قال أبو حيان التوحيدي: رأيتُ المُعافى بن زكريا في جامع الرصافة وقد نام مستدبر الشمس في يوم شات، وبه من أثر الفقر والبؤس والضر أمر عظيم، مع غزارة علمه واتساع أدبه وفضله المشهور، ومعرفته بصنوف العلوم ولاسيما علم الأثر والأخبار وسير العرب وأيامها، فقلت له: مهلاً أيها الشيخ وصبراً، فإنك بعين الله ومرأى منه ومسمع، وما جمع الله لأحد شرف العلم وعز المال، فقال: ما لابد منه من الدنيا فليس منه بد، ثم قال:
يا محنة الدهر كفى ... إن لم تكفي فخفي
قد آن أن ترحمينا ... من طول هذا التشفي
طلبت جدًّا لنفسي ... فقيل لي: قد تُوفِّي
فلا علوميَ تجدي ... ولا صناعة كفِّي
ثورٌ ينال الثًّريّا ... وعالمٌ متخفِّي
(معجم الأدباء 6/ 2702)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق