الحُصْري القيرواني
(ت 488هـ):
يا ليلُ الصبُّ متى غدُه |
أقيامُ السَّاعةِ مَوْعِدُهُ |
رقدَ السُّمَّارُ فأَرَّقه |
أسفٌ للبيْنِ يردِّدهُ |
فبكاهُ النجمُ ورقَّ له |
ممّا يرعاه ويرْصُدهُ |
كلِفٌ بغزالٍ ذِي هَيَفٍ |
خوفُ الواشين يشرّدهُ |
نصَبتْ عينايَ له شرَكاً |
في النّومِ فعزَّ تصيُّدهُ |
وكفى عجباً أَنِّي قنصٌ |
للسِّرب سبانِي أغْيَدهُ |
صنمٌ للفتنةٍ منتصبٌ |
أهواهُ ولا أتعبَّدُهُ |
صاحٍ والخمرُ جَنَى فمِهِ |
سكرانُ اللحظ مُعرْبدُهُ |
ينضُو مِنْ مُقْلتِه سيْفاً |
وكأَنَّ نُعاساً يُغْمدُهُ |
فيُريقُ دمَ العشّاقِ به |
والويلُ لمن يتقلّدهُ |
كلّا لا ذنْبَ لمن قَتَلَتْ |
عيناه ولم تَقتُلْ يدهُ |
يا من جَحَدتْ عيناه دمِي |
وعلى خدَّيْه توَرُّدهُ |
خدّاكَ قد اِعْتَرَفا بدمِي |
فعلامَ جفونُك تجْحَدهُ |
إنّي لأُعيذُكَ من قَتْلِي |
وأظُنُّك لا تَتَعمَّدهُ |
باللّه هَبِ المشتاق كَرَى |
فلعَلَّ خيالَكَ يِسْعِدهُ |
ما ضَرَّك لو داوَيْتَ ضَنَى |
صَبٍّ يُدْنيكَ وتُبْعِدهُ |
لم يُبْقِ هواك له رَمَقا |
فلْيَبْكِ عليه عُوَّدُهُ |
وغداً يَقْضِي أو بَعْدَ غَدٍ |
هل مِنْ نَظَرٍ يتَزَوَّدهُ |
يا أهْلَ الشوقِ لنا شَرَقٌ |
بالدّمعِ يَفيضُ مَوْرِدُهُ |
يهْوى المُشْتاقُ لقاءَكُمُ |
وظروفُ الدَّهْرِ تُبَعِّدهُ |
ما أحلى الوَصْلَ وأَعْذَبهُ |
لولا الأيّامُ تُنَكِّدهُ |
بالبَينِ وبالهجرانِ فيا |
لِفُؤَادِي كيف تَجَلُّدهُ؟ |
أبو حامد الغزالي
(ت505ه):
الشدة
أودت بالمهج
|
يا
رب فعجل بالفرج
|
والأنفس
أمست في حرج
|
وبيدك
تفريج الحرج
|
هاجت
لدعاك خواطرنا
|
والويل
لها إن لم تهج
|
يا
من عودت اللطف أعد
|
عاداتك
باللطف البهج
|
أغلق
ذا الضيق وشدته
|
وافتح
ما سد من الفرج
|
عجنا
لجنابك نقصده
|
والأنفس
في أوج اللهج
|
وإلى
أفضالك يا أملي
|
يا
ضيعتنا أن لم نعج
|
من
اللملهوف سواك يغث
|
أو
للمضطر سواك نجي
|
وأساءتنا
أن تقطعنا
|
عن
بابك حتى لم نلج
|
فلكم
عصا أخطأ ورجا
|
ك
أبحث له ما منك نجي
|
يا
سيدنا يا خالقنا
|
قد
ضاق الحبل على الودج
|
وعبادك
أضحوا في ألمٍ
|
ما
بين مكيريب وشجي
|
والأحشاء
صارت في حرق
|
والأعين
غارت في لجج
|
والأعين
صارت في لجج
|
غاصت
في الموج مع المهج
|
والأزمة
زادت شدتها
|
يا
أزمة علك تنفرجي
|
جئناك
بقلب منكسر
|
ولسان
بالشكوى لهج
|
وبخوف
الذلة في وجل
|
لكن
برجاك ممتزج
|
فكم
استشفى مزكوم الذنب
|
بنشر
الرحمة والأرج
|
وبعينك
ما نلقاه وما
|
فيه
الأحوال من المرج
|
والفضل
أعم ولكن قد
|
قلت
ادعوني فلتبتهج
|
فبكل
نبي نسأل يا
|
رب
الأرباب وكل نجي
|
وبفضل
الذكر وحكمته
|
وبما
قد أوضح من نهج
|
وبسر
الأحرف إذ وردت
|
وضياء
النور المنبلج
|
وبسر
أودع في بطد
|
وبما
في واح مع زهج
|
وبسر
الباء ونقطتها
|
من
بسم اللضه لذي النهج
|
وبقاف
القهر وقوتها
|
وبقهر
القاهر المبهج
|
وببرد
الماء واساغته
|
وعموم
النفع مع الثلج
|
وبما
طعمت من التطعيم
|
وما
درجت من الدرج
|
يا
قاهر يا ذا الشدة يا
|
ذا
البطش أغث ذا الفرج
|
يا
رب ظلمنا أنفسنا
|
ومصيبتنا
ما حيث نجى
|
يا
رب خلقنا من عجل
|
فذلك
ندعو باللجج
|
يا
رب وليس لنا جلد
|
إني
والقلب على وهج
|
يا
رب عبيدك قد وفدوا
|
يدعون
بقلب منزعج
|
يا
رب ضعاف ليس لهم
|
أحد
يرجون لدى الهرج
|
يا
رب فصاح الألسن قد
|
أضحوا
في الشدة كالهمج
|
السابق
منا صار إذا
|
يعدو
يسبقه ذو العرج
|
والحكمة
ربي بالغة
|
جلت
عن حيف أو عوج
|
والأمر
إليك تديره
|
فأغثنا
باللطف البهج
|
أدرج
في العفو أساءتنا
|
والخيبة
إن لم تندرج
|
يا
نفس وما لك من أحد
|
إلا
مولاك له فعجى
|
وبه
عوذي وبه فلذي
|
ولباب
مكارمه فلجي
|
كي
تنصلحي كي تنشرحي
|
كي
تنبسطي كي تبتهجي
|
ويطيب
مقامك من نفر
|
أضحوا
في الحندس كالسرج
|
وفوا
للَه بما عهدوا
|
من
بيع الأنفس والمهج
|
فهم
الهادي وصاحبته
|
ذو
الرتبة والعطر الأرج
|
قوم
سكنوا الجرعاء وهم
|
شرف الجرعاء
ومنعرج
|
جاءوا
للكون وظلمته
|
عمت
وظلام الشرك دجى
|
ما
زال النصر يحفهم
|
والظلمة
تمحي بالبلج
|
حتى
نصروا الإسلام فعا
|
د
الدين عزيزاً في بهج
|
فَعَليهم
صلى الرب على
|
مر
الأيام معَ الحجج
|
وَعلى
الصديق خليفته
|
وكذا
الفاروق وكل نجي
|
وعلى
عثمان شهيد الدار
|
وفي
فرقي أعلى الدرج
|
وأبي
الحسنين مع الأولاد
|
كذا
الأزواج وكل شجي
|
ما
مال المال وحال الحال
|
وسار
الساري في الدمج
|
يا
رب بهم وبآلهم
|
عجل
بالنصر وبالفرج
|
واغفر
يا رب لناظمها
|
وله
رقى أعلى الدرج
|
واختم
عملي بخواتمها
|
لأكون
غداً في الحشر نجِ
|
وإذا
بك ضاق الأمر فقل
|
الشدة
أودت بالمهج
|
يا
رب فعجل بالفرج
|
|
ابن حمديس (ت 527هـ):
صادَتْكَ
مهاةٌ لم تُصَدِ
|
فلواحِظُها
شَرَكُ الأُسُدِ
|
مَنْ
تُوحي السحرَ بناظرةٍ
|
لا
تُنْفَثُ منه في العُقَدِ
|
لمياءُ
تَضَاحَكُ عن دُرَرٍ
|
وبروقِ
حياً وحَصَى بَرَدِ
|
يَندى
بِالمِسكِ لِراشِفِهِ
|
وسلافِ
القَهوةِ والشهدِ
|
وَذَمَاءُ
الليلِ على طَرْفٍ
|
كترحّلِ
روحٍ عن جَسَدِ
|
ورضابُ
الماءِ بفيكِ جَرَى
|
في
جوهره عَرَضُ الصَّرَدِ
|
وكَأَنَّ
كَليمَ اللَّه بَدا
|
منه
في الأفْقِ بياضُ يَدِ
|
أَسَفي
لِفِراقِ زَمانِ صبا
|
وركوبي
قَيْدَ مَهَا الخُرُدِ
|
مِن
كُلِّ مُطابَقَةٍ خُلُقي
|
بِوَفاءِ
سُروريَ أَو كمدي
|
هيفاءُ
يُعَجّزُهَا كَفَلٌ
|
فتقومُ
وتقعدُ بالرُّفَدِ
|
لونُ
الياقوتِ وقسوتُهُ
|
في
الوجنةِ منها والكَبدِ
|
ولها
في جيدِ مُرَوَّعَةٍ
|
حَلْيٌ
صاغَتْهُ من الغَيَدِ
|
نَقَضَتْ
وصلي بتتيُّعها
|
بالهجرِ
ونَومي بِالسّهدِ
|
وأصابَ
السودَ سهامُ البي
|
ضِ
بِبَيْنِ البيض وبالنكَدِ
|
عَجَبي
لإصابةِ مُرْسَلِهَا
|
منْ
جَوْفِ ضلوعي في الخَلَدِ
|
يا
نارَ نشاطي أين سنا
|
كِ
وأين لظاكِ بمفتأدي
|
زَندي
وَلَدتكَ وقَد عَقِمَتْ
|
عن
حَملِ السِّقْطِ فَلَم تَلِدِ
|
أَحيَيتِ
بِذِكري مَيْتَ صباً
|
أَبكيهِ
مسايرةَ الأبَدِ
|
وطَلَبتِ
الضدَّ لأوجِدَهُ
|
وجموحي
في الصدِّ فَلَم أَجِدِ
|
ولوَ
انَّ كَريماً تَفْقدُهُ
|
يُفْدى
بالنفس إذنْ لَفُدي
|
أذهبتُ
الحزن بمُذْهَبَةٍ
|
وبها
ذَهّبْتُ لُجَيْنَ يدي
|
ولقد
نادمْتُ ندامى الرّا
|
حِ
بِمُطّرفي وبِمُتّلَدي
|
بمعتّقَةٍ
قَدُمَتْ فأتَتْ
|
للشَّرْبِ
بلذّاتٍ جُدُدِ
|
سُبِيَتْ
بِسُيوفٍ من ذَهَبِ
|
مِن
أَهلِ السبتِ أَوِ الأَحَدِ
|
وإذا
ما عُدّ لها عُمُرٌ
|
مَلأتْ
كَفَّيْكَ منَ العَدَدِ
|
يَطفو
في الكاسِ لَها حَبَبٌ
|
كَصِغارِ
مَساميرِ السّرَدِ
|
وإِذا
ما غاصَ الماءُ بِها
|
في
النّار تردّتْ بِالزبَدِ
|
ونَفَيتُ
الهَمَّ بِبِنتِ الكَر
|
مِ
وَنَقرِ العودِ فَلَم يَعدِ
|
ولَبِثتُ
مُشَنَّفَةً أُذُني
|
بِتَرنُّم
ذي النّغَم الغردِ
|
فالآن
صددتُ كذي حَذَرٍ
|
عن
وِرْدِ اللَّهوِ فلم أَرِدِ
|
وطردتُ
منامَ الغيِّ عن ال
|
أجفان
بإيقاظِ الرّشَدِ
|
ونَقَضتُ
عُهودَ الشَّربِ فَلا
|
ودّ
أُصفيه لأهلِ دَدِ
|
لا
أَشرَبُ ما أَنا واصِفُهُ
|
فكأنّي
بينهمُ قَعَدِي
|
وَنَقَلْتُ
بعزمي من بَلَدٍ
|
قَدَمَ
الإسْرَاءِ إِلى بَلَدِ
|
في
بَطْنِ الفُلكِ مُصارَعَةً
|
زَمَني
وعلى ظَهْرِ الأُجُدِ
|
ووجدتُ
الدِّينَ له حسناً
|
سَنَداً
فَلَجئتُ إلى السنَدِ
|
صَمَدَ
اللاجونَ إلى مَلِكٍ
|
مَنصورٍ
بالأحَدِ الصّمَدِ
|
كالشمسِ
سناها مُقْتَرِبٌ
|
وذراها
مِنكَ عَلى بُعُدِ
|
وَإِذا
ما آنَسَ مِنهُ سَناً
|
مَنْ
ضَلَّ بِجُنحِ اللَّيلِ هُدي
|
خُصَّتْ
بِنَوالٍ شيمَتُهُ
|
عَجِلٍ
وكلامٍ مُتّئِدِ
|
لا
وَعْدَ له بالجود وَمَنْ
|
يبدأ
بعطاءٍ لا يَعِدِ
|
وبِنِيّةِ
شهمٍ مُنْتَصِرٍ
|
للَّه
جميلِ المُعْتَقَدِ
|
فَيَصونُ
العِرضَ بما بَذَلَتْ
|
لِلوَفدِ
يَداهُ مِنَ الصّفدِ
|
وَيسدّ
الثغرَ وسيرتُهُ
|
تَجري
في المُلكِ على سَدَدِ
|
ويسلّ
ظُبَاهُ بِكُلّ وغىً
|
ويسيلُ
نداهُ بِكُلِّ يَدِ
|
وَتُريكَ
اليَومَ بَصيرَتُهُ
|
ما
يُخْفي عنك ضَميرُ غَدِ
|
ولهُ
هممٌ تَبْني رُتَباً
|
خُصَّتْ
بِعَلاءٍ مُنفَرِدِ
|
إِلهامَ
الدينِ وَحامِيَهُ
|
قَوِّم
بسُطاك ذَوي الأوَدِ
|
فُتّ
السُّبَّاقَ بما كَحَلُوا
|
بغبارك
عيناً في الأَمَدِ
|
والريحُ
وراءَك عاثرةٌ
|
في
الأيْنِ تُكَبّ وفي النُّجُدِ
|
نَصْرٌ
أُيّدْتَ به ظَفَراً
|
والساعِدُ
يُنْجَدُ بالعضُدِ
|
يا
غيثَ المحلِ بلا كذبٍ
|
وشجاعَ
الحربِ بلا فَنَدِ
|
لحظاتُ
أناتِكَ جانِبُها
|
أرْسَى
في غَيظِكِ من أُحُدِ
|
وَلِواؤُكَ
تَقْدُمُ هَيْبَتُهُ
|
بعديدٍ
يُلبِكُ في العَدَدِ
|
وَكَأنّ
عدُوّكَ خافِقُهُ
|
بِجَناحِ
فُؤادٍ مُرتَعِدِ
|
إن
كنتُ قَصَرْتُ مُحَبَّرَةً
|
تَسهيمَ
المُحكَمِ ذي الجُدَدِ
|
فَالعَذْبُ
يَجِلّ بِقِلَّتِهِ
|
وعَلَيهِ
عِمادُ المُعتَمدِ
|
وأُجاجُ
الماءِ بِكَثرَتِهِ
|
لا
رَيِّ بِهِ لِغَليلِ صَدِ
|
والشِّعر
أَجَدتُ بِمَعرِفَتي
|
تَأنيسَ
غَرائِبهِ الشُّرُدِ
|
لَو
شِئتُ لَقُلتُ لِقافِيةٍ
|
في
الوَزنِ تَخِبُّ إِلَيكَ خِدي
|
بِصَقيلِ
اللَّفظِ مُنَقَّحِهِ
|
لا
سَمعَ يَمرّ به بِصَدِ
|
لا
زيفَ به فيريكَ قذىً
|
في
عَيْنِ بَصيرةِ مُنتَقِدِ
|
لا
يَسمَعُ فيهِ مُستَمِعٌ
|
زَفَراتُ
أَسىً كَالمُفتَقِدِ
|
فصفيرُ
البلبلِ مُطّرَحٌ
|
في
الأيْكِ له صوتُ الصُّرَدِ
|
تَستَحسِنُ
عَودَةَ مُنشِدِهِ
|
وتقولُ
إذا ما زادَ زِدِ
|
فَبِغامُ
الرِئمِ حلاوَتُهُ
|
وجزالتُه
زَأرُ الأسدِ
|
وَبِذِلّةِ
أهلِ السبت قَضَى
|
ويذلّ
له أهْلُ الأحدِ
|
فَانصُرْ
وافخَرْ وأدِرْ وأشِرْ
|
وَأَبِرْ
وأَجِرْ وأَغِرْ وَسُدِ
|
ابن الأبار البلنسي (
658هـ):
مَرْقُوم
الخَدِّ مُوَرّدُه
|
يَكْسُونِي
السُّقمَ مُجَرَّدُهُ
|
شَفّاف
الدُّرِّ لَهُ جَسَدٌ
|
بِأبِي
ما أَوْدَعَ مِجْسَدُهُ
|
فِي
وَجْنَتِهِ منْ نِعْمَتِه
|
جَمْرٌ
بِفُؤادِيَ مَوْقِدُهُ
|
وبِفيهِ
شِفَاءُ ظَمَائِيَ لَوْ
|
يَدْنو
لِذَمَائِيَ مَوْرِدُهُ
|
ويَدينُ
بِصدْقِ اللهْجَةِ مَنْ
|
إِقْصادُ
المُهْجَةِ مَقْصِدُهُ
|
أَسْتَنْجِزُ
مَوْعِدَهُ فَيَرَى
|
خُلْفاً
أن يُنْجَزَ مَوْعِدُهُ
|
وَأُقِيمُ
العُذْرَ لِعُذَّلِه
|
في
خَوْنِ العَهْدِ فيُقْعِدُهُ
|
كَمْ
يَفرِدُني بِالذُّلّ هَوى
|
صَلِفٍ
بِالدَّلِّ تَفَرُّدُهُ
|
يَجْفُو
المَعْمُودَ فَيُعدِمُه
|
وَيَهُشُّ
إلَيْهِ فَيُوجِدُهُ
|
لَمْ
يَرْضَ سِوى قَلْبي وَطَناً
|
لَكِنْ
بِالهَدّ يُهَدّدُهُ
|
ما
سلّ حُسَاماً نَاظِرُهُ
|
إلا
وَهُنَالِكَ يُغمدُهُ
|
وَلهُ
في النّحْرِ لِنَاهِدِهِ
|
رُمْحٌ
لِلنَّحْرِ يُسَدّدُهُ
|
نَظَرَتْ
عَينَايَ لَهُ خَطَأ
|
فَأبى
الأنْظَارَ تَعَمُّدُهُ
|
ريمٌ
يَرْمي عَنْ أكْحَلِهِ
|
زُرقاً
تُصْمِي مَنْ يَصْمِدُهُ
|
مُتَدانِي
الخُطْوَةِ مِنْ تَرَفٍ
|
أَتُرَى
الأَحجالُ تُقَيِّدُهُ
|
يُدْمِيهِ
الوَشْيُ بِآيَة ما
|
يُنضِيهِ
الحَلْيُ ويُجْهِدُهُ
|
وَلاهُ
الحُسْنُ وأمّرَهُ
|
وأتَاهُ
السّحْرُ يُؤَيّدُهُ
|
بِغُروب
الجَوْنَةِ مَطلَعُهُ
|
وَوَفاة
السّلْوَةِ مَوْلِدُهُ
|
قَمَرَ
الأقْمَار سَنَاهُ كَما
|
أَوْدَى
بِالغُصْنِ تَأوُّدُهُ
|
أَصْدى
لِلوَصْلِ وَأَحفَدُه
|
فيَصُدّ
كَأنّيَ أحْقِدُهُ
|
والبُغْضُ
يُنَوّلُنِي صَفَداً
|
وأنَا
في الحُبِّ مُصَفَّدُهُ
|
هَلا
أَوْلى مِنْ قَسْوَتِهِ
|
بَدَلاً
بِالْعَطفِ يُؤَكِّدُهُ
|
وتَقَبَّل
مِن يَحْيَى شِيَمَاً
|
تَلْقَى
المنجودَ فتُنْجِدُهُ
|
مَلِكٌ
لَمْ تَألُ إيَالَتُهُ
|
نَظَراً
لِلْمُلكِ يُمَهّدُهُ
|
بِالطَّوْلِ
يُسَألُ مُهَنَّؤُهُ
|
والصوْل
يُسَلُّ مُهَنَّدُهُ
|
مَصْرَعُهَا
|
والدّهْرُ
يَهُون تَمَرُّدُهُ
|
وَأَعَادَ
الدُّنْيَا لِنَضْرَتِها
|
وَعَتيد
النّصر مُعَوّدُهُ
|
بَادٍ
للّهِ تَوَاضُعُه
|
وَمُلوكِ
العالَمِ أَعْبُدُهُ
|
في
مَهْبط رُوحِ القُدسِ يُرى
|
وَفُوَيْق
الأنْجُمِ مَصْعَدُهُ
|
مَنْ
أوْسَعَ سُدّتَه خَدَماً
|
حَكَمتْ
أنْ يُخدم سُؤْدَدُهُ
|
قامَت
بِالحَقّ خِلافَتُهُ
|
يَتَقَلَّدُهُ
وَيُقَلِّدُهُ
|
وَأتَى
والدّين إلى تَلَفٍ
|
فَتَلافَى
الدّينَ يُجَدّدُهُ
|
مَا
أوْفَدَهُ العُدْوانُ غَدَا
|
يُطْفيهِ
العَدْلُ ويُخْمِدُهُ
|
وَكَأنَّ
عِدَاهُ وَصَارمَه
|
لَيْلٌ
والصُّبْحُ يُبَدّدُهُ
|
قُبِضَتْ
أيْدي الكُفّار بهِ
|
لَمّا
بُسِطَتْ فيهِمْ يَدُهُ
|
عَلَمٌ
لِلْهَدْيِ بِرَاحَتِهِ
|
عَلَمٌ
يَحْمِيهِ ويَعْضُدُهُ
|
فَقَصيرُ
البيضِ مُفَلّلُهُ
|
وطَويلُ
السمْر مُقصّدُهُ
|
صَيْدٌ
لِجَوانِحِ أنْصُلِهِ
|
يَعْسُوبُ
الجَيْش وأصْيَدُهُ
|
وَلَدَيْهِ
إِذا اغْبَرّت سَنَةٌ
|
مُخْضَرُّ
العَيْشِ وَأَرْغَدُهُ
|
مِنْ
عُرْف عَوارِفه أبَداً
|
أَنْ
يَرْفِدَ مَنْ يَستَرفِدُهُ
|
سردَ
التقريظَ لِسيرَتِه
|
صَومٌ
لا يَفْتَأ يَسْرُدُهُ
|
يَوْمَاهُ
يَعُمّهُما زُلَفاً
|
لِيُخَصّصَ
بالزُّلفَى غَدُهُ
|
نَحْوَ
الحُسْنَى مُتَشَوّفُه
|
وَمِن
التّقْوى مُتزَوّدُهُ
|
شَيْحَانُ
القَلْبِ مشيّعُه
|
يَقْظانُ
الطّرف مُسَهَّدُهُ
|
يُحْيي
بالوَحي الليلَ إذا
|
هَجَعَ
الساهِي يَتَوَسّدُهُ
|
ويُميتُ
النُّكْرَ وَحُقّ له
|
بالعُرْفِ
يَهُبُّ فَيَلْحَدُهُ
|
أرْضَى
أَعْمالِيَ عَاقِبَةً
|
إِذ
أمْدَحُهُ أو أحْمَدُهُ
|
وَمَنِ
الوافِي بِمَحامِدِه
|
لَكِنْ
مَجْهودِيَ أنْفدُهُ
|
مازالَ
يُزَلُّ الحِلْمُ إِلَى
|
مُعتاد
الجَهل وَيَرْصُدُهُ
|
وَالعِلْمَ
تَخَيّر مُستَبقاً
|
لِمَدَى
خَيْرٍ يَتَزَيّدُهُ
|
فَخَمائِلُه
مُتَنزَّهُهُ
|
وجَدَاوِلُهُ
مُتَوَرَّدُهُ
|
قَد
عادَ أخَصّ بِطانَتِهِ
|
فَيَغيبُ
سِوَاه وَيَشْهَدُهُ
|
آخَاهُ
فَأَحْمدَ عُهْدَتَهُ
|
وتَوخّاه
يَتَعَهّدُهُ
|
حَتّى
حَسَدَتْه خَصَائِصُه
|
والأنْفَسُ
يَكْثُر حُسَّدُهُ
|
هُو هادي
الخلقِ ومُرْشِدُهم
|
مِمّا
يَهْديهِ ويُرْشِدُهُ
|
لَوْلاهُ
لأخْوَى كَوكَبُه
|
حَقاً
ولأَقْوى مَعْهَدُهُ
|
فَمَآل
الأمْر إليْهِ غَدَا
|
فَيُنفِّقُهُ
ويُكَسِّدُهُ
|
لا
حُرْفَةَ للآدابِ وقَدْ
|
أَلْوَتْ
بالأنحُسِ أسْعُدُهُ
|
أبْدَتْ
زَهْواً بِمَحاسِنِه
|
يُفْنِي
العَصْرَ مُؤَبّدُهُ
|
يَختالُ
النّثْرُ يُحَبِّرُهُ
|
وَيَتِيه
النّظْمُ يُجَوِّدُهُ
|
لِرَوّيتِهِ
وَبَديهَتِه
|
مَا
نُنْشِئُهُ أوْ نُنْشِدُهُ
|
وَرَسَائِلُه
وقَصَائِدُه
|
ما
نَعْرِضُه إذْ نَقْصدُهُ
|
كالنَّثرَةِ
والشِّعرَى كَلِمٌ
|
تَسْري
في العَالَم شُرّدُهُ
|
يَحْلو
في الأنْفُسِ مَسْمَعُه
|
كالطّيْرِ
يَشُوقُ تَغَرُّدُهُ
|
ما
الزّهْرُ يَرفُّ مُفُوّفُه
|
ما
الدُّرُّ يَشِفُّ مُنَضَّدُهُ
|
سَلَبَ
الأعْرَابَ فَصَاحَتَها
|
في
ماضي زَهْرَةَ مَوْلِدُهُ
|
شَبَهُ
المَنْطوق بهِ لَهُمُ
|
ولهُ
من ذلكَ عَسْجَدُهُ
|
لا
ضَيْرَ بِهِمْ وتَمَضُّره
|
يُنمَى
صُعُداً وتَمَعْددُهُ
|
صَلواتُ
اللّهِ علَى فِئَة
|
فيها
يَتَبَحْبَحُ مَحْتِدُهُ
|
عَدَوِيُّ
البَيت مُطَنِّبُه
|
فَوْقَ
الأمْلاكِ مُمَدّدُهُ
|
وَرِثَ
العُمْرَيْنِ سَنَاءَهُما
|
يَعْتَدُّ
بهِ وَيُعَدّدُهُ
|
عَنْ
عبدِ الواحِدِ أحْرَزهُ
|
فَذُّ
التوحيد وَأَوْحَدُهُ
|
وَوَلِيُّ
العَهْدِ بذاكَ أبو
|
يَحْياهُ
حَرَى ومُحَمّدُهُ
|
شَرَفٌ
يُرْوَى في بَيْتِهِمُ
|
لِلْبَدْء
الأوْل مُسْنَدُهُ
|
فَإذا
فَلَقُ الإصْباح بَدا
|
مَنْ
يُنْكِره أَو يَجْحَدُهُ
|
لا
زال النّصْر تَوَدُّدُهُ
|
لِبُنُودهم
وَتَرَدُّدُهُ
|
أحمد شوقي (ت 1932م):
النيلُ
العَذبُ هُوَ الكَوثَر
|
وَالجَنَّةُ
شاطِئُهُ الأَخضَر
|
رَيّانُ
الصَفحَةِ وَالمَنظَر
|
ما
أَبهى الخُلدَ وَما أَنضَر
|
البَحرُ
الفَيّاضُ القُدسُ
|
الساقي
الناسَ وَما غَرَسوا
|
وَهوَ
المِنوالُ لِما لَبِسوا
|
وَالمُنعِمُ
بِالقُطنِ الأَنوَر
|
جَعلَ
الإِحسانَ لَهُ شَرعا
|
لَم
يُخلِ الوادِيَ مِن مَرعى
|
فَتَرى
زَرعاً يَتلو زَرعا
|
وَهُنا
يُجنى وَهُنا يُبذَر
|
جارٍ
وَيُرى لَيسَ بِجارِ
|
لِأَناةٍ
فيهِ وَوَقار
|
يَنصَبُّ
كَتَلٍ مُنهارِ
|
وَيَضِجُّ
فَتَحسَبُهُ يَزأَر
|
حَبَشِيُّ
اللَونِ كَجيرَتِهِ
|
مِن
مَنبَعِهِ و بُحَيرَتِهِ
|
صَبَغَ
الشَطَّينِ بِسُمرَتِهِ
|
لَوناً
كَالمِسكِ وَكَالعَنبَر
|
البوصيري (ت696هـ):
الصُّبْحُ
بَدَا مِنْ طَلْعَتِهِ
|
وَاللَّيْلُ
دَجا مِنْ وَفْرَتِهِ
|
فَاقَ
الرُّسُلاَ فَضْلاً وَعُلاَ
|
أَهْدَى
السُّبُلاَ لِدَلاَلَتِهِ
|
كَنْزُ
الْكَرِيمِ مُوْلِي النِّعَمِ
|
هَادِي
الأُمَمِ لِشَرِيعَتِهِ
|
أَذْكَى
النَّسَبِ أَعْلَى الحَسَبِ
|
كُلُّ
العَرَبِ في خِدْمَتِهِ
|
سَعَتِ
الشَّجَرُ نَطَقَ الحَجَرُ
|
شُقَّ
القَمَرُ بإشَارَتِهِ
|
جِبْرِيلُ
أَتَى لَيْلَةَ أَسْرَى
|
وَالرَّبُّ
دَعَاهُ لِحَضْرَتِهِ
|
نالَ
الشَّرَفَا وَاللهُ عَفَا
|
عَمَّا
سَلَفَا مِنْ أُمَّتِهِ
|
فَمُحَمَّدُنا
هُوَ سَيِّدُنا
|
فالعِزُّ
لَنا لإجَابَتِهِ
|
أبو القاسم الشابي
(ت1929م):
اسْكُني يا جِراحْ |
واسْكُتي يا شُجُونْ |
ماتَ عَهْدُ
النُّواحْ |
وزَمَانُ الجُنُونْ |
وأَطَلَّ الصَّبَاحْ |
مِنْ وراءِ القُرُونْ |
في فِجاجِ الرَّدى |
قَدْ دفنتُ الأَلمْ |
ونثرتُ الدُّموعْ |
لرِيَاحِ العَدَمْ |
واتَّخذتُ الحَيَاةْ |
معزفاً للنَّغَمْ |
أَتغنَّى عليهْ |
في رِحابِ الزَّمانْ |
وأَذبتُ الأَسَى |
في جمالِ الوُجُودْ |
ودَحَوْتُ الفؤادْ |
واحةً للنَّشيدْ |
والضِّيا والظِّلالْ |
والشَّذَى والورودْ |
والهوى والشَّبابْ |
والمنى والحَنانْ |
اسكُني يا جراحْ |
واسكُتي يا شُجونْ |
ماتَ عَهْدُ
النُّواحْ |
وزَمَانُ الجُنُونْ |
وأَطَلَّ الصَّبَاحْ |
مِنْ وراءِ القُرُونْ |
في فؤادي الرَّحيبْ |
مَعْبَدٌ للجَمَالْ |
شيَّدتْهُ الحَيَاةْ |
بالرُّؤى والخَيالْ |
فَتَلَوْتُ الصَّلاةْ |
في خشوعِ الظِّلالْ |
وحَرَقْتُ البُخُورْ |
وأَضَأْتُ الشُّمُوعْ |
إنَّ سِحْرَ
الحَيَاةْ |
خَالدٌ لا يزولْ |
فَعَلامَ الشَّكَاةْ |
مِنْ ظَلامٍ يَحُولْ |
ثمَّ يأتي الصَّباحْ |
وتَمُرُّ الفُصُولْ |
سوف يأتي رَبيعْ |
إن تقضَّى رَبيعْ |
اسكُني يا جراحْ |
واسكُتي يا شُجونْ |
ماتَ عَهْدُ
النُّواحْ |
وزَمَانُ الجُنُونْ |
وأَطَلَّ الصَّبَاحْ |
مِنْ وراءِ القُرُونْ |
مِنْ وراءِ الظَّلامْ |
وهديرِ المياهْ |
قَدْ دعاني الصَّباحْ |
ورَبيعُ الحَيَاهْ |
يا لهُ مِنْ دُعاءْ |
هزَّ قلبي صَداهْ |
لمْ يَعُدْ لي بقاءْ |
فَوْقَ هذي البقاعْ |
الْوَداعَ الوَداعْ |
يا جِبَالَ الهُمومْ |
يا ضَبابَ الأَسى |
يا فِجاجَ الجحيمْ |
قَدْ جرى زَوْرَقي |
في الخِضَّمِ
العَظيمْ |
ونشرتُ القلاعْ |
فالوَداعْ الوداعْ |
إبراهيم طوقان (ت
1941م):
أَنشِدي
يا صَبا
|
وَارقصي
يا غُصون
|
وَاسقني
يا نَدى
|
بَين
لَحظ العُيون
|
فيك
يا وَردَتي
|
قَد
حَلا لي الجُنون
|
أَنا
مني الهَوى
|
أَنتَ
منكَ الفتون
|
أَنشري
ما طَوت
|
مِن
غَرامي السُنون
|
كانَ
في أَضلُعي
|
فَرَوَتهُ
الجُفون
|
أَقربي
مِن فمي
|
فَحَديثي
شجون
|
إبراهيم طوقان (ت
1941م):
في
ثَنايا العَجاج
|
وَالتحام
السُيوف
|
بَينَما
الجَوُّ داج
|
وَالمَنايا
تَطوف
|
يَتَهادى
نَسيم
|
فيهِ
أَزكى سَلام
|
نَحوَ
عَبد الكَريم
|
الأَمير
الهَمام
|
ريفُنا
غابُنا نَحنُ فيه
|
الأُسود
ريفُنا نَحميه
|
كُلُّنا
يُعجبُ
|
بِفَتى
المَغربِ
|
كُلُّنا
يَطربُ
|
لانتصار
الأَبي
|
أَينَ
جَيش العِدا
|
إِن
دَعا للجِهاد
|
أَصبَحوا
أَعبُدا
|
بِالسُيوف
الحداد
|
ريفُنا
غابُنا نَحنُ فيه
|
الأُسود
ريفُنا نَحميه
|
طالَما
اِستعبَدوا
|
وَأَذَلُّوا
الرِقاب
|
أَيُّها
الأَيِّدُ
|
جاءَ
يَومَ الحِساب
|
فَليذوقوا
الزَعاف
|
بِالظَبي
وَالأَسَل
|
وَلنُعَلِّ
الهتاف
|
للأَمير
البَطَل
|
ريفُنا
غابُنا نَحنُ فيه
|
الأُسود
ريفُنا نَحميه
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق