ... وَأكمَامُهُ حَتى إذا مَا تَهَصّرَا (1)
260
أطَافَتْ بهِ جَيْلانُ
عِنْدَ قِطَاعِهِ ... تَرَدّدُ فيهِ العَينُ حَتى تَحَيّرَا (2)
261
كأنّ دُمَى شَفْعٍ على
ظَهْرِ مَرْمَرٍ ... كسَا مِرْبَدَ السّاجوم وَشياً مُصَوَّرَا (3)
262
غَرَائِرُ في كِنٍّ وَصَوْنٍ
وَنِعْمَة ٍ ... يُحَلِّينَ يَاقُوتاً وَشَذْراً مُفَقَّرَا (4)
263
وَرِيحَ سَناً في حُقّه
حِمْيَرِيّةٍ ... تُخَصّ بمَفرُوكٍ منَ المِسكِ أذْفَرَا (5)
264
وَبَاناً وَأُلْوِيّاً مِنَ
الهِنْدِ ذَاكِياً ... وَرَنْداً وَلُبْنى وَالكِبَاءَ المُقَتَّرَا (6)
265
غَلِقنَ برَهنٍ من حَبيبٍ
بهِ ادّعتْ ... سُلَيْمَى فأمسَى حَبْلُها قد تَبَتّرَا (7)
266
وَكانَ لهَا في سَالِفِ
الدّهرِ خُلّة ٌ ... يُسَارِقُ بالطَّرْفِ الخِبَاءَ المُسَتَّرَا (8)
267
إذا نَالَ مِنْها نَظَرَة ً
رِيعَ قَلْبُهُ ... كما ذَعَرَتْ كأسُ الصَّبوحِ المُخَمَّرَا (9)
268
نَزيفٌ إذا قامَتْ لِوَجْهٍ
تَمَايَلَتْ ... تُرَاشي الفُؤادِ الرَّخْصَ ألَّا تَخَتّرَا
269
أأسْمَاءُ أمسَى وُدُّها
قَدْ تَغَيَرَا ... سَنُبدِلُ إنْ أبدَلتِ بالوُدِّ آخَرَا
270
تَذَكّرْتُ أهْلي
الصّالحينَ وَقد أتَتْ ... على خَمَلى خُوصُ الركابِ وَأوْجَرَا (1)
271
فَلَمّا بَدَتْ حَوْرَانُ
في الآلِ دونها ... نَظَرْتَ فَلَمْ تَنْظُر بعَينِك منظَرَا (2)
272
تَقَطّعَ أسبَابُ
اللُّبَانَة ِ وَالهَوَى ... عَشِيّة َ جَاوَزْنَا حَمَاة ً وَشَيْزَرَا (3)
273
بسَيرٍ يَضُجُّ العَوْدُ
مِنْهُ يَمنُّهُ ... أخوا الجَهدِ لا يلوِى على من تَعَذّرَا (4)
274
ولَم يُنْسِني ما قَدْ
لَقِيتُ ظَعَائِناً ... وَخَمْلا لها كالقرِّ يَوْماً مُخَدَّرَاً (5)
275
كأَثْلٍ من الأعرَاض من دون
بَيشَةٍ ... وَدونِ الغُمَيرِ عامِدَاتٍ لِغَضْوَرَا (6)
276
فدَعْ ذا وَسَلِّ الهمِّ
عنكَ بجَسْرَة ٍ ... ذَمُولٍ إذا صَامَ النَّهارُ وَهَجّرَا (7)
277
تُقَطَّعُ غِيطَاناً كَأنّ
مُتُونَهَا ... إذا أظهَرَتْ تُكسَى مُلاءً مُنَشَّرَا (8)
278
بَعِيدَة ُ بَينَ
المَنْكِبَينِ كَأنّمَا ... ترَى عند مجْرَى الضَّفرِ هرّاً مُشجَّرَاً (9)
279
تُطَايِرُ ظِرَّانَ الحَصَى
بمَنَاسِمٍ ... صِلابِ العُجى مَلثومُها غيرُ أمعَرَا (10)
280
كأنّ الحَصَى مِنْ خَلفِهَا
وَأمامِهَا ... إذا نجَلَته رِجلُها حَذْفُ أعسَرَا (1)
281
كَأنّ صَلِيلَ المَرْوِ
حِينَ تُشِذُّهُ ... صَلِيلُ زُيُوفٍ يُنْتَقَدْنَ بعَبقَرَا (2)
282
عَلَيها فَتَىً لم تحْمِلِ
الأرضُ مِثْلَهُ ... أبَرَّ بمِيثَاقٍ وَأوْفَى وَأصبَرَا
283
هُوَ المُنْزِلُ الآلافَ من
جَوّ ناعِطٍ ... بَني أسَدٍ حَزْناً من الأرضِ أوْعرَا (3)
284
وَلوْ شاءَ كانَ الغزْوُ من
أرض حِميَرٍ ... وَلَكِنّهُ عَمْداً إلى الرّوم أنْفَرَا (4)
285
بَكى صَاحِبي لمّا رأى
الدَّرْبَ دُونه ... وأيقنَ أنا لاحِقَانِ بقَيْصَرَا (5)
286
فَقُلتُ لَهُ: لا تَبْكِ
عَيْنُكَ إنّمَا ... نحاوِلُ مُلْكاً أوْ نموتَ فَنُعْذَرَا
287
وَإني زَعِيمٌ إنْ رَجَعْتُ
مُمَلَّكاً ... بسَيْرٍ تَرَى مِنْهُ الفُرَانِقَ أزْوَرَا (6)
288
عَلى لاحِبٍ لا يَهتَدِي
بِمَنَارهِ ... إذا سافَهُ العَوْدُ النُّبَاطيُّ جَرْجَرَا (7)
289
عَلى كلّ مَقصُوصِ
الذُّنَابى مُعاوِدٍ ... بَرِيدِ السُّرَى باللّيلِ من خيلِ بَرْبرَا (8)
290
أقَبَّ كسِرْحانِ الغَضَا
مُتَمَطِّرٍ ... تَرَى الماءَ من أعْطَافِهِ قد تحدَّرَا (9)
291
إذا زُعتَهُ من جَانِبَيْهِ
كِلَيْهِمَا ... مَشَى الهَيْدَبى في دَفّه ثمّ فَرْفَرَا (10)
292
إذا قُلْتُ رَوِّحْنَا
أرَنّ فُرَانِقٌ ... على جَلْعَدٍ وَاهي الاباجلِ أبْتَرَا (1)
293
لقَد أنْكَرَتْني
بَعْلَبَكُّ وَأهْلُهَا ... وَلابنُ جُرَيجٍ في قرَى حِمصَ أنكَرا
294
نَشيمُ بُرُوقَ المُزْنِ
أينَ مَصَابُهُ ... وَلا شَيءَ يَشفي منكِ يا بنَة َ عَفزَرَا (2)
295
من القاصِرَاتِ الطَّرْفِ
لوْ دبّ مُحْوِلٍ ... من الذَّرّ فَوْقَ الإتْبِ منها لأثّرَا (3)
296
لَهُ الوَيْلُ إنْ أمْسَى
وَلا أُمُّ هَاشِمٍ ... قرِيبٌ وَلا البَسباسَة ُ ابنةُ يَشكُرَا (4)
297
أرَى أُمَّ عَمرٍو
دَمْعُهَا قَد تحدّرَا ... بُكَاءً على عَمرٍو وَمَا كان أصْبَرَا
298
إذا نحْنُ سِرْنَا خَمسَ
عَشرَةَ لَيلَةً ... وَرَاءَ الحِسَاءٍ من مَدافع قَيْصَرَا (5)
299
إذا قُلْتُ هذا صَاحِبٌ قد
رَضيتُهُ ... وَقَرّتْ بهِ العَيْنَانِ بُدّلتُ آخَرَا
300
كذَلِكَ جَدّي مَا
أُصَاحِبُ صَاحباً ... من الناسِ إلا خَانَني وَتَغَيّرَا (6)
301
وَكُنّا أُنَاساً قبل
غَزْوَةِ قَرْمَلٍ ... وَرِثْنا الغِنى وَالمَجْدَ أكْبَرَ أكبَرَا (7)
302
وَما جَبُنَتْ خَيلي وَلكنْ
تَذَكّرَتْ ... مَرَابِطَهَا في بَرْبَعِيصَ وَميْسَرَا (8)
303
ألا رُبّ يَوْمٍ صَالِحٍ
قَد شهِدْتُهُ ... بتَاذِفَ ذاتِ التَّلِّ من فَوْق طَرْطرَا (9)
304
(7) قرمل: أحد ملوك حمير
باليمن. ...
305
وَلا مِثْلَ يَوْمٍ في
قُذَارَانَ ظَلْلتُهُ ... كأني وَأصحابي على قَرْنِ أعْفَرَا (1)
306
ونَشْرَبُ حَتى نحسِبَ
الخيلَ حوْلنا ... نِقَاداً وَحتى نحسِبَ الجَونَ أشقَرَا (2)
307
فَهَل أنا ماشٍ بَينَ
شَرْطٍ وحَيَّةس، ... وهَل أنا لاقٍ حَيَّ قيْسِ بْنِ شَمَّرَا (3)
308
تَبَصَّرْ خَليلي هَل تَرى
ضَوْءَ بَارِقْ ... يُضيء الدُّجَى باللَّيلِ عن سَرْوِ حِمْيرَا (4)
309
أجَارَ قُسَيْساً
فالطُّهاءَ فَمِسْطحَاً، ... وجَوّاً فَرَوَّى نَخْلَ قيْسِ بْن شَمَّرَا (5)
310
وعَمْرُو بْنُ دَرْماءَ
الهُمامُ إذا غَدا ... بذِي شُطَبٍ عَضْبٍ كمشيَة قَسْورَا (6)
311
وكُنتُ إذا مَا خِفْتُ
يوماً ظلامةً ... فإنَّ لها شِعْباً ببُلْطَةَ زَيْمَرَا (7)
312
نِيافاً تَزِلُّ الطَّيْرُ
عن قَذَفاتِه ... يَظَلُّ الضَّباب فوقَهُ قَد تَعَصّرَا (8)
313
لَعَمْرُكَ ما قَلْبي إلى
أهْلِهِ بِحُرْ ... وَلا مُقْصِرٍ يَوْماً فَيأتِيني بِقُرْ (9)
314
ألا إنّمَا الدّهرُ لَيَالٍ
وَأعْصُرٌ ... وَلَيْسَ عَلى شَيءٍ قَوِيمٍ بمُستَمِرْ (10)
315
لَيَالٍ بذاتِ الطَّلْحِ
عِندَ مُحَجَّرِ ... أحَبُّ إلَيْنَا من لَيَالٍ عَلى أُقُرْ (1)
316
أُغَادِي الصَّبُوح عِندَ
هِرٍّ وَفَرْتَني ... وَلِيداً وَهَلْ أفْنى شَبَابيَ غيرُ هِرْ (2)
317
إذا ذُقتَ فَاهَا قلتَ
طَعمُ مُدَامَة ٍ ... مُعَتَّقَةٍ مِمّا تَجيءُ بِهِ التُّجُرْ (3)
318
هُمَا نَعجَتَانِ مِنْ
نِعَاجِ تَبَالَة ٍ ... لدى جُؤذَرَينِ أوْ كبعض دمى هَكِرْ (4)
319
إذا قَامَتَا تَضَوّعَ
المِسْكُ مِنْهُمَا ... نَيسمَ الصَّبَا جاءتْ برِيحٍ من القُطُرْ (5)
320
كأنّ التِّجَارَ أصْعَدوا
بِسَبِيئَة ٍ ... من الخَصّ حتى أنزَلوها على يُسُرْ (6)
321
فلمّا استَطابوا صُبَّ في
الصَّحن نصْفُهُ ... وَشُجّتْ بماءٍ غير طَرْقٍ وَلا كَدِرْ (7)
322
بمَاءِ سَحَابٍ زَلّ عَنْ
مَتنِ صَخرَة ٍ ... إلى بطن أُخْرَى طيّبٍ ماؤها خَصِرْ (8)
323
لَعَمْرُكَ ما إنْ ضرّني
وَسْطَ حِميَرٍ ... وَأوقوَالِهَا إلّا المَخِيلَة ُ وَالسُّكُرْ (9)
324
وَغَيرُ الشَّقَاء
المُستَبِينِ فَلَيْتَني ... أَجَرَّ لِسَاني يَوْمَ ذَلِكُمُ مُجِرْ (10)
325
لَعَمْرُكَ ما سَعْدٌ
بخُلّة ِ آثِمٍ ... وَلا نَأنَإٍ يَوْمَ الحِفاظِ وَلا حَصِرْ (11)
326
لَعَمرِي لَقَوْمٌ قد نَرَى
أمسِ فيهِمُ ... مَرَابِطَ لِلأمْهَارِ وَالعَكَرِ الدَّثِرْ (1)
327
أحَبُّ إلَيْنَا من أُنَاسٍ
بِقُنّة ٍ ... يَرُوحَ عَلى آثَارِ شَائِهِمُ النَّمِرْ (2)
328
يُفَاكِهُنَا سَعْدٌ
وَيَغْدُو لجَمْعِنَا ... بِمَثْنى الزِّقَاقِ المُتَرَعَاتِ وَبالجُزُرْ (3)
329
لَعَمْرِي لَسَعْدٌ حَيثُ
حَلّتْ ديارُهُ ... أحَبُّ الَينا مِنكَ فَا فَرَسٍ حَمِرْ (4)
330
وَتَعْرِفُ فِيهِ مِنْ
أبِيهِ شَمَائِلاً ... وَمن خالِهِ وَمِن يَزِيدَ وَمِن حُجُرْ (5)
331
سَمَاحَة َ ذَا وَبِرَّ ذَا
وَوَفاءَ ذَا ... وَنَائِلَ ذَا اذا صَحَا وَاذا سَكِرْ
332
رٌبَّ رَامٍ مِنْ بَني
ثُعَلٍ ... مُتْلِجٍ كَفّيْهِ في قُتَرِهْ (6)
333
عَارِضٍ زَوْرَاءَ مِنْ
نَشَمٍ ... غَير بَانَاة ٍ عَلى وَتَرِهْ (7)
334
قَدْ أتَتْهُ الوَحْشُ
وَارِدَة ً ... فَتَنَحّى النَّزْعَ في يَسَرِهْ (1)
335
فَرَمَاها في فَرَائِصِهَا
... بإزَاءِ الحَوْضِ أوْ عُقَرهْ (2)
336
بِرَهيشٍ مِنْ كِنَانَتِهِ
... كَتَلَظّي الجَمْرِ في شَرَرِهْ (3)
337
راشَهُ مِنْ رِيشِ نَاهِضَة
ٍ ... ثُمّ أمْهَاهُ عَلى حَجَرِهْ (4)
338
فَهْوَ لاَ تَنْمي
رَمِيّتُهُ ... مَا لَهُ لاَ عُدَّ مِنْ نَفَرهْ (5)
339
مُطْعَمٌ للصَّيْدِ لَيْسَ
لَهُ ... غَيرَهَا كَسْبٌ عَلى كِبَرِهْ
340
وَخَلِيلٍ قَدْ أُقَارِقُهُ
... ثُمّ لاَ أبْكي عَلى أثَرِهْ
341
وَابنِ عَمٍّ قَدْ تَرَكْتُ
لَهُ ... صَفوَ ماءٍ الخَوْضِ عن كَدَرِهْ
342
وَحَدِيثُ الرَّكْبِ يَوْمَ
هُناً ... وَحَدِيثٌ مَا عَلى قِصَرِهْ (6)
343
وَابنُ عَمِّ قَدْ فُجِعْتُ
بِهِ ... مِثْلِ ضَوْءِ البَدْرِ في غُرَرِهْ (7)
344
إنّ بَني عِوْفٍ ابْتَنُوْا
حَسَباً ... ضَيّعَهُ الدُّخْلُلُونَ إذْ غَدَرُوا (8)
345
أدَّوْا إلى جَارِهِمْ
خُفَارَتَهُ ... وَلم يَضِعْ بالمَغِيبِ مَنْ نَصَرُوا (1)
346
لم يَفْعَلوا فِعْلَ آلِ
حِنْظَلَةٍ ... إنّهُمْ جَيْرِ بِئْسَ مَا ائتَمَرُوا (2)
347
لا حِمْيَريٌّ وَفَى وَلا
عَدَسٌ ... وَلا استُ عَيرٍ يَحُكّها الثَّفَرُ (3)
348
لَكِنْ عُوَيْرٌ وَفَى
بِذِمَتِهِ ... لا عَوَرٌ شَانَهُ وَلا قِصَرُ (4)
349
دِيمَة ٌ هَطْلاءُ فِيهَا
وَطَفٌ ... طَبّقَ الأرْضَ تَحَرَّى وَتَدِرْ (5)
350
تُخرِجُ الوُدَّ إذا ما
أشْجَذَتْ ... وَتُوَارِيهِ إذَا مَا تَشْتَكِرْ (6)
351
وَتَرَى الضَّبَّ خَفِيفاً
مَاهِراً ... ثَانِياً بُرْثُنَهُ مَا يَنْعَفِرْ (7)
352
وَتَرَى الشَّجْرَاءَ في
رَيِّقِهِ ... كَرُؤوسٍ قُطِعَتْ فيها الخُمُرْ (8)
353
سَاعَة ً ثُمّ انْتَحَاهَا
وَابِلٌ ... سَاقِطُ الأكنَافِ وَاهٍ مُنْهَمِرْ (9)
354
رَاحَ تَمْرِيهِ الصَّبَا
ثمّ انتَحَى ... فيهِ شُؤبُوبُ جَنوبٍ مُنفَجِرْ (1)
355
ثَجّ حَتى ضَاقَ عَنْ
آذِيّهِ ... عَرْضُ خَيمٍ فخُفَاءٍ فَيُسُرُ (2)
356
قَدْ غَدَا يَحْمِلُني في
أنْفِهِ ... لاحِقُ الإطلَينِ مَحْبوكٌ مُمِرْ (3)
357
لَنِعمَ الفَتى تَعشُو إلى
ضَوْءِ نَارِهِ ... طَريفُ بن مَلءٍ ليلةَ الجوع وَالخَصَرْ (4)
358
إذا البَازِلُ الكَوْماءُ
رَاحتْ عَشِيّة ً ... تُلاوِذُ من صَوْتِ المُبِسِّينَ بالشجَرْ (5)
359
أحَارِ عَمْرو كَأني خَمِر
... وَيَعْدُو عَلى المَرْءِ مَا يأتَمِرْ (2)
360
فَلا وأبِيكِ ابْنَة َ
العَامِرِيّ ... لا يَدّعي القَوْمُ أني أَفِرْ
361
تَمِيمُ بنُ مُرٍّ
وَأشْيَاعُهَا ... وَكِنْدَة ُ حَوْلي جَمِيعاً صُبُرْ
362
إذا رَكِبُوا الخَيلَ
وَاستَلأموا ... تَحَرّقَتِ الأرْضُ وَاليَوْمُ قُرْ (3)
363
تَرُوحُ مِنَ الحَيّ أمْ
تَبْتَكِرْ ... وَمَاذا عَلَيْكَ بأنْ تَنْتَظِرْ؟
364
أمَرْخٌ خِيَامُهُمُ أمْ
عُشُرْ ... أمِ القَلبُ في إثرِهِمْ مُنْحَدِرْ (4)
365
وَفِيمَنْ أقَامَ مِنَ
الحَيِّ هِرْ ... أمِ الظّاعِنُونَ بهَا في الشُّطُرْ (5)
366
وَهِرِّ تَصِيدُ قُلُوبَ
الرّجَالِ ... وَأفلَتَ مِنهَا ابنُ عَمرٍو حُجُرْ (6)
367
رَمَتْني بسَهْمٍ أصَابَ
الفُؤادَ ... غَدَاة َ الرّحِيلِ فَلَمْ أنْتَصِرْ
368
فأسبَلَ دَمعي كَفَضّ
الجُمَانِ ... أوِ الدُّرّ رَقْراقُهُ المُنْحَدِرْ (7)
369
وَإذْ هيَ تَمشي كمَشْيِ
النَّزِيفِ ... يَصرَعُهُ بِالكَثِيبِ البُهُرْ (1)
370
بَرَهْرَهَة ٌ رُودَة ٌ
رَخْصَة ٌ ... كَخَرْعُوبَةِ البَانَةِ المُنفَطِرْ (2)
371
فَتُورُ القِيَام قَطِيعُ
الكَلامِ ... تَفْتَرُّ عَنْ ذِي غُرُوبٍ خَصِرْ (3)
372
كأنّ المُدَامَ وَصَوبَ
الغَمَامِ ... وَرِيحَ الخُزَامَى وَنَشْرَ القُطُرْ (4)
373
يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ
أنْيَابِهَا ... إذَا طَرّبَ الطّائِرُ المُسْتَحِرْ (5)
374
فَبِتُّ أُكَابِدُ لَيْلَ
التِّمَامِ ... وَالقَلْبُ من خَشْيَة ٍ مُقْشَعِرْ
375
فَلَمّا دَنَوْتُ
تَسَدّيْتُهَا ... فَثَوْباً نَسِيتُ وَثَوْباً أَجُرْ (6)
376
وَلَمْ يَرَنَا كَالىءٌ ٌ
كَاشحٌ ... وَلم يُفشُ منّا لَدى البَيتِ سِرْ (7)
377
وَقَدْ رَابَني قَوْلُهَا:
يَا هَنَاهُ ... وَيْحَكَ ألْحَقْتَ شَرّاً بِشَرْ (8)
378
وَقَدْ أغْتَدِي وَمَعي
القَانِصَانِ ... وَكُلٌّ بمَرْبَأة ٍ مُقْتَفِر (9)
379
فَيُدْرِكُنَا فَغِمٌ
دَاجِنٌ ... سَمِيعٌ بَصِيرٌ طَلُوبٌ نَكِرْ (10)
380
ألَصُّ الضُّرُوسِ حَنيُّ
الضّلُوعِ ... تَبُوعٌ طَلُوبٌ نَشِيطٌ أشِرْ (1)
381
فأنْشَبَ أظْفَارَهُ في
النَّسَا ... فَقُلْتُ: هُبِلْتَ! ألا تَنتَصِرْ؟ (2)
382
فَكَرّ إلَيْهِ بمِبْراتِهِ
... كمَا خَلّ ظَهْرَ اللِّسانِ المُجِرْ (3)
383
فَظَلّ يُرَنِّحُ في
غَيْطَلٍ ... كمَا يَسْتَديرُ الحِمَارُ النَّعِرْ (4)
384
وأرْكَبُ في الرَّوْعِ
خَيْفَانَةً ... كَسَا وَجهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ (5)
385
لهَا حَافِرٌ مِثْلُ قَعْبِ
الوَلِيـ ... دِ رُكّبَ فِيهِ وَظِيفٌ عَجِزْ (6)
386
لهَا ثُنَنٌ كَخَوَافي
العُقَا ... بِ سُودٌ يَفِينَ إذا تَزْبَئِرْ (7)
387
وَسَاقَانِ كَعْبَاهُمَا
أصْمَعَا ... نِ لحمُ حَمَاتَيْهِمَا مُنْبَتِرْ (8)
388
لهَا عَجُزٌ كَصَفَاةِ
المَسِيـ ... لِ أبْرَزَ عَنها جُحافٌ مُضِرْ (9)
389
لهَا ذَنَبٌ، مِثلُ ذَيلِ
العَرُوسِ، ... تَسُدُّ بهِ فَرْجَهَا مِنْ دُبُرْ
390
لهَا مَتْنَتَانِ خَظَاتَا
كمَا ... أكَبّ عَلى سَاعِدَيْهِ النَّمِرْ (10)
391
لهَا عُذَرٌ كَقُرُونِ
النِّسَا ... ءِ رُكّبنَ في يَوْمِ رِيحٍ وَصِرْ (1)
392
وَسَالِفَةٌ كَسَحُوقِ
اللِّيَا ... نِ أضرَمَ فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ (2)
393
لهَا جَبْهَةٌ كَسَرَاةِ
المِجَنِّ ... حَذَّفَهُ الصّانِعُ المُقْتَدِرْ (3)
394
لهَا مِنْخَرٌ كَوِجَارِ
الضِّبَاعِ ... فَمِنْهُ تُرِيحُ إذَا تَنْبَهِرْ (4)
395
وَعَينٌ لهَا حَدْرَة ٌ
بَدْرَة ٌ ... وشُقّتْ مآقِيهِمَا مِنْ أُخُرْ (5)
396
إذَا أقْبَلَتْ قُلْتَ:
دُبَّاءَة ٌ ... من الحُضْرِ مَغموسَةٌ في الغُدُرْ (6)
397
وَإنْ أدْبَرَتْ قُلْتَ:
أُثْفِيَّةٌ ... مُلَمْلَمَةٌ لَيْسَ فِيهَا أُثُرْ (7)
398
وَإنْ أعرَضَتْ قُلْتَ:
سُرْعرفَة ٌ ... لهَا ذَنَبٌ خَلْفَهَا مُسْبَطِرْ (8)
399
وَللسَّوْطِ فِيهَا مَجَالٌ
كمَا ... تَنَزَّلَ ذُو بَرَدٍ مُنْهَمِرْ (9)
400
لهَا وَثَبَاتٌ كَصَوْبِ
السَّحَابِ ... فَوَادٍ خَطَاءٌ وَوَادٍ مُطِرْ
401
وَتَعْدُو كَعَدْوِ نَجَاةِ
الظِّبَا ... ءِ أخْطَأَهَا الحَاذِفُ المُقتَدِرْ (10)
402
مَنَعتَ اللّيثَ من أكلِ
ابنِ حُجْرِ ... وَكادَ اللّيثُ يُودِي بِابنِ حُجْرِ
403
مَنَعْتَ فَأنْتَ ذُو مَنٍّ
وَنُعْمَى ... عَلَيَّ ابنَ الضَّبَابِ بحَيثُ نَدْرِي
404
سَاشْكُرُكَ الّذِي
دَافَعْتَ عَني ... وَمَا يَجْزِيكَ مِنّي غَيرُ شُكْرِي
405
فَمَا جَارٌ بِأوْثَقَ
مِنْكَ جَاراً ... وَنَصْرُكَ للفَرِيدِ أعَزُّ نَصْرِ
406
أبْلِغْ بَني زَيْدٍ مَا
لَقِيتَهُمْ ... وَأبْلِغْ بَني لُبْنى وَأبْلِغْ تُماضِرَا
407
وَأبْلِغْ وَلا تَتْرُكْ
بَني ابنَةِ مِنْقَرٍ ... أُفَقِّرُهُمْ، إني أُفَقِّرُ نابِرَا (1)
408
أحَنزَلَ لَوْ كُنتُم
كِرَاماً صَبرْتُمُ ... وَحُطْتُمْ وَلا يُلقَى التَميميُّ صَابِرَا (2)
409
أمَاوِيَّ! هَلْ لي
عِنْدَكُم من مُعرَّسِ ... أمِ الصرْمَ تختارِينَ بالوَصْل نيأسِ (1)
410
أبِيني لَنَا، إنّ
الصَّريمَة َ رَاحَة ٌ ... من الشكّ ذي المَخلوجةِ المُتَلَبِّسِ (2)
411
كأني وَرَحلي فَوْقَ أحقَبَ
قَارِحٍ ... بشُرْبَة َ أوْ طَافِ بعِرْنانَ مُوجِسِ (3)
412
تَعَشّى قَلِيلاً ثمّ
أنْحَى ظُلوفَهُ ... يُثِيرُ الترَابَ عن مَبيتٍ وَمكنِسِ (4)
413
يَهِيلُ وَيَذْرِي
تُرْبَهَا وَيُثِيرُهُ ... إثَارَة َ نَبّاثِ الهَوَاجِرِ مُخمِسِ (5)
414
فَبَاتَ على خَدٍّ أحَمَّ
وَمَنكِبٍ ... وَضِجعَتُهُ مثلُ الأسيرِ المُكَرْدَسِ (6)
415
وَبَاتَ إلى أرْطَأةِ
حِقْفٍ كَأنّهَا ... اذا ألثَقَتهَا غَبيَة ٌ بَيتُ مُعرِسِ (7)
416
فَصَبّحَهُ عِنْدَ الشُّرُوقِ
غُدَيّة ً ... كِلابُ ابنِ مُرّ أوْ كلابُ ابنِ سِنْبِسِ (1)
417
مُغَرَّثَةً زُرْقاً كَأنّ
عُيُونَهَا ... من الذَّمْرِ وَالايحاء نوّارُ عَضْرَسِ (2)
418
فَأدبَرَ يَكسُوهَا
الرَّغَامَ كَأنّهُ ... على الصَّمْد وَالآكامِ جِذوَة ُ مُقبِسِ (3)
419
وَأيقَنَ إنْ لا قَيْنَهُ
أنّ يَوْمَهُ ... بذِي الرَّمثِ إنْ ماوَتْنهُ يوْمُ أنفُسِ (4)
420
فَأدرَكنَهُ يأخُذنَ
بالسّاقِ وَالنَّسَا ... كما شبرَقَ الوِلدانُ ثوْبَ المُقدِّسِ (5)
421
وَغَوّرْنَ في ظلّ الغَضَا
وَتَرَكْنَه ... كقرم الهجانِ الفادرِ المُتشمِّسِ (6)
422
ألِمّا عَلى الرَّبعِ
القَدِيمِ بعَسْعَسَا ... كأني أُنَادي أوْ أُكَلّمُ أخْرَسَا (7)
423
فلوْ أنّ أهلَ الدّارِ فيها
كَعَهْدِنَا ... وَجدتُ مَقيلاً عِندهمْ وَمْعرَّسَا (8)
424
فَلا تُنْكِرُوني إنّني أنَا
ذَاكُمُ ... لَيَاليَ حَلَّ الحَيُّ غَوْلاً فَألعَسَا (9)
425
فإمّا تَرَيْني لا أُغَمّضُ
سَاعَةً ... من اللّيلِ إلّا أنْ أكبَّ فَأنْعَسَا
426
تَأوّبَني دَائي القَدِيمُ
فَغَلَّسَا ... أُحَاذِرْ أنْ يَرْتَدّ دائي فأُنْكَسَا (1)
427
فَيا رُبّ مَكرُوبٍ
كَرَرْتُ وَرَاءَهُ ... وَطاعَنْتُ عَنهُ الخيلَ حَتى تَنَفَّسَا
428
وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَدْ
أرُوحُ مُرَجَّلاً ... حَبِيباً إلى البِيضِ الكَوَاعبِ أملَسَا
429
يَرُعنَ إلى صَوْتي إذا مَا
سَمِعْنَهُ ... كمَا تَرْعوِي عِيطٌ إلى صَوْتِ أعيَسَا (2)
430
أرَاهُنّ لا يُحْبِبنَ مَن
قَلّ مَالُهُ ... وَلا مَنْ رَأينَ الشَّيبَ فيهِ وَقَوّسَا
431
وَمَا خِفْتُ تَبرِيحَ
الحَياةِ كما أرَى ... تَضِيقُ ذِرِاعي أنْ أقومَ فألبَسَا (3)
432
فَلَو أنّهَا نَفسٌ تَمُوتُ
جَمِيعَةٌ ... وَلَكِنّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أنْفُسَا
433
وَبُدّلْتُ قَرْحَاً
دامِياً بَعدَ صِحّةٍ ... فَيا لكِ من نُعمَى تحَوّلنَ أبْؤسا
434
لَقد طَمَحَ الطَّمّاحُ من
بُعد أرْضِهِ ... لِيُلْبِسَني مِنْ دَائِهِ مَا تَلَبّسَا (4)
435
ألا إنّ بَعدَ العُدْمِ
للمَرْءِ قِنْوَة ً ... وَبعدَ المَشيبِ طولَ عُمرٍ ومَلَبَسَا (5)
436
مَا حَيّةٌ مَيْتَةٌ
قَامَتْ بمِيتَتِهَا ... دَرْدَاءُ مَا أنْبَتَتْ سَنّاً وَأضرَاسَا (6)
437
تِلكَ الشَّعِيرَةُ تُسْقَى
في سَنَابِلِهَا ... فأخرجَتْ بعد طول المُكثِ أكداسَا
438
ما السُّودُ والبِيضُ
وَالأسماءُ وَاحدَةٌ ... لا يَستَطيعُ لهُنّ النّاسُ تَمسَاسَا
439
تِلكَ السّحَابُ إذا
الرّحمَانُ أرْسلَها ... رَوّى بها من مُحولِ الأرْضِ أيْبَاسَا
440
مَا مُرْتِجَاتٌ عَلى
هَوْلٍ مَرَاكِبُها ... يَقطعنَ طولَ المدى سَيراً وَإمرَاسَا (1)
441
تِلكَ النّجُومُ إذا
حَانَتْ مَطالِعُهَا ... شَبّهْتُهَا في سَوَادِ اللّيلِ أقبَاسَا
442
مَا القَاطِعاتُ لأرضٍ لا
أنِيسَ بهَا ... تأتي سِرَاعاً وَمَا يَرْجِعنَ أنْكاسَا
443
تِلكَ الرّيَاحُ إذا هَبّتْ
عَوَاصِفُهَا ... كَفَى بأذَيالَها للتُّرْبِ كَنّاسَا
444
مَا الفَاجِعَاتُ جَهَاراً
في عَلانِيَةٍ ... أشَدُّ مِنْ فَيْلَقٍ مَمْلُوءَةٍ بَاسَا
445
تِلكَ المَنَايَا فَمَا
يُبْقِينَ مِنْ أحدٍ ... يَكفِتنَ حَمْقَى وَمَا يُبقينَ أكيَاسَا (1)
446
مَا السّابِقَاتُ سِرَاعَ
الطَّيرِ في مَهَلٍ ... لا يَشتَكينَ وَلَوْ ألجَمتَها فَاسَا (2)
447
تِلكَ الجِيادُ عَلَيها
القَوْمُ قد سبحوا ... كانوا غَدَاةَ الرَّوْعِ أحلاسَا (3)
448
مضا القَاطعَاتُ لأرْضِ
الجَوّ في طَلَقٍ ... قبلَ الصّباحِ ومَا يَسرِينَ قِرْطَاسَا (4)
449
تِلكَ الأمَانيُّ يَترُكنَ
الفَتى مَلِكاً ... دُونَ السّمَاءِ وَلم تَرْفَعْ لَه رَاسَا
450
مَا الحاكمُونَ بلا سَمْعٍ
وَلا بَصَرٍ ... وَلا لِسَانٍ فَصيحٍ يُعْجِبُ النّاسَا
451
تِلكَ المَوَازِينُ
وَالرّحْمَانُ أنْزَلَها ... رَبُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقْياسَا
452
لِمَنْ طَلَلٌ دَاثِرٌ
آيُهُ ... تَقادَمَ في سَالِفِ الأحْرُسِ (1)
453
فَإمّا تَرَيْنيَ بي عُرّةٌ
... كَأني نَكِيبٌ مِنَ النِّقْرِسِ (2)
454
وَصَيّرَني القَرْحُ في
جُبّةٍ ... تُخَالُ لَبِيساً وَلَمْ تُلْبَسِ (3)
455
تَرَى أثَرَ القَرْحِ في
جِلْدِهِ ... كَنَقشِ الخَواتِمِ في الجِرْجِسِ (4)
456
أمِنْ ذِكرِ سلمَى أنْ
نأتْكَ تَنوصُ ... فَتَقصُرُ عنها خُطوَةً أوْ تَبوصُ (1)
457
وَكَمْ دُونَهَا من مَهمَةٍ
وَمَفَازَة ٍ ... وكم أرْضُ جَدبٍ دونها وَلصُوصُ (2)
458
تَرَاءَتْ لَنَا يَوْماً
بجَنْبِ عُنَيزَة ٍ ... وَقَد حانَ مِنها رِحلَة ٌ فَقُلُوصُ (3)
459
بِأسْوَدَ مُلْتَفٌ
الغَدَائِرِ وَارِدٍ ... وَذِي أُشُرِ تَشُوفُهُ وَتَشُوصُ (4)
460
مَنَابِتُهُ مِثْلُ
السُّدوسِ وَلَوْنُهُ ... كَشَوْكِ السيَّالِ فهوَ عذبٌ يَفيصُ (5)
461
فَهَلْ تُسْلِيَنّ الهَمَّ
عَنْكَ شِمِلّة ٌ ... مُدَاخِلَة ً صُمُّ العِظَامِ أَصُوصُ (6)
462
تَظَاهَرَ فِيهَا النِّيُّ
لا هيَ بَكْرَةٌ ... وَلا ذاتُ ضِغنٍ في الزِّمامِ قَمُوصُ (7)
463
أؤوبٌ نَعُوبٌ لا يُوَاكَلُ
نَهْزُهَا ... إذا قِيلَ سَيرُ المُدْلجِينَ نَصِيصُ (1)
464
كَأني وَرَحلي وَالقِرَابَ
وَنُمْرُقي ... إذا شُبّ للمَرْوِ الصِّغَارِ وَبِيصُ (2)
465
عَلى نِقْنِقٍ هَيْقٍ لَهُ
وَلِعِرْسِهِ ... بمُنعَرَجِ الوَعساءِ بَيضٌ رَصِيصُ (3)
466
إذا رَاحَ لِلأُدْحيّ
أوْباً يَفُنُّهَا ... تُحَاذِرُ منْ إدْرَاكِهِ وَتَحيصُ (4)
467
أذَلِكَ أمْ جَوْنٌ
يُطَارِدُ آتُناً ... حَمَلنَ فأرْبى حَملِهِنّ دُرُوصُ (5)
468
طوَاهُ اضْطِمارُ الشَّدّ
فالبَطنُ شازِبٌ ... معَالىً إلى المَتْنَينِ فَهْوَ خَميصُ (6)
469
كَأنّ سَرَاتَهُ وَجُدّةَ
ظَهْرِهِ ... كَنَائِنُ يَجرِي بَيْنَهُنَّ دَليصُ (7)
470
بحاجِبِهِ كَدْحٌ من
الضَّرْبِ جالِبٌ ... وَحَارِكُهُ منَ الكِدَامِ حَصِيصُ (8)
471
وَيأكُلنَ من قَوِّ
لُعَاعاً وَرِبّةً ... تَجَبّرَ بَعدَ الأكلِ فَهْوَ نَميصُ (9)
472
تُطِيرُ عِفَاءً مِنْ
نَسِيلٍ كَأنّهُ ... سُدُوسٌ أطَارَتهُ الرّيَاحُ وَخُوصُ (10)
473
تَصَيّفَهَا حَتى إذا لمْ
يَسُغْ لهَا ... حَليُّ بأعْلى حَائِلٍ وَقَصيصُ (1)
474
تَغَالَبنَ فيهِ الجَزْءَ
لَوْلا هَوَاجرٌ ... جَنَادِبُهَا صَرْعَى لهُنّ نَصِيصُ (2)
475
أرَنَّ عَلَيْهَا قارِباً،
وَانْتَحَتْ لهُ ... طُوالَة ُ أرْساغِ اليَدَيْنِ نَحوصُ (3)
476
فَأوْرَدَها، مِنْ آخرِ
الليلِ، مَشرَباً، ... بَلاثِقَ خُضْراً ماؤهُنَّ قَلِيصُ (4)
477
فَيَشْرَبْن أنفاساً،
وَهُنَّ خَوَائِفٌ، ... وَتَرْعَدُ مِنْهُنَّ الكُلى والفَريصُ (5)
478
فأصْدَرَها تَعْلو
النِّجادَ، عَشِيَّة ً، ... أقَبُّ، كَمِقْلاءِ الوليدِ، شَخِيصُ (6)
479
فجَحشُ، على أدْبارِهِنَّ،
مُخَلَّفٌ؛ ... وَجَحْشٌ، لَدى مَكَرِّهِنَّ، وَقيصُ (7)
480
وَأصْدَرَها بادي
النّواجِذِ، قارِحٌ، ... أقَبٌ، كَعَقْدِ الأنْدَرِيِّ، مَحيصُ (8)
481
أعِنّي عَلَى بَرْقٍ أراهُ
وَمِيضِ ... يُضيءُ حَبِيّاً في شَمارِيخَ بِيضِ (1)
482
وَيَهْدَأُ تَارَاتٍ
سَنَاهُ وَتَارَة ً ... يَنُوءُ كَتَعتَابِ الكَسيرِ المَهيضِ (2)
483
وَتَخْرُجُ مِنْهُ
لامِعَاتٌ كَأنّهَا ... أكُفٌّ تَلَقّى الفَوْزَ عند المُفيضِ (3)
484
قَعَدْتُ لَهُ وَصُحُبَتي
بَينَ ضَارجٍ ... وَبَينَ تِلاعِ يَثْلَثَ فالعَرِيضِ (4)
485
أصَابَ قَطَاتَينِ فَسالَ
لِوَاهُمَا ... فَوَادِي البَدِيِّ فانتَحَى للأرِيضِ (5)
486
بِلادٌ عَرِيضَة ٌ وأرْضٌ
أرِيضَة ٌ ... مَدَافِعُ غَيْثٍ في فضاءٍ عَرِيضِ (6)
487
فأضْحَى يَسُحُّ المَاءَ من
كلّ فِيقةٍ ... يحُوزُ الضِّبَابَ في صفَاصِفَ بِيضِ (7)
488
فأُسْقي بهِ أُخْتي
ضَعِيفَة َ إذْ نَأتْ ... وَإذْ بَعُدَ المَزَارُ غَيرَ القَرِيضِ (1)
489
وَمَرْقَبَة ٍ كالزُّجّ
أشرَفْتُ فَوْقَهَا ... أُقلّبُ طَرْفي في فَضَاءِ عَرِيضِ (2)
490
فظَلْتُ وَظَلّ الجَوْنُ
عندي بلِبدِهِ ... كأني أُعَدّي عَنْ جَناحٍ مَهِيضِ (3)
491
فَلَمّا أجَنّ الشّمسَ عني
غؤورُهَا ... نَزَلْتُ إلَيْهِ قَائِماً بالحَضِيضِ (4)
492
يُبَارِي شَبَاةَ الرُّمحِ
خَدٌّ مُذَلَّقٌ ... كصَفحِ السِّنانِ الصُّلَّبيِّ النَّحِيضِ (5)
493
أُخَفّضُهُ بالنَّقْرِ لمّا
عَلَوْتُهُ ... وَيَرْفَعُ طَرْفَاً غَيرَ جافٍ غَضِيضِ (6)
494
وَقد أغتَدِي وَالطيّرُ في
وُكُنَاتِهَا ... بمُنْجَرِدٍ عَبْلِ اليَدَينِ قَبِيضِ (7)
495
لَهُ قُصْرَيَا غَيرٍ وَسَاقَا
نَعَامَة ٍ ... كَفَحلِ الهِجانِ يَنتَحي للعَضِيضِ (8)
496
يَجُمُّ على السّاقَينِ
بَعدَ كَلالِهِ ... جُمومَ عُيونِ الحِسْيِ بَعدَ المَخيضِ (9)
497
ذَعَرْتُ بها سِرْباً
نَقِيّاً جُلُودُهُ ... كمَا ذَعَرَ السِّرْحانُ جنبَ الرَّبِيضِ (10)
498
وَوَالَى ثَلاثاً واثْنَتَينِ
وَأرْبَعاً ... وَغَادَرَ أُخرَى في قَناةِ الرَّفِيضِ (11)
499
فآبَ إيَاباً غَيرَ نَكْدٍ
مُوَاكِلٍ ... وَأخْلَفَ مَاءً بَعدَ مَاءٍ فَضِيضِ (1)
500
وَسِنٌّ كَسُنَّيْقٍ
سَنَاءً وَسُنَّماً ... ذَعَرْتُ بمِدْلاجِ الهَجيرِ نَهُوضِ (2)
501
أَرَى المرءَ ذا الاذوَادِ
يُصبْحُ مُحْرِضاً ... إحرَاضِ بَكْرٍ في الدّيارِ مَرِيضِ (3)
502
كأنّ الفَتى لم يَغْنَ في
النّاِس ساعَةً ... إذا اختَلَفَ اللَّحيانِ عند الجَرِيضِ (4)
503
جَزِعتُ ولم أجزَعْ مِنَ
البَينِ مَجْزَعا ... وَعزَّيْتُ قلْباً بِالكَوَاعِبِ مُولَعا (1)
504
وَأصْبَحْتُ وَدَّعْتُ
الصِّبا غَيْرَ أنّني ... أُراقِبً خَلَّاتٍ، مِنَ العَيْشِ، أرْبَعا (2)
505
فَمِنْهُنَّ: قَوْلي
للنَّدَامى تَرَفَّقُوا، ... يُداجُونَ نَشّاجاً مِنَ الخَمرِ مُتْرَعا (3)
506
وَمنهُنَّ: رَكْضُ الخَيْلِ
تَرْجُمُ بِالقَنا ... يُبادُرْنَ سِرْباً آمِناً أنْ يُفَزَّعا (4)
507
وَمنْهُنَّ: نَصُّ العِيسِ
واللّيلُ شامِلٌ ... تَيَممَّ مجْهُولاً مِنَ الأرْضِ بَلْقَعا (5)
508
خَوَارِجُ مِنْ بَرِّيّة ٍ
نَحْوَ قَرْيَةٍ، ... يُجَدِّدْنَ وَصْلاً، أوْ يُقَرِّبنَ مَطمَعا
509
وَمِنْهُنَّ: سوْقي
الخَوْدَ قَد بَلّها النَّدى ... تُرَاقِبُ مَنْظُومَ التَّمائِمِ، مُرْضَعا (6)
510
تَعِزُّ عَلَيْها رِيْبَتي
وَيَسوءُها ... بُكاهُ، فَتَثْني الجِيدِ أنْ يَتَضَرَّعا (7)
511
بَعَثْتُ إلَيْها،
وَالنُّجُومُ طَوَالعٌ، ... حِذَاراً عَلَيْهَا أنْ تَقُومَ، فَتُسْمعَا
512
فَجاءتْ قَطُوفَ المشي
هَيّابةَ السُّرَى ... يُدَافِعُ رُكْناها كوَاعِبَ أرْبَعا (1)
513
يُزَجِّينَها مَشْيَ
النَّزِيفِ وَقدْ جَرَى ... صُبابُ الكَرَى في مُخِّها فَتَقَطَّعا (2)
514
تَقُولُ وَقَدْ جَرَّدْتُها
مِنْ ثِيابِها ... كَما رُعتَ مَكحولَ المَدامِعِ أتْلعا (3)
515
وَجَدَّكَ لَوْ شيْءٌ أتانا
رَسُولُهُ، ... سِوَاكَ، وَلَكِنْ لم نَجِدْ لَكَ مَدْفَعا
516
فَبِتْنا تَصُدّ الوَحْشُ
عَنّا كَأنّنا ... قَتِيلانِ لم يَعْلَمْ لَنا النّاسُ مَصْرَعا
517
تَجَافَى عَنِ المَأْثُورِ
بَيْني وَبَيْنَها، ... وَتُدْني عَلَيَّ السّابِرِيَّ المُضَلَّعا (4)
518
إذا أخَذَتْها هِزّة ُ
الرَّوْعِ أمْسَكَتْ ... بِمَنْكِبِ مِقْدَامٍ على الهَوْلِ أرْوَعا (5)
519
لَعَمري لَقَدْ بَانَتْ
بحَاجَةِ ذِي الهَوَى ... سُعَادٌ ورَاعَتْ بِالفِرَاقِ مُرَوَّعَا
520
وَقدْ عَمَرَ الرَّوْضَاتِ
حَوْلَ مُخَطَّطٍ ... إلى اللُّخِّ مَرْأى مِنْ سُعَادَ ومَسْمَعَا (6)
521
مَتَى تضرَ دَاراً مِنْ
سُعَادَ تَقِفْ بِهَا ... وتَستَجرِ عَيْناكَ الدُّمُوعَ فَتَدْمَعَا (7)
522
ثَوَى عِندَ الوَدِيّةِ
جَوْفَ بُصْرَى ... أبُو الأيْتَامِ وَالكَلِّ العِجَافِ (1)
523
فَمَنْ يَحْمي المُضافَ إذا
دَعَاهُ ... ويَحمِلُ خُطّةَ الأنَسِ الضِّعَافِ (2)
524
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا
الرَّبْعُ وَانْطِقِ ... وَحدِّثْ حديثَ الركبِ إن شئتَ وَاصْدقِ (1)
525
وَحدِّثْ بأنْ زَالَتْ
بلَيْلٍ حُمولُهمْ ... كنَخلٍ من الأعرَاض غيرِ مُنَبِّقِ (2)
526
جَعَلنَ حَوَايَا
وَاقْتَعَدنَ قَعَائِداً ... وَحَفّفنَ من حَوْكِ العِرَاقِ المنمَّقِ (3)
527
وَفَوْقَ الحَوَايَا
غِزْلَة ٌ وَجَآذِرٌ ... تضَمّخنَ من مِسكٍ ذكيّ وَزَنبَقِ (4)
528
فأتْبعتُهُمْ طَرْفي وَقد
حالَ دُونُهُمْ ... غوَارِبُ رَملٍ ذي آلاءٍ وَشِبرِقِ (5)
529
عَلى إثْر حَيٍّ عَامِدِينَ
لِنِيّةٍ ... فحَلّوا العَقِيقَ أوْ ثَنِيّةَ مُطرِقِ (6)
530
فعَزّيتُ نَفسي حِينَ
بَانُوَا بجَسْرَة ٍ ... أَمونٍ كبُنيَانِ اليَهودِيّ خَيفَقِ (7)
531
إذا زُجِرَتْ ألفَيْتُهَا
مُشْمَعِلّة ً ... تُنيفُ بعَذقٍ من غِرَاسِ ابن مُعنِقِ (1)
532
تَرُوحُ إذا رَاحَتْ
رَوَاحَ جَهَامَةٍ ... بإثْرِ جَهَامٍ رَائِحٍ مُتَفَرِّقِ (2)
533
كَأنّ بهَا هِرّاً جَنِيباً
تَجُرُّهُ ... بُكلّ طَرِيقٍ صَادَفَتْهُ وَمَأزِقِ (3)
534
كَأني وَرَحْلي وَالقِرَابَ
وَنُمْرُقي ... عَلى يَرْفَئيَّ ذي زَوَائِدَ نِقْنِقِ (4)
535
تَرَوّحَ من أرْضٍ لأرْضٍ
نَطِيّة ٍ ... لذِكرَة ِ قَيضٍ حوْلَ بَيضٍ مُفلَّقِ (5)
536
يَجُولُ بِآفاقِ البِلادِ
مُغَرِّباً ... وَتُسحِقُهُ رِيحُ الصَّبا كلَّ مُسحَقِ (6)
537
وَبَيتٍ يَفُوحِ المِسْكُ
في حَجَرَاتِهِ ... بَعيدٍ مِنَ الآفَاتِ غَيرش مُرَوَّقِ (7)
538
دَخَلتُ على بَيضَاءَ جُمٍّ
عِظَامُهَا ... تعفّي بذَيلِ الدِّرْعِ إذا جئتُ مَوْدِقي (8)
539
وَقَد رَكَدَتْ وَسْطَ
السماءِ نجومُهَا ... رُكودَ نَوَادي الرَّبربِ المُتَوَرِّقِ (9)
540
وَقد أغتدي قبلَ العُطاسِ
بِهَيْكَلٍ ... شديدِ مَشَكّ الجنبِ فعَمِ المُنَطِّقِ (10)
541
بَعَثْنَا رَبِيئاً قَبلَ
ذَلكَ مُخْمِلاً ... كذِئبِ الغَضَا يمشي الضَّراءَ وَيتّقي (11)
542
فَظَلَّ كمِثلِ الخشْفِ
يَرْفَعُ رَأسَهُ ... وَسَائِرُهُ مِثلُ التُّرَابِ المُدَقِّقِ (1)
543
وَجَاءَ خَفِيّاً يَسْفِنُ
الأرْضَ بطنُه ... ترَى التُّرْبَ منهُ لاصِقاً كلَّ مَلصَقِ (2)
544
فَقَالَ: ألَا هَذَا
صُوَارٌ وَعَانَة ٌ ... وَخَيطُ نَعَامٍ يَرْتَعي مُتَفَرِّقِ (3)
545
فَقُمْنَا بأشلاءِ
اللِّجَام وَلم نَقُدْ ... إلى غُصْنِ بَانٍ نَاصِرٍ لم يُحرَّقِ (4)
546
نُزَاوِلُهُ حَتى حَمَلْنَا
غُلامَنَا ... عَلى ظَهْرِ سَاطٍ كالصَّليفِ المُعَرَّقِ (5)
547
كَأنّ غُلامي إذْ عَلا
حَالَ مَتْنِهِ ... عَلى ظَهْرِ بَازٍ في السّماءِ مُحَلِّقِ (6)
548
رَأى أرْنَباً فانقَضّ
يَهْوِي أمَامَهُ ... إلَيْهَا وَجَلاّهَا بِطَرْفٍ مُلَقلَقِ (7)
549
فقُلتُ لَهُ: صَوِّبْ وَلا
تَجْهَدَنّهُ ... فَيُذرِكَ من أعْلى القَطاةِ ِ فتزَلَقِ (8)
550
وَأدبَرْنَ كالجَزْعِ
المُفَصَّلِ بَيْنَهُ ... بجِيدِ الغُلام ذِي القميصِ المُطوَّقِ (9)
551
وَأدرَكَهُنّ ثَانِياً مِنْ
عِنَانِهِ ... كَغَيثِ العَشيّ الأقهَبِ المُتَوَدِّقِ (10)
552
فَصَادَ لَنا عَيراً
وَثَوْراً وَخَاضِباً ... عِدَاءً وَلمْ يَنضَحْ بماءٍ فيعرَقِ (11)
553
وَظَلّ غُلامي يُضْجِعُ
الرُّمحَ حَوْله ... لِكُلّ مَهَاة ٍ أوْ لأحْقَبَ سَهْوَقِ (1)
554
وَقَامَ طُوَالَ الشَّخصِ
إذْ يخضِبُونَهُ ... قِيَامَ العَزِيزِ الفَارِسيِّ المُنَطَّقِ (2)
555
فَقُلنَا: ألا قَد كانَ
صَيْدٌ لِقَانِصٍ، ... فخَبّوا عَلَينا كُلَّ ثَوْبٍ مُزَوَّقِ (3)
556
وَظَلّ صِحَابي يَشْتَوُون
بنَعْمَة ٍ ... يَصُفّونَ غاراً باللَّكيكِ المُوَشَّقِ (4)
557
ورُحْنَا كَأنّا من جُؤَاثي
عَشِيّةً ... نُعَالي النِّعَاجَ بَينَ عِدلٍ وَمُشنَقِ (5)
558
ورُحنَا بِكَابنِ المَاءِ
يُجنَبُ وَسطَنا ... تُصَوَّبُ فيهِ العَينُ طَوْراً وَتَرْتَقيْ (6)
559
وَأصْبَحَ زُهْلُولاً
يُزِلُّ غُلامَنَا ... كَقِدحِ النَّضيّ باليَدَينِ المُفَوَّقِ (7)
560
كَأنّ دِمَاءَ الهَادِيَاتِ
بِنَحْرهِ ... عُصَارَة ُ حِنّاءٍ بِشَيْبٍ مُفَرَّقِ (8)
561
فَلَا تُسْلِمنِّي يا
رَبِيعُ لِهَذِهِ، ... وكُنتُ أُرَاني قَبْلَهَا بِكَ واثِقَا (1)
562
مُخَالِفَةٌ نَوَى أَسِيرٍ
بِقَرْيةٍ، ... قُرَى عَرَبِيَّاتٍ يَشِمْنَ البَوارِقا (2)
563
فإمَّا تَرَيْني اليَوْمَ
في رأسِ شَاهِقٍ، ... فَقَدْ أغْتَدِي أقُودُ أجْرَدَ تائِقَا (3)
564
وقَدْ أذعَرُ الوَحْشَ
الرِّتاعَ بِغِرَّةٍ، ... وقَد أجْتَلي بِيضَ الخُدُورِ الرَّوائِقَا (4)
565
نَوَاعِمَ تجلُو عَنْ
مُنُونٍ نَقِيَّةٍ ... عَبيراً ورَيْطاً جَاسِداً أو شَقَائِقَا (5)
566
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا
الطّلَلُ البَالي ... وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي (1)
567
وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ
مُخَلَّدٌ ... قَلِيلُ الهُمومِ ما يَبيتُ بأوْجَالِ (2)
568
وَهَل يَعِمَنْ مَن كان
أحدثُ عَهدِه ... ثَلاثِينَ شهراً في ثَلاثَة ِ أحوَالِ (3)
569
دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ
بذِي خَالِ ... ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطّالِ (4)
570
وَتحسِبُ سَلمَى لا تَزَالُ
تَرى طَلاً ... من الوَحشِ أوْ بَيضاً بمَيثاءِ مِحْلالِ (5)
571
وتحسِبُ سَلمَى لا تزالُ
كَعَهْدِنَا ... بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسّ أوْعالِ (6)
572
لَيَاليَ سَلَمى إذْ
تُرِيكَ مُنْصَّباً ... وَجِيداً كَجِيدِ الرِّئمِ ليسَ بمِعطالِ (7)
573
ألا زَعَمَتْ بَسْبَاسَة ُ
اليوْمَ أنّني ... كَبِرْتُ وَأنْ لا يُحسِنُ اللهوَ أمثالي (1)
574
كذَبتِ لقد أُصْبي على
المَرْءِ عِرْسَهُ ... وَأمْنَعُ عِرْسي أنْ يُزَنّ بها الخَالي (2)
575
وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَد
لهَوْتُ وَلَيْلَة ٍ ... بِآنِسَةٍ كَأنّهَا خَطُّ تِمْثَالِ (3)
576
يُضيءُ الفِرَاشَ وَجْهُهَا
لِضَجِيعها ... كمِصْباحِ زَيْتٍ في قَناديلِ ذُبّالِ (4)
577
كَأنَّ على لَبّاتها جَمْرَ
مُصْطَلٍ ... أصَابَ غضاً جَزْلاً وكُفّ بأجزَالِ (5)
578
وَهَبّتْ لهُ رِيحٌ
بمُخْتَلَفِ الصُّوَا ... صَباً وَشَمالٌ في مَنَازِلِ قُفّالِ (6)
579
ومِثْلِكِ بَيضاءِ
العوارِضِ طَفْلة ٍ ... لعوبٍ تُنَسِّيني، إذا قُمتُ، سِربالي (7)
580
إذَا مَا الضّجِيعُ
ابْتَزّهَا من ثِيابَها ... تَمِيلُ عَلَيهِ هُونَة ً غَيرَ مِجْبالِ (8)
581
كحِقْفِ النَّقَا يَمشِي
الوَليدَانِ فوْقَه ... بما احتَسَبا من لِينِ مَسٍّ وَتَسهالِ (9)
582
لَطِيفَة ُ طَيّ الكَشْح
غيرُ مُفَاضَة ٍ ... إذَا انْفَتَلَتْ مُرْتجّة ً غَيرَ مِثقالِ (10)
583
تَنَوّرْتُهَا مِنْ
أذْرُعَاتَ وَأهْلُهَا ... بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ (11)
584
نَظَرْتُ إلَيْهَا
وَالنّجُومُ كَأنّهَا ... مَصَابِيحُ رُهْبَانٍ تُشَبُّ لِفُقّالِ
585
سَمَوْتُ إلَيها بَعدَما
نَامَ أهْلُهَا ... سُمُوَّ حَبَابِ المَاءِ حَالاً على حَالِ
586
فَقَالَتْ: سَبَاكَ اللهُ،
إنّكَ فَاضِحِي، ... ألَسْتَ تَرى السُّمّارَ وَالنّاسَ أحوالي
587
فَقُلْتُ: يَمِينُ اللهِ
أبْرَحُ قَاعِداً، ... وَلَوْ قطّعوا رأسِي لدَيكِ وأوْصَالي
588
حَلَفْتُ لها بِاللهِ
حِلْفَةَ فَاجِرٍ ... لَناموا فما إنْ من حديثٍ وَلا صَالِ (1)
589
فَلَمّا تَنَازَعَنا
الحَديثَ وَأسْمَحَتْ ... هَصَرْتُ بغُصْنٍ ذي شَمارِيخَ ميّالِ (2)
590
وَصِرْنا إلى الحُسنى
وَرَقّ كَلامُنَا ... وَرُضْتُ فذلّتُ صَعبَةً أيَّ إذْلالِ (3)
591
فَأصْبَحتُ مَعشوقاً
وَأصْبَحَ بَعلُهَا ... عَلَيهِ القَتَامُ سَيّئَ الظنّ وَالبالِ (4)
592
يَغِطُّ غَطِيطَ البَكرِ
شُدّ خِنَاقُهُ ... لِيَقْتُلَني وَالمَرْءُ لَيسَ بقَتّالِ (5)
593
أيَقْتُلُني وَالمَشْرَفيُّ
مُضَاجِعِي ... وَمَسْنُونَةٌ زُرْقٌ كأنْيابِ أغوَالِ (6)
594
وَلَيسَ بذِي رُمحٍ
فيَطعَنني بِهِ ... وَلَيسَ بذِي سَيْفٍ وَليسَ بنَبّالِ
595
أيَقْتُلُني أنِّي شَغَفْتُ
فُؤادَهَا ... كما شَغَفَ المَهنوءةَ الرّجُلُ الطّالي (7)
596
وَقد عَلِمَتْ سَلمى وَإنْ
كانَ بَعلَها ... بأنّ الفَتى يَهْذِي وَلَيسَ بفَعّال
597
وَمَاذا عَلَيْهِ أن
ذَكَرْتُ أوَانِساً ... كغِزْلانِ رَمْلٍ في مَحارِيبِ أقْيَالِ (1)
598
وَبَيْتِ عَذَارَى يَوْمَ
دَجْنٍ وَلَجْتُهُ ... يَطُفْنَ بِحَبّاءِ المَرَافِقِ مِكْسالِ (2)
599
سِبَاطِ البَنَانِ
وَالعَرَانِينِ وَالقَنَا ... لِطَافِ الخُصُورِ في تَمَامٍ وَإكمَالِ (3)
600
نَوَاعِمَ يُتبِعنَ الهَوَى
سُبُلَ الرَّدى ... يَقُلنَ لأهلِ الحِلمِ ضَلٌّ بتَضْلالِ (4)
601
صرَفتُ الهَوى عنهنّ من
خَشيةِ الرَّدى ... وَلَستُ بمَقْليّ الخِلالِ وَلا قَالِ (5)
602
كَأنيَ لَمْ أرْكَبْ
جَوَاداً لِلَذّةِ ... ولَم ْأتَبَطّنْ كاعِباً ذاتَ خَلخالِ (6)
603
وَلمْ أسْبَإ الزِّقَّ
الرَّوِيَّ وَلمْ أقُلْ ... لخَيْليَ: كُرّي كَرّةً بَعْدَ إجْفَالِ (7)
604
وَلمْ أشْهَدِ الخَيلَ
المُغيَرةَ بالضُّحى ... على هَيكَلٍ عَبْلِ الجُزَارَةِ جوّالِ (8)
605
سليمِ الشظى عبلِ الشَّوَى
شَنِجِ النَّسا ... لَهُ حَجَباتٌ مُشرِفاتٌ على الفَاليْ (9)
606
وَصُمِّ صِلابٌ مَا يَقِينَ
مِنَ الوَجَى ... كأنّ مكانَ الرِّدْفِ مِنهُ على رَالِ (10)
607
وَقَدْ أغْتَدِي وَالطّيرُ
في وُكُنَاتِهَا ... لِغَيْثٍ مِنَ الوَسْميّ رَائِدُهُ خَالِ (11)
608
تَحَامَاهُ أطرَافُ
الرّمَاحِ تَحَامِياً ... وَجَادَ عَلَيْهِ كلُّ أسحَمَ هَطّالِ (1)
609
بعَجْلَزَةٍ قد أتْرَزَ
الجَرْيُ لَحْمَهَا ... كُمَيتٍ كَأنّهَا هَرَاوَةُ مِنْوَالِ (2)
610
ذَعَرْتُ بهَا سِرْباً
نَقِيّاً جُلُودُهُ ... وَأكرُعُهُ وَشْيُ البُرُودِ من الخَالِ (3)
611
كأنّ الصُّوَارَ إذْ
تجَهّدَ عَدْوُهُ ... على جَمَزَى خَيلٌ تَجولُ بأجْلالِ (4)
612
فَجَالَ الصُّوَارَ
وَاتّقَينَ بِقَرْهَبٍ ... طوِيلِ القَرَا والرَّوْق أخنسَ ذيّالِ (5)
613
فَعَادَى عِدَاءً بَينَ
ثَوْرٍ وَنَعْجَةٍ ... وَكانَ عِدَاءُ الوَحشِ مني على بالِ (6)
614
كأني بِفَتْخَاءِ
الجَنَاحَينِ لَقْوَةٍ ... صَيُودٍ من العِقبانِ طأطأتُ شِملالي (7)
615
تَخَطَّفُ خِزّانَ
الشَّرَبّةِ بِالضُّحَى ... وَقد حَجَرَتْ مِنها ثَعالِبُ أوْرَالِ (8)
616
كَأنّ قُلُوبَ الطّيرِ
رَطْباً وَيَابِساً ... لدي وكْرِها العُنّابُ وَالحَشَفُ البالي (9)
617
فَلَوْ أنّ ما أسعَى لأدْنى
مَعِيشَةٍ ... كَفاني، وَلمْ أطْلُبْ، قَلِيلٌ مِنَ المَالِ
618
وَلَكِنّمَا أسْعَى
لِمَجْدٍ مُؤثَّلٍ ... وَقد يُدرِكُ المَجدَ المُؤثّلَ أمثَالي (10)
619
وَما المَرْءُ مادَامَتْ
حُشاشةُ نَفْسِهِ ... بمُدْرِكِ أطْرَافِ الخُطُوبِ وَلا آلي (1)
620
دَعْ عَنكَ نَهباً صِيحَ في
حَجَرَاتِهِ ... وَلَكِنْ حديثاً ما حديثُ الرّوَاحِلِ (2)
621
كَأنّ دِثَاراً حَلّقَتْ
بِلَبُونِهِ ... عُقابُ تَنُوفَى لا عُقَابُ القَوَاعِلِ (3)
622
تَلَعّبَ بَاعِثٌ بِذِمّة ِ
خَالِدٍ ... وَأوْدى عِصَامٌ في الخُطوبِ الأوَائِلِ
623
وَأعْجَبَني مَشْيُ
الحُزُقّة ِ خَالِدٍ ... كمَشْيِ أتَانٍ حُلِّئَتْ بِالمَنَاهِلِ (4)
624
أبَتْ أجَأٌ أنْ تُسلِمَ
العامَ جارَهَا ... فمنْ شاءَ فَليَنهَضْ لها من مُقاتِلِ (5)
625
تَبِيتٌ لَبُوني
بِالقُرَيّة ِ أُمّناً ... وَأسْرَحُهَا غِبّاً بِأكْنَافِ حائِلِ (6)
626
بَنُو ثُعَلٍ جِيرَانُهَا
وَحُمَاتُهَا ... وَتُمْنَعُ مِنْ رُمَاة ِ سَعْدٍ وَنَائِلِ
627
تُلاعِبُ أوْلادَ الوُعُولِ
رِبَاعُهَا ... دُوَينَ السماءِ في رُؤوسِ المَجادِلِ
628
مَكَلَّلَة ً حَمْرَاءَ
ذَاتَ أسِرّةٍ ... لهَا حُبُكٌ كَأنّهَا مِنْ وَصَائِلِ (7)
629
يَا دَارَ مَاوِيّة َ
بِالحَائِلِ ... فَالسَّهْبِ فَالخَبْتَينِ من عاقِل (1)
630
صَمَّ صَدَاهَا وَعَفَا
رَسْمُهَا ... وَاستَعجمتْ عن مَنطِقِ السّائِلِ
631
قُولا لِدُودَانَ عَبِيدِ
العَصَا ... مَا غَرّكُمْ بِالأسَدِ البَاسِلِ (2)
632
قَدْ قَرّتِ العَيْنَانِ
مِنْ مَالِكٍ ... وَمِنْ بَني عَمروٍ وَمِنْ كاهِلِ
633
وَمِن بَني غُنمِ بنِ
دُودَانَ إذْ ... نَقْذِفُ أعْلاهُم على السّافِلِ
634
نَطْعَنُهُمْ سُلْكَى
وَمخلوجَةً ... كَرَّكَ لأمَينِ عَلى نَابِلِ (3)
635
إذْ هُنّ أقسَاطٌ كَرِجْلِ
الدَّبى ... أوْ كَقَطَا كَاظِمَةَ النّاهِلِ (4)
636
حَتى تَرَكْنَاهُمْ لَدَى
مَعْرَكٍ ... أرْجُلُهْمْ كالخَشَبِ الشّائِلِ (5)
637
حَلّتْ ليَ الخَمرُ وَكُنتُ
أمْرَأً ... عَنْ شُرْبهَا في شُغُلٍ شَاغِلِ
638
فَاليَوْمَ أُسْقَى غَيرَ
مُسْتَحْقِبٍ ... إثْماً مِنَ اللهِ وَلا وَاغِلِ (6)
639
يا لَهْفَ هِنْدٍ إذ
خَطِئنَ كاهِلاً ... القاتِلِينَ المَلِكَ الحُلاحِلا (1)
640
خَيرَ مَعَدٍّ حَسَباً
وَنَائِلا ... وخَيرَهُمْ قَدْ عَلِمُوا شمائِلا
641
نَحْنُ جَلَبْنَا القُرَّحَ
القَوَافِلا ... تَالله لا يَذهَبُ شَيخي بَاطِلا
642
يَحْمِلْنَنَا وَالأسَلَ
النَّوَاهِلا ... وَحَيَّ صَعْبٍ وَالوَشِيجَ الذّابِلا (2)
643
مُسْتَثْفِرَاتٍ بالحَصَى
جَوَافلا ... يَسْتَشْرِفُ الأوَاخِرُ الأوَائِلا (3)
644
حيِّ الحُمولَ بِجانِبِ
العَزْلِ ... إذْ لا يُلائِمُ شَكْلُها شَكْلِي (4)
645
ماذا يَشُقّ عَلَيكَ مِنْ
ظُغُنٍ ... إلَّا صِباكَ، وَقِلّة ُ العَقْلِ (5)
646
مَنّيْتِنا بِغَدٍ،
وَبَعْدَ غَدٍ ... حَتّى بَخِلْتِ، كَأسْوَإ البُخْلِ
647
يا رُبَّ غانِيَة ٍ صَرَمْتُ
حِبالَها ... وَمَشَيْتُ مُتّئِداً عَلى رِسْلِي (1)
648
لا أسْتَقِيدُ، لِمَنْ دَعا
لِصِباً ... قَسْراً، وَلا أُصْطادُ بِالخَتْلِ (2)
649
وَتَنُوفَة، ٍ جَرْداءَ،
مُهْلِكَةٍ ... جاوَرْتُها بِنَجائِبٍ فُتْلِ (3)
650
فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ
الجَبُوبَ بِها ... وَأبِيتُ مُرْتَفِقاً عَلى رَحْلِ (4)
651
مُتَوَسِّداً عَضْباً،
مَضَارِبُهُ ... في مَتْنِهِ، كَمَدَبّةِ ِ النّمْلِ (5)
652
يُدْعى صَقِيلاً، وَهْوَ
لَيْسَ لَهُ ... عهدٌ بِتَمْويهٍ، وَلا صَقْلِ (6)
653
عَفَتِ الدِّيارُ، فَما
بِها أهْلي ... وَلَوَتْ شَمُوسُ بَشاشَة َ البَذْلِ (7)
654
نَظَرَتْ إلَيْكَ بَعَيْنِ
جازِئَة ٍ، ... حَوْرَاءَ، حانِيَة ٍ على طِفْلِ (8)
655
فَلَها مُقلَّدُها
وَمُقْلَتُها ... وَلَها عَلَيْهِ سَرَواَة ُ الفَضْلِ (9)
656
أقْبَلْتُ مُقْتَصِداً،
وَرَاجَعَني ... حِلْمي، وَسُدِّدَ، لِلتُّقَى، فِعْلي (10)
657
وَاللهُ أنْجَحُ ما
طَلَبْتُ بِهِ، ... والبِرُّ خَيْرُ حَقِيبَةِ الرَّحْلِ (1)
658
وَمِنَ الطّرِيقَةِ جائِرٌ،
وَهُدًى ... قَصْدُ السّبِيلِ، وَمِنْهُ ذُو دَخْلِ (2)
659
إنِّي لأصْرِمُ مَنْ
يُصارِمُني ... وَأُجِدُّ وَصْلَ مَنِ ابْتَغَى وَصْلي (3)
660
وَأخِي إخاءٍ، ذِي
مُحافَظَة ٍ، ... سَهْلِ الخَلِيقَة، ِ ماجِدِ الأصْلِ (4)
661
حُلْوٍ، إذا ما جِئْتُ،
قالَ: ألا ... في الرُّحْبِ أنْتَ، وَمَنْزِلِ السّهْلِ
662
نازَعْتُهُ كَأسَ
الصَّبُوحِ، وَلَمْ ... أجْهَلْ مجَدَّةَ عِذْرَةِ الرَّجُلِ (5)
663
إنِّي بِحَبْلِكَ وَاصِلٌ
حَبْلي، ... وَبِرِيش نَبْلِكَ رَائِشٌ نَبْلي
664
ما لَمْ أجِدْكَ على هُدَى
أثَرٍ ... يَقْرُو مَقَصَّكَ قائِفٌ، قَبْلي (6)
665
وَشَمائِلي ما قَدْ
عَلِمْتَ، وَما ... نَبَحَتْ كِلابُكَ طارِقاً مِثْلي (7)
666
واثُعَلاً! وَأينَ مِني
بَنُو ثُعَلْ؛ ... ألا حَبّذاً قَوْمٌ يَحُلّون بِالجَبَلْ
667
نزَلتُ على عَمرِو بنِ
دَرْمَاءَ بُبْطَةً ... فيا كَرْمَ ما جارٍ ويَا حُسنَ ما فَعَلْ (8)
668
تَظَلّ لَبُوني بَينَ جَوٍّ
وَمِسْطَحٍ ... تُرَاعي الفَراخَ الدارِجاتِ من الحَجَلْ (1)
669
وَمَا زَالَ عَنْهَا
مَعْشَرٌ بِقِسِيّهِمْ ... يَذُودُونَهَا حَتى أقُولَ لهم بَجَلْ (2)
670
فَأبْلِغْ مَعَدّاً
وَالعِبَادَ وَطَيّئاً ... وَكِنْدَةَ أني شَاكِرٌ لِبِني ثُعَلْ
671
أحْلَلْتُ رَحْلي في بَني
ثُعَلٍ ... إنّ الكَرِيمَ للكَرِيمِ مَحَلْ (3)
672
وَجَدْتُ خَيرَ النّاسِ
كُلّهِمِ ... جَاراً وَأوْفَاهُمْ أبَا حَنْبَلْ
673
أقْرَبُهُمْ خَيراً
وَأبْعَدُهُمْ ... شَرّاً وأسْخَاهُمْ فَلا يَبْخَلْ
674
مَنْ كان يأمُلُ عَقْرَ
داريَ مِنْ ... أهلِ الأوُدِّ بها، وذي الذَّحْلِ (4)
675
فَلْيَاتِ وَسْطَ قِبَايِهِ
خَيْلي ... وَلْيَأتِ وَسْطَ خَمِيسِهِ رَجْلي (5)
676
يا هَلْ أتَاكَ وَقدْ
يُحَدِّثُ ذُو ... الوُدّ القَدِيمِ مَسَمّةَ الدَّخْلِ (6)
677
أني لَعَمْرِي مَا
انْتَمَيْتُ فَلَمْ ... أعْدِلْ إلى بَدَلٍ وَلا مِثْلِ
678
لأخٍ رَضِيتُ بِهِ
وَشَارَكَ في ... الأنسَابِ وَالأصْهَارِ وَالفَضْلِ
679
وَلَمِثْلُ أسْبَابٍ
عَلِقْتُ بهَا ... يَمْنَعْنَ مِنْ قَلَقٍ وَمِنْ أزْلِ (1)
680
لَمّا سَمَا مِنْ بَينِ
أقْرُنَ فَالـ ... أجْبَالِ قُلْتُ: فِدَاؤهُ أهْلي
681
هَمٌّ سَيَبْلُغُهُ
التَّمَامٌ فَذَا ... ظَنِّي بِهِ سَيَنَالُ أوْ يُبْلي
682
وَأتى عضلى غَطَفَانَ،
فَاخْتَلَفُوا ... دِينٌ يَجِيءُ وَهَارِبٌ مُجْلِ (2)
683
وَيَحُشُّ تَحْتَ القِدْرِ
يُوقِدُها ... بِغَضَا الغَرِيفِ فَأجمَعَتْ تَغلي (3)
684
كَأنَّ المُدَامَ وصَوْبَ
الغَمَامِ ... وَرِيحَ الخْزَامَى وَذَوْبَ العَسَلْ
685
يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ
أنْيَابِهَا ... إذَا النَّجْمُ وَسْطَ السَّماءِ اسْتَقَلْ (4)
686
بُدّلْتُ مِنْ وَائِلٍ
وكَنْدَةَ عَد ... وَانَ وَفَهْماً، صَمّي ابنَةَ الجَبَل
687
قَوْمٌ يُحَاجُونَ
بِالبِهَامِ ... وَنِسْرَانٌ قِصَارٌ كَهَيْئَةِ الحَجَلِ (5)
688
أبْلِغْ شِهَاباً وَأبْلِغْ
عَاصِماً: ... هَلْ أتَاكَ الخبرُ مَالِ (1)
689
إنّا تَرَكْنَا مِنْكُمُ
قَتْلى وَجَرْ ... حَى وَسَبَايَا كَالسَّعَالي (2)
690
يَمْشِينَ بَينَ أرْحُلِنَا
مُعْتَرِفَا ... تٍ مَا بجُوعٍ وَهُزَالِ (3)
691
ألَمْ أُخْبِرْكَ أنّ الدّهْرَ
غُولٌ ... خَتُورُ العَهْدِ يَلْتَهِمُ الرّجَالا (4)
692
أزَالَ مِنَ المَصَانِعِ ذا
رِياشٍ ... وَقَدْ مَلَكَ السّهُولَةَ والجِبالا (5)
693
هُمَامٌ طَحْطَحَ الآفَاقَ
وَحْياً ... وَسَاقَ إلى مَشَارِقِهَا الرِّعَالا (6)
694
وَسدّ بحيثُ تَرْقى الشمسُ
سَدّاً ... لِيَأجُوجٍ وَمَأجُوجٍ الجِبَالا (7)
695
فإن تَهْلِكْ شَنُوءةُ أوْ
تَبَدَّلْ ... فسيرِي إنَّ في غَسَّانَ خَالا (8)
696
بعِزّهِمِ عَزَزْتَ فَإنْ
يَذِلّوا ... فَذُلْكُمُ أنَالَكَ مَا أنَالا
697
عَيْنَاكَ دَمْعُهُمَا
سِجَالُ ... كَأنّ شَأنَيْهِمَا أوْشالُ (1)
698
أوْ جَدوَلٌ في ظِلالِ
نَخْلٍ ... للمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ مَجَالُ (2)
699
مِنْ ذِكْرِ لَيْلى، وأينَ
لَيْلى ... وَخَيرُ مَا رُمْتُ مَا يُنَالُ
700
فَدْ أقْطَعُ الأرْضَ
وَهْيَ قَفرٌ ... وَصَاحبي بَازِلٌ شِمْلالُ (3)
701
نَاعِمَةٌ نَائِمُ
أبْجَلُهضا ... كَأنّ حَارِكَهَا أُثَالُ (4)
702
كَأنّهَا مُفْرَدٌ شَبُوبٌ
... تَلُفّهُ الرّيحُ والظَّلالُ (5)
703
كَأنّهَا عَنْزُ بَطْنِ
وَادٍ ... تَعْدُو وَقَدْ أُفْرِدَ الغَزَالُ (6)
704
عَدْواً تَرَى بَيْنَهُ
أبْوَاعاً ... تَحْفِزُهُ أكْرُعٌ عِجَالُ (7)
705
وَغَائطٍ قَدْ هَبَطْتُ
وَحْدِي ... للقَلبِ من خضوْفِهِ اجْئِلالُ (8)
706
تَقْدُمُني نَهْدَةٌ
سَبُوحٌ ... صَبَّبَهَا العُضَّ وَالحِيَالُ (1)
707
كَأنّهَا لقوةٌ طَلُوبٌ ...
كَأنّ خُرْطُومَهَا مِنْشَالُ (2)
708
قُلُوبَ خِزّانِ ذِي
قَيْرَوَانٍ ... قُوتاً كمَا يُزْرَقُ العِيَالُ (4)
709
وَغَارَةٍ ذَاتِ
قَبْرَوَانٍ ... كَأنّ أسْرَابَهَا رِعَالُ (5)
710
كَأنّهُمْ حَرْشَفٌ
مَبْثُوثٌ ... بِالجَوّ إذْ تَبْرُقُ النّعَالُ (6)
711
صَبّحْتُهَا الحَيَّ ذَا
صَبَاحٍ ... فَكَانَ أشْقَاهُمُ الرِّجَالُ
712
الحَرْبُ أوّلَ مَا تَكونُ
فُتَيّةً ... تَبْدُو بِزِينَتِهَا لِكُلّ جَهُولِ
713
حتى إذا حَمِيَتْ وَشُبّ
ضِرَامُها ... عادتْ عَجوزاً غيرَ ذاتِ خليلِ
714
شَمطاءُ جَزّتْ رَأسَها
وَتَنَكّرَتْ ... مَكْرُوهَة ً للشَّمِّ والتّقْبِيلِ (7)
715
وَمُستَلئِمٍ كَشَّفْتُ
بالرُّمحِ صَدْرَهُ ... أقَمْتُ بِعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَهُ (1)
716
فَجَعتُ بِهِ في مُلتَقَى
الحيِّ خَيْلَهُ ... تَرَكتُ عِتاقَ الطَّيرِ تَحجِلُ حَولَهُ (2)
717
لِمَنِ الدّيَارُ
غَشِيتُهَا بِسُحَامِ ... فَعَمَايَتَينِ فَهَضْبِ ذِي أقْدَامِ (1)
718
فَصَفَا الأطِيطِ
فَصَاحَتَينِ فَغَاضِرٍ ... تَمْشِي النّعَاجُ بِهَا مَعَ الآرَامِ (2)
719
دَارٌ لِهنْدٍ وَالرَّبَابِ
وَفَرْتَنى ... وَلَمِيسَ قَبْلَ حَوَادِثِ الأيّامِ (3)
720
عُوجَا عَلى الطَّلَلِ
المُحِيلِ لأنّنَا ... نَبْكي الدّيارَ كما بكى ابنُ خِذامِ (4)
721
أوَمَا تَرَى أضْغَانَهُنّ
بَوَاكِراً ... كالنّخلِ من شَوْكانَ حينَ صِرَامِ (5)
722
حُوراً تُعَلَّلُ
بِالعَبِيرِ جُلُودُهَا ... بِيضَ الوُجُوهِ نَوَاعِمَ الأجْسَامِ (6)
723
فَظَلِلْتُ في دِمَنِ
الدّيَارِ كَأنّني ... نَشْوَانُ بَاكَرَهُ صَبُوحُ مُدَامِ (7)
724
أُنُفٍ كَلَوْنِ دَمِ
الغَزَالِ مُعَتَّقٍ ... من خَمرِ عانَة َ أوْ كُرُومِ شَبَامِ (1)
725
وَكَأنّ شَارِبَهَا أصَابض
لِسَانَهُ ... مُومٌ يُخَالِطُ جِسْمَهُ بِسَقَامِ (2)
726
وَمُجِدّةٌ نَسّأتُهَا
فَتَكَمّشَتْ ... رَتْكَ النّعَامَةِ في طَرِيقٍ حَامِ (3)
727
تَخْدي عَلى العِلّاتِ
سَامٍ رَأسُهَا ... رَوْعَاءَ مَنْسِمُهَا رَثِيمٌ دَامِ (4)
728
جالَتْ لتَصرَعَني فقُلتُ
لها: اقصِري! ... إني امْرُؤٌ صَرْعي عَلَيكِ حَرَامُ (5)
729
فَجُزِيتِ خَيرَ جَزَاءِ
نَاقَةِ وَاحِدٍ ... وَرَجَعْتِ سَالِمَة َ القَرَا بِسَلامِ (6)
730
وَكَأنّمَا بَدْرٌ وَصِيلُ
كُتَيْفَة ٍ ... وَكَأنّمَا مِنْ عَاقِلٍ أرْمَامُ (7)
731
أبْلِغْ سُبَيْعاً إنْ
عَرَضْتَ رِسَالِةً ... إنّي كَهَمّكَ إنْ عَشَوْتُ أمَامي (8)
732
أقْصِرْ إلَيْكَ مِنَ
الوَعِيدِ فَإنّني ... مِمّا أُلاقي لا أشُدّ حِزَامي
733
وَأنَا المُنَبِّهُ
بَعْدَمَا قَدْ نَوَّمُوا ... وَأنَا المُعَالي صَفْحَة َ النُّوّامِ
734
وَأنَا الّذِي عَرَفَتْ
مَعَدٌّ فَضْلَهُ ... وَنُشِدتُ عن حُجرِ ابنِ أمِّ قَطَامِ (9)
735
وَأُنَازِلُ البَطَلَ
الكَرِيةَ نِزَالُهُ ... وَإذا أُنَاضِلُ لا تَطِيشُ سِهَامي
736
خالي ابنُ كَبشَةَ قد
عَلِمَت مكانَهُ ... وَأبُو يَزِيدَ وَرَهْطُهُ أعْمَامي
737
وَإذَا أذِيتُ بِبَلْدَة ٍ
وَدّعْتُهَا ... وَلا أُقِيمُ بِغَيرِ دَارِ مُقَامِ (1)
738
ألا قَبّحَ اللهُ
البَرَاجِمَ كُلَّهَا ... وجَدّعَ يَرْبُوعاً وَعَفّرَ دَارِمَا (2)
739
وَآثَرَ بِالمَلْحَاة ِ آلَ
مُجَاشِعٍ ... رقَابَ إمَاءٍ يَقْتَنينَ المَفَارِمَا (3)
740
فما قَاتَلوا رَبّهِم
وَرَبِيبِهِمْ ... وَلا آذَنُوا جَاراً فَيَظْفَرَ سَالمَا (4)
741
وَما فَعَلُوا فِعْلَ
العُوَيْرِ بجَارِهِ ... لدى بابِ هندٍ إذ تَجَرّد قائِما (5)
742
كَأني إذْ نَزَلْتُ عَلى
المُعَلّى ... نَزَلْتُ عَلى البَوَاذِخِ مِنْ شَمَامٍ (6)
743
فَمَا مَلِكُ العِرَاقِ
عَلى المُعَلى ... بِمُقْتَدِرٍ وَلا مَلِكُ الشّآم
744
أصَدّ نَشَاصَ ذِي
القَرْنَينِ حَتى ... تَوَلّى عَاِرضُ المَلِكِ الهُمَامِ (7)
745
أقَرَّ حَشا امرِىء القَيسِ
بنِ حُجرٍ ... بنُو تَيْمٍ مَصَابِيحُ الظّلامِ (1)
746
أتَاني وَأصْحَابي عَلى
رَأسِ صَيْلَعٍ ... حَدِيثٌ أطَارَ النّومَ عَني فَأنْعَمَا (2)
747
فَقُلْتُ لِعِجْليِّ
بَعِيدٍ مَآبُهُ: ... أبِنْ لي وبَيّن لي الحديثَ المًجمجَمَا (3)
748
فَقَالَ: أبَيْتَ اللّعْنَ،
عَمْرٌو وَكاهلٌ ... أباحَا حِمى حُجرٍ، فأصْيَحَ مُسْلَمَا
749
أنّى عَلَيّ اسْتَتَبّ
لَوْمُكُمَا ... وَلَمْ تَلُومَا حُجْراً وَلا عُصُمَا (4)
750
كَلّا يَمِينُ الإلهِ
يَجْمَعُنَا ... شَيءٌ وَأخْوَالَنَا بَني جُشَمَا (5)
751
حَتى تَزُورَ الضِّبَاعُ
مَلْحَمَةً ... كَأنّهَا مِنْ ثَمُودَ أوْ إرَمَا (6)
752
ولَمَا رَأتْ أنّ الشَّريعَةَ
همُّها ... وأن البَياضَ مِنْ فَرَائصِها دامي (1)
753
تَيَمَّمتِ العَيْنَ التي
عِنْدَ ضارجٍ ... يفيء عليْها الظِّلُّ عَرْمَضُها طامي (2)
754
أحَنْظَلَ لَوْ حَامَيْتُمُ
وصَبَرْتُمُ ... لأثْنَيتُ خَيْراً صالِحاً ولأَرْضاني (1)
755
ألا إنّ قَوْماً كُنتمُ
أمسِ دُونَهُمْ ... همْ مَنعوا جاراً لكُمْ آلَ غُدْرَانِ (2)
756
عُوَيرٌ وَمَن مثلُ
العُوَيْرِ وَرَهْطِهِ ... وَأسْعَدَ في لَيْلِ البَلابلِ صَفْوَانُ (3)
757
ثِيَابُ بَني عَوْفٍ
طَهَارَى نَقِيّة ٌ ... وَأوْجُهُهُمْ عِنْدَ المَشَاهدِ غُرّانُ (4)
758
هُمُ أبْلَغُوا الحَيَّ
المُضَلَّلَ أهلَهُمْ ... وَسَارُوا بِهمْ بَينَ العِرَاقِ وَنجرِانِ (5)
759
فَقَدْ أصْبَحُوا، وَالله
أصْفَاهُمُ بِهِ ... أبَرّ بمِيثَاقٍ وَأوْفَى بجِيرَانِ (6)
760
لِمَنْ طَلَلٌ أبْصَرتُهُ
فَشَجَاني ... كَخَطّ زَبُورٍ في عَسِيبِ يَمَانِ (1)
761
دِيَارٌ لهِنْدٍ
وَالرَّبَابِ وَفَرْتَني ... لَيَالِيَنَا بِالنَّعْفِ مِنْ بَدَلانِ (2)
762
لَيَاليَ يَدْعُوني الهَوَى
فَأُجِيبُهُ ... وَأعْيُنُ مَنْ أهْوَى إليّ رَوَاني (3)
763
فَإنْ أُمْسِ مَكْرُوبَاً
فَيَا رُبَّ قَيْنَةٍ ... مُنَعَّمَةٍ أعْمَلْتُهَا بِكِرَانِ (4)
764
لهَا مِزْهَرٌ يَعْلُو
الخَمِيسَ بِصَوْتهِ ... أجَشُّ إذَا مَا حَرّكَتْهُ اليَدَانِ (5)
765
وَإنْ أُمْسِ مَكْرُوباً
فَيَا رُبَّ بُهمةٍ ... كشَفتُ إذا ما اسْوَدّ وَجْهُ الجَبانِ (6)
766
وَانْ أُمْسِ مَكْرُوباً
فَيا رُبَّ غارَةٍ ... شَهِدْتُ عَلى أقَبَّ رَخْوِ اللَّبَانِ (7)
767
عَلى رَبِذٍ يَزْدَادُ
عَفْواً إذَا جَرَى ... مِسَحٍّ حَثِيثِ الرَّكْضِ وَالذَّأَلانِ (8)
768
وَيَخْدِي على صُمِّ صِلابٍ
مَلاطِسٍ ... شَدِيدَاتِ عَقْدٍ، لَيّنَاتٍ مِتَانِ (9)
769
وَغَيْثٍ منَ الوَسمِيّ
حُوٍّ تِلاعُهُ ... تَبَطّنْتُهُ بِشَيْظَمٍ صَلَتَانِ (10)
770
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ
مُدْبِرٍ مَعاً ... كَتَيسِ ظِبَاءِ الحُلّبِ العَدَوَانِ (1)
771
إذَا مَا جَنَبْنَاهُ
تَأوّدَ مَتْنُهُ ... كعِرْقِ الرُّخامى اهْتَزّ في الهَطَلانِ (2)
772
تَمَتّعْ مِنَ الدّنْيَا
فَإنّكَ فَاني ... مِنَ النَّشَوَاتِ وَالنّسَاءِ الحِسَانِ (3)
773
مِنَ البِيضِ كالآرَامِ
وَالأُدمِ كالدّمى ... حَوَاصِنِهَا وَالمُبرِقَاتِ الرَّوَاني (4)
774
أمِنْ ذِكْرِ نَبْهَانِيّةٍ
حَلّ أهْلُهَا ... بِجِزْعِ المَلا عَيْنَاكَ تَبْتَدِرَانِ (5)
775
فَدَمْعُهُمَا سَكْبٌ
وَسَحٌّ وَدِيمَة ٌ ... وَرَشٌّ وَتَوْكَافٌ وَتَنْهَمِلانِ (6)
776
كَأنّهُمَا مَزَادَتَا
مُتَعَجِّلٍ ... فَرِيّانِ لَمّا تُسْلَقَا بِدِهَانِ (7)
777
قِفا نَبكِ من ذكرَى حَبيبٍ
وَعِرْفانِ ... وَرَسْمٍ عَفتْ آياتُه مُنذُ أزْمَانِ (8)
778
أتَتْ حِجَجٌ بَعدي عَليها
فأصْبَحَتْ ... كَخَطّ زَبُورٍ في مصَاحِفِ رُهبَانِ (9)
779
ذكَرْتُ بها الحَيَّ
الجَميعَ فَهَيّجَتْ ... عَقابيلَ سُقمٍ من ضَميرٍ وَأشجَانِ (10)
780
فَسَحّتُ دُموعي في
الرِّداءِ كأنّهَا ... كُلىً من شَعِيبٍ ذاتُ سَحٍّ وَتَهْتانِ (1)
781
إذا المَرْءُ لم يَخزُنْ
عَلَيهِ لِسَانَهُ ... فَلَيْسَ على شَيْءٍ سِوَاهُ بخَزّانِ
782
فَإمّا تَرَيْني في
رِحَالَةِ جَابِرٍ ... على حَرَجٍ كالقَرّ تخفِقُ أكفَاني (2)
783
فَيا رُبّ مَكرُوبٍ
كَرَرْتُ وَرَاءَهُ ... وعانٍ فَكَكتُ الغُلَّ عنه فَفَدّاني (3)
784
وَفِتيانِ صِدْقٍ قد
بَعَثْتُ بسُحرَة ٍ ... فقاموا جَميعاً بَينَ عاثٍ وَنَشْوَانِ (4)
785
وَخَرْقٍ بَعِيدٍ قد
قَطَعْتُ نِيَاطَهُ ... على ذاتِ لَوْتٍ سَهوَة ِ المشْيِ مِذعانِ (5)
786
وَغَيثٍ كألوَانِ الفَنا
قَدْ هَبَطْتُهُ ... تَعَاوَرَ فيهِ كُلُّ أوْطَفَ حَنّانِ (6)
787
على هَيكَلٍ يُعْطِيكَ قبلَ
سُؤالِهِ ... أفَانِينَ جَرْيٍ غَيرِ كَزٍّ وَلا وَانِ (7)
788
كتَيسِ الظِّباءِ الأعفَرِ
انضَرَجَتْ له ... عُقابٌ تدَلّتْ من شمارِيخِ ثَهْلانِ (8)
789
وَخَرْقٍ كجَوْفِ العيرِ
قَفرٍ مَضَلّةٍ ... قطَعتُ بسامٍ ساهِمِ الوَجهِ حُسّانِ (9)
790
يُدَافِعُ أعْطَافَ
المَطَايَا بِرُكنِهِ ... كما مال غصْنٌ ناعمٌ فوْق أغصَانِ (10)
791
وَمَجْرٍ كَغُلاّنِ
الأُنَيْعِمِ بَالِغٍ ... دِيَارَ العَدُوّ ذي زُهَاءٍ وَأرْكَانِ (1)
792
مَطَوْتُ بهِمْ حَتَّى
تَكِلُّ مَطِيُّهمْ ... وَحَتَّى الجِيَادُ ما يُقَدْنَ بِأرْسَانِ (2)
793
وَحَتَّى تَرَى الجَونَ
الَّذي كانَ بادِناً ... عَلَيْهِ عَوَافٍ مِنْ نُسُورٍ وَعِقْبانِ (3)
794
أبَعْدَ الحَارِثِ المَلِكِ
بنِ عَمْرٍو ... لَهُ مُلْكُ العِرَاقِ إلى عُمَانِ (4)
795
مُجَاوِرَة ً بَني شَمَجَى
بنِ جَرْمٍ ... هَوَاناً مَا أُتِيحَ مِنَ الهَوَانِ
796
وَيَمْنَعُهَا بَنُو شَمَجَى
بنِ جَرْمٍ ... مَعِيزَهُمُ، حَنَانَكَ، ذَا الحَنَانِ (5)
797
أفْسَدتَ بالمَنّ ما
أوْلَيتَ من شِعَمٍ ... لَيسَ الكرِيمُ إذا أسْدَى بمَنّانِ
798
ألا يَا عَينِ! بكّي لي
شَنِينَا ... وَبَكّي لي لبمُلُوكَ الذّاهِبِينا (1)
799
مُلُوكاً من بَني حُجْرِ
بنِ عَمرٍو ... ثَسَاقُونَ العَشِيّةَ ثُقْتَلُونا
800
فَلَوْ في يَوْمٍ
مَعْرَكَةٍ أُصِيبُوا ... وَلَكِنْ في دِيَارِ بَني مَرِينا (2)
801
فلمْ تُغْسَلْ جَماجمُهمْ
بغُسلٍ ... وَلَكِنْ في الدّمَاءِ مُرَمَّلِينا (3)
802
تَظَلُّ الطّيرُ عَاكِفَةً
عَلَيْهِمْ ... وَتَنْزِعُ الحَوَاجِبَ وَالعُيُونا
803
جَمَعْتُ رُدَيْنِيّاً
كَأنّ سِنَانَهُ ... سَنا لَهبٍ لمْ يَتّصِلْ بِدُخانِ (4)
804
ومَا هَاجَ هذا الشَّوْقَ
غَيْرُ مَنَازِلٍ ... دَوَارِسَ بَيْنَ يَذْبُلٍ فَرَقَانِ (5)
805
وغَرْبٌ عَلى مَقْطُورَةٍ
بَكَرَتْ بِهِ ... غَدَتْ في سَوادِ اللّيْلِ قَبْلَ المَثَاني (6)
806
يُصَرِّفُها شَئْنٌ يُرَى
بِلَبَانِهِ ... لِحْيَتِهِ نَضْحٌ مِنَ النَّفَيَانِ (7)
807
ومَا كُنْتُ أخْشَى أنْ
أبِيتَ بِحِمْيَرٍ ... غَريباً ولا أغْدُو إلى بابِ هَمْدَانِ (1)
808
ولا أتَثَنّى في ظِفَارٍ
وأجْتَني ... جَنَى النَّحْلِ غَرْثاناً ولا غَيْرَ غَرْثانِ (2)
809
ألا لَيْتَ لي بِالنَّحْلِ
أحْيَاءُ عامِلٍ ... وبِالخَشَلَاتِ البُقْعِ أرْشَاءُ غِزْلانِ (3)
810
ألا إنْ تَكُنْ إبْلٌ
فَمِعْزَى ... كَأنّ قُرُونَ جِلّتِهَا العِصِيُّ
811
وَجَادَ لهَا الرّبِيعُ
بِوَاقِصَاتٍ، ... فَآرَامٍ، وَجَادَ لَهَا الوَليّ
812
إذَا مُشّتْ حَوَالِبُهَا
أرَنّتْ ... كَأنّ الحَيَّ صَيّحَهٌمْ نَعِيّ
813
تَرُوحُ كَأنّهَا مِمّا
أصَابَتْ ... مُعَلَّقَةٌ بِأحْقِيهَا الدُّليّ
814
فَتُوسِعُ أهْلَهَا أقِطاً
وَسَمْناً؛ ... وَحَسْبُكَ مِنْ غِنىً شِبَعٌ وَرِيُّ!
815
أيَقْتُلُني وَالمَشْرَفيُّ
مُضَاجِعِي ... ومَسْنُونَةً زُرْقٌ كأنيابِ أَغْوَالِ
816
مِكَرّ، ٍ مفرٍّ، مُقْبِلٍ،
مُدْبِرٍ معاً ... ... كجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ ...
817
أعِنّي على برقٍ أراهُ
وميضِ ... يضيءُ حَبيّاً في شَمَاريخَ بيضِ
818
بلادٌ عريضةٌ، وأرض
أَرِيضةٌ ... مَدَافِعُ عَيْثٍ في فضاءٍ عريضِ
819
أرى أمّ عمرٍو دَمْعُهَا قد
تحدّرَا ... بُكَاءً على عَمرٍو، وَمَا كان أصْبَرَا
820
ذكَرْتُ بها الحَيَّ
الجَميعَ فَهَيّجَتْ ... عَقَابيلَ سُقْمٍ مِنْ ضَمِيرٍ وأَشْجَانِ
821
فَسَحّتْ دُموعي في
الرِّداءِ كأنّهَا ... كُلىً ً من شَعِيبٍ ذاتِ سَحٍّ وَتَهْتانِ
822
قفا نبكِ من ذِكرى حبيبٍ
ومنزلِ ... بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخولِ فحَوْملِ
823
قفا نبكِ من ذِكرى حبيبٍ
ومنزلِ ... بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخولِ فحَوْملِ
824
وإنّ شِفائي عَبْرَةٌ
مُهَرَاقَةٌ ... فهلْ عنْدَ رَسْمٍ دارِسٍ من مُعَوَّلِ
825
وَبَيْضَةِ خِدرٍ لا يُرامُ
خِباؤُهَا ... تَمَتَّعْتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعْجَلِ
826
ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ
ألْوَى رَدَدتُه ... نصيحٍ على تَعذالهِ غيرِ مُؤْتَلِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق