تقول إحدى الطرف القديمة: إن شخصًا شكا لصديقه أنه كلما وضع السكر في مكان أصابه النمل، فقال له صديقه: اكتب كلمة "ملح" على ورقة صغيرة وضعها على كيس السكر، حتى لا يصيبه النمل!
مصدر الإضحاك في الطرفة أن النمل - أولا - لا يعرف القراءة، وأنه، ثانيا - وإن افترضنا جدلا معرفته بالقراءة - لن يتأثر بما يكتبه صاحب السكر، بل سيتأثر بحواسه التي سترشده إلى طعامه، ومن ثم سيصيب السكر وإن كُتب عليه سم قاتل!
إن النمل تفوق على كثير من البشر الذين لم يعودوا يستخدمون عقولهم في الوصول إلى حقائق الأمور؛ وبات مصدر انجذابهم إلى الأشياء أو نفورهم منها هو ما يُقال وما يُنشر عنها، لا ما نتج عن إعمال عقولهم وتفكيرهم!