السبت، 20 يونيو 2020

سبع خطوات لاكتساب مهارات علم العروض

بعد أن يتعلم الطلاب علم العروض، ويتقنوا دراسته، بعضهم يكتسب مهارة التقطيع الشفهي للبحور، وأكثرهم لا يكتسب هذه المهارة، وهذا يتوقف على عاملين أساسيين:
العامل الأول: طريقة عرض الأستاذ.
العامل الثاني: اجتهاد الطالب وعدم اجتهاده في اكتساب المهارة.
غاية علم العروض:
يقصد علم العروض إلى إكساب الأذن ثلاث مهارات:
المهارة الأولى: التفريق بين الشعر والنثر.
المهارة الثانية: معرفة البحر العروضي للبيت أو القصيدة.
المهارة الثالثة: معرفة ما في البيت من كسر عروضي إن وُجِد.
وفيما يلي أعرض سبع خطوات تمكنك من اكتساب مهارات علم العروض الثلاثة، ونطبق الخطوات على بحر الوافر (على سبيل المثال):
الخطوة الأولى: تخلص من رهبتك من علم العروض، وثق تمامًا بأن أذنَك مؤهلة طبيعيًّا لاكتساب هذه المهارات.
الخطوة الثانية:ركز على الصورة الأكثر شيوعًا من بين صور البحر، وهي الوافر التام 
الخطوة الثالثة: كرر تفعيلة البحر الأساسية، وما يطرأ عليها من تغييرات، وليس شرطًا أن تحفظ المصطلحات، يكفيك أن تعرف أن هذه التفعيلة هي (مُفَاعَلَتُنْ)، ويمكن أن تأتي (مُفَاعَلْتُنْ) أو (مُفَاعَلْ).
الخطوة الرابعة: اختر بيتًا واحدًا من محفوظك، تحبه وتأسِرُك معانيه، مثلا قول شوقي:
سلو قلبي غذاة سلا وتابا   لعل على الجمال له عتابا
 قطع هذا البيت دون استخدام ورقة أو قلم، هكذا:
سلو قلبي/ غداتسلا / وتابا    لعللعلل / جماللهو / عتابا 
مُفاعَلْتُن/ مُفَاعَلَتُنْ/ مُفَاعَلْ      مُفَاعَلَتُنْ/ مُفَاعَلَتُنْ/ مُفَاعَلْ
الخطوة الخامسة: ردد التقطيع عدة مرات في أماكن متعددة، اربط تقطيع البيت بحركاتك الطبيعية، كالمشي وصعود السلم مثلا.
الخطوة السادسة : تدرب على المزج بين حروف البيت والتفعيلات هكذا:
سلو قلبي مفاعلتن وتابا مفاعلتن جماللهو عتابا
مفاقلبي غداة سلا وتابا لعللَعلل مفاعلتن مُفاعلْ
مُفاعلتن غداتَسلا مُفاعَلْ مُفاعلتن جماللِهُو مُفاعَلْ
أو المزج بين حروف البيت وإيقاع النقرات هكذا:
الخطوة السابعة: أَعِدْ ترتيب محفوظاتك من بحر الوافر، باستحضار أبيات الشعر المشابهة، في الذاكرة، فالبيت الذي تدربت على تقطيع يشبه مثلا:
ملومُكما يجل عن الملام   ووقع فعاله فوق الكلامِ
ويشبه أيضًا:
فعَيشُك تحت ظل العزِّ يومًا  ولا تحتَ المذلَّة ألفَ عامِ
وكلما كَثُرَ محفوظُك من أبيات على هذا البحر، سهُل عليك اكتساب المهارات، وإذا لم تكن تحفظ شيئًا، فعليك أن تقرأ عددا كبيرًا من القصائد على هذا البحر
وهكذا لا تتوقف حتى تستحضر كل محفوظاتك من بحر الوافر؛ لأن استحضار للمحفوظ وإعادة تصنيفه في الذاكرة سيحفر في ذاكرتك مسارا لإيقاع الوافر، فإذا عُرِضَ عليك شيءٌ من الشعر على هذا البحر عرضتَه على هذا المسار  وحكمتَ عليه بأذنِك دون حاجة إلى تقطيع ورقيًّا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق