ابن دريد:
يا ظَبيَةً أَشبَه
شَيءٍ بِالمَها |
تَرعى الخُزامى بَينَ
أَشجارِ النَقا |
إِمّا تَرَي رَأسِيَ
حاكي لَونُهُ |
طُرَّةَ صُبحٍ تَحتَ
أَذيالِ الدُجى |
وَاِشتَعَلَ
المُبيَضُّ في مُسوَدِّهِ |
مِثلَ اِشتِعالِ
النارِ في جَزلِ الغَضى |
فَكانَ كَاللَيلِ
البَهيمِ حَلَّ في |
أَرجائِهِ ضَوءُ
صَباحٍ فَاِنجَلى |
وَغاضَ ماءَ شِرَّتي
دَهرٌ رَمى |
خَواطِرَ القَلبِ
بِتَبريحِ الجَوى |
وَآضَ رَوضُ اللَهوِ
يَبساً ذاوِياً |
مِن بَعدِ ما قَد
كانَ مَجّاجَ الثَرى |
وَضَرَّمَ النَأيُ
المُشِتُّ جَذوَةً |
ما تَأتَلي تَسفَعُ
أَثناءَ الحَشا |
وَاِتَّخَذَ
التَسهيدُ عَيني مَألَفاً |
لَمّا جفا أَجفانَها
طَيفُ الكَرى |
فَكُلُّ ما لاقَيتُهُ
مُغتَفَرٌ |
في جَنبِ ما
أَسأَرَهُ شَحطُ النَوى |
لَو لابَسَ الصَخرَ
الأَصَمَّ بَعضُ ما |
يَلقاهُ قَلبي فَضَّ
أَصلادَ الصَفا |
إِذا ذَوى الغُصنُ
الرَطيبُ فَاِعلَمَن |
أَنَّ قُصاراهُ
نَفاذٌ وَتَوى |
شَجيتُ لا بَل
أَجرَضَتني غُصَّةٌ |
عَنودُها أَقتَلُ لي
مِنَ الشَجى |
إِن يَحم عَن عَيني
البُكا تَجَلُّدي |
فَالقَلبُ مَوقوفٌ
عَلى سُبلِ البُكا |
لَو كانَتِ الأَحلامُ
ناجَتني بِما |
أَلقاهُ يقظانَ
لأَصماني الرَدى |
مَنزلةٌ مَا خِلتها
يَرضى بِها |
لِنَفسِهِ ذو أرَبٍ
وَلا حِجى |
شيمُ سَحابٍ خُلَّبٍ
بارِقُهُ |
وَمَوقِفٌ بَينَ
اِرتِجاءٍ وَمُنى |
في كُلِّ يَومٍ
مَنزِلٌ مُستَوبلٌ |
يَشتَفُّ ماءَ
مُهجَتي أَو مُجتَوى |
ما خِلتُ أَنَّ
الدَهرَ يُثنيني عَلى |
ضَرّاءَ لا يَرضى
بِها ضَبُّ الكُدى |
أُرَمِّقُ العَيشَ
عَلى بَرصٍ فَإِن |
رُمتُ اِرتِشافاً
رُمتُ صَعبَ المُنتَهى |
أَراجِعٌ لي الدَهرُ
حَولاً كامِلاً |
إِلى الَّذي عَوَّدَ
أَم لا يُرتَجى |
يا دَهرُ إِن لَم
تَكُ عُتبى فَاِتَّئِد |
فَإِنَّ إِروادَكَ
وَالعُتبى سَوا |
رَفِّه عَلَيَّ
طالَما أَنصَبتَني |
وَاِستَبقِ بَعضَ
ماءِ غُصنٍ مُلتَحى |
لا تَحسبَن يا دَهرُ
أَنّي جازِعٌ |
لِنَكبَةٍ تُعرِقُني
عرقَ المُدى |
مارَستُ مَن لَو
هَوَتِ الأَفلاكُ مِن |
جَوانِبِ الجَوِّ
عَلَيهِ ما شَكا |
وَعَدَّ لَو كانَت
لَهُ الدُنيا بِما |
فيها فَزالَت عَنهُ
دُنياهُ سوا |
لَكِنَّها نَفثَةَ
مَصدورٍ إِذا |
جاشَ لُغامٌ مِن
نَواحيها عمى |
رَضيتُ قَسراً وَعَلى
القسرِ رِضى |
مَن كانَ ذا سُخطٍ
عَلى صرفِ القضا |
إِنَّ الجَديدَينِ
إِذا ما اِستَولَيا |
عَلى جَديدٍ أَدنياهُ
لِلبِلى |
ما كُنتُ أَدري وَالزَمانُ
مولَعٌ |
بِشَتِّ مَلمومٍ
وَتَنكيثِ قُوى |
أَنَّ القَضاءَ
قاذِفي في هُوَّةٍ |
لا تَستَبِلُّ نَفس
مَن فيها هوى |
فَإِن عَثرتُ بَعدَها
إِن وَأَلَت |
نَفسِيَ مِن هاتا
فَقولا لا لعا |
وَإِن تَكُن
مُدَّتُها مَوصولَةً |
بِالحَتفِ سَلَّطتُ
الأُسا عَلى الأَسى |
إِنَّ اِمرأَ القَيسِ
جَرى إِلى مَدى |
فَاِعتاقَهُ حِمامُهُ
دونَ المَدى |
وَخامَرَت نَفسُ أَبي
الجَبرِ الجَوى |
حَتّى حَواهُ الحَتفُ
فيمَن قَد حَوى |
وَاِبنُ الأَشَجِّ
القَيلُ ساقَ نَفسَهُ |
إِلى الرَدى حِذارَ
إِشماتِ العِدى |
وَاِختَرَمَ
الوَضّاحَ مِن دونِ الَّتي |
أَمَّلَها سَيفُ
الحِمامِ المُنتَضى |
وَقَد سَما قَبلي
يَزيدٌ طالِباً |
شَأوَ العُلى فَما
وَهى وَلا وَنى |
فَاِعتَرَضَت دونَ
الَّذي رامَ وَقَد |
جَدَّ بِهِ الجِدُّ
اللُهَيمُ الأُرَبى |
هَل أَنا بِدعٌ مِن
عَرانين عُلىً |
جارَ عَلَيهِم صَرفُ
دَهرٍ وَاِعتَدى |
فَإِن أَنالَتني المَقاديرُ
الَّذي |
أَكيدُهُ لَم آلُ في
رَأبِ الثَأى |
وَقَد سَما عَمرٌو
إِلى أَوتارِهِ |
فَاِحتَطَّ مِنها
كُلَّ عالي المُستَمى |
فَاِستَنزَلَ
الزَبّاءَ قَسراً وَهيَ مِن |
عُقابِ لَوحِ الجَوِّ
أَعلى مُنتَمى |
وَسَيفٌ اِستَعلَت
بِهِ هِمَّتُهُ |
حَتّى رَمى أَبعَدَ
شَأوِ المُرتَمى |
فَجَرَّعَ الأُحبوشَ
سُمّاً ناقِعاً |
وَاِحتَلَّ مِن
غمدانَ مِحرابَ الدُمى |
ثُمَّ اِبنُ هِندٍ
باشَرَت نيرانُهُ |
يَومَ أُوارات
تَميماً بِالصلى |
ما اِعتَنَّ لي يَأسٌ
يُناجي هِمَّتي |
إِلّا تَحَدّاهُ
رَجاءٌ فَاِكتَمى |
أَلِيَّةً
بِاليَعمُلاتِ يَرتَمي |
بِها النجاءُ بَينَ
أَجوازِ الفَلا |
خوصٌ كَأَشباحِ
الحَنايا ضُمَّر |
يَرعَفنَ بِالأَمشاجِ
مِن جَذبِ البُرى |
يَرسُبنَ في بَحرِ
الدُجى وَبِالضحى |
يَطفونَ في الآلِ
إِذا الآلُ طَفا |
أَخفافُهُنَّ مِن
حَفاً وَمِن وَجى |
مَرثومَةٌ تَخضبُ
مُبيَضَّ الحَصى |
يَحمِلنَ كُلَّ شاحِبٍ
مُحقَوقفٍ |
مِن طولِ تدآبِ
الغُدُوِّ وَالسُرى |
بَرٍّ بَرى طولُ
الطَوى جُثمانَهُ |
فَهوَ كَقَدحِ
النَبعِ مَحنِيُّ القَرا |
يَنوي الَّتي
فَضَّلَها ربُّ العُلى |
لَمّا دَحا تُربَتَها
عَلى البُنى |
حَتّى إِذا قابَلَها
اِستَعبَرَ لا |
يَملِكُ دَمعَ
العَينِ مِن حَيثُ جَرى |
فَأوجَبَ الحَجَّ
وثَنّى عمرةً |
مِن بَعدِ ما عَجَّ
وَلَبّى وَدَعا |
ثُمَّتَ طافَ
وَاِنثَنى مُستَلِماً |
ثُمَّتَ جاءَ
المَروَتَينِ فَسَعى |
ثُمَّتَ راحَ في
المُلَبّينَ إِلى |
حَيثُ تَحَجّى
المَأزمانِ وَمِنى |
ثُمَّ أَتى التَعريفَ
يَقرو مُخبِتاً |
مَواقِفاً بَينَ
أُلالٍ فَالنَقا |
ثُمَّ أَتى المَشعَرَ
يَدعو رَبَّهُ |
تَضَرُّعاً وَخُفيَةً
حَتّى هَمى |
وَاِستَأنَفَ السَبعَ
وَسَبعاً بَعدَها |
وَالسبعَ ما بَينَ
العِقابِ وَالصُوى |
وَراحَ لِلتَوديعِ
فيمَن راحَ قَد |
أَحرَزَ أَجراً
وَقَلى هُجرَ اللغا |
بَذاكَ أَم بِالخَيلِ
تَعدو المَرطى |
ناشِزَةً أَكتادها
قُبَّ الكُلى |
شُعثاً تَعادى
كَسَراحينِ الغَضا |
مَيلَ الحَماليقِ
يُبارينَ الشَبا |
يَحمِلنَ كُلّ
شمَّرِيٍّ باسِلٍ |
شَهمِ الجَنانِ
خائِضٍ غَمرَ الوَغى |
يَغشى صَلى المَوتِ
بِحَدَّيهِ إِذا |
كانَ لَظى المَوت
كَريهَ المُصطَلى |
لَو مُثِّلَ الحَتفُ
لَهُ قِرناً لَما |
صَدَّتهُ عَنهُ
هَيبَةٌ وَلا اِنثَنى |
وَلَو حَمى المقدارُ
عَنهُ مُهجَةً |
لَرامَها أَو
يَستَبيحَ ما حَمى |
تَغدو المَنايا
طائِعاتٍ أَمرَهُ |
تَرضى الَّذي يَرضى
وَتَأبى ما أَبى |
بَل قَسَماً
بِالشُمِّ مِن يَعرُبَ هَل |
لِمُقسمٍ مِن بَعدِ هَذا
مُنتَهى |
هُمُ الأُلى إِن
فاخَروا قال العُلى |
بِفي اِمرِئٍ
فاخَرَكُم عَفرُ البَرى |
هُمُ الأُلى أَجرَوا
يَنابيعَ النَدى |
هامِيةً لِمَن عَرى
أَو اِعتَفى |
هُمُ الَّذينَ
دَوَّخوا مَنِ اِنتَخى |
وَقَوَّموا من صَعَر
وَمَن صَغا |
هُمُ الَّذينَ
جَرَّعوا مَن ما حلوا |
أَفاوِقَ الضَيمِ
مُمرّاتِ الحُسا |
أَزالُ حَشوَ نَثرَةٍ
مَوضونَةٍ |
حَتّى أُوارى بَينَ
أَثناءِ الجُثى |
وَصاحِبايَ صَرِمٌ في
مَتنِهِ |
مِثل مَدَبِّ النَملِ
يَعلو في الرُبى |
أَبيَضُ كَالمِلحِ
إِذا اِنتَضَيتَهُ |
لَم يَلقَ شَيئاً
حَدُّهُ إِلّا فَرى |
كَأَنَّ بَينَ عَيرِهِ
وَغَربِهِ |
مُفتَأَداً
تَأَكَّلَت فيهِ الجُذى |
يُري المَنونَ حينَ
تَقفو إِثرَهُ |
في ظُلَمِ الأَكبادِ
سُبلاً لا تُرى |
إِذا هَوى في جُثَّةٍ
غادَرَها |
مِن بَعدِ ما كانَت
خَساً وَهيَ زكا |
وَمُشرِفُ الأَقطارِ
خاظٍ نَحضُهُ |
حابي القُصَيرى
جرشَعٌ عَردُ النَسا |
قَريبُ ما بَينَ
القَطاةِ وَالمطا |
بَعيدُ ما بَينَ
القَذالِ وَالصَلا |
سامي التَليلِ في
دَسيعٍ مُفعَمٍ |
رَحبُ الذراعِ في
أَميناتِ العُجى |
رُكِّبنَ في حَواشِب
مُكتَنَّةٍ |
إِلى نُسورٍ مِثلَ
مَلفوظِ النَوى |
يَرضَخُ بِالبيدِ
الحَصى فَإِن رَقى |
إِلى الرُبى أَورى
بِها نارَ الحبى |
يُديرُ إِعليطَينِ في
مَلمومَةٍ |
إِلى لَموحَينِ
بِأَلحاظِ اللأى |
مُداخلُ الخَلقِ
رَحيبٌ شَجرُهُ |
مُخلَولِقُ الصَهوَةِ
مَمسودٌ وَأى |
لا صَكَكٌ يشينُهُ
وَلا فَجا |
وَلا دَخيسٌ واهِنٌ
وَلا شَظى |
يَجري فَتَكبو الريحُ
في غاياتِهِ |
حَسرى تَلوذُ
بِجَراثيمِ السَحا |
لَوِ اِعتَسَفتَ
الأَرضَ فَوقَ مَتنِهِ |
يَجوبُها ما خِفت أَن
يَشكو الوَجى |
تَظُنُّهُ وَهوَ يُرى
مُحتَجِباً |
عَنِ العُيونِ إِن
ذَأى وَإِن رَدى |
إِذا اِجتَهَدتَ
نَظَراً في إِثرِهِ |
قُلتَ سَناً أَومَضَ
أَو بَرقٌ خَفا |
كَأَنَّما الجَوزاءُ
في أَرساغِهِ |
وَالنَجم في جَبهَتِهِ
إِذا بَدا |
هُما عتادي
الكافِيانِ فَقدَ مَن |
أَعدَدتُهُ فَليَنأَ
عَنّي مَن نَأى |
فَإِن سَمِعت بِرَحىً
مَنصوبَة |
لِلحَربِ فَاِعلَم
أَنَّني قُطبُ الرَحى |
وَإِن رَأَيتَ نارَ
حَربٍ تَلتَظي |
فَاِعلَم بِأَنّي
مُسعِرٌ ذاكَ اللَظى |
خَيرُ النُفوسِ
السائِلاتُ جَهرَةً |
عَلى ظُباتِ
المُرهَفاتِ وَالقَنا |
إِنَّ العِراقَ لَم
أُفارِق أَهلَهُ |
عَن شَنَآنٍ صَدَّني
وَلا قِلى |
وَلا اِطَّبى عَينيَّ
مُذ فارَقتُهُم |
شَيءٌ يَروقُ الطَرفَ
مِن هَذا الوَرى |
هُم الشَناخيبُ
المُنيفاتُ الذُرى |
وَالناسُ أَدحالٌ
سِواهُم وَهوى |
هُمُ البُحورُ زاخِرٌ
آذِيُّها |
وَالناسُ ضَحضاحٌ
ثِغابٌ وَأَضى |
إِن كُنتُ أَبصَرتُ
لَهُم مِن بَعدِهِم |
مِثلاً فَأَغضَيتُ
عَلى وَخزِ السَفا |
حاشا الأَميرَينِ
الَّلذينِ أَوفَدا |
عَلَيَّ ظِلّاً مِن
نَعيمٍ قَد ضَفا |
هُما اللَذانِ
أَثبَتا لي أَملاً |
قَد وَقَفَ اليَأسُ بِهِ
عَلى شَفا |
تَلافَيا العَيشَ
الَّذي رَنَّقَهُ |
صَرفُ الزَمانِ
فَاِستَساغَ وَصفا |
وَأَجرَيا ماءَ
الحَيا لي رَغَداً |
فَاِهتَزَّ غُصني
بَعدَما كانَ ذوى |
هُما اللَذانِ سَمَوا
بِناظِري |
مِن بَعدِ إِغضائي
عَلى لَذعِ القَذى |
هُما اللَذانِ
عَمَّرا لي جانِباً |
مِنَ الرَجاءِ كانَ
قِدماً قَد عَفا |
وَقَلَّداني مِنَّةً
لَو قُرِنَت |
بِشُكرِ أَهلِ
الأَرضِ عَنِّي ما وَفى |
بِالعُشرِ مِن
مِعشارِها وَكانَ كَال |
حَسوَةِ في آذِيِّ
بَحرٍ قَد طَما |
إِنَّ اِبنَ ميكالَ
الأَمير اِنتاشَني |
مِن بَعدِما قَد
كُنتُ كَالشَيءِ اللقى |
وَمَدَّ ضَبعي أَبو
العَبّاسِ مِن |
بَعدِ اِنقِباضِ
الذَرعِ وَالباعِ الوَزى |
ذاكَ الَّذي ما زالَ
يَسمو لِلعُلى |
بِفِعلِهِ حَتّى عَلا
فَوقَ العُلى |
لَو كانَ يَرقى
أَحَدٌ بِجودِهِ |
وَمَجدِهِ إِلى
السَماءِ لاِرتَقى |
ما إِن أَتى بَحرَ
نَداهُ مُعتَفٍ |
عَلى أُوارى علمٍ
إِلّا اِرتَوى |
نَفسي الفِداءُ
لِأَميرَيَّ وَمَن |
تَحتَ السَماءِ
لِأَميرَيَّ الفِدى |
لا زالَ شُكري لَهُما
مُواصِلاً |
لَفظي أَو يَعتاقَني
صَرفُ المنى |
إِنَّ الأُلى فارَقتُ
مِن غَيرِ قِلىً |
ما زاغَ قَلبي
عَنهُمُ ولا هَفا |
لَكِنَّ لي عَزماً
إِذا اِمتَطَيتُهُ |
لِمُبهَمِ الخَطبِ
فَآه فَاِنفَأى |
وَلَو أَشاءُ ضَمَّ
قُطرَيهِ الصِبا |
عَلَيَّ في ظِلّي
نَعيمٍ وَغِنى |
وَلاعَبَتني غادَةٌ
وَهنانَةٌ |
تُضني وَفي ترشافِها
بُرءُ الضَنى |
تَفري بِسَيفِ
لَحظِها إِن نَظَرَت |
نَظرَةَ غَضبى مِنك
أَثناءَ الحَشا |
في خَدِّها رَوضٌ
مِنَ الوَردِ عَلى الن |
نسرينِ بِالأَلحاظِ
مِنها يُجتَنى |
لَو ناجَتِ الأَعصَمَ
لاِنحَطَّ لَها |
طَوعَ القِيادِ مِن
شَماريخِ الذُرى |
أَو صابَتِ القانِتَ
في مُخلَولِقٍ |
مُستَصعَبِ المَسلَكِ
وَعرِ المُرتَقى |
أَلهاهُ عَن
تَسبيحِهِ وَدينِهِ |
تَأنيسُها حَتّى
تَراهُ قَد صَبا |
كَأَنَّما الصَهباءُ
مَقطوبٌ بِها |
ماءُ جَنى وَردٍ إِذا
اللَيلُ عَسا |
يَمتاحُهُ راشِفُ
بَردِ ريقِها |
بَينَ بَياضِ الظَلمِ
مِنها وَاللمى |
سَقى العَقيقَ
فَالحَزيزَ فَالمَلا |
إِلى النُحَيتِ
فَالقُرَيّاتِ الدُنى |
فَالمِربد الأَعلى
الَّذي تَلقى بِهِ |
مَصارِعَ الأُسدِ بِأَلحاظِ
المَها |
مَحَلَّ كُلِّ
مُقرِمٍ سَمَت بِهِ |
مَآثِرُ الآباءِ في
فَرعِ العُلى |
مِنَ الأُلى
جَوهَرُهُم إِذا اِعتَزَوا |
مِن جَوهَرٍ مِنهُ
النَبِيُّ المُصطَفى |
صَلّى عَلَيهِ اللَهُ
ما جَنَّ الدُجى |
وَما جَرَت في فَلَكٍ
شَمسُ الضُحى |
جَونٌ أَعارَتهُ
الجَنوبُ جانِباً |
مِنها وَواصَت
صَوبَهُ يَدُ الصَبا |
نَأى يَمانِيّاً
فَلَمّا اِنتَشَرَت |
أَحضانُهُ وَاِمتَدّ
كِسراهُ غَطا |
فَجَلَّلَ الأُفقَ
فَكُلُّ جانِبٍ |
مِنها كَأَن مِن
قطرِهِ المُزنُ حَيا |
إِذا خَبَت بُروقُهُ
عَنَّت لَها |
ريحُ الصَبا تشبُّ
مِنها ما خَبا |
وَإِن وَنَت رُعودُهُ
حَدا بِها |
حادي الجَنوبِ
فَحَدَت كَما حَدا |
كَأَنَّ في أَحضانِهِ
وَبَركِهِ |
بَركاً تَداعى بَينَ
سَجرٍ وَوَحى |
لَم ترَ كَالمُزنِ
سَواماً بُهَّلاً |
تَحسَبُها مَرعِيَّةً
وَهيَ سُدى |
فَطَبَّقَ الأَرضَ
فَكُلُّ بُقعَةٍ |
مِنها تَقولُ الغَيثُ
في هاتا ثَوى |
يَقولُ لِلأَجرازِ
لَمّا اِستَوسَقَت |
بِسَوقِهِ ثِقي
بِرِيٍّ وَحَيا |
فَأَوسَعَ الأَحدابَ
سَيباً مُحسِباً |
وَطَبَّقَ البُطنانَ
بِالماءِ الرِوى |
كَأَنَّما البَيداءُ
غِبَّ صَوبِهِ |
بَحرٌ طَمى تَيّارُهُ
ثُمَّ سَجا |
ذاكَ الجدا لا زالَ
مَخصوصاً بِهِ |
قَومٌ هُمُ لِلأَرضِ
غَيثٌ وَجَدا |
لَستُ إِذا ما
بَهَظَتني غَمرَةٌ |
مِمَّن يَقولُ بَلَغَ
السَيلُ الزُبى |
وَإِن ثَوَت بينَ
ضُلوعي زَفرَةٌ |
تَملأُ ما بَينَ
الرَجا إِلى الرَجا |
نَهنَهتُها مَكظومَةً
حَتّى يُرى |
مَخضَوضِعاً مِنها
الَّذي كانَ طَغا |
وَلا أَقولُ إِن
عَرَتني نَكبَةٌ |
قَولَ القَنوطِ
اِنقَدَّ في الجوفِ السَلى |
قَد مارَسَت مِنّي
الخُطوبُ مارِساً |
يُساوِرُ الهَولَ
إِذا الهَولُ عَلا |
لِيَ اِلتِواءُ إِن
مُعادِيَّ اِلتَوى |
وَلي اِستِواءٌ إِن
مُوالِيَّ اِستَوى |
طَعمي الشَريُّ
لِلعَدُوِّ تارَةً |
وَالراحُ وَالأَريُ
لِمَن وُدّي اِبتَغى |
لدنٌ إِذا لويِنتُ
سَهلٌ معطفي |
أَلوى إِذا خوشِنتُ
مَرهوب الشَذا |
يَعتَصِمُ الحِلمُ
بِجَنبَي حَبوَتي |
إِذا رِياحُ الطَيشِ
طارَت بِالحُبى |
لا يَطَّبيني طَمَعٌ
مُدَنّسٌ |
إِذا اِستَمالَ
طَمَعٌ أَوِ اِطَّبى |
وَقَد عَلَت بي
رُتَباً تَجارِبي |
أَشفَينَ بي مِنها
عَلى سُبلِ النُهى |
إِذا اِمرُؤٌ خيفَ
لِإِفراطِ الأَذى |
لَم يُخشَ مِنّي
نَزَقٌ وَلا أَذى |
مِن غَيرِ ما وَهنٍ
وَلَكِنّي اِمرُؤٌ |
أَصونُ عِرضاً لَم
يُدَنِّسهُ الطَخا |
وَصَونُ عِرضِ
المَرءِ أَن يَبذُلَ ما |
ضَنَّ بِهِ مِمّا
حَواهُ وَاِنتَصى |
وَالحَمدُ خَيرُ ما
اِتَّخَذتَ عدَّةً |
وَأَنفَسُ الأَذخارِ
مِن بَعدِ التُقى |
وَكُلُّ قَرنٍ ناجِمٍ
في زَمَنٍ |
فَهوَ شَبيهُ زَمَنٍ
فيهِ بَدا |
وَالناسُ كَالنَبتِ
فَمِنهُم رائِقٌ |
غَضٌّ نَضيرٌ عودهُ
مُرُّ الجَنى |
وَمِنهُ ما تَقتَحِمُ
العَينُ فَإِن |
ذُقتَ جَناهُ اِنساغَ
عَذباً في اللها |
يُقَوَّمُ الشارِخُ
مِن زَيغانِهِ |
فَيَستَوي ما اِنعاجَ
مِنهُ وَاِنحَنى |
وَالشَيخُ إِن
قَوَّمتَهُ مِن زَيغِهِ |
لَم يُقِمِ التَثقيفُ
مِنهُ ما اِلتَوى |
كَذَلِكَ الغُصنُ
يَسيرٌ عطفُهُ |
لَدناً شَديدٌ
غَمزُهُ إِذا عَسا |
مَن ظَلَمَ الناسَ
تَحامَوا ظُلمَهُ |
وَعَزَّ عَنهُم
جانِباهُ وَاِحتَمى |
وَهُم لِمَن لانَ
لَهُم جانِبُهُ |
أَظلَمُ مِن حَيّاتِ
أَنباثِ السَفا |
وَالناسُ كُلّاً إِن
فَحَصتَ عَنهُم |
جَميعَ أَقطارِ
البِلادِ وَالقُرى |
عَبيدُ ذي المالِ
وَإِن لَم يَطمَعوا |
مِن غَمرِهِ في
جَرعَةٍ تَشفي الصَدى |
وَهُم لِمَن أَملَقَ
أَعداءٌ وَإِن |
شارَكَهُم فيها
أَفادَ وَحَوى |
عاجَمتُ أَيّامي وَما
الغِرُّ كَمَن |
تَأَزّرَ الدَهرُ
عَلَيهِ وَاِرتَدى |
لا يَنفَعُ اللُبُّ
بِلا جَدٍّ وَلا |
يَحُطُّكَ الجَهلُ
إِذا الجَدُّ عَلا |
مَن لَم تُفِدهُ
عِبَراً أَيّامُهُ |
كانَ العَمى أَولى
بِهِ مِن الهُدى |
مَن لَم يَعِظهُ
الدَهرُ لَم يَنفَعهُ ما |
راح بِهِ الواعِظُ
يَوماً أَو غَدا |
مَن قاسَ ما لَم
يَرَهُ بِما يرى |
أَراهُ ما يَدنو
إِلَيهِ ما نَأى |
مَن مَلَّكَ الحِرصَ
القِيادَ لَم يَزَل |
يَكرَعُ في ماءٍ مِنَ
الذُلِّ صَرى |
مَن عارَضَ الأَطماعَ
بِاليَأسِ دَنَت |
إِلَيهِ عَينُ
العِزِّ مِن حَيثُ رَنا |
مَن عَطَفَ النَفسَ
عَلى مَكروهِها |
كانَ الغِنى قَرينَهُ
حَيثُ اِنتَوى |
مَن لَم يَقِف عِندَ
اِنتِهاءِ قَدرِهِ |
تَقاصَرَت عَنهُ
فَسيحاتُ الخُطا |
مَن ضَيَّعَ الحَزمَ
جَنى لِنَفسِهِ |
نَدامَةً أَلذَعَ مِن
سَفع الذكا |
مَن ناطَ بِالعُجبِ
عُرى أَخلاقِهِ |
نيطَت عُرى المَقتِ
إِلى تِلكِ العُرى |
مَن طالَ فَوقَ
مُنتَهى بَسطَتِهِ |
أَعجَزَهُ نَيلُ
الدُنى بَله القُصا |
مَن رامَ ما يَعجزُ
عَنهُ طَوقُهُ |
م العِبءِ يَوماً آضَ
مَجزولَ المَطا |
وَالناسُ أَلفٌ
مِنهُمُ كَواحِدٍ |
وَواحِدٌ كَالأَلفِ
إِن أَمرٌ عَنا |
وَلِلفَتى مِن مالِهِ
ما قَدَّمَت |
يَداهُ قَبلَ مَوتِهِ
لا ما اِقتَنى |
وَإِنَّما المَرءُ
حَديثٌ بَعدَهُ |
فَكُن حَديثاً
حَسَناً لِمَن وَعى |
إِنّي حَلَبتُ
الدَهرَ شَطرَيهِ فَقَد |
أَمَرَّ لي حينا
وَأَحياناً حَلا |
وَفُرَّ عَن
تَجرِبَةٍ نابي فَقُل |
في بازِلٍ راضَ
الخُطوبَ وَاِمتَطى |
وَالناسُ لِلدهرِ
خَلىً يلسُّهُم |
وَقَلَّما يَبقى عَلى
اللَسِّ الخَلا |
عَجِبتُ مِن
مُستَيقِنٍ أَنَّ الرَدى |
إِذا أَتاهُ لا
يُداوى بِالرُقى |
وَهوَ مِنَ الغَفلَةِ
في أَهويةٍ |
كَخابِطٍ بَينَ
ظَلامٍ وَعَشى |
نَحنُ وَلا كُفران
لِلَّهِ كَما |
قَد قيلَ لِلسارِبِ
أَخلي فَاِرتَعى |
إِذا أَحَسَّ نَبأَةً
ريعَ وَإِن |
تَطامَنَت عَنهُ
تَمادى وَلَها |
كَثلَّةٍ ريعَت
لِلَيثٍ فَاِنزَوَت |
حَتّى إِذا غابَ
اِطمَأَنَّت إِن مَضى |
نُهالُ لِلأَمرِ
الَّذي يَروعُنا |
وَنَرتَعي في غَفلَةٍ
إِذا اِنقَضى |
إِنَّ الشَقاءَ
بِالشَقِيِّ مولَعٌ |
لا يَملِكُ الرَدَّ
لَهُ إِذا أَتى |
وَاللَومُ لِلحُرِّ
مُقيمٌ رادِعٌ |
وَالعَبدُ لا
تَردَعُهُ إِلّا العَصا |
وَآفَةُ العَقلِ
الهَوى فَمَن عَلا |
عَلى هَواهُ عَقلُهُ
فَقَد نَجا |
كَم مِن أَخٍ
مَسخوطَةٍ أَخلاقُهُ |
أَصفَيتُهُ الوُدَّ
لِخُلقٍ مُرتَضى |
إِذا بَلَوتَ السَيفَ
مَحموداً فَلا |
تَذمُمهُ يَوماً أَن
تَراهُ قَد نَبا |
وَالطِرفُ يَجتازُ
المَدى وَرُبَّما |
عَنَّ لِمَعداهُ
عِثارٌ فَكَبا |
مَن لَكَ
بِالمُهَذَّبِ النَدبِ الَّذي |
لا يَجِدُ العَيبُ
إِلَيهِ مُختَطى |
إِذا تَصَفَّحتَ
أُمورَ الناسِ لَم |
تُلفِ اِمرءاً حازَ
الكَمالَ فَاِكتَفى |
عَوِّل عَلى الصَبرِ
الجَميلِ إِنَّهُ |
أَمنَعُ ما لاذَ بِهِ
أولو الحِجا |
وَعَطِّفِ النَفسَ
عَلى سُبلِ الأَسا |
إِن اِستَفَزَّ
القَلبَ تَبريحُ الجَوى |
والدَهرُ يَكبو
بِالفَتى وَتارَةً |
يُنهِضُهُ مِن
عَثرَةٍ إِذا كَبا |
لا تَعجَبن مِن
هالِكٍ كيفَ هَوى |
بَل فَاِعجبَن مِن
سالِمٍ كَيفَ نَجا |
إِنَّ نُجومَ المَجدِ
أَمسَت أُفَّلاً |
وَظِلُّهُ القالِصُ
أَضحى قَد أَزى |
إِلّا بَقايا مِن
أُناسٍ بِهِمُ |
إِلى سَبيلِ
المَكرُماتِ يُقتَدى |
إِذا الأَحاديثُ
اقتَضَت أَنباءَهُم |
كانَت كَنَشرِ الرَوضِ
غاداهُ السَدى |
لا يَسمَعُ السامِعُ
في مَجلِسِهِم |
هجراً إِذا جالَسَهُم
وَلا خَنا |
ما أَنعَمَ العيشَةَ
لَو أَنَّ الفَتى |
يَقبَلُ مِنهُ
مَوتُهُ أَسنى الرُشا |
أَو لَو تَحَلّى
بِالشَبابِ عُمرَهُ |
لَم يَستَلِبهُ
الشَيبُ هاتيكَ الحُلى |
هَيهاتَ مَهما
يُستَعر مُستَرجعٌ |
وَفي خُطوبِ الدَهرِ
لِلناسِ أَسى |
وَفِتيَةٍ سامَرَهُم
طَيفُ الكَرى |
فَسامَروا النَومَ
وَهُم غيدُ الطُلى |
وَاللَيلُ مُلقٍ
بِالمَوامي بَركَهُ |
وَالعيسُ يَنبُثنَ
أَفاحيصَ القَطا |
بِحَيثُ لا تهدي
لِسَمعٍ نَبأَةٌ |
إِلّا نَئيم البومِ
أَو صَوت الصَدى |
شايَعتُهُم عَلى السُرى
حَتّى إِذا |
مالَت أَداةُ الرَحلِ
بِالجِبسِ الدَوى |
قُلتُ لَهُم إِنَّ
الهُوَينا غِبُّها |
وَهنٌ فَجدّوا
تحمَدوا غِبَّ السُرى |
وَموحِش الأَقطارِ
طامٍ ماؤُهُ |
مُدَعثَرِ الأَعضادِ
مَهزومِ الجَبا |
كَأَنَّما الريشُ
عَلى أَرجائِهِ |
زُرقُ نِصالٍ
أُرهِفَت لِتُمتَهى |
وَرَدتُهُ وَالذِئبُ
يَعوي حَولَهُ |
مُستَكَّ سمِّ
السَمعِ مِن طَولِ الطوى |
وَمُنتجٍ أُمُّ
أَبيهِ أُمُّهُ |
لَم يَتَخَوَّن
جِسمَهُ مَسّ الضوى |
أَفرَشتُهُ بِنتَ
أَخيهِ فَاِنثَنَت |
عَن وَلَدٍ يورى بِهِ
وَيُشتَوى |
وَمَرقَبٍ مُخلَولِقٍ
أَرجاؤُهُ |
مُستَصعَبِ الأَقذافِ
وَعرِ المُرتَقى |
وَالشَخصُ في الآلِ
يُرى لِناظِرٍ |
تَرمُقُهُ حيناً
وَحيناً لا يُرى |
أوفَيتُ وَالشَمسُ
تَمُجُّ ريقَها |
وَالظِلُّ مِن تَحتِ
الحِذاءِ مُحتَذى |
وَطارِقٍ يُؤنِسُهُ
الذِئبُ إِذا |
تَضَوَّرَ الذِئبُ
عشاءً وَعَوى |
آوى إِلى نارِيَ
وَهيَ مَألَفٌ |
يَدعو العُفاةَ
ضَوؤُها إِلى القِرى |
لِلَهِ ما طَيفُ
خَيالٍ زائِر |
تَزُفُّهُ لِلقَلبِ
أَحلامُ الرُؤى |
يَجوبُ أَجوازَ
الفَلا مُحتَقِراً |
هَولَ دُجى اللَيلِ
إِذا اللَيلُ اِنبَرى |
سائِلهُ إِن أَفصَحَ
عَن أَنبائِهِ |
أَنّى تَسَدّى
اللَيلَ أَم أَنّى اِهتَدى |
أَو كانَ يَدري
قَبلَها ما فارِسٌ |
وَما مَواميها
القِفارُ وَالقرى |
وَسائِلي بِمُزعِجي
عَن وَطَنٍ |
ما ضاقَ بي جَنابُهُ
وَلا نَبا |
قُلتُ القَضاءُ
مالِكٌ أَمرَ الفَتى |
مِن حَيثُ لا يَدري
وَمِن حَيثُ دَرى |
لا تَسأَلَنّي
وَاِسأَلِ المِقدارَ هَل |
يَعصِمُ مِنهُ وَزَرٌ
ومُدَّرى |
لا بُدَّ أَن يَلقى
اِمرُؤٌ ما خَطَّهُ |
ذو العَرشِ مِمّا
هُوَ لاقٍ وَوَحى |
لا غَروَ أَن لجَّ
زَمانٌ جائِرٌ |
فَاِعتَرَقَ العَظمَ
المُمِخَّ وَاِنتَقى |
فَقَد يُرى القاحِلُ
مُخضَرّاً وَقَد |
تَلقى أَخا الإِقتارِ
يَوماً قَد نَما |
يا هَؤُلَيّا هَل
نَشَدتُنَّ لَنا |
ثاقِبَةَ البُرقُعِ
عَن عَينَي طَا |
ما أَنصَفَت أُمُّ
الصَبِيَّينِ الَّتي |
أَصبَت أَخا الحِلم
وَلَمّا يُصطَبى |
اِستَحيِ بيضاً بَينَ
أَفوادِكَ أَن |
يَقتادَكَ البيضُ
اِقتِيادَ المُهتَدى |
هَيهاتَ ما أَشنَعَ
هاتا زَلَّةً |
أَطَرَباً بَعدَ
المَشيبِ وَالجَلا |
يا رُبَّ لَيلٍ جَمَعَت
قُطرَيهِ لي |
بِنتُ ثَمانينَ
عَروساً تُجتَلى |
لَم يَملِكِ الماءُ
عَلَيها أَمرَها |
وَلَم يُدَنِّسها
الضِرامُ المُختَضى |
حيناً هِيَ الداءُ
وَأَحياناً بِها |
مِن دائِها إِذا
يَهيجُ يُشتَفى |
قَد صانَها الخَمّارُ
لَمّا اِختارَها |
ضَنّاً بِها عَلى
سِواها وَاِختَبى |
فَهِيَ تُرى مِن طولِ
عَهدٍ إِن بَدَت |
في كَأسِها لِأَعيُنِ
الناسِ كلا |
كَأَنَّ قرنَ الشَمسِ
في ذُرورِها |
بِفِعلِها في الصَحنِ
وَالكَأسِ اِقتَدى |
نازَعتُها أَروعَ لا
تَسطو عَلى |
نَديمِهِ شِرَّتهُ
إِذا اِنتَشى |
كَأَنَّ نَورَ
الرَوضِ نَظمُ لَفظِهِ |
مُرتَجِلاً أَو مُنشِداً
أَو إِن شَدا |
مِن كُلِّ ما نالَ
الفَتى قَد نِلتُهُ |
وَالمَرءُ يَبقى
بَعدَهُ حُسنُ الثَنا |
فَإِن أَمُت فَقَد
تَناهَت لَذَّتي |
وَكُلُّ شَيءٍ بَلَغَ
الحَدَّ اِنتَهى |
وَإِن أَعِش صاحَبتُ
دَهري عالِماً |
بِما اِنطَوى مِن
صَرفِهِ وَما اِنسرى |
حاشا لِما أَسأَرَهُ فِيَّ
الحِجا |
وَالحِلمُ أَن
أَنبَعَ رُوّادَ الخَنا |
أَو أَن أُرى
لِنَكبَةٍ مُختَضِعاً |
أَو لِاِبتِهاجٍ
فَرِحاً وَمُزدَهى |
قَلْبٌ بِلَوْعاتِ
الهوَى مَعْمُودُ |
حَيٌّ كَمَيْتٍ
حاضِرٌ مَفْقُودٌ |
مَا ذُقْتُ طَعْمَ
المَوْتِ في كَأسِ الأسَى |
حَتَّى
سَقَتنِيْهِ الظِّباءُ الغِيدُ |
مَنْ ذَا يُداوي
القلْبَ مِنْ داءِ الهوى |
إِذْ لا دَواءٌ
لِلهَوى مَوْجُودُ |
أمْ كَيفَ أَسْلو
غَادَةً ما حُبُّها |
إِلّا قَضاءٌ ما
لَهُ مَرْدودُ |
القَلْبُ مِنْها
مُسْتَريْحٌ سَالِمٌ |
وَالقَلْبُ مِنِّي
جاهِدٌ مَجْهُودُ |
ابن عبد ربه
الأندلسي:
لم أَدْرِ جِنِّيٌّ سَبَاني أم بَشرْ |
أَمْ شَمْسُ ظُهْرٍ أشْرَقَتْ لي أَم قَمَرْ |
أَمْ نَاظرٌ يُهْدي المَنايا طَرْفُهُ |
حَتّى كأَنَّ المَوْتَ مِنْهُ في النّظَرْ |
يُحْيي قَتيلاً مَا لَهُ مِنْ قاتِلٍ |
إِلا سِهَام الطَّرْفِ رِيْشَتْ بِاْلحَوَرْ |
ما بالُ رَسمِ الوَصْلِ أَضْحَى دَاثراً |
حَتّى لقَدْ أَذْكَرَني مَا قَدْ دَثَرْ |
دَارٌ لِسلمى إِذْ سُليْمى جارَةٌ |
قَفراً تُرَى آياتُها مِثْلَ الزُّبُرْ |
الزفيان:
كَاَنَّ
ما بِى مِن أرانِي اَولَقُ
وَلِلشَبابِ
شِرَّةٌ وَغَيهَقُ
أنَّى
اَلَمّ طَيفُ لَيلَى يَطرُقُ
وَدُونَ
مَسرَاها فَلاةٌ فَيهَقُ
تِيه
مَرَوراةٌ وفَيفٌ خَيفَقُ
نائِى
المِياهِ ناضِب مُحَلِّقُ
سَمَهدَر
يَكسُوهُ آل اَبهَقُ
كَاَنَّما
نُشِّرَ فِيهِ النَرمَقُ
ومَنهلٍ
طامٍ عَلَيهِ الغَلفَقُ
يُنِيرُ
اَو يُسدِي بِهِ الخَدَرنَقُ
سبائِباً
يُجِيدُها وَيُصفِقُ
وَرَدتُهُ
وَاللَيلُ داجٍ اَبلَقُ
وَصاحِبِي
ذاتُ هبابٍ دَمشَقُ
خَطباءُ
وَرقاءُ السَراةٍ عَوهَقُ
كَاَنَّها
بَعدَ الكَلالِ زورَقُ
ناجٍ
مُلحٌ فى الخَبارِ مَيلَقُ
كَاَنَّهُ
سُوذانِق أو نِقنِقُ
الزفيان:
لَمّا
رَأتنِى أُمُّ عَمرٍو صَرَفَت
قَد
بَلَغَت بِى ذِروَة فَألحَفَت
وَابيَضَّ
مِن بَعدِ السَّوادِ الشَّعَفَة
وَهامَة
كَاَنَّها قَد نُتِفَت
وَانعاجَتِ
الاَحناءُ حَتَّى احقَوقَفَت
وَقَحِلَت
جِلدَتُهُ وَشَظِفَت
وَاَحدَثَت
لِي بِغضَةً وَشَنِفَت
وَسُرُح
دَوسَرَة قَد شَرَفَت
كَلَّفتُها
الدُّلجَةَ حَتَّى اَسدَفَت
حَتَّى
اِذا ظَلماؤُها تَكَشَّفَت
عَنِّى
وَعَن صَيهَبَةٍ قَد شَرَفَت
عادَت
تُبارِى الاَزفَلَى وَاستَأنَفَت
ذَا
قَبَلٍ دَيدَنَها فَاَوجَفَت
تَنفِى
بِرِجلَيها الحَصَى كَما نَفَت
اَيدِى
الصَّارِيفِ وِراقاً زُيِّفَت
تَنجِلُهُ
نَجلاً اِذا تَقَيَّفَت
يا
ابنَ ابي العاصِى اِلَيكَ لَهَفَت
تَشكُو
اِلَيكَ سَنَةً قَد جَلَفَت
اَموالَنا
من اَصلِها وَجَرَّفَت
تَرجُو
اجتِبارَ عَظمِها اِذ ازحَفَت
فَامرَعَت
لَمَّا اِلَيكَ اَهدَفَت
اَغَرَّ
مِثلَ الشَّمسِ اِذ تَشَوَّفَت
مِن
عِترَةٍ قَد كَثُرَت وَشَرُفَت
تَنمِى
اِلَى جُرثُومَةٍ قَد اَشرَفَت
عَلَى
الجَراثِيمِ الاُلَى وَاِن عَفَت
اَهلَ
خِلافاتٍ وَدينٍ قَد صَفَت
لَهُم
رَسَت اَوتادُها وَاستَحصَفَت
فَالمُلكُ
فِيهِم خالِد ما هَتَفَت
وَرقاءُ
فِى اَفنانِ غِيلٍ اَو هَفَت
مِثلُ
اللُّيُوثِ الحُمسِ اِذ تَغَضَّفَت
وَمَم
لَهُ فِينَا يَداً قَد سَلَفَت
وَكَفُّهُ
ما اَتلَفَتهُ اَخلَفَت
هِيَ
الحَيَا اِذا السِّنُونَ اَجحَفَت
وهَبَّتِ
الرِّيحُ بَليلاً وَزَفَت
ثَلجاً
وَصُرّاداً لَهُ وعَصَفَت
وَشَدَّبَت
عِضاهَها وَجَفَّفَت
العجاج:
قَد جَبَرَ الدَينَ
الإِلَهُ فَجَبَر
وَعَوَّرَ الرَحمَنُ مَن وَلّى العَوَر
فَالحَمدُ لِلّهِ الَّذي أَعطى الحَبر
مَوالي الحَقِّ إِن المَولى شَكَر
عَهدَ نَبيٍّ ما عَفا وَما دَثَر
وَعَهدَ صديقٍ رَأى بِرّاً فَبَر
وَعَهدَ عُثمانَ وَعَهداً مِن عُمَر
وَعَهدَ إِخوانٍ هُمُ كانوا الوَزَر
وَعُصبَةِ النَبيِّ إِذ خافوا الحَصَر
شَدّوا لَهُ سُلطانَهُ حَتّى اِقتَسَر
بِالقَتلِ أَقواماً وأَقواماً أَسَر
تَحتَ الَّتي اِختارَ لَهُ اللَهُ الشَجَر
مُحَمَّداً وَاَختارَهُ اللَهُ الخَير
فَما وَنى مُحَمَّدٌ مُذ أَن غَفَر
لَهُ الإِلَهُ ما مَضى وَما غَبَر
أَن أَظهَرَ الدينَ بِهِ حَتّى ظَهَر
هَذا أَوانُ الجِدِ إِذ جَدَّ عُمَر
وَصَرَّحَ اِبنُ مَعمَرٍ لِمَن ذَمَر
وأَنزَفَ العَبرَةَ مَن لاقى العَبَر
طالَ الإِنى وَزايلَ الحَقُّ الأَشَر
وَهَدَرَ الجِدُّ مِنَ الناسِ الهَدَر
وَلاحَتِ الحَربُ الوُجوهَ وَالسُرَر
وَضَمَّرَت مَن كانَ حُرّاً فَضَمَر
قَد كُنتَ مِن قَومٍ إِذا أُغشوا العَسَر
تَعَسَّروا أَو يَفرِج اللَهُ الضَرَر
وَزادَهُم فَضلاً فَمَن شاءَ اِنتَحَر
عَطِيَّةَ اللَهِ الإِلافَ وَالسُوَر
وَمَرَساً إِن مارَسوا الأَمرَ الذَكَر
ها فَهوَ ذا فَقَد رَجا الناسُ الغِيَر
مِن أَمرِهِم عَلى يَدَيكَ وَالثُؤَر
مِن آَلِ صَعفوقٍ وأَتباعٍ أُخَر
مِن طامِعينَ لا يُبالونَ الغَمَر
فَقَد عَلا الماء الزُبى فَلا غِيَر
وَاَختارَ في الدينِ الحَروريُّ البَطَر
وَأَنزَفَ الحَقَّ وَأَودى مَن كَفَر
كانوا كَما أَظلَمَ لَيلٌ فَاِنسَفَر
عَن مُدلَجٍ قاسى الدُؤوبَ وَالسَهَر
وَخَدَرَ اللَيلِ فَيجتابُ الخَدَر
وَغَبراً قُتماً فَيجتابُ الغُبَر
في بِئرِ لا حُورٍ سَرى وَما شَعَر
بِافكِهِ حَتّى رَأَى الصُبحَ جَشَر
عَن ذي قَداميسَ لُهامٍ لَو دَسَر
بِرُكنِهِ أَركانَ دَمخٍ لا نَقَعَر
أَرعَنَ جَرّارٍ إِذا جَرَّ الأَثَر
دَيثَ صَعباتِ القِفافِ وَابتِأَر
بِالسَهلِ مِدعاساً وَبِالبَيدِ النُقَر
كَأَنَّما زُهاؤُهُ لِمَن جَهَر
لَيلٌ وَرِزُّ وَغَرِهِ إِذا وَغَر
سارٍ سَرى مِن قِبَلِ العَينِ فَجَر
عيطَ السَحابِ وَالمرابيعَ الكُبَر
وَزَفَرَت فيهِ السَواقي وَزَفَر
بَغرَةَ نَجمٍ هاجَ لَيلاً فَبَغَر
ماءَ نَشاصٍ حَلَبَت مِنهُ فَدَر
حَدواءُ تَحدوهُ إِذا الوَبلُ اِنتَثَر
وَإِن أَصابَ كَدَراً مَدَّ الكَدَر
سَنابِكُ الخَيلِ يُصَدِّ عْنَ الأَيَر
مِنَ الصَفا العاسي وَيَدهَسنَ الغَدَر
عَزازَهُ وَيَهتَمِرنَ ما انهَمَر
مِن سَهلِهِ وَيَتَأكَّرنَ الأُكَر
خُوصاً يُساقِطنَ المِهارَ وَالمُهَر
يَنفُضنَ أَفنانَ السَبيبِ وَالعُذَر
شُعراً وُملطاً ما تَكَسَّينَ الشَعَر
وَالشَدنيّاتُ يُساقِطنَ النُعَر
حُوصَ العُيونِ مُجهِضاتٍ ما اِستَطَر
مِنهُن إِتمامٌ شَكيراً فَاِشتَكَر
بِحاجِبٍ وَلا قَفاً وَلا اِزبأَر
مِنهُنَ سَيساءُ وَلا اِستَغشى الوَبَر
في لامِعِ العِقبانِ لا يَأتي الخَمَر
يُوَجِهُ الأَرضَ وَيستاقُ الشَجَر
حلائِباً نَكثُرُ فيها مَن كَثَر
حَولَ اِبنِ غَرّاءَ حِصانٍ إِن وَتَر
فاتَ وَإِن طالَبَ بِالوَغمِ اِقتَدَر
إِذا الكِرامُ اِبتَدَروا الباعَ اِبتَدَر
دانى جَناحَيهِ مِنَ الطُورِ فَمَر
تَقَضِّيَ البازي إِذا البازي كَسَر
أَبصَرَ خربانَ فَضاءَ فَاِنكَدَر
شاكُ الكَلاليب إِذا أَهوى اَطَّفَر
كَعابِرَ الرُؤوسِ مِنها أو نَسَر
بِحَجِناتٍ يتَثَقَّبنَ البُهَر
كَأَنَّما يَمزِقنَ بِاللَحمِ الحَوَر
بِجَشَّةٍ جَشّوا بِها مِمَّن نَفَر
مُحَمّلينَ في الأَزِمّاتِ النُخَر
تَهدي قُداماهٌ عَرانينَ مُضَر
وَمِن قُرَيشٍ كُلَّ مَشبوبٍ أَغَر
حُلوَ المُساهاةِ وَإِن عادى أَمَر
مُستَحصِدٍ غارَتُهُ إِذا اِئتَزَر
لِمُصعَبِ الأَمرِ إِذا الأَمرُ اِنقَشَر
أَمَرَّهُ يَسراً فَإِن أَعيا اليَسَر
والتاث إلا مرة الشزر شزر
بِكُلِّ أَخلاقِ الشُجاعِ قَد مَهَر
مُعاوِدَ الإِقدامِ قَد كَرَّ وَكَر
في الغَمَراتِ بَعدَ مَن فَرَّ وَفَر
ثَبتٍ إِذا ما صيحَ بِالقَومِ وَقَر
وَاَحتَضَرَ البَأسَ إِذا البَأسُ اِحتَضَر
بِمُجمَعِ الروحِ إِذا الحامي اِنبَهَر
يُمَكِنُ السَيفَ إِذا الرُمحُ اِنأَطَر
في هامَةِ اللَيثِ إِذا ما اللَيثُ هَر
كَجَمَلِ البَحرِ إِذا خاضَ جَسَر
غَوارِبَ اليَمِّ إِذا اليَمُّ هَدَر
حَتّى يُقالَ حاسِرٌ وَما حَسَر
عَن ذي حَيازيمَ ضَبَطرٍ لَو هَصَر
صَعبَ الفُيولِ ألحَمَ الفيلَ العَفَر
أَلَيسُ يَمشي قُدُماً إِذا اِدَّكَر
ماوُعِدَ الصابِرُ في اليَومِ اِصطَبَر
إِذ لَقِحَ اليَومُ العَماسُ وَاقمَطَر
وَخَطَرَت أَيدي الكُماةِ وَخَطَر
رايٌ إِذا أَورَدَهُ الطَعنُ صَدَر
إِذا تَغاوى ناهِلاً أَوِ اِعتَكَر
تَغاوِيَ العِقبانِ يَمزِقنَ الجَزَر
في سَلبِ الغابِ إِذا هُزَّ عَتَر
إِذا نُفوسُ القَومِ نازَعنَ الثُغَر
وَاستَعَرَت سُوقُ الضِرابِ وِاَستَعَر
مِنهُ هَماذيٌ إِذا حَرَّت وَحَر
حَتّى إِذا ما مِرجَلُ القَومِ أَفَر
بِالغليِ أَحمَوهُ وَأَخبَوهُ التِيَر
وَبِالسُرَيحيّاتِ يَخطَفنَ القَصَر
وَفي طِراقِ البيضِ يُوقدنَ الشَرَر
صَقعاً إِذا ما رَنَّحَ الطَرفَ اِسمَدَر
ضَرباً إِذا صابَ اليَآفيخَ اِحتَفَر
في الهامِ دُحلاناً يُفَرِّسنَ النُعَر
بَينَ الطِراقينِ وَيَفلينَ الشَعَر
عَن قُلُبٍ ضُجمٍ تُوَرّي مَن سبَر
مِنها قُعُورٌ عَن قُعورٍ لَم تَذر
دونَ الصَدى وأُمِهِ سِتراً سَتَر
لا قَدحَ إِن لم تُورِ ناراً بِهَجَر
ذاتَ سَناً يُوقِدُها مَنِ اِفتَخَر
مَن شاهَدَ الأَمصارَ مِن حَيّي مُضَر
يا عُمَرَ بنَ مَعمَرٍ لا مُنتَظَر
بَعدَ الَّذي عَدا القُروصَ فَحَزَر
مِن أَمرِ قومٍ خالَفوا هَذا البَشَر
وَاَشتَغَروا في دينِهم حَتّى اِشتَغَر
فَقَد تَكَبّدتَ المُناخَ المُشتَهَر
فَاِعلَم بِأَنَّ ذا الجَلالِ قَد قَدَر
في الصُحُفِ الأَولى الَّتي كانَ سَطَر
أَمرَكَ هَذا فَاِحتَفِظ فيهِ النَتَر
وَفَترَةَ الأَمرِ وَمُودٍ مَن فَتَر
فَأَينَما جَرَيتَ أُعطيتَ الظَفَر
شَهادَةً فيها طُهورُ مَن طَهَر
أَو وَقعَةً تَجلو عَنِ الدينِ القَذَر
أَو شَرَفاً يُتِمُّ نُوراً قَد زَهَر
كَما تُتِمُّ لَيلَةُ البَدرِ القَمَر
لَقَد سَما اِبنُ مَعمَرٍ حينَ اِعتَمَر
مَغزىً بَعيداً مِن بَعيدٍ وَضَبَر
مِن مُخَّةِ الناسِ الَّذي كانَ اِمتَخَر
ثَلاثَةً وَسِتَّةً وَاِثنَي عَشَر
أَلفاً يَجُرّونَ مِنَ الخَيلِ العَكَر
في مُرجَحِنٍ لَجِبٍ إِذا اثْبَجَر
سَدَّ الرِهاءَ وَالفِجاجَ وَاَجتَهَر
بَطنَ العِراقِ الجُبَّ مِنهُ وَالنَهَر
وَإِن عَلوا وَعراً وَقَد خافوا الوَعّر
لَيلاً تَغَشّى صَعبَهُ وَما اِختَصَر
سَيلَ الجَرادِ السُدِّ يَرتادُ الخَضَر
آواهُ لَيلٌ غَرِضاً ثُمَّ اِبتَكَر
وفَثَأَت عَنهُ ضَحى الشَرقِ الخَصَر
فَمَدَّ أَعرافَ العَجاجِ وَاِنتَشَر
وَاِنفَرَجَت عَنهُ البِلادُ وَاَنكَدَر
عَشِّي رَبيعَ وَاَقصُري فيمَن قَصَر
وَاَبكي عَلى مُلكِكِ إِذ أَمسى اِنقَعَر
وَاِنقَطَعَت مِنهُ الرَجاةُ وَاِنبَتَر
وَاَشتَقَّ شُؤبوبُ الشِقاقِ وَاشفَتَر
وَأَزلَفَتهُ لُجَّةُ الغَيثِ سَحَر
إِذ مَطَرَت فيهِ الأَيادي وَمَطَر
بِصاعِقاتِ المَوتِ يَكشِفنَ الحَيَر
عَنِ الدَجارى وَيُقَوِّمنَ الصَعَر
وَالسَلباتِ السُحمِ يَشفينَ الزَوَر
مِنَ المُحامينَ إِذا البَأسُ اِسمَهَر
بِالقَعصِ القاضي وَيَبعَجنَ الجُفَر
مِن قَصَبِ الجَوفِ وَيخلُلنَ الثُجَر
شَكَّ السَفافيدِ الشواءَ المُصطَهِر
إِذ حَسِبوا أَنَّ الجِهادَ وَالظَفَر
إِيضاعُ بَينَ الخِضرِماتِ وَهَجَر
مُعَلِّقينَ في الكَلاليبِ السُفَر
فَأَلقِمِ الكَلبَ اليَمامي الحَجَر
لا تَحسَبَنَّ الخَندَقَينِ وَالحَفَر
وَخَرسَهُ المُحَمَرَّ مِنهُ ما اِعتَصَر
وَحائِطَ الطَرفاءِ يَكفي مَن حَظَر
آذِيَّ أَورادٍ يُغَيِّفنَ النَظَر
شُهبٌ إِذا ما مُجنَ مَوَّجنَ البَصَر
بِذي إِيادَينِ إِذا عُدَّ اِعتَكَر
حَتّى يَحارَ الطَرفُ أَو يَخشى الحَيَر
العجاج:
يا رَبِّ إِن أَخطَأتُ أَو نَسيتُ
فَأَنتَ لا تَنسى وَلا تَموتُ
إِنَّ المُوَقّى مِثلُ ما وُقيتُ
أَنقَذَني مِن خَوفِ مَن خَشيتُ
رَبّي وَلَو لا دَفعُهُ تَوِيتُ
فَالجَدُّ أَغشاني الَّذي غَشيتُ
أَرمي بِأِيدي العِيسِ إِذ هَويتُ
في بَلدَةٍ يَعيا بِها الخِرّيتُ
رَأيُ الأَدِلاَّءِ بِها شَتيتُ
صَحراءَ لَم يَنبُت بِها تَنبيتُ
هَيهاتَ مِنها ماؤُها المَأموتُ
مَرتٍ يُناصي خَرقَها مُروتُ
يُمسي بِها ذو السُرَّةِ السَبوتُ
وَهوَ مِنَ الأَينِ حَفٍ نَحيتُ
كَأَنَني سَيفٌ بِها إِصليتُ
يَنشَقُّ عَني الحَزنُ وَالبِرّيتُ
وَالبَيضَةُ البَيضاءُ وَالخَبيتُ
وَوَدَّ أَعدائيَ لَو نُعيتُ
وَمِنكَ أَرجو فَوقَ ما مُنيتُ
عَسى أَرى يَقظانَ ما أُريتُ
في النَومِ رُؤيا أَنَّني سُقيتُ
سُقيتُ ماءَ المُزنِ أَو سُقيتُ
مِن بارِدِ النَحلِ وَقَد صَديتُ
قارَبَ نقعَ الرَيِّ أَو رَويتُ
لَمّا عَلا كَعبُكَ لي عَليتُ
وَقعُكَ داواني وَقَد جَويتُ
مِن داءِ صَدري بَعدَ ما طَنيتُ
مِثلَ طَنى الأَسنِ وَما ضَنيتُ
أَو صاحِبِ السَهمِ وَما رُميتُ
مَسلَمَ لا أَنساكَ ما بَقيتُ
فَضلَكَ وَالعَهدَ الَّذي رَضيتُ
لَو أَشرَبُ السُلوانَ ما سَليتُ
ما بي غِنىً عَنكَ وَإِن غَنيتُ
لَو أَنَّني صَمِمتُ أَو عَميتُ
إِن أَنا لَم أَصدُقكَ ما لَقيتُ
مِن كُرَبٍ فَوتَ الرَدى رَديتُ
ما بَعدَ أَنّي مُرهَقٌ مَبهوتُ
لا آخُذُ النِصفَ وَلا أَفوتُ
قَد فَرقَ الناسُ وَما عَييتُ
مِن أَينَ آتي الأَمرَ إِذ أُتيتُ
رَهنَ الحُرورِيّينَ قَد صُرِيتُ
صَمّاءَ صُمٍّ طَيرُها سُكوتُ
لَولا اِنتِظاري دَفعَها بَليتُ
إِذ قالَ شَيطانُهُم العِفريتُ
لَيسَ لَهُم مُلكٌ وَلا تَثبيتُ
أَلَم يُصِب مِن صَوتِ سَمكٍ صِيتُ
وَكُنتُ مِجذاماً إِذا عُصيتُ
إِذا التَوى بي الأَمر أَو لُويتُ
حَتّى يُفيقَ الغَضَبُ الحَميتُ
وَلا أُجيبُ الرُعبَ إِن رُقيتُ
إِذا استدارَ البَرَمُ الغَلوتُ
قُلتُ وَأَمري عِندَهُم مَقتوتُ
مَقالَةً إِن قُلتُها قَويتُ
بِلغٌ إِذا اِستَنطَقتَني صَموتُ
وَقُلتُ أُنجي النَفسَ إِن نُجِّيتُ
هَل يَعصِمَنّي حِلفٌ سِختيتُ
أَو فِضَّةٌ أَو ذَهَبٌ كِبريتُ
مِنهُم وَمِن خَيلٍ لَها صَتيتُ
لا بَل دَعوتُ اللَهَ إِذ هُديتُ
دَعَوتُهُ وَالمُتَّقي ثَبيتُ
فَاِنتاشَني وَلَم يُعَب تَعنيتُ
مِن رَوحِهِ رَوحٌ فَقَد حَييتُ
إِنَّ الَّذي نَجّى وَما نَديتُ
نَجّى وَكُلُّ أَجَلٍ مَوقوتُ
موسى وموسى فَوقَهُ التابوتُ
وَصاحِبَ الحُوتِ وَأَينَ الحُوتُ
والحُوتُ في هِيتِ الرَدى ما هِيتُ
لِلحوتِ في أَثنائِهِ بُيوتُ
وَزَبَدُ البَحرِ لَهُ كَتيتُ
تَراهُ وَالحوتُ لَهُ نَئِيتُ
وَجَوشَنُ البَحرِ لَهُ مَبيتُ
يَدفَعُ عَنهُ جَوفَهُ المَسحوتُ
كِلاهُما مُقتَمِسٌ مَغتوتُ
وَاللَيلُ فَوقَ الماءِ مُستَميتُ
أبو نواس:
يا بُؤسَ كَلبي
سَيِّدِ الكِلابِ
قَد كانَ أَعناني
عَنِ العُقابِ
وَكانَ قَد أَجزى
عَنِ القَصّابِ
وَعَن شِراءِ
الجَلَبِ الجَلّابِ
يا عَينُ جودي لي
عَلى حَلّابِ
مَن لِلظِباءِ
العُفرِ وَالذِئابِ
وَكُلُّ صَقرٍ
طالِعٍ وَثّابِ
يَختَطِفُ القُطّانَ
في الرَوابي
كَالبَرقِ بَينَ
النَجمِ وَالسَحابِ
كَم مِن غَزالٍ
لاحِقِ الأَقرابِ
ذي جيئَةٍ صَعبٍ
وَذي ذَهابِ
أَشبَعَني مِنهُ
مِنَ الكَبّابِ
خَرَجتُ وَالدُنيا
إِلى تَبابِ
بِهِ وَكانَ عِدَّتي
وَنابي
أَصفَرُ قَد خُرِّجَ
بِالمُلابِ
كَأَنَّما يُدهَنُ
بِالزِريابِ
فَبَينَما نَحنُ
بِهِ في الغابِ
إِذ بَرَزَت
كالِحَةُ الأَنيابِ
رَقشاءُ جَرداءُ
مِنَ الثِيابِ
كَأَنَّما تُبصِرُ
مِن نِقابِ
فَعَلِقَت عُرقوبَهُ
بِنابِ
لَم تَرعَ لي حَقّاً
وَلَم تُحابِ
فَخَرَّ وَانصاعَت
بِلا ارتِيابِ
كَأَنَّما تَنفُخُ
مِن جِرابِ
لا أُبتُ إِن أُبتُ
بِلا عِقابِ
حَتّى تَذوقي
أَوجَعَ العَذابِ
رؤبة بن العجاج:
وقاتِم الأَعْماقِ
خاوِي المُخْتَرَقْ
مُشْتَبِه
الأَعْلامِ لَمّاعِ الخَفَقْ
يَكِلُّ وَفْدُ
الرِيحِ مِنْ حَيْثُ انْخَرَقْ
شَأْزٍ بِمَنْ
عَوَّهَ جَدْبِ المُنْطَلَقْ
ناءٍ مِنَ
التَصْبِيحِ نَائِي المُغْتَبَقْ
تَبْدُو لَنَا
أَعْلامُهُ بَعْد الغَرَقْ
فِي قِطَعِ الآلِ
وَهَبْوَاتِ الدُقَقْ
خارِجَة أَعْناقُهَا
مِنْ مُعْتَنَقْ
تَنَشَّطَتْهُ كُلُّ
مِغْلاةِ الوَهَقْ
مَضْبُورَةٍ
قَرْواءَ هِرْجابٍ فُنُقْ
مائِرَةِ
العَضْدَيْنِ مِصْلاتِ العُنُقْ
مُسْوَدَّة
الأَعْطافِ مِنْ وَشْمِ العَرَقْ
إِذَا الدَلِيل
اسْتافَ أَخْلاقَ الطُرُقْ
كَأَنَّها حَقْباءُ
بَلْقاءُ الزَلَقْ
أَوْ جادِرُ
اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ
مُحَمْلَجٌ أُدْرِجَ
إِدْراجَ الطَلَقْ
لَوَّحَ مِنْهُ
بَعْدَ بُدْنٍ وَسَنَقْ
مِنْ طُولِ تَعْداءِ
الرَبِيعِ فِي الأَنَقْ
تَلْوِيحَكَ
الضامِرَ يُطْوَى لِلسَبَقْ
قُودٌ ثَمانٍ مِثْل
أَمْراس الأَبَقْ
فِيها خُطُوطٌ مِنْ
سَوادٍ وَبَلَقْ
كَأَنَّهَا فِي
الجِلْدِ تَوْلِيعُ البَهَقْ
يُحْسَبْنَ شاماً أَوْ
رِقاعاً مِنْ بِنَقْ
فَوْقَ الكُلَى مِنْ
دائِراتِ المُنْتَطَقْ
مَقْذُوذَةُ الآذانِ
صَدْقاتُ الحَدَقْ
قَد أَحْصَنَتْ
مِثْلَ دَعَامِيص الرَّنَقْ
أَجِنَّةً في
مُسْتَكِنّاتِ الحَلَقْ
فَعَفَّ عَن
أَسْرارِها بَعْد العَسَقْ
وَلَمْ يُضعْها
بَيْنَ فِرْكٍ وَعَشَقْ
لا يَتْرُكُ
الغَيْرَةَ مِنْ عَهْدِ الشَبَقْ
أَلَّفَ شَتَّى
لَيْسَ بِالراعِي الحَمِقْ
شذّابَةٌ عَنْهَا
شَذَى الرُبْعِ السُحُقْ
قَبّاضةٌ بَيْنَ
العَنِيفِ وَاللَبِقْ
مُقْتَدِرُ
الضَيْعَةِ وَهْوَاهُ الشَفَقْ
شَهْرَيْنِ
مَرْعاهَا بِقِيعانِ السَلَقْ
مَرْعىً آنِيقَ
النَبْتِ مُجّاجَ الغَدَقْ
جَوَازِئاً
يَخْبِطْنَ أَنْداءَ الغَمَقْ
مِنْ باكِرِ
الوَسْمِيِّ نَضَّاخِ البُوَقْ
مُسْتَأْنِف
الأَعْشابِ مِنْ رَوْضٍ سَمَقْ
حَتَّى إِذا ما
اصْفَرَّ حُجْرَانُ الذُرَقْ
وَأَهْيَجَ
الخَلْصاءَ مِنْ ذاتِ البُرَقْ
وَشَفَّها اللَوْحُ
بِمَأْزولٍ ضَيَقْ
وَبَتَّ حَبْلُ
الجُزْءِ قَطْعَ المُنْحَذِقْ
وَحَلَّ هَيْفُ
الصَيْفِ أَقْرانَ الرِبَقْ
وَخَفَّ أَنْواءُ
الرَبِيعِ المُرْتَزَقْ
وَاسْتَنَّ أَعْراف
السَفَا عَلَى القِيَقْ
وَانْتَسَجَتْ في
الرِيحِ بُطْنانُ القَرَقْ
وَشَجَّ ظَهْر
الأَرْضِ رَقّاصُ الهَزَقْ
هَيَّجَ وَاجْتابَتْ
جِدِيداً عَنْ خَلَقْ
كَالْهَرَوِيِّ
انْجَابَ عَنْ لَوْن السَرَقْ
طَيَّرَ عَنْهَا
النَسءُ حَوْلِيَّ العِقَقْ
فَانْمَارَ
عَنْهُنَّ مُوَارَاتُ المِزَقْ
وَمَاجَ غُدْرانُ
الضَحَاضِيحِ اليَقَقْ
وَافْتَرَشَت
أَبْيَضَ كَالصُبْح اللَهَقْ
قَوارِباً مِنْ
واحِفٍ بَعْدَ العَبَقْ
لِلْعِدِّ إِذ
أَخْلَفَهَا مَاء الطَرَقْ
بَيْنَ
القَرِيَّيْنِ وَخَبْرَاءِ العَذَقْ
يَشْذِبُ
أُخْراهُنَّ مِنْ ذاتِ النَهَقْ
أَحْقَبُ
كَالمِحْلَجِ مِنْ طُولِ القَلَقْ
كَأَنَّهُ إِذْ راحَ
مَسْلُوسَ الشَمَقْ
نُشِّرَ عَنْهُ أَوْ
أَسِيرٌ قَدْ عَتَقْ
مُنْسَرِحاً إِلِّا
ذَعَالِيبَ الخِرَقْ
مُنْتَحِياً مِنْ
قَصْدِهِ عَلَى وَفَقْ
صاحِبَ عادَاتٍ مِنَ
الِورْدِ الغَفَقْ
تَرْمِي ذِرَاعَيْهِ
بِجَثْجاثِ السُوَقْ
ضَرْحاً وَقَد
أَنْجَدْنَ مِنْ ذات الطُوَقْ
صَوَادِقَ العَقْبِ
مَهَاذِيبَ الوَلَقْ
مُسْتَوِيَاتِ
القَدِّ كَالجَنْبِ النَسَقْ
تَحِيدُ عَن
أَظْلالِهَا مِنَ الفَرَقْ
مِنْ غائِلاتِ
اللَيْلِ وَالهَوْلِ الزَعَقْ
قُبٌّ مِنَ
التَعْداءِ حُقْبٌ في سَوَقْ
لَوَاحِق الأَقْرابِ
فِيهَا كالمَقَقْ
تَكَاد أَيْدِيهِنَّ
تَهْوِي في الزَهَقْ
مِنْ كَفْتِها
شَدّاً كَإِضْرامِ الحَرَقْ
سَوَّى
مَسَاحِيهِنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ
تَفْلِيلُ ما
قارَعْنَ مِنْ سُمْرِ الطُرَقْ
رُكِّبْنَ في
مَجْدُول أَرْساغٍ وُثُقْ
يَتْرُكْنَ تُرْبَ
الأَرْضِ مَجْنُونَ الصِيَقْ
وَالمَرْوَ ذا
القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ
يَنْصَاحُ مِنْ
جَبْلَةِ رَضْمٍ مُدَّهَقْ
إِذَا تَتَلَّاهُنَّ
صَلْصالَ الصَعَقْ
مُعْتَزِمُ
التَجْلِيحِ مَلّاخُ النَزَقْ
حَشْرَجَ في
الجَوْفِ سَحِيلاً أَوْ شَهَقْ
حَتَّى يُقَالَ
ناهِقٌ وَما نَهَقْ
كَأَنَّهُ
مُسْتَنْشِقٌ مِنَ الشَرَقْ
خُرّاً مِنَ
الخَرْدَلِ مُكْرُوهَ النَشَقْ
أَوْ مُقْرَعٌ مِنْ
رَكْضِهَا دَامِي الزَنَقْ
أَوْ مُشْتَكٍ
فَائِقَهُ مِنَ الفَأَقْ
في الرَأْسِ أَوْ
مَجْمَعِ أَحْناءٍ دِقَقْ
شَاحِيَ لَحْيَي
قَعْقَعَانِيِّ الصَلَقْ
قَعَقَعَةَ
المِحْوَرِ خُطّافَ العَلَقْ
حَتَّى إِذَا
أَقْحَمَهَا فِي المُنْسَحَقْ
وَانْحَسَرَتْ
عَنَها شِقابُ المُخْتَنَقْ
وَثَلَمُ الوادِي
وَفَرْغُ المُنْدَلَقْ
وَانْشَقَّ عَنْها
صَحْصَحَانُ المُنفَهَقْ
زُوراً تَجَافى عَنْ
أَشَاءَاتِ العُوَقْ
فِي رَسْمِ آثارٍ
وَمِدْعاسٍ دَعَقْ
يَرِدْنَ تَحْت
الأَثْلِ سَيَّاحَ الدَسَقْ
أَخْضَرَ كَالبُرْدِ
غَزِيرَ المُنْبَعَقْ
قَدْ كَفَّ عَنْ
حَائِرِهِ بَعْدَ الدفَقْ
في حاجِرٍ كَعكَعَةُ
عَنِ البَثَق
وَاغتَمَسَ الرامي
لِما بَينَ الأُوَق
في غِيلِ قَصْباءَ
وَخِيسٍ مُخْتَلَقْ
لايَلْتَوِي مِنْ
عاطِسٍ وَلا نَغَقْ
وَلَمْ يُفَجَّشْ
عِنْدَ صَيْدٍ مُخْتَرَقْ
نِيءٍ وَلا يَذْخُرُ
مَطْبُوخَ المَرَقْ
يَأْوِي إِلَى
سْفعَاءَ كَالثَوْبِ الخَلَقْ
لَمْ تَرْجُ رِسْلاً
بَعْد أَعْوَام الفَتَقْ
إِذَا احْتَسَى مِنْ
لَوْمِها مُرَّ اللَعَقْ
جَدَّ وَجَدَّت
إِلقَةٌ مِنَ الإِلَق
مَسْمُوعَةٌ
كَأَنَّهَا إِحْدَى السِلَقْ
لَوْ صُحِنَتْ حَوْلاً
وَحَوْلاً لَمْ تَفِقْ
تَشْتَقُّ فِي
الباطِلِ مِنْهَا المُمْتَذَقْ
غُولٌ تَشَكَّى
لِسَبَنْتىً مُعْتَرَقْ
كَالحَيَّة
الأَصْيَدِ مِنْ طُول الأَرَقْ
لا يَشْتَكِي
صُدْغَيْهِ مِنْ داءِ الوَدَقْ
كَسَّرَ مِن عَينيهِ
تَقويمُ الفُوَق
وَما بِعَينيهِ
عَواويرُ البَخَق
حَتَّى إِذا
تَوَقَّدَتْ مِنَ الزَرَقْ
حَجْرِيَّةٌ
كَالجَمْرِ مِنْ سَنِّ الذَلَقْ
يُكْسَيْنَ
أَرْياشاً مِنَ الطَيْرِ العُتُقْ
سَوَّى لَهَا
كَبْدَاءَ تَنْزُو فِي الشَنَقْ
نَبْعِيَّةً
سَاوَرَهَا بَيْنَ النِيَقْ
تَنْثُرُ مَتْنَ
السَمْهَرِيِّ المُمْتَشَقْ
كَأَنَّمَا
عَوْلَتُها مِنْ التَأَقْ
عَوَلَةُ عَبْرَى
وَلْوَلَتْ بَعْدَ المَأَقْ
كَأَنَّها في
كَفِّهِ تَحتَ الرِوَق
وَفقُ هِلالٍ بَينَ
لَيلٍ وَأُفُق
أَمْسَى شَفَى أَوْ
خَطُّهُ يَوْمَ المَحَقْ
فَهيَ ضَرُوحُ
الرَكْضِ مِلْحَاقُ اللَحَقْ
لَوْلا يُدَالي
حَفْضُهُ القِدْحَ انْزَرَقْ
وَقَدْ بَنَى
بَيْتاً خَفِيَّ المُنْزَبَقْ
مُقْتَدِرَ النَقْبِ
خَفِيَّ المُمْتَرَقْ
رَمْساً مِنَ
النَامُوسِ مَسْدُودَ النَفَقْ
مَضْطَمِراً
كَالقَبْرِ بِالضِيْق الأَزَق
أَسَّسَهُ بَيْنَ
القَرِيبِ وَالمَعَقْ
أَجْوَفَ عَنْ
مَقْعَدِهِ وَالمُرْتَفَقْ
فَبَاتَ وَالنَفْسُ
مِنَ الحِرصِ الفَشَق
فِي الزَرْبِ لَوْ
يَمْضَعُ شَرياً ما بَصَقْ
لَمَّا تَسَوَّى فِي
ضَئِيلِ المُنْدَمَقْ
وَفِي جَفِيرِ
النَبْلِ حَشرَاتُ الرَشَقْ
سَاوَى
بِأَيْديهِنَّ مِنْ قَصْدِ اللَمَقْ
مَشْرَعَةٌ ثَلْماءُ
مِنْ سَيْلِ الشَدَقْ
فَجِئْنَ وَاللَيْلُ
خَقِيُّ المُنْسَرَقْ
إِذَا دَنَا
مِنْهُنَّ أَنْقاضُ النُقَقْ
في الماءِ
وَالساحِلُ خَضْخاضُ البَثَقْ
بَصْبَصْنَ
وَاقْشَعْرَرْنَ مِنْ خَوْفِ الزَهَقْ
يَمْصَعْنَ
بِالأَذْنابِ مِنْ لَوْحٍ وَبَق
حَتَّى إِذَا ما
كُنَّ في الحَوْمِ المَهَقْ
وَبَلَّ بَرْد الماء
أَعْضاد اللَزَقْ
وَسْوَسَ يَدْعُو
مُخْلِصاً رَبَّ الفَلَقْ
سِرّاً وَقَدْ
أَوَّنَّ تَأْوِينَ العُقُقْ
فَارْتَازَ عيْرَ
سَنْدَرِيٍّ مُخْتَلَقْ
لَوْ صَفّض
أَدْراقاً مَضَى مِن أَلدَرَقْ
يَشْقَى بِهِ صَفْحُ
الفَرِيصِ وَالأَفَقْ
وَمَتْنُ مَلْساءِ
الوَتِينِ في الطَبَقْ
فَمَا اشْتَلاهَا
صَفْقُهُ لِلْمُنْصَفَقْ
حَتَّى تَرَدَّى
أَرْبَعٌ فِي المُنْعَفَقْ
بِأَرْبَعِ
يَنْزَعْنَ أَنْفَاسَ الرَمَقْ
تَرَى بِهَا مِنْ
كُلِّ مِرْشاشِ الوَرَقْ
كَثَمَرِ الحُمَّاضِ
مِنْ هَفْتِ العَلَقْ
وَانْصَاعَ
بَاقِيهِنَّ كَالْبَرْقِ الشِقَقْ
تَرْمِي بِأَيْدِيها
ثَنَايَا المُنْفَرَقْ
كَأَنَّها وَهْي
تَهاوَى بِالرَقَقْ
مِنْ ذَرْوِهَا
شِبْراقُ شَدٍّ ذِي عَمَقْ
حِين احْتَدَاها
رُفْقَةٌ مِنَ الرُفَقْ
أَوْ خَارِبٌ وَهْيَ
تَغَالى بِالحِزَقْ
فَأَصْبَحَتْ
بِالصُلْبِ مِنْ طُولِ الوَسَقْ
إِذَا تَأَنَّى
حِلْمَهُ بَعْدَ الغَلَقْ
كاذَبَ لَوْمَ
النَفْسِ أَوْ عنْهَا صَدَقْ
أبو الحسن الششتري:
(مجزوء الرجز)
أنِخْ هُديتَ الايْنُقا
|
فَقَدْ وصَلْتَ الأبْرقَا
|
أمَا تَرَى نَارَ الْقِرى
|
على رُبَى ذَاتِ النَّقَا
|
كأنها نجمٌ بَدَا
|
بَلْ بَدْرُ تمِّ أشْرَقَا
|
والحَيُّ عَنْ يمنى الرُّبَى
|
يَا سَعْدُ أبْشرْ باللّقَا
|
فَقَدْ ذَوى عود النَّوى
|
وغُصْنُ وصْلى أوْرَقَا
|
نِلْت السَّرورَ بالْعَنَا
|
لا رَاحَةَ دُونَ الشَّقَا
|
فاشْرَبْ واطْربْ لا تكُنْ
|
مِمَّنْ سَهَا عمّنْ سَقَى
|
وانْهَبْ زَمانَ الْعَيْش مَا
|
عُمرُ الْفَتَى إلاَّ البَقَا
|
جميل صادق الزهاوي:
(مجزوء الرجز):
لشعر ديوان العرب
|
والشعر عنوان الادب
|
هو الذي قامت به
|
في الشرق نهضة العرب
|
وهو الذي كان يخف
|
ذائداً عن الحسب
|
ويكشف الحق ان
|
الحق عن العين احتجب
|
ويشعل النار التي
|
في اول الحرب تشب
|
ويحفظ الاخلاق ان
|
تمسها يد العطب
|
يصور الاحساس منهم في
|
الرضى وفي الغضب
|
يروع من يسمعه
|
اذا اهاب او عتب
|
يذم من بماله
|
ضن ويطرى من وهب
|
اذا سمت قبيلة
|
فانما هو السبب
|
قد شب يغذوه الشعو
|
ر فاستوى منه القصب
|
ثم رنا ثم دنا
|
ثم جثا ثم وثب
|
الشعر زهر عطر
|
انبته أرض العرب
|
والزهر في اشواكه
|
كالعين حولها الهدب
|
ما انقلبوا انقلابهم
|
من قبل ان يرقى الادب
|
وهو الذي اذكى الشعو
|
ر بالظهور والغلب
|
وهو الى الوحي يمت
|
من قديم بالنسب
|
لقد روى وما افترى
|
ولا غلا ولا كذب
|
طوبى لمن ما رسه
|
ومن رواه او كتب
|
الشعر اما سله
|
حر فسيف ذو شطب
|
وانه لكاشف
|
الغمات فراج الكرب
|
جوابة الآفاق يطوي الارض
|
من غير تعب
|
اذا مشى يمشي العرضنى
|
او مضى يمضي الحبب
|
وسابق اذا عدا
|
ولا حق اذا طلب
|
وهو سرور للذي
|
فيه السرور قد نضب
|
ريحان من يرتشف الرضاب
|
من بنت العنب
|
وانه لرحمة
|
للناس ان امر حزب
|
ونقمة لمن عن الحق المبين
|
قد نكب
|
كم خاض في حرب وكم
|
غالب جمعا فغلب
|
كم مرة افضى الى
|
انقلاب شعب فانقلب
|
فياله من بطجل
|
لم ينتكص على العقب
|
السيف في يمينه
|
ما ان نبا لما ضرب
|
والشمس في جبينه
|
يرسل عقيان اللهب
|
وهو حديث في نهو
|
ضه قديم في النسب
|
كأنه لم يك بالمولود
|
من ام وأب
|
لا يعرف الانسان كم
|
مرت عليه من حقب
|
ان يكن النثر من الفضة
|
فالشعر ذهب
|
قال الذي قال فهل
|
قضى جميع ما وجب
|
كلا فان الشعر يرجى منه
|
فوق ما وهب
|
ولا يزال الشعر يأ
|
تي كل يوم بالعجب
|
يا ناقدي القريض بالباطل
|
ما هذا الصخب
|
ثوبوا إلى أنفسكم
|
فقد أسأتم للادب
|
لا يحسن النقد جهو
|
ل باساليب العرب
|
ما ان يضير بلبلا
|
شدا غراب قد نعب
|
لا يعرف الشعر سوى
|
من راضه حتى تعب
|
ليس الذي يرى من
|
البعد كراء من كثب
|
ما انت نبع منه يا
|
ناقده ولا غرب
|
يا حبذا النقد النزيه
|
من اساليب الكذب
|
نعوذ باللَه معاً
|
من غاسق اذا وقب
|
ما الحقد في النقد السفيه
|
غير نار في حطب
|
محرقة من شبها
|
كأنه لها حصب
|
قل ايها الشعر معي
|
تبت يدا ابي لهب
|
لم يغن عنه ماله
|
في هلكه وما كسب
|
يا ايها الشعر ودا
|
عا فرحيلي اقترب
|
ان فراقي لك يا
|
شعر فراق من احب
|
يا شعر انت خالد
|
اليك لا يرقى العطب
|
اما انا فذاهب
|
عنك كما غيري ذهب
|
الموت خير من حيا
|
ة كل ما فيها نصب
|
بهاء الدين زهير: (مجزوء الرجز):
بِاللَهِ قُل لي خَبَرَك
|
فَلي ثَلاثٌ لَم أَرَك
|
يا أَسبَقَ الناسِ إِلى
|
مَوَدَّتي ما أَخَّرَك
|
وَناظِري إِلى الطَري
|
قِ لَم يَزَل مُنتَظِرَك
|
يا ناسِياً عَهدِيَ ما
|
كانَ لِعَهدي أَذكَرَك
|
يا أَيُّها المُعرِضُ عَن
|
أَحبابِهِ ما أَصبَرَك
|
بَينَ جُفوني وَالكَرى
|
مُذ غِبتَ عَنّي مُعتَرَك
|
وَنُزهَتي أَنتَ فَلِم
|
حَرَّمتَ عَيني نَظَرَك
|
أَخَذتَ قَلباً طالَما
|
عَلَيَّ ظُلماً نَصَرَك
|
كَيفَ تَغَيَّرتَ وَمَن
|
هَذا الَّذي قَد غَيَّرَك
|
وَكَيفَ يامُعَذِّبي
|
قَطَعتَ عَنّي خَبَرَك
|
وَعَن غَرامي كُلَّما
|
لامَكَ قَلبي عَذَرَك
|
فَاِعجَب لِصَبٍّ فيكَ ما
|
شَكاكَ إِلّا شَكَرَك
|
وَاللَهِ ماخُنتُ الهَوى
|
لَكَ الضَمانُ وَالدَرَك
|
يا آخِذاً قَلبي أَما
|
قَضَيتَ مِنهُ وَطَرَك
|
قَد كانَ لي صَبرٌ يُطي
|
لُ اللَهُ فيهِ عُمُرَك
|
وَحَقِّ عَينَيكَ لَقَد
|
نَصَبتَ عَينَيكَ شَرَك
|
وَحاسِدٍ قالَ فَما
|
أَبقى لَنا وَلا تَرَك
|
مازالَ يَسعى جُهدَهُ
|
ياظَبِيُ حَتّى نَفَّرَك
|
عمر بن أبي ربيعة
(مجزوء الرجز):
قَد زادَ قَلبي حَزَناً
|
رَسمٌ وَرَبعٌ مُحوِلُ
|
رَبعٌ لِهِندٍ مُقفِرٌ
|
قَد كانَ حيناً يُؤهَلُ
|
ما إِن بِهِ مِن أَهلِهِ
|
إِلّا الظِباءُ الخُذَّلُ
|
قَد كُنتُ فيهِم ناعِماً
|
أَلهو بِهِم وَأَجذَلُ
|
أَيامَ هِندٍ وَالهَوى
|
مِنّا لِهِندٍ تَبذُلُ
|
فَحالَ دَهرٌ دونَها
|
دَهرٌ لَعَمري مُعضِلُ
|
بِتنا وَقَلبي مُشفِقٌ
|
مِن صَرمِ هِندٍ أَوجَلُ
|
إِذ أَرسَلَت في خُفيَةٍ
|
إِنَّ المُحِبَّ المُرسِلُ
|
تَقولُ هِندٌ اِئتِنا
|
فَقُلتُ لا لا أَفعَلُ
|
وَاللَهُ لا آتيكُمُ
|
حَتّى يَزورُ الأَوَّلُ
|
عَن حُبِّكُم يا هِندُ ما
|
عُمِّرتُ حَيّاً أَغفُلُ
|
ابن الرومي (منهوك الرجز):
هل حسنٌ في نحلِكْ
أو جائز في مِلَلِكْ
لهوُك عن مُؤمّلكْ
بالأمس في قُطْرُبُّلِكْ
مع الفتى الكهلِ الملكْ
مؤمَّلي مؤمَّلكْ
مُعَوَّلي مُعَوَّلك
مفضّلي مفضَّلك
مبجَّلي مبجَّلِك
مخوّلي مخوَّلك
مذلَّلي مذلَّلك
مقتبلي مقتبلك
ممثّلي ممثّلك
ومعقلي ومعقِلك
وموْئلى وموئِلك
لا ذاكري في نَقلك
كلا ولا في مَنزلِك
كلا ولا في نَهلِك
كلا ولا في غزلِك
كلا ولا في جدلِك
سأنتحي في عذلك
أو تنتهي عن نحلك
وعن دواهي غِيَلك
والمتَّقي من خَتَلك
إذا انبرتْ من حِيلك
وعش لنا في خَوَلكِ
مرفَّلاً في حُلَلِك
يلقاك في مُستقبلك
سؤلُك في منتهلِك
مزحزحاً عن أجلك
مُبحبحاً في أملك
مصحَّحاً من عِلَلِك
مسلَّماً من زللِك
مستيئساً من خَلَلِك
مستبرعاً في بِذَلك
فيك غنى عن بَذلك
في سكرة من جَذَلِك
بين مثاني كِلَلِكْ
على تمادي نَغلِك
وما أرى من دَغَلِك
وعُطلتي من قِبَلك
أبو نواس (منهوك
الرجز):
إلهَنا ، ما أعدلَكْ
مَليكَ كلِّ من
مَلَكْ
لبيكَ ، قد لبَّيتُ لكْ
لبيكَ ، إن الحمدَ
لكْ
والملكَ ، لا شريكَ لكْ
ما خابَ عبدٌ
أمَّلَكْ
أنتَ لهُ حيثُ سلَكْ
لولاكَ ياربُّ
هَلَكْ
لبيكَ ، إن الحمدَ لكْ
والملكَ ، لا شريكَ
لكْ
كلُّ نبيٍّ . ومَلَكْ
وكلُّ من أهَلَّ لكْ
وكلُّ عبدٍ سألَكْ
سَبَّحَ ، أو لَبَّى
فلكْ
لبيك إن الحمدَ لك
والملكَ ، لا شريك
لكْ
والليل لمَّا أنْ حَلَكْ
والسابحاتُ في
الفلَكْ
على مجاري المُنْسَلَك
لبيك إن الحمدَ لك
والملكَ ، لا شريكَ لك
يا خاطئاً ما
أغَفَلك
اعمل ، وبادِر أجلَك
واختم بخيرٍ عملَك
لبيكَ ، إن الحمدَ لك
والملكَ ، لا شريكَ
لك