|
|
|
حَيِّ الحُمولَ بِجانِبِ العَزلِ إِذ لا يُلائِمُ شَكلَها شَكلي |
|
ماذا يَشُكُّ عَلَيكَ مِن ظَعنٍ إِلّا صِباكَ وَقِلَّةُ العَقلِ |
|
مَنّيتَنا بِغَدٍ وَبَعدَ غَدٍ حَتّى بَخَلتَ كَأَسوَءِ البُخلِ |
|
يا رُبَّ غانِيَةٍ لَهَوتُ بِه وَمَشَيتُ مُتَّئِداً عَلى رُسلي |
|
لا أَستَقيدُ لِمَن دَعا لِصِب قَسراً وَلا أَصطادُ بِالخَتلِ |
|
وَتَنوفَةٍ حَرداءَ مُهلِكَةٍ جاوَرتُها بِنَجائِبٍ فُتلِ |
|
فَيَبِتنَ يَنهَسنَ الجَبوبَ بِه وَأَبيتُ مُرتَفِقاً عَلى رَحلي |
|
مُتَوَسِّداً عَضباً مَضارِبُهُ في مَتنِهِ كَمَدَبَّةِ النَملِ |
|
يُدعى صَقيلاً وَهوَ لَيسَ لَهُ عَهدٌ بِتَمويهٍ وَلا صَقلِ |
|
عَفَتِ الدِيارُ فَما بِها أَهلي وَلَوَت شُموسُ بَشاشَةَ البَذلِ |
|
نَظَرَت إِلَيكَ بِعَينِ جازِئَةٍ حَوراءَ حانِيَةٍ عَلى طِفلِ |
|
فَلَها مُقَلَّدُها وَمُقلَتُه وَلَها عَلَيهِ سَراوَةُ الفَضلِ |
|
أَقبَلتُ مُقتَصِداً وَراجَعَني حِلمي وَسُدِّدَ لِلتُقى فِعلي |
|
وَاللَهُ أَنجَحُ ما طَلَبتَ بِهِ وَالبِرُّ خَيرُ حَقيبَةِ الرَحلِ |
|
وَمِنَ الطَريقَةِ جائِرٌ وَهُدى قَصدُ السَبيلِ وَمِنهُ ذو دَخلِ |
|
إِنّي لَأَصرِمُ مَن يُصارِمُني وَأُجِدُّ وَصلَ مَنِ اِبتَغى وَصلي |
|
وَأَخي إِخاءٍ ذي مُحافَظَةٍ سَهلَ الخَليقَةِ ماجِدِ الأَصلِ |
|
حُلوٍ إِذا ما جِئتُ قالَ أَل في الرُحبِ أَنتَ وَمَنزِلُ السَهلِ |
|
نازَعتُهُ كَأسَ الصَبوحِ وَلَم أَجهَل مُجِدَّةَ عِذرَةِ الرَجُلِ |
|
إِنّي بِحَبلِكَ واصِلٌ حَبلي وَبِريشِ نَبلِكَ رائِشٌ نَبلي |
|
ما لَم أَجِدكَ عَلى هُدى أَثَرٍ يَقرو مَقَصَّكَ قائِفٌ قَبلي |
|
وَشَمائِلي ما قَد عَلِمتَ وَم نَبَحَت كِلابُكَ طارِقاً مِثلي |
|
عنترة بن شداد: |
|
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ |
|
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي |
|
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّه فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ |
|
وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُن بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ |
|
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ |
|
حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ
مَخرَمِ |
|
عُلِّقتُها عَرَضاً وَأَقتُلُ قَومَه زَعماً لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ |
|
وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ |
|
كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُه بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ |
|
إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّم زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ |
|
ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِه وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ |
|
فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً سوداً كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ |
|
إِذ تَستَبيكَ بِذي غُروبٍ واضِحٍ عَذبٍ مُقَبَّلُهُ لَذيذِ المَطعَمِ |
|
وَكَأَنَّ فارَةَ تاجِرٍ بِقَسيمَةٍ سَبَقَت عَوارِضَها إِلَيكَ مِنَ الفَمِ |
|
أَو رَوضَةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبتَه غَيثٌ قَليلُ الدِمنِ لَيسَ بِمَعلَمِ |
|
جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ |
|
سَحّاً وَتَسكاباً فَكُلَّ عَشِيَّةٍ يَجري عَلَيها الماءُ لَم يَتَصَرَّمِ |
|
وَخَلا الذُبابُ بِها فَلَيسَ بِبارِحٍ غَرِداً كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ |
|
هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ قَدحَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ |
|
تُمسي وَتُصبِحُ فَوقَ ظَهرِ حَشِيَّةٍ وَأَبيتُ
فَوقَ سَراةِ أَدهَمَ مُلجَمِ |
|
وَحَشِيَّتي سَرجٌ عَلى عَبلِ الشَوى نَهدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المَحزِمِ |
|
هَل تُبلِغَنّي دارَها شَدَنِيَّةٌ لُعِنَت بِمَحرومِ الشَرابِ مُصَرَّمِ |
|
خَطّارَةٌ غِبَّ السُرى زَيّافَةٌ تَطِسُ الإِكامَ بِوَخذِ خُفٍّ ميثَمِ |
|
وَكَأَنَّما تَطِسُ الإِكامَ عَشِيَّةً بِقَريبِ بَينَ المَنسِمَينِ مُصَلَّمِ |
|
تَأوي لَهُ قُلُصُ النَعامِ كَما أَوَت حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لِأَعجَمَ طِمطِمِ |
|
يَتبَعنَ قُلَّةَ رَأسِهِ وَكَأَنَّهُ حِدجٌ عَلى نَعشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ |
|
صَعلٍ يَعودُ بِذي العُشَيرَةِ بَيضَهُ كَالعَبدِ ذي الفَروِ الطَويلِ الأَصلَمِ |
|
شَرِبَت بِماءِ الدُحرُضَينِ فَأَصبَحَت زَوراءَ تَنفِرُ عَن حِياضِ الدَيلَمِ |
|
وَكَأَنَّما تَنأى بِجانِبِ دَفَّها ال وَحشِيِّ مِن هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ |
|
هِرٍ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَت لَهُ غَضَبى اِتَّقاها بِاليَدَينِ وَبِالفَمِ |
|
بَرَكَت عَلى جَنبِ الرِداعِ كَأَنَّم بَرَكَت عَلى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ |
|
وَكأَنَّ رُبّاً أَو كُحَيلاً مُعقَد حَشَّ الوَقودُ بِهِ جَوانِبَ قُمقُمِ |
|
يَنباعُ مِن ذِفرى غَضوبٍ جَسرَةٍ زَيّافَةٍ
مِثلَ الفَنيقِ المُكدَمِ |
|
إِن تُغدِفي دوني القِناعَ فَإِنَّني طَبٌّ بِأَخذِ الفارِسِ المُستَلئِمِ |
|
أَثني عَلَيَّ بِما عَلِمتِ فَإِنَّني سَمحٌ مُخالَقَتي إِذا لَم أُظلَمِ |
|
وَإِذا ظُلِمتُ فَإِنَّ ظُلمِيَ باسِلٌ مُرٌّ مَذاقَتَهُ كَطَعمِ العَلقَمِ |
|
وَلَقَد شَرِبتُ مِنَ المُدامَةِ بَعدَم رَكَدَ الهَواجِرُ بِالمَشوفِ المُعلَمِ |
|
بِزُجاجَةٍ صَفراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ قُرِنَت بِأَزهَرَ في الشَمالِ مُفَدَّمِ |
|
فَإِذا شَرِبتُ فَإِنَّني مُستَهلِكٌ مالي وَعِرضي وافِرٌ لَم يُكلَمِ |
|
وَإِذا صَحَوتُ فَما أُقَصِّرُ عَن نَدىً وَكَما عَلِمتِ شَمائِلي وَتَكَرُّمي |
|
وَحَليلِ غانِيَةٍ تَرَكتُ مُجَدَّل تَمكو فَريصَتُهُ كَشَدقِ الأَعلَمِ |
|
سَبَقَت يَدايَ لَهُ بِعاجِلِ طَعنَةٍ وَرَشاشِ نافِذَةٍ كَلَونِ العَندَمِ |
|
هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي |
|
إِذ لا أَزالُ عَلى رِحالَةِ سابِحٍ نَهدٍ تَعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ |
|
طَوراً يُجَرَّدُ لِلطِعانِ وَتارَةً يَأوي إِلى حَصدِ القَسِيِّ عَرَمرَمِ |
|
يُخبِركِ مَن شَهِدَ الوَقيعَةَ أَنَّني أَغشى الوَغى وَأَعِفُّ عِندَ المَغنَمِ |
|
وَمُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزالَهُ لا مُمعِنٍ هَرَباً وَلا مُستَسلِمِ |
|
جادَت لَهُ كَفّي بِعاجِلِ طَعنَةٍ بِمُثَقَّفٍ صَدقِ الكُعوبِ مُقَوَّمِ |
|
فَشَكَكتُ بِالرُمحِ الأَصَمِّ ثِيابَهُ لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ |
|
فَتَرَكتُهُ جَزَرَ السِباعِ يَنُشنَهُ يَقضِمنَ حُسنَ بِنانِهِ وَالمِعصَمِ |
|
وَمِشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكتُ فُروجَه بِالسَيفِ عَن حامي الحَقيقَةِ مُعلِمِ |
|
رَبِذٍ يَداهُ بِالقِداحِ إِذا شَت هَتّاكِ غاياتِ التِجارِ مُلَوَّمِ |
|
لَمّا رَآني قَد نَزَلتُ أُريدُهُ أَبدى نَواجِذَهُ لِغَيرِ تَبَسُّمِ |
|
عَهدي بِهِ مَدَّ النَهارِ كَأَنَّم خُضِبَ البَنانُ وَرَأسُهُ بِالعِظلِمِ |
|
فَطَعَنتُهُ بِالرُمحِ ثُمَّ عَلَوتُهُ بِمُهَنَّدٍ صافي الحَديدَةِ مِخذَمِ |
|
بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرحَةٍ يُحذى
نِعالَ السِبتِ لَيسَ بِتَوأَمِ |
|
يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَن حَلَّت لَهُ حَرُمَت عَلَيَّ وَلَيتَها لَم تَحرُمِ |
|
فَبَعَثتُ جارِيَتي فَقُلتُ لَها اِذهَبي فَتَجَسَّسي أَخبارَها لِيَ وَاِعلَمي |
|
قالَت رَأَيتُ مِنَ الأَعادي غِرَّةً وَالشاةُ مُمكِنَةٌ لِمَن هُوَ مُرتَمِ |
|
وَكَأَنَّما اِلتَفَتَت بِجيدِ جَدايَةٍ رَشإٍ مِنَ الغِزلانِ حُرٍّ أَرثَمِ |
|
نِبِّئتُ عَمرواً غَيرَ شاكِرِ نِعمَتي وَالكُفرُ مَخبَثَةٌ لَنَفسِ المُنعِمِ |
|
وَلَقَد حَفِظتُ وَصاةَ عَمّي بِالضُحى إِذ تَقلِصُ الشَفَتانِ عَن وَضَحِ
الفَمِ |
|
في حَومَةِ الحَربِ الَّتي لا تَشتَكي غَمَراتِها الأَبطالُ غَيرَ تَغَمغُمِ |
|
إِذ يَتَّقونَ بِيَ الأَسِنَّةَ لَم أَخِم عَنها وَلَكِنّي تَضايَقَ مُقدَمي |
|
لَمّا رَأَيتُ القَومَ أَقبَلَ جَمعُهُم يَتَذامَرونَ كَرَرتُ غَيرَ مُذَمَّمِ |
|
يَدعونَ عَنتَرَ وَالرِماحُ كَأَنَّه أَشطانُ بِئرٍ في لَبانِ الأَدهَمِ |
|
ما زِلتُ أَرميهِم بِثُغرَةِ نَحرِهِ وَلَبانِهِ حَتّى تَسَربَلَ بِالدَمِ |
|
فَاِزوَرَّ مِن وَقعِ القَنا بِلَبانِهِ وَشَكا إِلَيَّ بِعَبرَةٍ وَتَحَمحُمِ |
|
لَو كانَ يَدري ما المُحاوَرَةُ اِشتَكى وَلَكانَ لَو عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمي |
|
وَلَقَد شَفى نَفسي وَأَذهَبَ سُقمَه قيلُ الفَوارِسِ وَيكَ عَنتَرَ أَقدِمِ |
|
وَالخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبارَ عَوابِس مِن بَينِ شَيظَمَةٍ وَآخَرَ شَيظَمِ |
|
ذُلُلٌ رِكابي حَيثُ شِئتُ مُشايِعي لُبّي وَأَحفِزُهُ بِأَمرٍ مُبرَمِ |
|
وَلَقَد خَشيتُ بِأَن أَموتَ وَلَم تَدُر لِلحَربِ دائِرَةٌ عَلى اِبنَي ضَمضَمِ |
|
الشاتِمَي عِرضي وَلَم أَشتِمهُم وَالناذِرَينِ إِذا لَم اَلقَهُما دَمي |
|
إِن يَفعَلا فَلَقَد تَرَكتُ أَباهُم جَزَرَ السِباعِ وَكُلِّ نَسرٍ قَشعَمِ |
|
أبو تمام: |
|
رَقَّت حَواشي الدَهرُ فَهيَ تَمَرمَرُ وَغَدا الثَرى في حَليِهِ يَتَكَسَّرُ |
|
نَزَلَت مُقَدِّمَةُ المَصيفِ حَميدَةً وَيَدُ الشِتاءِ جَديدَةٌ لا تُكفَرُ |
|
لَولا الَّذي غَرَسَ الشِتاءُ بِكَفِّهِ لاقى المَصيفُ هَشائِماً لا تُثمِرُ |
|
كَم لَيلَةٍ آسى البِلادَ بِنَفسِهِ فيها وَيَومٍ وَبلُهُ مُثعَنجِرُ |
|
مَطَرٌ يَذوبُ الصَحوُ مِنهُ وَبَعدَهُ صَحوٌ يَكادُ مِنَ الغَضارَةِ يُمطِرُ |
|
غَيثانِ فَالأَنواءُ غَيثٌ ظاهِرٌ لَكَ وَجهُهُ وَالصَحوُ غَيثٌ مُضمَرُ |
|
وَنَدىً إِذا اِدَّهَنَت بِهِ لِمَمُ الثَرى خِلتَ السِحابَ أَتاهُ وَهُوَ مُعَذِّرُ |
|
أَرَبَيعَنا في تِسعَ عَشرَةَ حِجَّةً حَقّاً لَهِنَّكَ لَلرَبيعُ الأَزهَرُ |
|
ما كانَتِ الأَيّامُ تُسلَب بَهجَةً لَو أَنَّ حُسنَ الرَوضِ كانَ يُعَمَّرُ |
|
أَوَلا تَرى الأَشياءَ إِن هِيَ غُيِّرَت سَمُجَت وَحُسنُ الأَرضِ حينَ تُغَيَّرُ |
|
يا صاحِبَيَّ تَقَصَّيا نَظَرَيكُما تَرَيا وُجوهَ الأَرضِ كَيفَ تَصَوَّرُ |
|
تَرَيا نَهاراً مُشمِساً قَد شابَهُ زَهرُ الرُبا فَكَأَنَّما هُوَ مُقمِرُ |
|
دُنيا مَعاشٌ لِلوَرى حَتّى إِذا جُلِيَ الرَبيعُ فَإِنَّما هِيَ مَنظَرُ |
|
أَضحَت تَصوغُ بُطونُها لِظُهورِها نَوراً تَكادُ لَهُ القُلوبُ تُنَوِّرُ |
|
مِن كُلِّ زائِرَةٍ تَرَقرَقُ بِالنَدى فَكَأَنَّها عَينٌ عَلَيهِ تَحَدَّرُ |
|
تَبدو وَيَحجُبُها الجَميمُ كَأَنَّها عَذراءُ تَبدو تارَةً وَتَخَفَّرُ |
|
حَتّى غَدَت وَهَداتُها وَنِجادُها فِئَتَينِ في خِلَعِ الرَبيعِ تَبَختَرُ |
|
مُصفَرَّةً مُحمَرَّةً فَكَأَنَّها عُصَبٌ تَيَمَنَّ في الوَغا وَتَمَضَّرُ |
|
مِن فاقِعٍ غَضِّ النَباتِ كَأَنَّهُ دُرُّ يُشَقَّقُ قَبلُ ثُمَّ يُزَعفَرُ |
|
أَو ساطِعٍ في حُمرَةٍ فَكَأَنَّ ما يَدنو إِلَيهِ مِنَ الهَواءِ مُعَصفَرُ |
|
صُنعُ الَّذي لَولا بَدائِعُ صُنعِهِ ما عادَ أَصفَرَ بَعدَ إِذ هُوَ أَخضَرُ |
|
خُلُقٌ أَطَلَّ مِنَ الرَبيعِ كَأَنَّهُ خُلُقُ الإِمامِ وَهَديُهُ المُتَيَسِّرُ |
|
في الأَرضِ مِن عَدلِ الإِمامِ وَجودِهِ وَمِنَ النَباتِ الغَضِّ سُرجٌ تَزهَرُ |
|
تُنسى الرِياضُ وَما يُرَوَّضُ فِعلُهُ أَبَداً عَلى مَرِّ اللَيالي يُذكَرُ |
|
إِنَّ الخَليفَةَ حينَ يُظلِمُ حادِثٌ عَينُ الهُدى وَلَهُ الخِلافَةُ مَحجَرُ |
|
كَثُرَت بِهِ حَرَكاتُها وَلَقَد تُرى مِن فَترَةٍ وَكَأَنَّها تَتَفَكَّرُ |
|
ما زِلتُ أَعلَمُ أَنَّ عُقدَةَ أَمرِها في كَفِّهِ مُذ خُلِّيَت تَتَخَيَّرُ |
|
سَكَنَ الزَمانُ فَلا يَدٌ مَذمومَةٌ لِلحادِثاتِ وَلا سَوامٌ يُذعَرُ |
|
نَظَمَ البِلادَ فَأَصبَحَت وَكَأَنَّها عِقدٌ كَأَنَّ العَدلَ فيهِ جَوهَرُ |
|
لَم يَبقَ مَبدىً موحِشٌ إِلّا اِرتَوى مِن ذِكرِهِ فَكَأَنَّما هُوَ مَحضَرُ |
|
مَلِكٌ يَضِلُّ الفَخرُ في أَيّامِهِ وَيَقِلُّ في نَفَحاتِهِ ما يَكثُرُ |
|
فَليَعسُرَنَّ عَلى اللَيالي بَعدَهُ أَن يُبتَلى بِصُروفِهِنَّ المُعسِرُ |
|
المتنبي: |
|
أَمِنَ اِزدَيارَكِ في الدُجى الرُقَباءُ إِذ حَيثُ أَنتِ مِنَ الظَلامِ ضِياءُ |
|
قَلَقُ المَليحَةِ وَهيَ مِسكٌ هَتكُها وَمَسيرُها في اللَيلِ وَهيَ ذُكاءُ |
|
أَسَفي عَلى أَسَفي الَّذي دَلَّهتِني عَن عِلمِهِ فَبِهِ عَلَيَّ خَفاءُ |
|
وَشَكِيَّتي فَقدُ السَقامِ لِأَنَّهُ قَد كانَ لَمّا كانَ لي أَعضاءُ |
|
مَثَّلتِ عَينَكِ في حَشايَ جِراحَةً فَتَشابَها كِلتاهُما نَجلاءُ |
|
نَفَذَت عَلَيَّ السابِرِيَّ وَرُبَّما تَندَقُّ فيهِ الصَعدَةُ السَمراءُ |
|
أَنا صَخرَةُ الوادي إِذا ما زوحِمَت وَإِذا نَطَقتُ فَإِنَّني الجَوزاءُ |
|
وَإِذا خَفيتُ عَلى الغَبِيِّ فَعاذِرٌ أَن لا تَراني مُقلَةٌ عَمياءُ |
|
شِيَمُ اللَيالي أَن تُشَكِّكَ ناقَتي صَدري بِها أَفضى أَمِ البَيداءُ |
|
فَتَبيتُ تُسئِدُ مُسئِداً في نَيِّها إِسآدَها في المَهمَهِ الإِنضاءُ |
|
أَنساعُها مَمغوطَةٌ وَخِفافُها مَنكوحَةٌ وَطَريقُها عَذراءُ |
|
يَتَلَوَّنُ الخِرّيتُ مِن خَوفِ التَوى فيها كَما يَتَلَوَّنُ الحِرباءُ |
|
بَيني وَبَينَ أَبي عَلِيٍّ مِثلُهُ شُمُّ الجِبالِ وَمِثلَهُنَّ رَجاءُ |
|
وَعِقابُ لُبنانٍ وَكَيفَ بِقَطعِها وَهُوَ الشِتاءُ وَصَيفُهُنَّ شِتاءُ |
|
لَبَسَ الثُلوجُ بِها عَلَيَّ مَسالِكي فَكَأَنَّها بِبَياضِها سَوداءُ |
|
وَكَذا الكَريمُ إِذا أَقامَ بِبَلدَةٍ سالَ النُضارُ بِها وَقامَ الماءُ |
|
جَمَدَ القِطارُ وَلَو رَأَتهُ كَما تَرى بُهِتَت فَلَم تَتَبَجَّسِ الأَنواءُ |
|
في خَطِّهِ مِن كُلِّ قَلبٍ شَهوَةٌ حَتّى كَأَنَّ مِدادَهُ الأَهواءُ |
|
وَلِكُلِّ عَينٍ قُرَّةٌ في قُربِهِ حَتّى كَأَنَّ مَغيبَهُ الأَقذاءُ |
|
مَن يَهتَدي في الفِعلِ ما لا تَهتَدي في القَولِ حَتّى يَفعَلَ الشُعَراءُ |
|
في كُلِّ يَومٍ لِلقَوافي جَولَةٌ في قَلبِهِ وَلِأُذنِهِ إِصغاءُ |
|
وَإِغارَةٌ فيما اِحتَواهُ كَأَنَّما في كُلِّ بَيتٍ فَيلَقٌ شَهباءُ |
|
مَن يَظلِمُ اللُؤَماءَ في تَكليفِهِم أَن يُصبِحوا وَهُمُ لَهُ أَكفاءُ |
|
وَنَذيمُهُم وَبِهِم عَرَفنا فَضلَهُ وَبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشياءُ |
|
مَن نَفعُهُ في أَن يُهاجَ وَضَرُّهُ في تَركِهِ لَو تَفطَنُ الأَعداءُ |
|
فَالسَلمُ يَكسِرُ مِن جَناحَي مالِهِ بِنَوالِهِ ما تَجبُرُ الهَيجاءُ |
|
يُعطي فَتُعطى مِن لُهى يَدِهِ اللُهى وَتُرى بِرُؤيَةِ رَأيِهِ الآراءُ |
|
مُتَفَرِّقُ الطَعمَينِ مُجتَمِعُ القُوى فَكَأَنَّهُ السَرّاءُ وَالضَرّاءُ |
|
وَكَأَنَّهُ ما لا تَشاءُ عُداتُهُ مُتَمَثِّلاً لِوُفودِهِ ما شاؤوا |
|
يا أَيُّها المُجدى عَلَيهِ روحُهُ إِذ لَيسَ يَأتِيهِ لَها اِستِجداءُ |
|
اِحمَد عُفاتَكَ لا فُجِعتَ بِفَقدِهِم فَلَتَركُ
ما لَم يَأخُذوا إِعطاءُ |
|
لا تَكثُرُ الأَمواتُ كَثرَةُ قِلَّةٍ إِلّا إِذا شَقِيَت بِكَ الأَحياءُ |
|
وَالقَلبُ لا يَنشَقُّ عَمّا تَحتَهُ حَتّى تَحُلَّ بِهِ لَكَ الشَحناءُ |
|
لَم تُسمَ يا هارونُ إِلّا بَعدَما اِق تَرَعَت وَنازَعَتِ اِسمَكَ الأَسماءُ |
|
فَغَدَوتَ وَاِسمُكَ فيكَ غَيرُ مُشارِكٍ وَالناسُ فيما في يَدَيكَ سَواءُ |
|
لَعَمَمتَ حَتّى المُدنُ مِنكَ مِلاءُ وَلَفُتَّ حَتّى ذا الثَناءُ لَفاءُ |
|
وَلَجُدتَ حَتّى كِدتَ تَبخَلُ حائِلاً لِلمُنتَهى وَمِنَ السُرورِ بُكاءُ |
|
أَبَدَأتَ شَيءً مِنكَ يُعرَفُ بَدؤُهُ وَأَعَدتَ حَتّى أُنكِرَ الإِبداءُ |
|
فَالفَخرُ عَن تَقصيرِهِ بِكَ ناكِبٌ وَالمَجدُ مِن أَن تُستَزادَ بَراءُ |
|
فَإِذا سُئِلتَ فَلا لِأَنَّكَ مُحوِجٌ وَإِذا كُتِمتَ وَشَت بِكَ الآلاءُ |
|
وَإِذا مُدِحتَ فَلا لِتَكسِبَ رَفعَةً لِلشاكِرينَ عَلى الإِلَهِ ثَناءُ |
|
وَإِذا مُطِرتَ فَلا لِأَنَّكَ مُجدِبٌ يُسقى الخَصيبُ وَتُمطَرُ الدَأماءُ |
|
لَم تَحكِ نائِلَكَ السَحابُ وَإِنَّما حُمَّت بِهِ فَصَبيبُها الرُحَضاءُ |
|
لَم تَلقَ هَذا الوَجهَ شَمسُ نَهارِنا إِلّا بِوَجهٍ لَيسَ فيهِ حَياءُ |
|
فَبِأَيِّما قَدَمٍ سَعَيتَ إِلى العُلا أُدُمُ الهِلالِ لِأَخمَصَيكَ حِذاءُ |
|
وَلَكَ الزَمانُ مِنَ الزَمانِ وِقايَةٌ وَلَكَ الحِمامُ مِنَ الحِمامِ فِداءُ |
|
لَو لَم تَكُن مِن ذا الوَرى الَّذي مِنكَ هو عَقِمَت بِمَولِدِ نَسلِها حَوّاءُ |
|
المتنبي: |
|
لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ أَقفَرتِ أَنتِ وَهُنَّ مِنكِ أَواهِلُ |
|
يَعلَمنَ ذاكِ وَما عَلِمتِ وَإِنَّما أَولاكُما بِبُكى عَلَيهِ العاقِلُ |
|
وَأَنا الَّذي اِجتَلَبَ المَنِيَّةَ طَرفُهُ فَمَنِ المُطالَبُ وَالقَتيلُ القاتِلُ |
|
تَخلو الدِيارُ مِنَ الظِباءِ وَعِندَهُ مِن كُلِّ تابِعَةٍ خَيالٌ خاذِلُ |
|
اللاءِ أَفتَكُها الجَبانُ بِمُهجَتي وَأَحَبُّها قُرباً إِلَيَّ الباخِلُ |
|
الرامِياتُ لَنا وَهُنَّ نَوافِرٌ وَالخاتِلاتُ لَنا وَهُنَّ غَوافِلُ |
|
كافَأنَنا عَن شِبهِهِنَّ مِنَ المَها فَلَهُنَّ في غَيرِ التُرابِ حَبائِلُ |
|
مِن طاعِني ثُغَرِ الرِجالِ جَآذِرٌ وَمِنَ الرِماحِ دَمالِجٌ وَخَلاخِلُ |
|
وَلِذا اِسمُ أَغطِيَةِ العُيونِ جُفونُها مِن أَنَّها عَمَلَ السُيوفِ عَوامِلُ |
|
كَم وَقفَةٍ سَجَرَتكَ شَوقاً بَعدَما غَرِيَ الرَقيبُ بِنا وَلَجَّ العاذِلُ |
|
دونَ التَعانُقِ ناحِلَينِ كَشَكلَتَي نَصبٍ أَدَقَّهُما وَصَمَّ الشاكِلُ |
|
اِنعَم وَلَذَّ فَلِلأُمورِ أَواخِرٌ أَبَداً إِذا كانَت لَهُنَّ أَوائِلُ |
|
ما دُمتَ مِن أَرَبِ الحِسانِ فَإِنَّما رَوقُ الشَبابِ عَلَيكَ ظِلٌّ زائِلُ |
|
لِلَّهوِ آوِنَةٌ تَمُرُّ كَأَنَّها قُبَلٌ يُزَوَّدُها حَبيبٌ راحِلُ |
|
جَمَحَ الزَمانُ فَما لَذيذٌ خالِصٌ مِمّا يَشوبُ وَلا سُرورٌ كامِلُ |
|
حَتّى أَبو الفَضلِ اِبنُ عَبدِ اللَهِ رُؤ يَتُهُ المُنى وَهيَ المَقامُ الهائِلُ |
|
مَمطورَةٌ طُرقي إِلَيها دونَها مِن جودِهِ في كُلِّ فَجٍّ وابِلُ |
|
مَحجوبَةٌ بِسُرادِقٍ مِن هَيبَةٍ تَثني الأَزِمَّةَ وَالمَطِيُّ ذَوامِلُ |
|
لِلشَمسِ فيهِ وَلِلرِياحِ وَلِلسَحا بِ وَلِلبِحارِ وَلِلأُسودِ شَمائِلُ |
|
وَلَدَيهِ مِلعِقيانِ وَالأَدَبِ المُفا دِ وَمِلحَياةِ وَمِلمَماتِ مَناهِلُ |
|
لَو لَم يُهَب لَجَبُ الوُفودِ حَوالَهُ لَسَرى إِلَيهِ قَطا الفَلاةِ الناهِلُ |
|
يَدري بِما بِكَ قَبلَ تُظهِرُهُ لَهُ مِن ذِهنِهِ وَيُجيبُ قَبلَ تُسائِلُ |
|
وَتَراهُ مُعتَرِضاً لَها وَمُوَلِّياً أَحداقُنا وَتَحارُ حينَ يُقابِلُ |
|
كَلِماتُهُ قُضُبٌ وَهُنَّ فَواصِلٌ كُلُّ الضَرائِبِ تَحتَهُنَّ مَفاصِلُ |
|
هَزَمَت مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلَّها حَتّى كَأَنَّ المَكرُماتِ قَنابِلُ |
|
وَقَتَلنَ دَفراً وَالدُهَيمَ فَما تُرى أُمُّ الدُهَيمِ وَأُمُّ دَفرٍ هابِلُ |
|
عَلّامَةُ العُلَماءِ وَاللُجُّ الَّذي لا يَنتَهي وَلِكُلِّ لُجٍّ ساحِلُ |
|
لَو طابَ مَولِدُ كُلِّ حَيٍّ مِثلَهُ وَلَدَ النِساءُ وَما لَهُنَّ قَوابِلُ |
|
لَو بانَ بِالكَرَمِ الجَنينُ بَيانَهُ لَدَرَت بِهِ ذَكَرٌ أَمُ اَنثى الحامِلُ |
|
لِيَزِد بَنو الحَسَنِ الشِرافُ تَواضُعاً هَيهاتَ تُكتَمُ في الظَلامِ مَشاعِلُ |
|
سَتَروا النَدى سَترَ الغُرابِ سِفادَهُ فَبَدا وَهَل يَخفى الرَبابُ الهاطِلُ |
|
جَفَخَت وَهُم لا يَجفَخونَ بِهابِهِم شِيَمُ عَلى الحَسَبِ الأَغَرِّ دَلائِلُ |
|
مُتَشابِهِي وَرَعِ النُفوسِ كَبيرُهُم وَصَغيرُهُم عَفُّ الإِزارِ حُلاحِلُ |
|
يا اِفخَر فَإِنَّ الناسِ فيكَ ثَلاثَةٌ مُستَعظِمٌ أَو حاسِدٌ أَو جاهِلُ |
|
وَلَقَد عَلَوتَ فَما تُبالي بَعدَما عَرَفوا أَيَحمَدُ أَم يَذُمُّ القائِلُ |
|
أُثني عَلَيكَ وَلَو تَشاءُ لَقُلتَ لي قَصَّرتَ فَالإِمساكُ عَنّي نائِلُ |
|
لا تَجسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ هَهُنا بَيتاً وَلَكِنّي الهِزَبرُ الباسِلُ |
|
ما نالَ أَهلُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّهُم شِعري وَلا سَمِعَت بِسِحرِيَ بابِلُ |
|
وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ |
|
مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعي أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِلُ |
|
وَأَما وَحَقِّكَ وَهوَ غايَةُ مُقسِمٍ لِلحَقُّ أَنتَ وَما سِواكَ الباطِلُ |
|
الطيبُ أَنتَ إِذا أَصابَكَ طيبُهُ وَالماءُ أَنتَ إِذا اِغتَسَلتَ الغاسِلُ |
|
ما دارَ في الحَنَكِ اللِسانُ وَقَلَّبَت قَلَماً بِأَحسَنَ مِن نَثاكَ أَنامِلُ |
|
أحمد شوقي: |
|
وُلِدَ الهُدى
فَالكائِناتُ ضِياءُ وَفَمُ
الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ |
|
الروحُ وَالمَلَأُ
المَلائِكُ حَولَهُ لِلدينِ
وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ |
|
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ
تَزدَهي وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ
العَصماءُ |
|
وَحَديقَةُ الفُرقانِ
ضاحِكَةُ الرُبا بِالتُرجُمانِ
شَذِيَّةٌ غَنّاءُ |
|
وَالوَحيُ يَقطُرُ
سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ وَاللَوحُ
وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ |
|
نُظِمَت أَسامي
الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ |
|
اسمُ الجَلالَةِ في
بَديعِ حُروفِهِ أَلِفٌ هُنالِكَ
وَاسمُ طَهَ الباءُ |
|
يا خَيرَ مَن جاءَ
الوُجودَ تَحِيَّةً مِن مُرسَلينَ
إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا |
|
بَيتُ النَبِيّينَ
الَّذي لا يَلتَقي إِلّا الحَنائِفُ
فيهِ وَالحُنَفاءُ |
|
خَيرُ الأُبُوَّةِ
حازَهُمْ لَكَ آدَمٌ دونَ الأَنامِ
وَأَحرَزَت حَوّاءُ |
|
هُم أَدرَكوا عِزَّ
النُبُوَّةِ وَانتَهَت فيها إِلَيكَ
العِزَّةُ القَعساءُ |
|
خُلِقَت لِبَيتِكَ
وَهوَ مَخلوقٌ لَها إِنَّ
العَظائِمَ كُفؤُها العُظَماءُ |
|
بِكَ بَشَّرَ اللَهُ
السَماءَ فَزُيِّنَت وَتَضَوَّعَت
مِسكًا بِكَ الغَبراءُ |
|
وَبَدا مُحَيّاكَ
الَّذي قَسَماتُهُ حَقٌّ
وَغُرَّتُهُ هُدىً وَحَياءُ |
|
وَعَلَيهِ مِن نورِ
النُبُوَّةِ رَونَقٌ وَمِنَ
الخَليلِ وَهَديِهِ سيماءُ |
|
أَثنى المَسيحُ
عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ وَتَهَلَّلَت
وَاهتَزَّتِ العَذراءُ |
|
يَومٌ يَتيهُ عَلى
الزَمانِ صَباحُهُ وَمَساؤُهُ
بِمُحَمَّدٍ وَضّاءُ |
|
الحَقُّ عالي الرُكنِ
فيهِ مُظَفَّرٌ في المُلكِ لا يَعلو
عَلَيهِ لِواءُ |
|
ذُعِرَت عُروشُ
الظالِمينَ فَزُلزِلَت وَعَلَت عَلى
تيجانِهِم أَصداءُ |
|
وَالنارُ خاوِيَةُ
الجَوانِبِ حَولَهُمْ خَمَدَت
ذَوائِبُها وَغاضَ الماءُ |
|
وَالآيُ تَترى
وَالخَوارِقُ جَمَّةٌ جِبريلُ
رَوّاحٌ بِها غَدّاءُ |
|
نِعمَ اليَتيمُ بَدَت
مَخايِلُ فَضلِهِ وَاليُتمُ رِزقٌ
بَعضُهُ وَذَكاءُ |
|
في المَهدِ يُستَسقى
الحَيا بِرَجائِهِ وَبِقَصدِهِ
تُستَدفَعُ البَأساءُ |
|
بِسِوى الأَمانَةِ في
الصِبا وَالصِدقِ لَم يَعرِفهُ
أَهلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ |
|
يا مَن لَهُ
الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا مِنها
وَما يَتَعَشَّقُ الكُبَراءُ |
|
لَو لَم تُقِم دينًا
لَقامَت وَحدَها دينًا تُضيءُ
بِنورِهِ الآناءُ |
|
زانَتكَ في الخُلُقِ
العَظيمِ شَمائِلٌ يُغرى بِهِنَّ
وَيولَعُ الكُرَماءُ |
|
أَمّا الجَمالُ
فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ وَمَلاحَةُ
الصِدّيقِ مِنكَ أَياءُ |
|
وَالحُسنُ مِن كَرَمِ
الوُجوهِ وَخَيرُهُ ما أوتِيَ
القُوّادُ وَالزُعَماءُ |
|
فَإِذا سَخَوتَ
بَلَغتَ بِالجودِ المَدى وَفَعَلتَ
ما لا تَفعَلُ الأَنواءُ |
|
وَإِذا عَفَوتَ
فَقادِرًا وَمُقَدَّرًا لا
يَستَهينُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ |
|
وَإِذا رَحِمتَ
فَأَنتَ أُمٌّ أَو أَبٌ هَذانِ في
الدُنيا هُما الرُحَماءُ |
|
وَإِذا غَضِبتَ
فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ في الحَقِّ
لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ |
|
وَإِذا رَضيتَ فَذاكَ
في مَرضاتِهِ وَرِضا الكَثيرِ
تَحَلُّمٌ وَرِياءُ |
|
وَإِذا خَطَبتَ
فَلِلمَنابِرِ هِزَّةٌ تَعرو
النَدِيَّ وَلِلقُلوبِ بُكاءُ |
|
وَإِذا قَضَيتَ فَلا
ارتِيابَ كَأَنَّما جاءَ الخُصومَ
مِنَ السَماءِ قَضاءُ |
|
وَإِذا حَمَيتَ
الماءَ لَم يورَد وَلَو أَنَّ
القَياصِرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ |
|
وَإِذا أَجَرتَ
فَأَنتَ بَيتُ اللهِ لَم يَدخُل
عَلَيهِ المُستَجيرَ عَداءُ |
|
وَإِذا مَلَكتَ
النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها وَلَوَ
اَنَّ ما مَلَكَت يَداكَ الشاءُ |
|
وَإِذا بَنَيتَ
فَخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً وَإِذا
ابتَنَيتَ فَدونَكَ الآباءُ |
|
وَإِذا صَحِبتَ رَأى
الوَفاءَ مُجَسَّمًا في بُردِكَ
الأَصحابُ وَالخُلَطاءُ |
|
وَإِذا أَخَذتَ
العَهدَ أَو أَعطَيتَهُ فَجَميعُ
عَهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ |
|
وَإِذا مَشَيتَ إِلى
العِدا فَغَضَنفَرٌ وَإِذا جَرَيتَ
فَإِنَّكَ النَكباءُ |
|
وَتَمُدُّ حِلمَكَ
لِلسَفيهِ مُدارِيًا حَتّى يَضيقَ
بِعَرضِكَ السُفَهاءُ |
|
في كُلِّ نَفسٍ مِن
سُطاكَ مَهابَةٌ وَلِكُلِّ نَفسٍ في
نَداكَ رَجاءُ |
|
وَالرَأيُ لَم يُنضَ
المُهَنَّدُ دونَهُ كَالسَيفِ لَم
تَضرِب بِهِ الآراءُ |
|
يأَيُّها الأُمِيُّ
حَسبُكَ رُتبَةً في العِلمِ أَن
دانَت بِكَ العُلَماءُ |
|
الذِكرُ آيَةُ
رَبِّكَ الكُبرى الَّتي فيها لِباغي
المُعجِزاتِ غَناءُ |
|
صَدرُ البَيانِ لَهُ
إِذا التَقَتِ اللُغى وَتَقَدَّمَ
البُلَغاءُ وَالفُصَحاءُ |
|
نُسِخَت بِهِ
التَوراةُ وَهيَ وَضيئَةٌ وَتَخَلَّفَ
الإِنجيلُ وَهوَ ذُكاءُ |
|
لَمّا تَمَشّى في
الحِجازِ حَكيمُهُ فُضَّت عُكاظُ
بِهِ وَقامَ حِراءُ |
|
أَزرى بِمَنطِقِ
أَهلِهِ وَبَيانِهِمْ وَحيٌ
يُقَصِّرُ دونَهُ البُلَغاءُ |
|
حَسَدوا فَقالوا
شاعِرٌ أَو ساحِرٌ وَمِنَ الحَسودِ
يَكونُ الاستِهزاءُ |
|
قَد نالَ بِالهادي
الكَريمِ وَبِالهُدى ما لَم تَنَل
مِن سُؤْدَدٍ سَيْناءُ |
|
أَمسى كَأَنَّكَ مِن
جَلالِكَ أُمَّةٌ وَكَأَنَّهُ مِن
أُنسِهِ بَيداءُ |
|
يُوحَى إِلَيكَ
الفَوزُ في ظُلُماتِهِ مُتَتابِعًا تُجلى بِهِ الظَلماءُ |
|
دينٌ يُشَيِّدُ آيَةً
في آيَةٍ لَبِناتُهُ السوراتُ
وَالأَدواءُ |
|
الحَقُّ فيهِ هُوَ
الأَساسُ وَكَيفَ لا وَاللهُ جَلَّ
جَلالُهُ البَنّاءُ |
|
أَمّا حَديثُكَ في
العُقولِ فَمَشرَعٌ وَالعِلمُ
وَالحِكَمُ الغَوالي الماءُ |
|
هُوَ صِبغَةُ
الفُرقانِ نَفحَةُ قُدسِهِ وَالسينُ
مِن سَوراتِهِ وَالراءُ |
|
جَرَتِ الفَصاحَةُ
مِن يَنابيعَ النُهى مِن دَوحِهِ
وَتَفَجَّرَ الإِنشاءُ |
|
في بَحرِهِ
لِلسابِحينَ بِهِ عَلى أَدَبِ
الحَياةِ وَعِلمِها إِرساءُ |
|
أَتَتِ الدُهورُ عَلى
سُلافَتِهِ وَلَم تَفنَ السُلافُ
وَلا سَلا النُدَماءُ |
|
بِكَ يا ابنَ عَبدِ
اللهِ قامَت سَمحَةٌ بِالحَقِّ مِن
مَلَلِ الهُدى غَرّاءُ |
|
بُنِيَت عَلى
التَوحيدِ وَهيَ حَقيقَةٌ نادى بِها
سُقراطُ وَالقُدَماءُ |
|
وَجَدَ الزُعافَ مِنَ
السُمومِ لِأَجلِها كَالشَهدِ ثُمَّ
تَتابَعَ الشُهَداءُ |
|
وَمَشى عَلى وَجهِ
الزَمانِ بِنورِها كُهّانُ وادي
النيلِ وَالعُرَفاءُ |
|
إيزيسُ ذاتُ المُلكِ
حينَ تَوَحَّدَت أَخَذَت قِوامَ
أُمورِها الأَشياءُ |
|
لَمّا دَعَوتَ الناسَ
لَبّى عاقِلٌ وَأَصَمَّ مِنكَ
الجاهِلينَ نِداءُ |
|
أَبَوا الخُروجَ
إِلَيكَ مِن أَوهامِهِمْ وَالناسُ
في أَوهامِهِمْ سُجَناءُ |
|
وَمِنَ العُقولِ
جَداوِلٌ وَجَلامِدٌ وَمِنَ
النُفوسِ حَرائِرٌ وَإِماءُ |
|
داءُ الجَماعَةِ مِن
أَرِسطاليسَ لَم يوصَف لَهُ حَتّى
أَتَيتَ دَواءُ |
|
فَرَسَمتَ بَعدَكَ
لِلعِبادِ حُكومَةً لا سوقَةٌ فيها
وَلا أُمَراءُ |
|
اللهُ فَوقَ الخَلقِ
فيها وَحدَهُ وَالناسُ تَحتَ
لِوائِها أَكفاءُ |
|
وَالدينُ يُسرٌ
وَالخِلافَةُ بَيعَةٌ وَالأَمرُ
شورى وَالحُقوقُ قَضاءُ |
|
الإِشتِراكِيّونَ
أَنتَ إِمامُهُمْ لَولا دَعاوي
القَومِ وَالغُلَواءُ |
|
داوَيتَ مُتَّئِدًا
وَداوَوا ظَفرَةً وَأَخَفُّ مِن
بَعضِ الدَواءِ الداءُ |
|
الحَربُ في حَقٍّ
لَدَيكَ شَريعَةٌ وَمِنَ السُمومِ
الناقِعاتِ دَواءُ |
|
وَالبِرُّ عِندَكَ
ذِمَّةٌ وَفَريضَةٌ لا مِنَّةٌ
مَمنونَةٌ وَجَباءُ |
|
جاءَت فَوَحَّدَتِ
الزَكاةُ سَبيلَهُ حَتّى التَقى
الكُرَماءُ وَالبُخَلاءُ |
|
أَنصَفَت أَهلَ
الفَقرِ مِن أَهلِ الغِنى فَالكُلُّ
في حَقِّ الحَياةِ سَواءُ |
|
فَلَوَ اَنَّ
إِنسانًا تَخَيَّرَ مِلَّةً ما
اختارَ إِلّا دينَكَ الفُقَراءُ |
|
يأَيُّها المُسرى
بِهِ شَرَفًا إِلى ما لا تَنالُ
الشَمسُ وَالجَوزاءُ |
|
يَتَساءَلونَ وَأَنتَ
أَطهَرُ هَيكَلٍ بِالروحِ أَم
بِالهَيكَلِ الإِسراءُ |
|
بِهِما سَمَوتَ
مُطَهَّرَينِ كِلاهُما نورٌ
وَرَيحانِيَّةٌ وَبَهاءُ |
|
فَضلٌ عَلَيكَ لِذي
الجَلالِ وَمِنَّةٌ وَاللهُ يَفعَلُ
ما يَرى وَيَشاءُ |
|
تَغشى الغُيوبَ مِنَ
العَوالِمِ كُلَّما طُوِيَت سَماءٌ
قُلِّدَتكَ سَماءُ |
|
في كُلِّ مِنطَقَةٍ
حَواشي نورُها نونٌ وَأَنتَ
النُقطَةُ الزَهراءُ |
|
أَنتَ الجَمالُ بِها
وَأَنتَ المُجتَلى وَالكَفُّ
وَالمِرآةُ وَالحَسناءُ |
|
اللهُ هَيَّأَ مِن
حَظيرَةِ قُدسِهِ نَزُلًا لِذاتِكَ لَم يَجُزهُ عَلاءُ |
|
العَرشُ تَحتَكَ
سُدَّةً وَقَوائِمًا وَمَناكِبُ
الروحِ الأَمينِ وِطاءُ |
|
وَالرُسلُ دونَ
العَرشِ لَم يُؤذَن لَهُمْ حاشا
لِغَيرِكَ مَوعِدٌ وَلِقاءُ |
|
الخَيلُ تَأبى غَيرَ
أَحمَدَ حامِيًا وَبِها إِذا ذُكِرَ
اسمُهُ خُيَلاءُ |
|
شَيخُ الفَوارِسِ
يَعلَمونَ مَكانَهُ إِن هَيَّجَت
آسادَها الهَيجاءُ |
|
وَإِذا تَصَدّى
لِلظُبا فَمُهَنَّدٌ أَو لِلرِماحِ
فَصَعدَةٌ سَمراءُ |
|
وَإِذا رَمى عَن
قَوسِهِ فَيَمينُهُ قَدَرٌ وَما
تُرمى اليَمينُ قَضاءُ |
|
مِن كُلِّ داعي
الحَقِّ هِمَّةُ سَيفِهِ فَلِسَيفِهِ
في الراسِياتِ مَضاءُ |
|
ساقي الجَريحِ
وَمُطعِمُ الأَسرى وَمَن أَمِنَت
سَنابِكَ خَيلِهِ الأَشلاءُ |
|
إِنَّ الشَجاعَةَ في
الرِجالِ غَلاظَةٌ ما لَم تَزِنها
رَأفَةٌ وَسَخاءُ |
|
وَالحَربُ مِن شَرَفِ
الشُعوبِ فَإِن بَغَوا فَالمَجدُ
مِمّا يَدَّعونَ بَراءُ |
|
وَالحَربُ يَبعَثُها
القَوِيُّ تَجَبُّرًا وَيَنوءُ
تَحتَ بَلائِها الضُعَفاءُ |
|
كَم مِن غُزاةٍ
لِلرَسولِ كَريمَةٍ فيها رِضىً
لِلحَقِّ أَو إِعلاءُ |
|
كانَت لِجُندِ اللهِ
فيها شِدَّةٌ في إِثرِها
لِلعالَمينَ رَخاءُ |
|
ضَرَبوا الضَلالَةَ
ضَربَةٌ ذَهَبَت بِها فَعَلى
الجَهالَةِ وَالضَلالِ عَفاءُ |
|
دَعَموا عَلى الحَربِ
السَلامَ وَطالَما حَقَنَت دِماءً
في الزَمانِ دِماءُ |
|
الحَقُّ عِرضُ اللهِ
كلُّ أَبِيَّةٍ بَينَ النُفوسِ
حِمىً لَهُ وَوِقارُ |
|
هَل كانَ حَولَ
مُحَمَّدٍ مِن قَومِهِ إِلا صَبِيٌّ
واحِدٌ وَنِساءُ |
|
فَدَعا فَلَبّى في
القَبائِلِ عُصبَةٌ مُستَضعَفونَ
قَلائِلٌ أَنضاءُ |
|
رَدّوا بِبَأسِ
العَزمِ عَنهُ مِنَ الأَذى ما لا
تَرُدُّ الصَخرَةُ الصَمّاءُ |
|
وَالحَقُّ وَالإيمانُ
إِن صُبّا عَلى بُردٍ فَفيهِ
كَتيبَةٌ خَرساءُ |
|
نَسَفوا بِناءَ
الشِركِ فَهوَ خَرائِبٌ وَاستَأصَلوا
الأَصنامَ فَهيَ هَباءُ |
|
يَمشونَ تُغضي
الأَرضُ مِنهُمْ هَيبَةً وَبِهِمْ
حِيالَ نَعيمِها إِغضاءُ |
|
حَتّى إِذا فُتِحَت
لَهُمْ أَطرافُها لَم يُطغِهِمْ
تَرَفٌ وَلا نَعماءُ |
|
يا مَن لَهُ عِزُّ
الشَفاعَةِ وَحدَهُ وَهوَ
المُنَزَّهُ ما لَهُ شُفَعاءُ |
|
عَرشُ القِيامَةِ
أَنتَ تَحتَ لِوائِهِ وَالحَوضُ
أَنتَ حِيالَهُ السَقاءُ |
|
تَروي وَتَسقي
الصالِحينَ ثَوابَهُمْ وَالصالِحاتُ
ذَخائِرٌ وَجَزاءُ |
|
أَلِمِثلِ هَذا ذُقتَ
في الدُنيا الطَوى وَانشَقَّ مِن
خَلَقٍ عَلَيكَ رِداءُ |
|
لي في مَديحِكَ يا
رَسولُ عَرائِسٌ تُيِّمنَ فيكَ
وَشاقَهُنَّ جَلاءُ |
|
هُنَّ الحِسانُ فَإِن
قَبِلتَ تَكَرُّمًا فَمُهورُهُنَّ
شَفاعَةٌ حَسناءُ |
|
أَنتَ الَّذي نَظَمَ
البَرِيَّةَ دينُهُ ماذا يَقولُ
وَيَنظُمُ الشُعَراءُ |
|
المُصلِحونَ أَصابِعٌ
جُمِعَت يَدًا هِيَ أَنتَ بَل أَنتَ
اليَدُ البَيضاءُ |
|
ما جِئتُ بابَكَ
مادِحًا بَل داعِيًا وَمِنَ
المَديحِ تَضَرُّعٌ وَدُعاءُ |
|
أَدعوكَ عَن قَومي
الضِعافِ لِأَزمَةٍ في مِثلِها
يُلقى عَلَيكَ رَجاءُ |
|
أَدرى رَسولُ اللهِ
أَنَّ نُفوسَهُمْ رَكِبَت هَواها
وَالقُلوبُ هَواءُ |
|
مُتَفَكِّكونَ فَما
تَضُمُّ نُفوسَهُمْ ثِقَةٌ وَلا
جَمَعَ القُلوبَ صَفاءُ |
|
رَقَدوا وَغَرَّهُمُ
نَعيمٌ باطِلٌ وَنَعيمُ قَومٍ في
القُيودِ بَلاءُ |
|
ظَلَموا شَريعَتَكَ
الَّتي نِلنا بِها ما لَم يَنَل في
رومَةَ الفُقَهاءُ |
|
مَشَتِ الحَضارَةُ في
سَناها وَاهتَدى في الدينِ
وَالدُنيا بِها السُعَداءُ |
|
صَلّى عَلَيكَ اللهُ
ما صَحِبَ الدُجى حادٍ وَحَنَّت
بِالفَلا وَجناءُ |
|
وَاستَقبَلَ
الرِضوانَ في غُرُفاتِهِمْ بِجِنانِ
عَدنٍ آلُكَ السُمَحاءُ |
|
خَيرُ الوَسائِلِ مَن
يَقَع مِنهُم عَلى سَبَبٍ إِلَيكَ
فَحَسبِيَ الزَهراءُ |
|
أبو العلاء المعري: |
|
أدْنى الفوارِسِ مَن يُغِيرُ لمَغْنَمِ فاجْعَلْ مُغَارَكَ للمَكارِم تَكرُمِ |
|
وتَوَقّ أمْرَ الغانِياتِ فإنّهُ أمْرٌ إذا خالفْتَه لم تَنْدَمِ |
|
أنا أقْدَمُ الخُلاّنِ فارْضَ نصيحتي إنّ الفَضِيلةَ للحُسامِ الأقْدَمِ |
|
والْحَقْ بتُبّاعِ الأميرِ فكُنْ له تَبَعاً لتُصْبِحَ بالمحَلّ الأعظَمِ |
|
واسْتَزْرِ بالبِيضِ الحِسانِ ولا يكُنْ لكَ غيرُ هِمّةِ صارمٍ أو لَهْذَمِ |
|
المُتّقي بالخيْلْ كلّ عظيمةٍ والمُسْتَبِيحِ بهِنّ كلّ عَرَمْرَمِ |
|
ومُزِيرِها الغَوْرَ الذي لو سَلّمَتْ ريحٌ على أرجائِها لم تَسْلَم |
|
أو بَكّرَ الوَسمِيُّ يَطْلُبُ أَرضَه نَفِدَ الرّبيعُ وتُرْبُها لم يُوسمِ |
|
لا تَسْتَبِينُ الشّهْبُ فيه تنائِياً ويَلُوحُ فيه البَدْرُ مثلَ الدّرهَمِ |
|
هذا وكم جَبَلٍ عصَاها أهْلُه فَهَوَتْ عليه مع الطّيورِ الحُوّمِ |
|
وأجازَهَا قُذَفاتِ كلّ مُنِيفَةٍ وَكْرُ العُقابِ بها وبيْتُ الأعْصَمِ |
|
فوطِئْنَ أوْكارَ الأنُوقِ ورُوّعَت مِنها وباتَ المُهْرُ ضَيْفَ الهَيْثَمِ |
|
علِمَتْ وأضْعَفَها الحِذارُ فلم تَطِرْ من ضَعْفِها فكأنّها لم تَعْلَمِ |
|
وبَعيدةِ الأطرافِ رُعْنَ بماجِدٍ يَرْدِينَ فوقَ أساوِدٍ لم تَطْعَمِ |
|
تَرعى خوافي الرُّبْدِ في حَجَراتِها سَغْباً وتَعْثُرُ بالغَطَاطِ النُّوَمِ |
|
يَجْمَعْنَ أنفُسَهُنّ كي يَبْلُغْن ما يَهْوَى فمُجْفَرُهنّ مثْلُ الأهضَمِ |
|
ضَمَرَتْ وشَزّبَها القِيادُ فأصْبحتْ والطّرْفُ يرْكُضُ في مَسابِ الأرقَمِ |
|
مِن كلّ مُعْطِيَةِ الأعِنّةِ سرْجُها تَرْقى فوارِسُها إليه بسُلّمِ |
|
غَرّاءَ سَلْهَبَةٍ كَأنّ لجامَها نالَ السماءَ به بَنانُ المُلْجِمِ |
|
ومُقابَلٍ بينَ الوَجيهِ ولاحِقٍ وافاكَ بينَ مُطَهَّمٍ ومُطَهَّمِ |
|
صاغَ النّهارُ حُجُولَهُ فكأنّما قَطعتْ له الظّلماءُ ثوبَ الأدهَمِ |
|
قلِقَ السّماكُ لرَكْضِهِ ولربّما نَفَضَ الغُبارَ على جبِينِ المِرْزَمِ |
|
مِثلُ العرائسِ ما انثَنَتْ من غارةٍ إلا مُخَضَّبَةَ السّنابِكِ بالدّمِ |
|
سَهِرَتْ وقد هجَعَ الدليلُ بلابسٍ بُرْدَ الحُبابِ مُعيدِ فعْلِ الضّيْغَمِ |
|
أدْمَتْ نواجِذَها الظُّبَى فكأنّما صُبِغَتْ شكائِمُها بمثْلِ العَنْدَمِ |
|
وبنَتْ حوافِرُها قَتاماً ساطعاً لولا انْقِيادُ عِداكَ لم يَتَهَدّمِ |
|
باضَ النّسورُ به وخيّمَ مُصْعِداً حتى تَرَعْرَعَ فيه فَرْخُ القَشْعَمِ |
|
وسما إلى حَوْضِ الغَمامِ فماؤهُ كَدِرٌ بمُنْهالِ الغُبارِ الأقْتَمِ |
|
جاءتْ بأمْثالِ القِداحِ مُفِيضَةً من كلّ أشْعَثَ بالسّيوفِ مُوَسَّمِ |
|
فوُجِدْنَ أمْضى من سِهامِ التُّرك إذ نُفِضَتْ وأنْفَدَ مِن حِرابِ الدّيْلمِ |
|
حتى تركْنَ الماءَ ليس بطاهِرٍ والتُّرْبَ ليس يَحِلُّ للمُتَيَمّمِ |
|
المنخل اليشكري: |
|
إِنْ كُنْتِ عَاذِلَتِي
فَسِيرِي نَحْوَ الْعِرَاقِ وَلاَ تَحُورِي |
|
بشار بن برد: |
|
يا ليلتي تزداد نكرا مِن
حُبِّ من أَحْبَبْتُ بِكْرَا |
|
حَوْرَاءٌ إِنْ
نَظَرَتْ إِلَيْـ ـكَ سَقَتْكَ
بالعينين خَمرا |
|
وكأن رجع حديثها قِطَعُ الرِّيَاضِ كُسِينَ زَهْرَا |
|
وكأن رحت لسانها هاروت ينفث فيه سحر |
|
وَتَخَال ما جَمَعَتْ
عَلَيْـ ـه ثيابَها ذَهَباً وعِطْرَا |
|
وكأَنَّهَا بَرْدُ
الشرا ب صفا ووافق منك فطرا |
|
جِنيَّة ٌ إِنْسِيَّة
ٌ أو بين ذاك أجلٌ أمرا |
|
وكفاك أني لم أحط بشكَاة ِ من أحْبَبْتُ خُبْرَا |
|
إذا مقالة زائر نثرت لي الأحزان نثرا |
|
متخشعاً تحت الهوى عشرا وتحت الموت عشرا |
|
تنسي الغويّ معاده وتكون للحكماء ذكرا |
|
ابن دريد الأزدي: |
|
لا تَركُنَنَّ إِلى الهَوى
وَاِذكُر مُفارَقَةَ الهَواءِ |
|
يَوماً تَصيرُ إِلى الثَرى
وَيَفوزُ غَيرُكَ بِالثَراءِ |
|
كَم مِن صَغيرٍ في رَجا
بِئرٍ لِمُنقَطِعِ الرَجاءِ |
|
غَطّى عَلَيهِ بِالصَفا
أَهلُ المَوَدَّةِ وَالصَفاءِ |
|
ذَهَبَ الفَتى عَن أَهلِهِ
أَينَ الفَتِيُّ مِنَ الفَتاءِ |
|
زالَ السَنا عَن ناظِرَي
هِ وَزالَ عَن شَرَفِ السَناءِ |
|
ما زالَ يَلتَمِسُ الخَلا
حَتّى تَوَحَّدَ في الخَلاءِ |
|
قَطَعَ النسا مِنهُ الزَما
نُ فَلَم يُمَتَّع بِالنَساءِ |
|
وَأَرى العَشا في العَينِ أَك ثَرَ ما يَكونُ مِنَ العَشاءِ |
|
وَأَرى الخَوى يُذكي عُقو
لَ ذَوي التَفَكُّرِ في الخَواءِ |
|
وَلَرُبَّ مَمنوعِ العَرا
وَلَسَوفَ يُنبَذُ بِالعَراءِ |
|
مَن خافَ مِن أَلَمِ الحَفا
فَليَجتَنِب مَشيَ الحَفاءِ |
|
كَم مَن تَوارى بِالنَقا
بَعدَ النَظافَةِ وَالنَقاءِ |
|
وَأَخو الغَرا مَن لا يَزا
لُ بِما يَضُرُّ أَخا غَراءِ |
|
إِنَّ الحَياةَ مَعَ الحَيا
وَأَرى البَهاءَ مَعَ الحَياءِ |
|
عَقلُ الكَبيرِ مِنَ الوَرى
في الصالِحاتِ مِنَ الوَراءِ |
|
لَو تَعلَمُ الشاةُ النَجا مِنها لَجَدَّت في النَجاءِ |
|
وَأَرى الدَوا طولَ السَقا
مِ فَلا تُفَرِّط في الدَواءِ |
|
وَإِذا سَمِعتَ وَحَى الزَما نِ فَلا تُقَصِّر في الوَحاءِ |
|
فَلَرُبَّما وَدّى السَفا
نَحوَ السَفا أَهلَ السَفاءِ |
|
يا اِبنَ البَرى إِنَّ الأحِب بَةَ يوذِنونكَ بِالبَراءِ |
|
فَكُلِ الفَنا إِن لَم تَجِد حَلّاً فَإِنَّكَ في الفَناءِ |
|
وَأَراكَ قَد حالَ العَمى
ما بَينَ عَينِكَ وَالعَماءِ |
|
فَاِنظُر لِعَينِكَ في الجَلا إِن خِفتَ مِن يَومِ الجَلاءِ |
|
فَلَرُبَّما وَدّى الفَضا
مُتَزَوِّديهِ إِلى الفَضاءِ |
|
فَاِهدَأ هُديتَ إِلى الذَكا إِن كُنتَ مِن أَهلِ الذَكاءِ |
|
فَالمَرءُ نُبِّهَ بِالعَفا
إِن لَم يُفَكِّر في العَفاءِ |
|
سَيَضيقُ مُتَّسَعُ المَلا
بِالمُخرَجينَ مِنَ المَلاءِ |
|
فَاِرغَب لِرَبِّكَ في الجَدا ما أَنتَ عَنهُ ذو جَداءِ |
|
توصي وَعَقلُكَ في بَذا
فَلِذاكَ رَأيُكَ ذو بَذاءِ |
|
فَكَأَنَّما ريحُ الصَبا
تَجر بِطُلّابِ الصَباءِ |
|
باعوا التَيَقُّظَ بِالكَرى
فَعُقولُهُم بِذُرى كَراءِ |
|
فَكَأَنَّهُم مَعزُ الأَبا
أَو كَالحُطامِ مِنَ الأَباءِ |
|
كَم مِن عِظامٍ بِاللِوى
قد فارَقَت خَفقَ اللِواءِ |
|
وَأَرى الغِنى يَدعو الغَنِي يَ إِلى المَلاهي وَالغِناءِ |
|
يُمضي الإِنا بَعدَ الإِنا
وَمُناهُ في مَلءِ الإِناءِ |
|
فَلَرُبَّما فَضَحَ الرِجا
لَ ذَوي اللِحى كَشفُ اللِحاءِ |
|
وَلَرُبَّما صادَ العِدى
ذا السَبقِ في صَيدِ العِداءِ |
|
وَلَرُبَّما هُجِرَ البِنا
بَعدَ التَأَنُّقِ في البِناءِ |
|
فَلِيَستَوي أَهلُ الكِبا
وَذَوو التَعَطُّرِ بِالكِباءِ |
|
وَلَرُبَّ ماءٍ ذي رِوى
يُحتاج فيهِ إِلى الرِواءِ |
|
وَأَرى البِلى يُبلي الجَدي
دَ وَكُلُّ شَيءٍ لِلبَلاءِ |
|
كَم مِن إِنا يُفني اللَيا
لي ثُمَّ يَفنى بِالأَناءِ |
|
وَأَرى القِرى ما لا يُدو
مُ عَلى الزَمانِ لِذي قراءِ |
|
وَذَوو السِوى يَرِثُ الفَتى وَليَنزَعَنَّ مِنَ السَواءِ |
|
حُبُّ النِساءِ إِلى قِلى
وَأَرى الصَلاحَ مَعَ القلاءِ |
|
ماءُ الحَياةِ رِوىً وَأَن
نى لِلمُجَلّى بِالرَواءِ |
|
كَم مِن إِيا شَمسٍ رَأَي
تُ وَلا تَرى مِثلَ الأَياءِ |
|
تَهوى لقى ما لا يَحِل
لُ وَبَعدَهُ يَومُ اللِقاءِ |
|
وَسَكَنتَ بَيتاً ذا غَمى
وَلَتَخرُجَنَّ مِنَ الغِماءِ |
|
فَاِنظُر لِسَمهِكَ في غَرا
لا تَستَقيمُ بِلا غِراءِ |
|
وَاِحذَر صَلى نارِ الجَحي
مِ فَإِنَّهُ شَرُّ الصِلاءِ |
|
فَجَرى الشَبابُ يَزولُ عَن
كَ وَقَلَّ ما أَغنى الجِراءِ |
|
وَأَرى الغذا لا يُستطا
عُ فَمن لِنَفسِكَ بِالغِذاءِ |
|
كَم قَد وَرَدتَ إِلى أَضا
وَصَدَرتَ عَن ذاكَ الإِضاءِ |
|
وَأَراكَ تَنظُرُ في السَحا
لا ضَيرَ في نَظَرِ السِحاءِ |
|
شَمسُ الضُحى طَلَعَت عَلَي
كَ وَلا تَرى شَمسَ الضَحاءِ |
|
إبراهيم اليازجي: |
|
دَع مَجلس الغِيدِ الأَوانِسْ وَهَوى لَواحِظِها النَواعِسْ |
|
واسلُ الكُؤوسَ يُديرُها
رَشأٌ كَغُصنِ البانِ مائِسْ |
|
وَدَعِ التَنَعُّمَ بِالمَطا عِمِ وَالمَشاربِ وَالمَلابسْ |
|
أَيُّ النَعيمِ لِمَن يَبي
تُ عَلى بِساط الذُلِّ جالسْ |
|
وَلِمَن تَراهُ بائِساً
أَبداً لِذَيلِ التُركِ بائسْ |
|
وَلِمَن أَزمّته بِكَفْ
فِ عِداهُ يَظلمُ وَهُوَ آئسْ |
|
وَلِمَن غَدا في الرِّقِ لَيْ سَ يَفوتُهُ إِلّا المناخِسْ |
|
وَلِمَن تُباعُ حقُوقُهُ
وَدِماؤُهُ بَيع الخَسائِسْ |
|
وَلِمَن يَرى أَوطانَهُ
خَرَباً وَأَطلالاً دَوارِسْ |
|
كُسِيَتْ شُحوبُ الثاكِلا
تِ وَكُنَّ قَبلاً كَالعَرائِسْ |
|
عُجْ بي فَدَيتُكَ نادِباً
ما بَينَ أَرسُمِها الطَوامِسْ |
|
وَاِستَنطِقِ الآثارَ عَمْ
ما كانَ في تِلكَ البَسابِسْ |
|
مِن عِزّةٍ كانَت تَذِلْ
لُ لَها الجَبابِرةُ الأَشاوِسْ |
|
وَكَتائبٍ كانَت تَها
بُ لِقاءَ سَطوَتِها المَتارِسْ |
|
وَمَعاقِلٍ كانَت تُعَزْ
زُ بِالطَلائعِ وَالمحارِسْ |
|
وَمَدائنٍ غَنَّاءَ قَد
كانَت تَحفُّ بِها الفَرادِسْ |
|
أَينَ المَتاجِرُ وَالصَنا
ئِعُ وَالمَكاتبُ وَالمَدارِسْ |
|
بَل أَينَ هاتيكَ المُرو
جُ بِها المَزارعُ وَالمَغارِسْ |
|
بَل أَينَ هاتيكَ الأُلو
فُ بِها فَسيحُ البرِّ آنِسْ |
|
هَلِكوا فَلَستَ تَرى سِوى
عِبَرٍ تَثور بِها الهَواجِسْ |
|
بيدٌ صَوامَتُ لَيسَ يُس
مَعُ في مَداها صَوتُ نابِسْ |
|
إِلّا رِياحَ الجورِ تَكْ
سَحُ وَجهَها كَسحَ المَكانِسْ |
|
أَمسَت بَلاقِعَ لا تُرى
إِلّا بِأَبصارٍ نَواكِسْ |
|
ضَحِكَت زَماناً ثُم عا
دَت وَهيَ كالحةٌ عَوابِسْ |
|
غَضِبَت عَلى الإِنسانِ وَاِتْ تَخَذَت عَلَيها الوَحشَ حارِسْ |
|
فَإِذا أَتاها الإِنس را
ح يَدوسها دَوسَ المُخالِسْ |
|
هَذِهْ مَنازلُ مَن مَضَوا
مِن قَومنا الصِّيدِ القَناعِسْ |
|
دَرَست كَما دَرَسوا وَقَد
ذَهَبَ النَفيسُ مَعَ المُنافِسْ |
|
ماذا نُؤمِّلُ بَعدَهُم
إِلّا مُقارَعَةَ الفَوارِسْ |
|
فَإِلَيكُمُ يا قَوم وَاِطْ
طَرِحوا المُدالِس وَالمُوالِسْ |
|
وَتَشَبَّهوا بِفعَال غَيْ
رِكُمُ مِنَ القَومِ الأَحامِسْ |
|
بَعَصائبٍ أَنِفُوا فَجا
دوا بِالنُفوسِ وَبِالنَفائِسْ |
|
هَبَتْ طَلائِعُهُم يَلِي
هَا كُلُّ صَنديدٍ مُمارِسْ |
|
تَرَكوا جُموعَ التُركِ تَعْ صِفُ فَوقَها النَكُبُ الرَوامِسْ |
|
مَلأوا البطاحَ بِهِم فَدا
سَ عَلى الجَماجِمِ كُلُّ دائسْ |
|
فَخُذوا لِأَنفُسِكُم مِثا
لَ أولئِكَ القَومِ المَداعِسْ |
|
أَوَلَستُمُ العربَ الكِرا
مَ وَمَن هُمُ الشمَّ المَعاطِسْ |
|
فَاِستَوقَدوا لِقتالِهِم
ناراً تَروِّعُ كُلَّ قابِسْ |
|
وَعَلَيهِمُ اِتَّحِدوا فكُلْ لُكُمُ لِكُلِّكُمُ مجانِسْ |
|
وَدَعوا مَقال ذَوي الشِّقا
قِ مِنَ المَشايخِ وَالقَمامِسْ |
|
فَهُمُ رِجالُ اللَهِ في
كُم بَل هُمُ القَومَ الأَبالِسْ |
|
يَمشون بَينَ ظُهورِكُم
تَحتَ الطَيالِس وَالأَطالِسْ |
|
فَالشَرُّ كُلُّ الشَرِّ ما
بَينَ العَمائِم وَالقَلانِسْ |
|
دَبَّتْ عَقارِبَهُم إِلَيْ
كُم بِالمَفاسِدِ وَالدَسائِسْ |
|
في كُلِّ يَومٍ بَينَكُم
يَصلى التَعَصُب حَربَ داحِسْ |
|
يُلقُونَ بَينَكُمُ التَبا
غُضَ وَالعَداوةَ وَالوَساوِسْ |
|
نَثَروا اِتحادَكُمُ كَما
نُثِرَت مِن النَخلِ الكَبائِسْ |
|
سادَ الفَسادُ بِهِمْ فَسا
دَ التُّركَ فيهِ بَلا مُعاكِسْ |
|
قَومٌ لَقَد حَكَموا بِكُم
حُكمَ الجَوارحِ في الفَرائِسْ |
|
وَعدَتْ عَوادي البَغيِ تَعْ رِقُكُم بِأَنيابٍ نَواهِسْ |
|
كَم تَأمَلونَ صَلاحَهُم
وَلَهُم فَسادُ الطَبعِ سائِسْ |
|
وَيَغرُّكُم بَرقُ المُنى
جَهلاً وَلَيلُ اليَأسِ دامِسْ |
|
أَو ما تَرونَ الحُكمَ في
أَيدي المَصادِرِ وَالمماكِسُ |
|
وَعَلى الرِّشَى وَالزُّورِ قَد شادوا المَحاكِمَ وَالمَجالِسْ |
|
وَالحَقُّ أَصبَحَ عِندَ مَن أَلِفَ الخَلاعةَ وَالخَلابِسْ |
|
مِن كُلِّ مَن يُمسي إِذا
ذَكَروا لَهُ الإِصلاحَ خانِسْ |
|
عَمّت قَبائِحَهُم فَأَمْ
سَتْ لا تُحيطُ بِها الفَهارِسْ |
|
حالٌ بِها طابَ التَّبَسْ
سُمُ لِلوَغى وَالمَوتُ عابِسْ |
|
وَحَلا بِها بَذلُ الدِما
ءِ فَسَفكُها لِلجورِ حابِسْ |
|
برحَ الخَفاءُ وَمَن يَعِشْ
يَرَ ما تَشيبُ لَهُ القَوانِسْ |
|
جرمانوس فرحات: |
|
قف بي خليلي واستمحْ
مولاي عني تسترحْ |
|
لقد اتقيت مصائباً عن
ساحتي لا تنتزح |
|
عهدي وجرحي معضلٌ بالمتقي
لا ينجرح |
|
دمعي ينم بغربتي فلذاك
سرّي يفتضح |
|
دمعي كسري كالنوى من
جفن عيني ينسفح |
|
يا صبر ما لك راحلاً
وأنا الأسير المنجرح |
|
يا قلب ما لك طائراً
دوني وغصني ما كسح |
|
عهدي بودك صادقاً فعلام
عني قد برح |
|
يا لائمي كن مسعدي فيما
تراني أصطلح |
|
دع عنك لومي إنني أمسي
بحزني واَصطبح |
|
عيني تلت آياتها لكن
كراها ما شرح |
|
ناديته لكنه لو كان
حيّاً لم أبح |
|
ما بين جفني والكرى حرب
الحنين المفتضح |
|
ذا من عيوني طائرٌ والجفن
في دمعي سبح |
|
وزناد همي في دجا ليل
البلايا ينقدح |
|
والقلب فيَّ كأنه ال
خاطي بنارٍ ينتفح |
|
إن رمت شرح مصابه مضمومنه
لا ينشرح |
|
ولذاك يأبى صدره من
حزنه أن ينشرح |
|
يا رُبَّ خلٍّ قائلٍ
قول النصوح المنتصح |
|
حتام في ليل الأسى وجواد
عزمك ينطرح |
|
جبريل مالك غافلاً وثناك
أسود منكلح |
|
جبريل فق حتى متى عن
باب ربك منتزح |
|
جبريل إحذر شهوةً قد
عشت فيها منفضح |
|
جبريل تب عن عادةٍ قد
خلت فيها تنصلح |
|
جبريل جدَّ بتوبةٍ اسجم
دموعاً تنفسح |
|
جبريل أحسن تستتر حقّاً
وإلّا تفتضح |
|
واعلم بأن الموت قد وافاك
يوماً ينتطح |
|
كم هام مثلك مثقلٌ لما
بصخرته نطح |
|
خفقت عليك بنوده من
تحتها كم منجرح |
|
كم قد سمعت نصائحاً من
ناصحٍ حرٍّ ملح |
|
أترك وساوسك التي شغلت
فؤادك تسترح |
|
أهملت نصحَ موبخٍ إذ
لم تشأ أن تنتصح |
|
ألآن قد وضح الذي قد
خلته لا يتضح |
|
ورأيت نار جهنمٍ وشرورها
لا تنصفح |
|
ونعيم ربٍّ خالدٍ خيراته
لا تنتزح |
|
لو شئته لورثته إرث
النبي المنمسح |
|
ونجوت من نارٍ غدت بزناد
شرِّكَ تنقدح |
|
فندمت لكن بعد ما غربت
شموسك تتقح |
|
وغدوت تهتف نائحاً يا
ويح من لا يصطلح |
|
لو كنت أكبح همتي كانت
وحقك تنكبح |
|
لكن وثقت بمدتي والعمر
فخٌّ منطرح |
|
فذهلت حتى غشني وأبيك
فعلي ما ربح |
|
والموت وافى صارخاً بالباب
بابك قد فتح |
|
لو كان سعيي منجحاً كنت
السعيد أخا النجح |
|
يا توبتي يا شقوتي يا
حسرتي لو انتصح |
|
لما أرى بين الورى ميزان
إثمي قد رجح |
|
يا رب إقبل توبتي من
قبل أني أفتضح |
|
يوماً تقوم مناقشاً والسر
عندك يتضح |
|
إن كانت الأبرار من صوت
اقتدارك تنطرح |
|
ما حال من قد كان عن
آثامه لا ينتزح |
|
يا مريم البكر التي مَن
أَمَّها يوماً رجح |
|
ما جاءك المضنوك من أحزانه
إلّا فرح |
|
غيثي افتقاري إنني في
باب جودك منطرح |
|
كم من عدوٍّ قد غدا من
حد سيفك منجرح |
|
فبها أصير مؤيداً بسواك
أيدي لا يصح |
|
وأعود حرّاً مطلقاً منها
وفيها أمتدح |
|
وأعود حياّ قائلاً قول
المثاب المنشرح |
|
أحييت ميتاً كان في سكين
شهوته ذبح |
|
ابن الرومي: |
|
حيّ المعاهدَ والمنازلْ
المقفراتِ بل الأواهلْ |
|
بُدِّلنَ آراماً خوا
ذلَ بعدَ آرامٍ خواذلْ |
|
حرَّكنَ شجْوك للسؤا
لِ وما أحَرْنَ جوابَ سائلْ |
|
فابعثْ بهنّ من الدمو
عِ وقِفْ بهن من الرواحلْ |
|
وسلِ الملائحَ بالملا
ئِحِ والعطابلَ بالعطابِلْ |
|
اللائي أشْبَهنَ الغصو
نَ المستقيماتِ الموائلْ |
|
وكَملْنَ كلَّ وسامةٍ
في غير أسنانٍ كواملْ |
|
حُلّين حَلياً خِلقةً
مجبولة لا نحلَ ناحلْ |
|
فإذا عطلْن من الحُلْي
ي فلسْن منه بالعواطلْ |
|
وإذا غدونَ يمِسْن في
تلك الغلائِل والمراسلْ |
|
غارت عليهن الثُّديْ
يُ هناك من مس الغلائلْ |
|
وإذا لبسْنَ خلاخِلاً
كذَّبْن أسماء الخلاخلْ |
|
تأبى تخلخلَهُنَّ أسْ
وُقُ مُرجحنّاتٍ بخادلْ |
|
لكنهنّ بخائِلٌ لهْفي
على تلكَ البخائلْ |
|
قد غُلِّظتْ تلك القلو
بُ ولُطّفتْ تلك الأناملْ |
|
لي شاغلٌ في حبهنْ نَ
عن التي تدعى بشاغلْ |
|
بظراء تُمسخُ لامُها
راءً إذا رأتِ الفياشِلْ |
|
ولربما جُنَّتْ لها فترى
عواليها سوافلْ |
|
عجباً لبردِ غنائها وغناؤها
ثُكْلُ الثواكلْ |
|
ما باله كالزمهري رِ
مُهيّجاً وجَعَ المفاصلْ |
|
هلّا استحرَّ لأنه ثكلٌ
وللشّبَقِ المُدَاخلْ |
|
حُلقتْ ذوائبُها التي
خُلقت لصُنَّاع المناخِلْ |
|
بل لحيةُ الرجلِ الذي
أضحى بها جَمَّ البلابلْ |
|
ماذا يُضيعُ من الوسا
ئِلِ في هواها والرسائلْ |
|
لكن شهوته اللِّبا ءُ
فما يُحبُّ سوى الحواملْ |
|
وهي التي قد أقسمتْ أن
لا تُعَدَّ مع الحوائلْ |
|
أتراك تسلمُ يا سلا مةُ
أن تكون من الثيَاتلْ |
|
وقد احتملْتَ بها قرو
ناً لا ينوء بهنّ حاملْ |
|
كنْتَ القصيرَ فقد غدوْ
تَ بطولهنّ من الأطاولْ |
|
لا تَخْلونَ بشاغلٍ حتى
تُعِدَّ لها قوابلْ |
|
إن التي عُلّقْتَها تَزْنِي
الفرائضَ والنوافلْ |
|
قالوا تُعاهِرُ في الدرو
بِ فقلتُ كلا بل تُعاظلْ |
|
لكن أراك تُحِبُّها حُبَّ
المُشاكلِ للمشاكلْ |
|
أشْبهتها في بردِ أع
لاها أو في حَرّ الأسافلْ |
|
كم قد سترْتُ معايباً
لمعتْ بها فيكَ المخائلْ |
|
ووقفتُ دونك للخصو مِ
بموقفِ الخَصْم المُجادلْ |
|
قالوا صديقك سيدٌ بادي النباهةِ غيرُ خاملْ |
|
نمَّتْ بذاك شواهدٌ فيه
أنمُّ من الجلاجلْ |
|
ولربَّ عيبٍ قد تَبَيْ
يَنَ بالشواهدِ والدلائلْ |
|
صدقُوا وما كذبوا عليْ
ك فلم أناضح أو أُناضلْ |
|
إني لأعلم أنك ال مطعونُ
في غيرِ المقاتلْ |
|
ما إنْ تزال فريسةً في
خَلْوةٍ تحت الكلاكلْ |
|
وإن استترتَ بقحبةٍ لك
عند ناكتها طوائلْ |
|
أنشأتَ تَخدَعُنا وأمْ
رُكَ بيّنٌ بادي الشَّواكلْ |
|
وعدلتَ من طبلٍ إلى عو
دٍ وأنت من الطوابلْ |
|
بل ليتَ كنتَ من الطوا
بِل أنت من سَقْط الزَّواملْ |
|
وخضبْتَ خُنْثَك بالتغزْ
زُلِ والبغاءُ هناك ناصلُ |
|
مثل التي أضحت تكا تمُ
حَملها والضَّرعُ حافلْ |
|
تتنحَّلُ المتعشِّقا
تِ وأنت بغَّاءٌ حُلاحِلْ |
|
أنَّى يصلنك لا وصلْ
نَ ولو بقين بلا مُواصِلْ |
|
أنت الذي فاق الورى في
القُبح من حافٍ وناعلْ |
|
وتُناك غيرَ مُساترٍ
للغانيات ولا مخاتلْ |
|
فعلامَ يمنحنَ الهوى
غيرَ الجميل ولا المجاملْ |
|
ولقد شهدنك راكباً فوق
الغِلاظ من الغراملْ |
|
تبغي بها تقويمَ أيْ
رِك وهو كالسكران مائلْ |
|
فبصُرْن فيك بفارسٍ يغْشى
الحروبَ ولا يُقاتلْ |
|
وأرى غِناءك في المجا
لسِ مثلَ ذكرك في المحافلْ |
|
وأراك فيه ناهقاً وتظنّ
أنك فيه صاهلْ |
|
وتُراكَ فيه فارساً والحق
أنك فيه راجلْ |
|
وتُراكَ فيه عالياً والحق
أنك فيه سافلْ |
|
وأراكَ تعملُ صالحاً
تُعتدُّ فيه أضلَّ عامِلْ |
|
أكفلْتَ نَغْلَي شيخةٍ
ولدتهما من غيرِ طائلْ |
|
ولدتْهُما من غيرِ شي
خِك ذي الفضائل والفواضلْ |
|
وكذا الكريمُ ابنُ الكرا
مِ يعولُ أيتامَ القبائلْ |
|
اذهبْ فإنك بعدَها كهفُ
اليتامَى والأراملْ |
|
أقسمتُ أنك جاهلٌ والمُمتري
في ذاك جاهلْ |
|
أتعولُ ويحك إخوةً لا
من أبيك وأنت غافلْ |
|
ويُريبُني كلَّ الإرا
بةِ منك تأنيثُ الشمائلْ |
|
قد كان شيخُك باسلاً
بطلاً فما لَكَ غيرُ باسلْ |
|
إني لأحسبُ أن أُمْ مَك
لبَّستْ حقّاً بباطلْ |
|
واغتالت الشيخَ الشقيْ
يَ فقيَّرتْه وهْو غافلْ |
|
خذها إليك تحيةً تَلقى
المعاطس بالجنادلْ |
|
يا معشرَ السفهاءِ وال
متمردين ذَوي المجاهلْ |
|
أنذرتكم قبل الخسو فِ
بما ترون من الزلازلْ |
|
أحمد شوقي: |
شَيّعـتُ أَحْـلامـي
بقلـبٍ بـاكِ ولَمَحتُ من طُرُق
المِـلاحِ شِباكـي
|
ورجـعـتُ أَدراجَ
الشبـاب ووِرْدَه أَمشي مكانَهمـا
علـى الأَشـواكِ
|
وبجـانبِـي واهٍ كـأَن
خُفـوقَـه لَمـا تلفَّـتَ جَهْشَـةُ
المُتبـاكـي
|
شاكِي السلاحِ إذا خـلا
بضلوعـه فإذا أُهيـبَ بـه فليـس
بـشـاكِ
|
قد راعـه أَنـي طوَيْـتُ
حبائلـي من بعـد طـول تنـاولٍ
وفكـاكِ
|
وَيْحَ ابنِ جَنْبـي ؟
كلُّ غايـةِ لـذَّةٍ بعـدَ الشبـابِ
عـزيـزةُ الإدراكِ
|
لـم تَبـقَ منَّا ، يا
فـؤادُ ، بقيّـةٌ لـفـتـوّةٍ ، أَو
فَضلـةٌ لـعِـراكِ
|
كنا إذا صفَّقْـتَ
نستبـق الـهوى ونَشُـدُّ شَـدَّ
العُصبـةِ الـفُتَّـاكِ
|
واليومَ تبعـث فـيّ حيـن
تَهُزُّنـي مـا يبعـث الناقـوسُ فِي
النُّسّـاكِ
|
يا جارةَ الوادي ،
طَرِبْـتُ وعادنـي ما يشبـهُ
الأَحـلامَ مـن ذكـراكِ
|
مَثَّلْتُ فِي الذِكْرَى
هَواكِ وفِي الكَرَى والذِّكرياتُ
صَدَى السّنينَ الحَاكـي
|
ولقد مررتُ على الريـاض
برَبْـوَةٍ غَـنَّـاءَ كنـتُ
حِيالَهـا أَلقـاكِ
|
ضحِكَتْ إلـيَّ وجُوهها
وعيونُهـا ووجـدْتُ فِـي أَنفاسهـا
ريّـاكِ
|
فذهبتُ فِي الأَيـام
أَذكـر رَفْرَفـاً بيـن الجـداولِ
والعيـونِ حَـواكِ
|
أَذكَرْتِ هَرْوَلَةَ
الصبابـةِ والـهوى لـما خَطَـرْتِ
يُقبِّـلان خُطـاكِ ؟
|
لم أَدر ما طِيبُ
العِناقِ على الـهوى حتـى ترفَّـق
ساعـدي فطـواكِ
|
وتأَوَّدَتْ أَعطـافُ
بانِك فِي يـدي واحـمرّ مـن
خَفَرَيْهمـا خـدّاكِ
|
ودخَلْتُ فِي ليلين:
فَرْعِك والدُّجـى ولثمـتُ كالصّبـح
المنـوِّرِ فـاكِ
|
ووجدْتُ فِي كُنْهِ
الجوانـحِ نَشْـوَةً من طيب فيك ،
ومن سُلاف لَمَـاكِ
|
وتعطَّلَتْ لغـةُ
الكـلامِ وخاطبَـتْ عَيْنَـيَّ فِي
لُغَـة الـهَوى عينـاكِ
|
ومَحَوْتُ كلَّ لُبانـةٍ
من خاطـري ونَسِيـتُ كلَّ تَعاتُـبٍ
وتَشاكـي
|
لا أَمسِ من عمرِ
الزمـان ولا غَـد جُمِع الزمانُ
فكـان يـومَ رِضـاكِ
|
لُبنانُ ، ردّتنـي إليكَ
مـن النـوى أَقـدارُ سَـيْـرٍ
للـحـيـاةِ دَرَاكِ
|
جمعَتْ نزيلَيْ ظَهرِهـا
مـن فُرقـةٍ كُـرَةٌ وراءَ
صَـوالـجِ الأَفــلاكِ
|
نـمشي عليها فوقَ كـلِّ
فجـاءَة كالطير فـوقَ مَكامِـنِ
الأَشـراكِ
|
ولو أَنّ بالشوق
الـمزارُ وجدتنـي مُلْقي الرحالِ
على ثَـراك الذاكـي
|
بِنْـتَ البِقـاع وأُمَّ
بَـرَ دُونِـيِّـها طِيبي كجِلَّـقَ
، واسكنـي بَـرداكِ
|
ودِمَشْقُ جَنَّـاتُ
النعيـم ،وإنـما أَلفَيْـتُ
سُـدَّةَ عَـدْنِهِـنَّ رُبـاكِ
|
قَسَماً لو انتمت
الـجداول والرُّبـا لتهلَّـل
الفـردوسُ ، ثـمَّ نَمـاكِ
|
مَـرْآكِ مَـرْآه
وَعَيْنُـكِ عَيْـنُـه لِـمْ يا
زُحَيْلـةُ لا يكـون أَبـاكِ ؟
|
تلـك الكُـرومُ بقيَّـةٌ
مـن بابـلٍ هَيْهَـاتَ! نَسَّـى
البابلـيَّ جَنـاكِ
|
تُبْدِي كَوَشْيِ
الفُرْسِ أَفْتَـنَ صِبْغـةٍ
للناظـريـن إلـى أَلَـذِّ حِـيـاكِ
|
خَرَزاتِ مِسْكٍ ، أَو
عُقودَ الكهربـا أُودِعْـنَ
كافـوراً مـن الأَسـلاكِ
|
فكَّرْتُ فِي لَبَـنِ
الجِنـانِ وخمرِهـا لـما رأَيْتُ
الـماءَ مَـسَّ طِـلاكِ
|
لـم أَنْسَ من هِبَةِ
الزمـانِ عَشِيَّـةً سَلَفَتْ
بظلِّـكِ وانقضَـتْ بِـذَراكِ
|
كُنتِ العروسَ على
مِنصَّة جِنْحِـها لُبنانُ فِي الوَشْـيِ الكريـم جَـلاكِ
|
يـمشي إليكِ اللّحظُ فِي
الديباج أَو فِي العاج من أَي
الشِّعـابِ أَتـاكِ
|
ضَمَّـتْ ذراعيْـها
الطبيعـةُ رِقَّـةً صِنِّيـنَ
والحَـرَمُـونَ فاحتضنـاكِ
|
والبـدرُ فِي ثَبَـج
السمـاءِ مُنَـوِّرٌ سالت حُلاه على
الثـرى وحُـلاكِ
|
والنيِّـرات مـن السحـاب
مُطِلَّـةٌ كالغِيـد من سِتْـرٍ
ومـن شُبّـاكِ
|
وكأَنَّ كـلَّ ذُؤابـةٍ
مـن شاهِـقٍ كنُ الـمجرَّةِ أَو
جـدارُ سِمـاكِ
|
سكنَتْ نواحـي الليـلِ ،
إلا أَنَّـةً فِي الأَيْكِ، أَو
وَتَر اًشَجِـيَّ حَـراكِ
|
شرفاً ، عروسَ الأَرْز ،
كلُّ خريـدةٍ تـحتَ السماءِ من
البـلاد فِـداكِ
|
رَكَـز البيـانُ علـى
ذراك لـواءَه ومشى ملـوكُ الشعـر
فِي مَغنـاكِ
|
أُدباؤكِ الزُّهرُ
الشمـوسُ ، ولا أَرى أَرضاً
تَمَخَّضُ بالشمـوس سِـواكِ
|
من كـلّ أَرْوَعَ
علْمُـه فِي شعـره ويراعـه مـن خُلْقـه بـمِـلاكِ
|
جمع القصائـدَ من
رُبـاكِ ، وربّمـا سرق الشمائلَ مـن
نسيـم صَبـاكِ
|
موسى ببابكِ فِي
الـمكارم والعـلا وعَصاه فِي سحـر
البيـانِ عَصـاكِ
|
أَحْلَلْتِ شعري منكِ
فِي عُليا الـذُّرا وجَمـعْـتِـه
بـروايـة الأَمـلاكِ
|
إن تُكرمي يا زَحْلُ
شعـري إننـي أَنكـرْتُ كـلَّ
قَـصـيـدَةٍ إلاَّكِ
|
أَنتِ الخيـالُ :
بديعُـهُ ، وغريبُـه اللهُ صـاغـك ،
والـزمـانُ رَواكِ
|
الجمعة، 24 يوليو 2020
قصائد على بحر الكامل
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)